أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحاج - المسنون واﻵباء المنسيون بغياب المشاريع الإنسانية = مجتمع فالصو !















المزيد.....

المسنون واﻵباء المنسيون بغياب المشاريع الإنسانية = مجتمع فالصو !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6600 - 2020 / 6 / 23 - 02:31
المحور: المجتمع المدني
    


نعم لقد أثارت حفيظتي تلك المشاريع الرسالية والإنسانية الوهمية التي تتشدق بها اﻷحزاب السياسية المحلية بعناوين براقة وكل حزب بما لديهم فرحون والتي لم تتضمن برامج واقعية وحقيقية لرعاية المسنين وﻻ المعاقين وﻻ العاطلين ناهيك عن الفقراء والمساكين ، وإن كنت أعجب فعجبي من أمم رأسمالية كاليابان ، النرويج ، هولندا ، سويسرا ، السويد ، آيسلندا ، المانيا ، كندا لا مشاريع رسالية سياسية – يسارية أو يمينية – عندها تجعجع بها صباح مساء كما نفعل نحن قد كفلت حقوق المسنين لديها وضمنت رعايتهم وعلى المستويات كافة وقدمتهم على بقية الشرائح الاجتماعية اﻷخرى في كل شيء حتى عُد مسنو تلكم الدول هم اﻷسعد واﻷوفر حظا في العالم ، فيما يعاني المسن عندنا من التهميش والإهمال وفقدان الحنان ولسان حال أحدهم يردد بيت ابي العتاهية :
ألا ليتَ الشَّبابَ يعودُ يوماً ..فأُخبِرَهُ بما فعَلَ المشيبُ
مرد ذلك بتصوري القاصر هو الى الثغرة الطبقية بين – بيروقراطيي- المشاريع القابعين في اﻷبراج العاجية ، وبين قواعدهم الجماهيرية المهمشة في الخيام والعشوائيات والبيوت المستأجرة وطوابير العاطلين ودور اﻷيتام والمسنين بغياب الرغبة الفاعلة لتذويب تلكم الفوارق وردم الهوة التي تتسع يوما بعد آخر وفقدان شهية النزول الى الشارع للاطلاع على أحوال المهمشين عن كثب هي بمثابة القرحة النازفة التي يراهن عليها أعداء المشاريع لوأدها برمتها بعد – لفط – مخصصاتها ، بل وضم – العاجيين أنفسهم -بما نُصدم به يوميا الى صفوفهم والعمل على تفريق القواعد الجماهيرية وتشتيتها بين المشاريع المشبوهة كذلك !
أيها الرسالي إنزل الى الشارع قبل أن يصعد الشارع كله بعد طفح الكيل اليك ، هيا هلم اﻵن وليس غدا وسارع ، أشعة شمس اﻷرصفة والعشوائيات والمخيمات وبخلاف – ثريات اﻷبراج الكرستالية – ليست مفيدة للعظام فحسب وإنما للادمغة والضمائر الحية والمشاريع الرسالية التي تتمشدقون بها أيضا ، غادر برجك العاجي قبل أن تتعفن ، هذا إن لم تكن قد تعفنت وأفكارك فعليا ،وعلى قادة المشاريع الحقيقية الواعية إن وجدت أن يعوا بأن في صفوفهم مئات – الحثلكية والوصوليين – وبالتالي فعليهم أن لايراهنوا على الكثرة وإنما على النخبة ، وأنوه الى أن المشروع الرسالي أو الانساني إن لم ينطلق صحيحا منذ خط الشروع اﻷول فإن تصحيح مساراته لاحقا بناء على التجارب المتتابعة ستفسر على أنها إنقلاب داخلي أكثر من وصفه تقويما للمسارات وتحقيقا للمسرات !
ولعظم شان الشيخوخة فأن معظم اﻷفلام السينمائية التي تناولتها أسوة بتلك التي تطرقت الى مرحلة التقاعد والترمل ومعاناتهما قد حصدت جوائز رفيعة ودخلت في سجل أفضل الافلام العالمية وأبرزها فيلم “عن شميدت” بطولة جاك نيكسلون، الذي حصل على 25 جائزة رفيعة ، وفيلم ” الشباب ” بطولة سير مايكل كين ، الذي حصد 16 جائزة ، كذلك فيلم “أغنية لماريون” ، وفيلم ” غلوريا” الحاصل على السعفة الذهبية ، فيلم”الرباعية”لداستين هوفمان وغيرها ما يدل على أن للشيخوخة سحر آخاذ يأخذ بالمشاعر واﻷلباب لرقة وضعف أبطالها ممن أوصت الشرائع السماوية برعايتهم على الوجه اﻷمثل ، بتقبيل أياديهم وأقدامهم ، إيوائهم والترفق بهم ، السعي في حاجاتهم ، تلبية مطالبهم ، أنفاذ وصاياهم ، علاجهم ، مساعدتهم ، التسابق لتلبية إحتياجاتهم ، الدفاع عنهم ، العيش ببركة دعائهم .
