أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسل محمد عبد الكريم - النحات الكوردي الراحل حسين مايخان














المزيد.....

النحات الكوردي الراحل حسين مايخان


باسل محمد عبد الكريم

الحوار المتمدن-العدد: 6600 - 2020 / 6 / 23 - 02:58
المحور: الادب والفن
    


أتذكره وهو يوزع جريدة الاتحاد سراً، كيف كان حريصاً على إيصالها لنا في بغداد، وعلى جمع المساهمات والملاحظات حول موادها، من بغداد التي يخيم عليها كابوس الفاشية، بابتسامته الساخرة من البعثيين المتحذلقين في أروقة وزارة الإعلام وأبواقها الصفراء الزاعقة، في مشاكساته الصريحة للقيمين على جمعية التشكيليين العراقيين أو في مركز الفنون.

حسين مايخان، ذاك الفتى الكردي الذي مرق من زقاق فقير من أزقة (عكد الأكراد) المطل على شارع الكفاح، هذا (العكد) الضاج بالحيوية والمتقد وعياً سياسياً مشهوداً، عرفته الحركة الوطنية وخرج منه رموز وجماعات أغنت الخارطة السياسية العراقيين تبلاوين من المثقفين والفنانين والأدباء والسياسيين الكرد، واجهوا الأنظمة الدكتاتورية وقاوموا التعسف الفاشي والشوفيني وعمليات التطهير العرقي أمثال (عادل مراد، عباس البدري، حيدر الفويلي، محمد جاسم بندر، مجيد المؤمن، حيدر الحيدر، أحمد علي أكبر... وآخرين غيرهم). من هذا العكد خرجت الجموع الحاشدة وهي تستنكر وتشجب وتقاوم الانقلاب الفاشي الأسود صبيحة 8 شباط 1963، وسقط الكثير منهم وهم يواجهون دبابات الانقلابيين الفاشست. شهد هذا (العكد) عمليات التهجير القسري بداية الثمانينات من القرن الماضي، عوائل بأكملها أقفلت أبواب دورها ودمغت بالشمع الأحمر، إلى مصير مجهول أما خارج الحدود أو إلى أقبية النظام أو مناطق الحجز الصحراوية.

يقول حسين مايخان "بدأت العمل السياسي مبكراً عام 1965 في صفوف اتحاد طلبة كردستان، حيث كانت ثانوية الفيلية الأهلية ساحة للتيارات السياسية الكردية اليسارية القومية منهاـ كان المناخ السياسي محتقناً وبالأخص بعد نكسة 5 حزيران 1967، إذ كان لابد للجماهير من أن تعبر عن غضبها وأن يكون لها حضور في المشهد السياسي العراقي فكانت الاحتجاجات والإضرابات الطلابية تعبيراً صادقاً وأكيداً عن رفضنا للهزيمة وعلى ضرورة مراجعة الذات وأن تتحمل الأنظمة الحاكمة مسؤوليتها التاريخية في تلك المرحلة، كانت بحق لحظة انعطاف ثوري انعكست على مجمل الحركات السياسية وعلى الشارع العراقي".

بعد انتفاضة آذار 1991 – يقول حسين مايخان، وخلال سنوات التسعينات من القرن الماضي وحتى سقوط النظام الفاشي، كنت مكلفاً بالاتصال بالمثقفين العرب العراقيين المناوئين للنظام في بغداد وإيصال جريدة الاتحاد الأسبوعية بالعربية (جريدة الاتحاد الوطني الكردستاني) لهم، علماً بأنها كانت تصدر في السليمانية وتصلني بواسطة المناضل (محمد حسن ولي).
"كنا نوزعها بطريقة غريبة وسريعة، رغم أنف النظامـ ولا أدعاء كان لانتشارها آثار في توعية الناس بحقيقة النظام الفاشي وكيف أنه آيل للسقوط قريباً".

