أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - نظرية الصدمة وازمات المنطقة العربية














المزيد.....

نظرية الصدمة وازمات المنطقة العربية


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6600 - 2020 / 6 / 23 - 02:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في نهاية ستينات القرن الماضي ومع المنتصف الاول من السبعينات ظهرت نظرية الصدمة لتستخدم في الاستخبارات وعلم الاقتصاد والناظم الرئيسي للمجالين واحد هو الشركات الرأسمالية التي يتم وصفها بالمتوحشة وكانت آنذاك تضع خطواتها الاولى نحو مرحلة العولمة او المرحلة الرابعة من الثورة الصناعية ..تتضمن هذا النظرية سيكولوجيا تدمير قدرات الافراد في التذكر عبر صعقهم كهربائيا من اجل فقدانهم لأي بيانات كانت في اذهانهم ثم زراعة بيانات جديدة تحقق الاهداف للجهة التي تطبق هذا المسلك ..
وهنا كان لعلماء النفس دور كبير في تأسيس هذه النظرية .. انتقلت النظرية الى الاقتصاد عبر منظر الرأسمالية المتوحشة “ميلتون فيردمان” (حصل على جائزة نوبل عام 76) ومعه تأسست مدرسة شيكاغو (او ما اطلق عليها صبيان شيكاغو ) كان يؤكد على تقليص دور الدولة والانسحاب من المجالات الاجتماعية مثل التعليم والصحة والتأمينات وجعل الشركات هي التي تدير الشأن العام الاقتصادي كما الاجتماعي بل والسلوكي عبر الاعلانات وتحفيز الافراد نحو استهلاك لامحدود حيث يجري الانسان وراء السلع ويعمل فترات اطول ..
من هنا يتم قهر المواطن اقتصاديا ومعنويا واذا لم يتم القهر كاملا على النخبة السياسية وهي تعمل بأوامر الكارتل الصناعي اثارة مشكلات كبيرة سياسية مثل اثارة الخوف من حروب داخلية ولابأس من جولات عديدة من الصراع ..هذه الوصفة تم تنفيذها في كثير من بلدان العالم بعضها دون حرب ولكن اشعال ازمات اقتصادية حيث يتكدس الناس للحصول على الرغيف وامام محطات البترول ورفع سعر العملة المحلية في اطار تعويمها مقابل العملات الاجنبية ..
هذه الوصفة اقرها البنك والصندوق الدوليين منذ العام 1975 وكانت بمثابة روشتة متكاملة يفرضها البنك على الدول التي تريد قروض او التي تريد الشركات الرأسمالية السيطرة على اقتصادها وبالذات الشركات الوطنية الناجحة ومن هنا طبقت هذه النظرية في المكسيك والبرازيل ومصر والسودان وقبل ذلك في تشيلي بعد الانقلاب على الليندي وهو رئيس منتخب لم ترضى عنه امريكا ..
ولمزيد من الاهتمام بالفكرة وتطبيقها محليا استقطبت امريكا اعداد من الطلاب في مجال الاقتصاد ضمن برامج المنح للماجستر والدكتوراه ومع تخرج هؤلاء في نهاية السبعينات ومنتصف الثمانينات كانت مكاتب البنك والصندوق في حواراتها مع الحكومات تقترح بعضا من اسماء اللي تخرجوا من امريكا وتؤكد استيعابهم لنظرية فريدمان وروشتة البنك الدولي وهؤلاء معروفين في بلادهم -مثل مصر والعراق بعد 2003 ونحن في اليمن نعرفهم جيدا وكانوا من اهم دعاة رفع الدعم عن السلع الاساسية وتم تعيينهم في مناصب مختلفة ولايزال بعضهم في مناصبه حتى اليوم ...
وللعلم هذه الوصفة فشلت في تطوير الاقتصاد لكنها مكنت الشركات الامريكية من السيطرة على المؤسسات والشركات المحلية بشكل مباشر او غير مباشر كما في تشيلي والبرازيل والمكسيك والتحول الى الخوصصة في مصر والعبث بالاقتصاد والسياسة والمجتمع كما في العراق بعد سقوط صدام .. وفي تلك الفترة أيضا تم ربط البترول بالدولار وتخلت امريكا عن دعم الدولار بالذهب كما كان معمول به سابقا ..
وفي بلادنا اليمن طبقت النظرية من عشرين سنة بافتعال ازمات متكررة ومتراكمة منها ازمات الغاز المنزلي والبترول والكهرباء التي تنقطع يوميا والحروب المتقطعة والمستمرة ، والانفلات الامني ، والتلاعب بالعملة لحساب مراكز القوى وهم معروفين للعامة والخاصة .. ومع الانتفاضة الشعبية 2011 زادت هذه الفوضى والعبث وصولا الى الحروب حينا والتفجيرات حينا اخر والاغتيالات حينا ثالثا ..
واليوم ما نشهده من حرب السنوات الخمس في اليمن ومثله في العراق وسوريا وليبيا انما هو تنفيذ عملي لهذه النظرية " مبدأ الصدمة" التي تشل فدرات الانسان الفرد والمجتمع برمته وتجعله خائفا على يومه وذاته ويسقط من اهتمامه الحلول المنطقية والاستراتيجية والثورية ، لأن كل ما يريده وفق تعميم الفوضى والعبث السياسي ايقاف مظاهر الحرب وعدم الاستقرار ومن ثم تقبله اي حل سياسي واي نخبة او حكومة واي قرارات تتخدذها حتى لو كانت تتضمن التفريط بالسيادة الوطنية ، لان الفكرة المحورية للشعوب الخائفة تحقيق الأمن اولا واخيرا ..
في هذا السياق تكون مرحلة اعادة الاعمار قسمة بين الشركات الامريكية والاوربية وحلفائها من الاقليم وفق حصة محدودة ضمن مشروع السيطرة على الموارد الاقتصادية واعتماد نهج اقتصادي لغير صالح الشعب لكنه سيتقبله بعد الصدمة التي عاشها سنوات ...ومن هنا يتبقى عاما اخر وربما عامين لإنهاء كل الحروب في المنطقة والبدء بمشاريع اعمار وفق الاجندة الامريكية واعوانها اما بشكل مباشر من رجال الاعمال واحزاب وحكومات وجماعات مسلحة او بغبائها من حيث ممارساتها التي تعطى الاولية لخدمة مصالحها والخارج دونا عن مصالح الشعب كله ..
وبالمحصلة النهائية الخارج الدولي والاقليمي هو الكسبان والخاسر هو الداخل الشعبي والوطني مع خسارة واستنزاف احلامه وافراحه ومستقبله والندم على سنوات النضال التي ذهبت سداء ولم تحقق اي من الاهداف الوطنية الكبيرة .. هنا تتشكل افراد وشعوب مقهورة ماديا وسيكولوجيا ولا تقوى الا على ان تبقى على قيد الحياة كحد ادنى ...!



