أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التقديم الناعم في - دار شهله- وجيه مسعود















المزيد.....

التقديم الناعم في - دار شهله- وجيه مسعود


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6601 - 2020 / 6 / 24 - 01:26
المحور: الادب والفن
    


التقديم الناعم في
" دار شهله"
وجيه مسعود
كنت أود الهروب إلى جنون الأدب والعبث، لعلي أجد في إنجيلي "كتاب الحصار": "مزق التاريخ في حنجرتي/ما أمر اللغة الآن/وما أضيق باب الأبجدية" الخلاص من هذه والضاعة، لكن، "وجيه مسعود" وضع حاجز أمامي، وجعلني أعود أدراجي، إلى الحياة، إلى حوارة، من هنا بدأت التقدم من جديد، وها أنا أفتح عالم الحياة أمام القراء، ليعرفوا الفرح، الحياة، النبل، الأصالة، التي يحملها الفلسطيني تجاه الوطن.
العنوان يأخذنا إلى مكان (بارز ومعروف) "دار شهلة"، فما هو المييز في هذ الدار؟،
====
"باب’’ خشبي’’ بطول نخلة.. من نخيل الحجاز,"
الباب الخشبي يأخذنا إلى البساطة، حيث أن فاعلية (شكلية)، أقل من باب الحديد، ويمكن تجاوزه بسهولة ويسر، كما أن الطرق عليه غير مزعج كأبواب الحديد، ويدخل الشاعر (التخيل) فيجعله بطولة "نخلة"، وأضاف عليه البعد المكاني "الحجاز"، ليعطيه شيئا من القدسية، فهو متسع ارضيا "الحجاز"، ومرتفعا سماويا "بطول"، وله علاقة بالسماء، هذا على صعيد التخيل، أما بخصوص (الواقع)، اعتقد أن الارتفاع الكبير للباب "بطول نحلة" يشير إلى مسألتين، أن الشاعر يتحدث عن طفولة، فقصر طوله جعله يرى الباب طويلا، وأيضا أراد أن يرفع من مكانة الباب ويسموا به، فهو ليس بابا عاديا، بل باب الطفولة الهناء.
" وطهر’ ولي
جازته نبوات’’ ومروج
رسل’’ رعاة’’ غزاة’’ دجاج , طيبة’’ وطيبون "
البياض يكمن في "نبوات، مروج، رسل، رعاة، دجاج، طيبة، طيبون" واللافت في هذا البياض أنه يجمع الطبيعة والأرض والإنسان معا، فالشاعر يجمل جمالية الأرض والإنسان معا، وما تكراره ل"طيبة/طيبون" إلا تأكيدا على ما تحمله ذاكرة الطفل من صفاء وفرح "لباب دار شهلة".
" قوس من قزح , دار شهلة
نبوات’’ قيامات’’ اسراء’’ وعروج"
يقدما أكثر من مكانة و(عبقرية) "دار شهلة"، من خلال أضافة لمسة جمال وبهاء وقدسية عليها، فيجمع بين رؤية الطفل للجمال قوس قزح، وبين القدسية الدينية، إن كانت مسيحية "نبوات قيامات "، أو إسلامية "أسراء وعروج" وهذه الاضافة تدفقت من ثقافة الشاعر ومعرفته.
ويؤكد على قدسية الدار وقدسية الباب:
" ووحده باب’ - دار شهله - السراط’ ووحده الملكوت"
نلاحظ الثقافة الدينية أخذت مكانتها في النص، لهذا تتدفق كماء النبع بسلاسة وهدوء، والجميل في هذا التدفق أنه يأتي جامعا بين الدين المسيحي "ملكوت"، والإسلامي "السراط"، وأيضا من خلال حديثه عن الباب، وكأنه طفولته في "دار شهلة" هي من يتحكم في مسار النص، فالباب الكبير والعالي، ما زال ماثلا أمام نظيره، وهذا يخدم فكرة العلاقة الوطيدة بين ارتفاع السماء "نخلة" وبين الأرض "الحجاز"، ويؤكد على تناسق وتكامل النص.
يقدمنا الشاعر مكانة "شهلة" التي رآها وعرفها وهو طفل، فبدت بهذا الشكل:
" تشرق’ شهله
تشمر’ خرقتها
تحج ( الطابون ) : الذي
توجت سقفه بالزعتر والنعناع والزرقة والياقوت
تتذكر (مسقاط ) اللبن
تعود خم الدجاج , تقترض بضعة بيضات,,
وقبل ان يفيق عمي, تقطف تينآ وتوت
(تشعل’ نار (الطابون)"
