أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - ديوان تشوه لا إرادي - 8/3















المزيد.....

ديوان تشوه لا إرادي - 8/3


أحمد عبد العظيم طه

الحوار المتمدن-العدد: 6600 - 2020 / 6 / 23 - 23:30
المحور: الادب والفن
    


زهرة القبور

في هذا الليل الأسود العميق الدائم
في تلك البقعة الخربة
المسكونة بالليل والخراب والموتى

نبتت زهرة وحيدة,كالنفس الوحيدة
نبتت بلا ماء.. بلا ضوء.. بلا أحد
فكانت تمتص الجفاف ماءًا
وأديم الجثث طعامًا
وتستضيء بالليل الدائم
وتتخذ من العشب والنبت الشيطاني
أنسًا وعونًا على الوحدة

فلما بلغت مبلغ الزهر
نَمَتْ ورَبَتْ وكانت فتنة الخراب
ومأثرة الليل والموتى

وإذ تبصر نفسها تعجبها تقول :
ها أنا قد بسقت بلا ماء وضوء
بلا أحد
ها أنا زهرة القنوط الوحيدة..
أنا بدعة الليل,والخراب,والموت

هذا لوني فمن يراه ويطلق اسمًا
وتلك رائحتي فمن يستنشق
لأعلم رائحتي من وجهه
صدري نافر الأوراق من طول لهفة
وساقي متعبة من فرط انتظاري

فمن سيأتي لأعرف من أكون ؟
ومن يتكلم لغتي فأفهم ؟
ها أنا واحدة البرية
وأنا صوت الخواء المقيم وسمعه
لاشيء يرى ويسمع غيري
ولا شيء يصرخ من سيأتي غيري
- ربما الموتى,إذ أسمع في الأسفل دبيباً وصراخاً مكتوماً
لكنهم لا يتمردون علي الموت,ولا يظهرون لأراهم -

فمن الحي الذي سيعبر
ليطفئ الحيرة والألم
وذلك الشبق المرعب للقطف
لبلوغ الشم,واللعق
والذبول من شدة النشوة ؟؟؟
من المريح الذي سيريحني ؟

وإذ يسمعها الرجل القلق الضال فيقترب
- وكان لا يقترب أبداً -
وجهه مضيء كالجمر وليس كالضوء
لحيته نابتة وعاري الصدر
له أصابع كالمخمل
ولا يعلم شيءٌ في الليل من أين جاء !
أو متى طفق !
يُهامس الرجل الزهرة بلغة تفهمها
فتبكي
فيُقبّلها,ويُعانقها
ويلجها بقسوةٍ وألمٍ
حتى تشبع..
حتى تترنح من الشبع
فيتركها ويهم بالرحيل,هكذا بغتة

تناديه بوهن
لكنه لا يسمعها كالحجر
تصرخ فيه بلوعة
"ليتكَ ما أتيتَ / ليتكَ ما ولجتَ"

فينطفئ وجهه
ويغيب كما جاء بلا حكمة
غير القلق والضلال
وإنها تدعو له بالهدى لكنه لا يعود...
وتظل الزهرة وحيدة
نفسًٌ وحيدة..
حتى تموت بحسرتها.







ركز معي

رَكِز معي..
رَكِز معي..

عندما يُدخِلُ التصورُ الفرحة َعلى قلبكَ
وتستبد بكَ الثقة في حقيقة نفسكَ
وترتاح لما تفعل بلا حجة

وتحل بلاغتك محل واقعك
وأنتَ ديوثُ بينهما

وحين يستدرجكَ الغضب
من عدم الرضا
وتسترذل روحكَ
وتُنصت إلى أنفاسكَ مقطبًا باهتمامٍ
وحين تشفق على حالكَ
كأنه ليس حالكَ
وتصطبغ بكل مَن تفهم عليه
ويعصى عليكَ تسميتكَ
وحين يُخاتلكَ إحساسكَ في ذاتكَ
بين الخبيثِ والطاهر ِ
وحين يعتريكَ أملكَ كأنه سيقع
وعندما يبدو لكَ الزمن لا ينتهي
وحين تألف الملل والفشل
وتطمئن للتعاسة والقلق الدائم

حينئذٍ أنتَ إنسانٌ طبيعيٌ للغايةِ ..
مثل ألوف الناس..

ولست مجنونًا
ولست عبقريًا
ولست معقوقاً في الوصل ِ
ركز معي..

كل ما في الأمر
أنكَ من نوعٍ كفور بعض الشيء.