تتلمذ على يد النحات الرائد الكبير خالد الرحال والنحات ميران السعدي، حيث تخرج من معهد الفنون الجميلة فسم النحت عام 1977.
"بدأ ولعي بالنحت مبكراً، وذلك بتصميم وتنفيذ أعمال بالطين ثم بالجبس لبعض الوجوه البشرية غير المكتملة أو لبعض الحيوانات، غير أن مشاهداتي المتكررة لمعروضات المتحف العراقي القديم رسخت اهتمامي وولعي بهذا الفن الجميل، وخصوصاً انبهاري الكبير بحضارات وادي الرافدين القديمة (السومرية – البابلية – الآشورية) وتلك الأعمال الخالدة التي افرزتها هذه الحضارات من خلال الجداريات والمنحوتات التي عكست لنا مدى التطور الفني والجمالي لتلك الفترة".

كانت تجربته في المتحف البغدادي (حيث كان مسؤولاً عن تنفيذ الاعمال النحتية للمتحف البغدادي) تجربة غنية ومريرة في آن واحد، وحينها أنجز أعمالاً نصفية نحتية وبالجبس لمجموعة من الشعراء والفنانين العراقيين الرواد ومنهم (جواد سليم، خالد الرحال، فائق حسن، عطا صبري) ومن قراء المقام (القبانجي، يوسف عمر، ناظم الغزالي) ومن الشعراء (الزهاوي، الرصافي، مله عبود الكرخي). وكذلك أنجز أعمالاً نحتية لأمناء العاصمة (بغداد) منذ تأسيس الدولة العراقية، غير أن تلك الأعمال لم تعرض في المتحف البغدادي في وقتها وذلك بسبب أمية المسؤولين عن المتحف وجهلهم، ولا يعرف مصيرها لحد الآن!


يميل النحات حسين ميخان إلى الاتجاه التعبيري من الناحية الأسلوبية، مركزاً على موضوعة الانسان باعتباره جوهر الكون وذلك عبر رصد وتجسيد معاناته بسبب القهر والاستلاب والتهميش.
أما أعماله عن المرآة فإنها تجسد كونها رمزاً للخصوبة والحياة رغم الاضطهاد الذي يطالها في مجتمعنا.

عن آخر أعماله النحتية، عمل نحتي للقاضي الشهيد بيرونير حسن الذي اغتيل غدراً صباح 13/2/2005 مع ابنه.
وبصدد إقامة معرض لأعماله البرونزية في مدينة السليمانية.

السيرة الذاتية للفنان حسين مايخان.
- ولد عام 1947 / خانقين
- خريج معهد الفنون الجميلة بغداد – فرع النحت 1977 – 1978.
- خريج كلية الفنون الجميلة بغداد – فرع النحت 2001 – 2002.
- خريج معهد الإدارة 1972 – 1973.
- دورة صيانة الأعمال الفنية والعرض المتحفي – يونسكو – بغداد 1981.
- شهادة خبرة في مجال صب الأعمال الفنية النحتية البرونزية – وزارة الثقافة – دائرة الفنون 2005.
- عضو نقابة الفنانين العراقيين.
- عضو جمعية التشكيليين العراقيين.
- عضو المجلس المركزي لنقابة الفنانين العراقيين.
- أقام عدة معارض شخصية.
- له مشاركات في المعارض التشكيلية داخل العراق وخارجه.
- له شهادات تقديرية.
- فنان متفرغ.

لكنه غادرنا مبكراً...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا المقال سبق أن نشر في جريدة الأخبار البصرية العدد 97 في يوم السبت الموافق 16 حزيران 2005



#باسل_محمد_عبد_الكريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (نص) (تداعيات حسان بن خنجر وهو يتنفس رطوبة الفاو ومستنقعاته ...
- طائر الغراف الحزين... إلى عدنان سلمان* حياً
- محطات من ذاكرة عقيل الخزاعي (ابوذر) : الجزء الثاني
- محطات من ذاكرة عقيل الخزاعي (ابوذر) : الجزء الاول
- خالد احمد زكي - شهيد الغموكه


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسل محمد عبد الكريم - النحات الكوردي الراحل حسين مايخان