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا ووعي المشتغلين بالعلوم الاجتماعية
- فشل السياسي والحزبي والمثقف
- رئيس من العالم الثالث في البيت الأبيض
- الاقتصاد السياسي مدخل لفهم وتحليل الازمات الراهنة
- العالم غدا ...!
- العولمة اعلى مراحل الرأسمالية
- ما بعد الجائحة كورونا
- خمس ملاحظات في ازمة كورونا وتداعياتها في الواقع العربي
- نحو تعديل النهج الاقتصادي للرأسمالية المعولمة
- مقدمة في تحليل الازمات الراهنة
- جائحة وبائية واستغلال سياسي
- كورونا ..الخوف والتحدي في آن واحد
- مع الحراك الشعبي في نقد ورفض البنى المنتجة للازمات السياسية
- امريكا وزلزال سياسي في المنطقة
- الشعبوية ..تعبير خطابي وتوجه سياسي
- ايران وامريكا ...من التهيؤ للحرب الى الحوار
- مخاطر اليمين السياسي في امريكا واوربا
- ازمات المجتمع العربي وعجز العلوم الاجتماعية
- الدولة العميقة والمتخيل السياسي
- ممكنات التغيير السياسي ومعوقاته


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - نظرية الصدمة وازمات المنطقة العربية