قطرة تنقسم قطرتين وهي تسقط

من مُنطلق روحي التي تتخلخل منذ عام
أنطلق
وفي طريق اليقين والوساوس أسير
ولا يخفى على الناس شعورهم المكتوم
بأنني أتناقص من أمامهم بالفعل
ذلك أن الحياة تحتاج إلى التفرغ الكامل
وأنا مغرق في هذا الشغل المرير

مشغول بروحي التي تتخلخل منذ عام
لكأنها شرنقة على شئ ٍينمو معتسراً
ولا أعلم كنهه.

ومنهكُ الكيان جدًا
شبيهًا بالقطرةِ التي تنقسم قطرتين
وهي تسقط
أتماسك متصنعًا الوحدة ..
ولكنني أنكشفُ
إذ أبدو للعيان ملفقاً كالخدعة
أسيرُ في طريق مِلؤها الخشية,والجلال
والهيبة, والجزع, والصمت
والهذي, والسكينة, والتحرج
..تحفني أحاسيس كرام
ويتقافز حولي الوسواس الرجيم
يجادلني في السير
وفيما فعلتُ بنفسي
ويعدني الندامة على ما قد ضيعت
وما سأُضَيّع
ويلقي أمامي بأشياء كالماء الدنِس
تجعلني أتعثر
وأضيقُ وأشكُ
في هذه المسافة التي قُطعت بلا ماء

إن الملعون يخاطبني
في قلبي الذي أفقه به
ويفند معي أفكاراً وقناعاتٍ
بيضاء كالفل ِ
كنتُ قد أوتيتها صرفاً كما هي
باهرة الوقع،رهيبة التنبيه
تضربني بصدق أن اسْتفقْ
أيها الغافل في اليقظة
والجهول في النوم
قد حان دورك في الهدى
فاسعد لتشقى وتحظى
واصبر لتجتاز وتمضي
"كان الأمر كأحدٍ يخاطب أحد في قلبه بقوة
وبلا مخاتلة واحدة
تصنع ثغرة للسهو والمماطلة
أو تعطي هفوة للفرار"
حتى انقلبتُ على نفسي بعنفٍ
وخوف..
وتسليم ملوث بالهوى
ورجاء نال منه الحرمان
فجعله كاليأس

"مأمورًا كنتُ ومرادًا ومطلوبًا مني بقوة
فليس من بعد اليقين حجة للتعلل
إلا الحماقة
أو الموت بغتة"



الصارخُ الباكي المتوحش
القاتلُ في الناس أن ابتعدوا

"صرخَ"

اتركوني لحال نفسي
أستقسمكم بالشيطان الذي تكرهونه
أن ترحلوا من فوق خراب رأسي
إلى دياركم الجميلة السوية
التي أبغض كل حجر ميت وحي في حوائطها كأبي ...
ولا تتنازعوا أعضائي
فأنا مرض إن دب بينكم يمحقكم
ولا يدعكم حتى تبيتون أخربة عامرة
ومواخيرًا أعمر

أيها الناس الرائعون
لم أبغِ حيواتكم الرائعة
لم أبغِ حيواتكم الرائعة
لم أبغِ حيواتكم الرائعة...
"بكى"

صدقوا لن أحتاج شيئاً..
كل الأشياء عندي
لذلك فلتدعوني أتصومع
كما أنا بداخلي
هادئا هازجا هازئا
دون تشوش أو خوف رهيب من القادمين
الذين هم أنتم
فأنا أخافكم ،أخافكم كأبي والسماء

صدقوا لن أحتاج شيئاً ..
فكل الأشياء تقبع بحانوت الجسد

صدقوا ..
سآكل من لحم ظهري الذي لا ينفد
وسأشرب من عنقي الذي
تجري من تحته أنهار دم ومرض وملح
وماء أزرق لذة للشاربين
الذين هم أنا..
أنا الشاربون والميتات
والمتقيئون والشاربات
و الأحياء والمتقيئات
والميتون والحيات

أنا الكل الكل الكل الجميع
الواحد الاثنين الثلاثة
الكل الكل

فصدقوا لن أحتاج شيئا
كل شيء قد نما كعشب ضارّ

فلاشيء حولي
ولا حول لي يبدو
فلا حول لي غير بي
لا حول إلا بي
فغادروني إلي اللاحول.



" توحشَ "
وبعزتي وجلال وحشتي
ليمحقنكم الوحش الوحشي
الشر المستوحش الشره البشع المشحوذ
حشاش الرقاب المرض ...،
فهيا اغتنموا الوقت الخراب بقفزة وعودوا
قبل أن يحل عليكم القَسَمُ المريض قسَمي
عوووووودوااااا
عووووووووووووووووووووووو...


"قتلَ"
الآن يتغمدكم مرضي بخرابه
وتجتبيكم نار جوفي التي حقت عليكم
ثمن إتيانكم وجلستكم
وحبكم السام كمثلي لمثلي .