سلسلة أفعال: "تشرق، تشمر، تحج، توجت، تتذكر، تعود، تقترض، تشعل" تؤكد على أن النص لا يكتبه "وجيه مسعود"، بل النص من يكتب "وجيه"، فهو المثقف والعارف والشاعر يستخدم لفظ "خم" وليس "قن" وكأنه يريد أن يبقى في ذلك الزمن، زمن فلسطين والطفولة الجميلة، وكأن من خلال اللغة يؤكد على اتقاد الذاكرة وقدرتها على الاحتفاظ بالجمال والهناء الذي كان.
وما يحسب لبساطة وسلاسة النص أنه يتناول حياة الريف البسيطة، فاللغة والألفاظ تتناسب وطبيعة الريف، وهذا يجعل الفكرة تصل حتى من خلال الألفاظ: "تشمر خرقتها، الطابون، بالزعتر والنعناع، خم الدجاج، تقطف تينا وتوتا، تشعل نار الطابون" وكأنه يؤكد على أن البساطة لا تحتاج إلى (تزويق)، فهي جميلة ورائعة بطبيعتها، كما هي، وهذا ما أكده الشاعر من خلال الألفاظ وطريقة التقديم وشكلها.
لكن تستوقفنا كلمة "تشرق شهلة" فما الداعي لها؟ وكيف جاء؟، المقطع التالي في الإجابة:
" ترفع’ عينيها
: تطرق باب الشمس
- ابنة الكلب - ما زالت نائمه
تدخل غرفتها
تهزها من رأسها , توقظها"
إذن عندما "تشرق شهلة"، تعني (تشرق بدلا الشمس)"، فهي تسبقها بالشروق، وتجاوزتها بيقظتها وتفوقت عليها، فكان مخاطبتها للنائمة "الشمس" بخطاب قاسً، "أبنه الكلب، ما زالت نائمة"، رغم (ابتعاد) الصورة عن السياق الناعم والسلس، إلا أن الطريقة التي قدم فيها المقطع (يغفر) للشاعر، فهو يرى في "شهلة" الشمس، التي تستيقظ قبل شروق/يقظة النائمة الشمس، فما الذي تفلعه "شهلة" بعد "شروق/ها" :
"ثم تقعد’ ترق’ وتخبز الصباح , تهدهده’
وترسم بدرا حنون
ترق’ العجين ,
وعلى اول رغيف,, من خبزها
عصافير كنعان كلها تفيق"
أول الخير يبدأ بالعجين والخبز، جمال هذا الخبز نراه بعيون الطفل: "ترسم بدرا" فالخبز لا تقتصر أهميته/فائدته على الإشباع فحسب، بل على المنظر الجميل "بدرا"، وتستحضر ذاكرة الطفل "زقزقة العصافير" التي تستيقظ/تفيق على رائحة خبز "شهلة"، "فشهلة" هنا هي مصدر الحياة، هي من يخلقها، ألم تستيقظ قبل الشمس، وها هي العصافير تأتي على رائحة خبزها، هل يكتفي الشاعر بهذه الصورة "لشهلة"؟:
" حوارة كلها تفيق
و( صح بدنه ) تؤذن
تهدل
تصاح
ادعية’’, طلبات’’ ودموع
أذنت لصلاة الفجر شهلة"
يبدو أننا امام قديسة وليست امرأة عادية، البلدة "حوارة" تفيق/تستيقظ على شروق "شهلة" ورائحة خبزها، وها هي تطعم الآخرين "صح بدنه"، وتواصل نداء الخير: "تهدل، أدعية، أذنت"، فأي امرأة هذه التي تسمى "شهلة"؟ التي توقظ الشمس وحوارة من نومهما، وتجذب العصافير لخبزها، وتدعوا الآخرين لخيرها/خبزها، وترحب بهم و تؤذن للآذان لصلاة الفجر؟.
"كنعان’ كلها تصطف خلفها ,
تصير حوارة:
المسجد
والساجد
والساجدين , تصير السجود"
المزج/الجمع بين (ذاكرة الماضي/الواقع) والخيال، وبين بساطة اللغة، تشير إلى أن النص لا يكتبه الشاعر بل هو من يكتب الشاعر، لهذا نجد الألفاظ البيضاء هي الغالبة على النص، وهناك حضور لثقافته ومعرفته ـ بعد أن نضج ورشد ـ، من هنا نجده يستخدم "كنعان"، وما يحسب للشاعر أنه وظف ثقافته لخدمة الفكرة التي تتمحور حول "شهلة"، فجعلها مركز الحياة/اليقظة، ولا يكتفي بهذا بل يربطها بالتاريخ "كنعان"، وأيضا يصهرها في المكان "حوارة" ثم يجعل المكان وما فيه من حياة/ناس "مسجد/ساجد ساجدين/سجود" فبدت الحياة والأرض في موضع خشوع، تتوحد وتنصهر وتحل في كائن/شيء واحد.
قلنا في موضع غير هذا هناك علاقة توحد بين الفلسطيني والمكان، فهما كالروح والجسد، وهذا ما أكده "وجيه مسعود" عندما اعطانا تفاصيل المكان:

"حوارة’ كلها مع ( طابون ) شهلة تفيق
(من (كوزا) و(الصبات ) مرورا بالنجمة وليمونة عمتي (لطيفة) حتى (بلاطة )"
المكان نجده في "حوارة، كوزا/قوزا، الصبات، النجمة، وليمونة عمتي لطيفة، بلاطة" للافت أن المكان مفصل وواضح لكل من يعرف حوارة، لكن الشاعر لا يكتفي بالتفاصيل فقط، بل يؤكد على علاقته الحميمة بالمكان من خلال "عمتي لطيفة"، وكأنه يقول أن هذا المكان لي، فهناك ليمونة عمته.
لا يقدم الشاعر المكان بشكل مجرد، كجماد، بل ككائن حي، كحياة اجتماعية عاشها وتمتع بها، لهذا نجد ذاكرته تستحضر الأشخاص الذين عاش معهم في بيت "شهلة":
"و ( يحط الحمام يطير الحمام )
وشهله:
المؤذن والااذان
مسطبة’’ حنون
موقد ونار
نعيم , نزيه , جمال , جميل , ندى ,عبد الله , فاطمة , مريم’ جدتي وانا
............ والدعاء , الصلاة , مسعود السلمان , الشيخ بشاره , البقل’ والندى"
ثقافة "وجيه" الراشد تستحضر مقطع لقصيدة درويش "يطير الحمام يحط الحمام" وهذا المقطع لم يأتي بدافع برز العضلات، بل لأن هناك حمام في بيت شهلة ما زالت ذاكرة الطفل تحتفظ به.
الأسماء التي ذكرها الشاعر، كلها شخصيات عاش معها وهم في غالبيتهم ابناء "شهلة"، إذا ما استثنينا "مريم/الجدة، فاطمة/أمه، مسعود السلمان، عائلته، "الشيخ بشارة" احد المقامات في حوارة.
وبعد هذا التقديم، يختم الشاعر النص بهذا الشكل:
"(زير’’ ) في دار شهلة , بيدر’’ , تبر’’ تراب
في دار شهلة
زير الماء مشاع
شاي الميرمية مشاع
سحاب الرب مشاع
كانون النار مشاع
كلمة حبيبتي مشاع
عمتي مشاع
جدتي مشاع
وحمامة الروح مشاع
قرآن الفجر مشاع
قيام يسوع
كل صيرورات الخير في دار شهلة مشاع
2020 / 6 / 21"
هل هناك خير/فرح/سعادة/هناء أكثر من هذا المشاع الذي نجده في كل شيء: "زير شهلة، شاي، كانون النار" وفي كل شخص "كلمة حبيبي، عمتي، جدتي"، وفي كل مكان "دار شهلة، لهذا كانت الحياة مقدسية: "سحاب الرب، قرآن الفجر، قيام يسوع" فهل لمثل هذه الحياة/الأرض/الناس يمكن أن تنسى أو تهجر؟.
النص موجود على صفحة الشاعر على الحوار المتمدن على هذا الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682003



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهل مالك الكتابة والأنثى
- الاتحاد والتماهي في نصّ -كل ذاك السِّوى- ل -فراس حج محمد-
- السلاسة في -جلد على وهن- وجيه مسعود
- المعرفة والروح في قصيدة -دلني يا حلم- كميل أبو حنيش
- محمد مشية وعالم الومضة
- وجيه مسعود الصعود والهبوط في -كم وددت-
- الفلسطيني في رواية كلام على مصطبة ميت خالد أبو عجمي
- التغييرات الفلسطينية في رواية -اغتراب- أسامة المغربي
- اخناتون ونيفرتيتي الكنعانية صبحي فحماوي
- خرابيش وجيه مسعود
- الاغتراب في مجموعة الحاجة إلى البحر أمين دراوشة
- المرأة المضطربة في رواية -الغربان والمسوح البيض- منى جبور
- عظمة التاريخ في كتاب -فخر الدين إن حكى- عزيز الأحدب
- ماياكوفسكي الليلة الأخيرة
- المرأة في رواية -هناك في شيكاغو- هناء عبيد
- وتبقى أشجار الكرز تزهر في قلبي دوما -سمير عيسى الناعوري-
- الشعر في ديوان قم واعتذر للبرتقال رضوان قاسم
- كميل أبو حنيش رتل هذا النشيد
- حجر يعبد لطفي مسلم
- كميل أبو حنيش -لعلي أعود نهارا


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التقديم الناعم في - دار شهله- وجيه مسعود