" أزهقهم جميعا "
..............................................



تحت وطأة المغص

إنني أكتبُ تحتَ وطأة المغص
وياله المغص من فاتق ٍكبير للمعاني
فالألم عامة مصدر شنيع الروعة
للشعر خاصة
يجعلني المغص أتلوى
فيتلوى ما أريده من معنىً
ويصاغ مشوهاً متعرجاً
فيكون أنكى وأجمل
بتشوهه واعتلاجه بالعرج
أنكى وأجمل ألف مرة
مما عنيت في الأصل

إن تلك هي فلسفة الجوانب القبيحة
أو الأركان العطنة للأشياء والمعاني
فقم بالتجربة وتمغّص..
شرط أن تكون وحيدًا
حتى لا يقوم أحدهم بنجدتك من الألم
الذي هو الغاية من التجربة
ستفرغ معدتك أحماضها الحارقة
عبر لسانكَ ويدكَ
وستجد أن الكلام
الذي كنت تبذل تعبًا مهلكاً
كي تنضجه برأسك
وتحيله إلى معنىً صالحٍ للتناول
ستجده يخرج من معدتكَ
متفحما من فرط النضج

إن الألم خبازٌ كبير,والمَعِدَة محرقة كبرى

فجرب وطأة المغص
إن ذلك لنصح شديد لك
إذا أردت الجوهر الواحد الأصل
لأي شيء وأي حقيقة
حتى لو جاء الحق بذهنك ساعتها
ستراه
إن كنت تريد الرؤية

وستجد الموت مجسدًا أمامكَ
والحياة فقاعة أضخم من جاراتها
برغامك تسيل
وكلما اقتربت سبابتك منها
اقترب الموت منها
الموت الذي هو مُجسدٌ أيضًا

فرَوِّضْ سبابتكَ قبل الولوج إلى المغص
ثم تمغّص وصدّق أن المغص
هو جالبُ الحقائق
وأن الألم هو فاتقها الأصيل

فتجرع الآن سُمًا خفيفاً
وقم بالتجربة
ولا يغرّنك كونكَ سليماً معافىً
إن السلامة والعافية اللتين جُبلت أنت عليهما
هما الميوعة الأبدية..
وأنت لا تدرك ذلك
أنا فقط أدركته وأُدْرِكُهُ إياكَ
كي تتألم وتتمغص فترىَ

إنك أعمىً فصَدّقْ بصركَ المخبوء
أسفل مغصكَ
وتَسَمّم وتألم
إن بالألم للعميان بصر
أيها الحيوان الضرير
بميوعتك الأبدية.




عواء في الملكوت

أيها الجوع المقدس الكافر الخالق
الذي ملكوته أعضائي
عليك لعنتي القدوسة كحمدٍ لكَ عليكَ
فزدني إحاطة
برعايتكَ القارصة قرصًا مقدسًا كمِثلكَ
واملأ أغوار جوفي بزهوة مجدك
وتصاريف مشيئة هي لك
لأشكرك شكرا جزيلاً
على قسوتك العلية معي
تلك التي شكلتني خلقا آخر
فأنشئتني ذئباً عزيزاً على رمل عزتك
يهيم هياماً كعابديك
الذين شفهم الإشراق إلى حد العظم ..

ذئبٌ جهوري الطلعة,جهوري الخرس
عواؤه لبنٌ ودمعٌ وابتهالات حقد
ومزامير سحر وشعر
ودم أزرق يُنبي بقرب ملكوتٍ
يحكمه ذئب بعوائه

فيا أيها الكافر الخالق الجوع المقدس
عليك لعنتي القدوسة كحمدٍ لكَ عليكَ
فكلما طالني عطفك,طال فرائي
ذلك الثمين الأملس المتوحش

يصرخ الجسم فيطول الفراء
تتلوى الروح فيطول الفراء
حتى ُأصبح أنا الذئب فراء
ويطول الفراء
فيتسلق ساقيك,ويلف صدرك
فيلمس قدس عنقك,فيدفئك
فيخنقك
وأنت ترتعد فيخنق
وأنت تسكن فيخنق

وعندئذ سيخرج عواؤنا الذي يحكم ..
تلك شيمة الذئب السوي وقت يجوع
يطول فراءه .. فيخنق ربه



#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/2
- ديوان تشوه لا إرادي - 8/1
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/9
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/8
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/7
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/6
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/5
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/4
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/3
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/2
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/1
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/4
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/3
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/2
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/1
- منطقة عشوائية
- تُرب الإنجليز
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/4
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/3
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/2


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - ديوان تشوه لا إرادي - 8/3