وزارة التخطيط في تقريرها اﻷخير بشأن أعداد المسنين في العراق كشفت عن وجود مليون و200 الف مسن ( المسن قانونا كل من تجاوز سن الـ 60 ) ،بما يشكل 3% من نسبة السكان ، 6.6 %من هؤلاء من ذوي الاحتياجات الخاصة ، و 23.5% منهم غير متزوجين حاليا إما لطلاق أو عنوسة أو وفاة ، هذه الإحصائية تؤشر الى عظم المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع بكل شرائحه في الوقت الحاضر لمساعدة هؤلاء ومنهم من يجمع بين الشيخوخة والإعاقة والعنوسة في آن واحد ، بغياب العائلة الكبيرة الذرية ( تضم اﻷجداد والجدات ، اﻷبناء وزوجاتهم واﻷحفاد) ما يؤمن للمسن بكنفها الرعاية الكافية إن لم يكن من قبل اﻷبناء فعلى يد اﻷحفاد والكنات ، لتحل محلها العائلة الصغيرة النووية ( تضم زوجين وبين 1- 5 أطفال ) وهذه العائلة لاتحتمل وﻻ تتحمل بالعادة رعاية كبار السن ﻷسباب كثيرة لعل من أبرزها ضيق المكان وضعف ذات اليد فضلا عن إنشغال الزوجين بالوظيفة والعمل طيلة ساعات النهار علاوة على إنشغال اﻷولاد والبنات بالدراسة ودوام المدارس ، مع بروز ظاهرة أخرى لاتقل خطرا في العراق اﻻ وهي ظاهرة النزوح والتهجير وكثرة المفقودين والمختطفين والمعتقلين والمغيبين قسرا وجلهم ترك خلفه عوائل بلا معيل وآباء وأمهات كبار في السن لم يعد أحد يهتم بهم ويرعاهم وهم الشريحة اﻷمس للرعاية والاهتمام بما لاتستوعبه دور المسنين اﻷهلية والحكومية القليلة في بغداد والمحافظات فهذه الشريحة التي خدمت المجتمع طويلا وأفنت شبابها من أجله بحاجة الى الخدمات الاجتماعية والصحية والنفسية والثقافية والترفيهية المستمرة وبحاجة الى متابعة متواصلة تضمن أخذ العلاج بمواعيده وتأمين ومراقبة النظام الغذائي الخاص وقضاء الحاجات المناسبة لهم ، وأذكر الجميع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :”ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا”، وقوله صلى الله عليه وسلم : ” رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ ” قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ” ، وقوله صلى الله عليه وسلم ” ألا أحدِّثُكم بأَكبرِ الكبائرِ؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللَّهِ، قال: الإشراكُ باللَّهِ، وعقوقُ الوالدينِ”.
اليوم بتنا نسمع كثيرا وعلى غير المعهود عن إبن عاق يرمى أمه العجوز مع أغراضها في الشارع ، بنت تطرد والدها المسن من بيتها إكراما لزوجها ، إرغام اﻵباء والامهات الطاعنين في السن على دخول دور المسنين ومن ثم تركهم هناك حتى من دون السؤال عنهم بعدها أبدا ، عقوقهما وضربهما وشتمهما من قبل أبنائهما في قصص محزنة ومروعة يشيب لهولها الولدان ، ولهؤلاء العاقين أعرض لهم الحديث النبوي الشريف : ” كلُّ ذنوبٍ يؤخِرُ اللهُ منها ما شاءَ إلى يومِ القيامةِ إلَّا البَغيَ، وعقوقَ الوالدَينِ، أو قطيعةَ الرَّحمِ، يُعجِلُ لصاحبِها في الدُّنيا قبلَ المَوتِ”، والحديث النبوي الشريف حين سُئِلَ النبي اﻷكرم صلى الله عليه وسلم عَنِ الكَبَائِرِ فَقالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ” وأشدد على أن البر لايكون في حياة اﻷبوين فحسب وإنما بعد موتهما أيضا وذلك بكثرة الدعاء والإستغفار لهما ، بالتصدق والحج والعمرة عنهما ، بإكرام معارفهما وأصدقائهما ، بجميل ذكرهما والترحم عليهما .
المطلوب من الجهات الحكومية حاليا بناء أكبر عدد من دور المسنين العصرية المريحة وتزويدها بكافة الاحتياجات واللوازم والطواقم المدربة لرعاية كبار السن من كلا الجنسين في جميع المحافظات ، تخصيص راتب شهري مجز لهم ، توفير اﻷدوية والعلاجات اللازمة لهم وإخضاعهم للفحص الدوري في جميع المستشفيات والمؤسسات الصحية مجانا ، توفير كراسي المشلولين والعكازات اﻷبطية والمرفقية ( الرباعية ، الثلاثية ، اﻷحادية ) ، سماعات خلف اﻷذن لضعاف السمع ، عصي الإرتكاز المخصصة للمكفوفين ، فرش التقرحات ، المرافق الصحية الخاصة المتنقلة والثابتة ، توفير العلاج الطبيعي لهم مجانا ، إجراء العمليات الجراحية لهم بلا مقابل وباﻷخص ما يتعلق منها بكسور الحوض والمفصل والرقبة ، تثقيف المجتمع بمكانة المسن وكيفية التعامل معه في كل مكان وعند الاصابة بأمراض الاكتئاب ، الزهايمر ، البارنكسون ، هشاشة العظام ، ضعف السمع والبصر ، التهاب المفاصل الضموري ، سلس البول ، إضافة الى الضغط والسكري وأمراض القلب و الشرايين وما شاكل من أمراض الشيخوخة القاسية التي تتطلب الرعاية والمتابعة الدائمة نفسيا وجسديا ، ماديا ومعنويا .
وختاما أقول لاخير في مجتمع لايرعى مسنيه في جميع المجالات ، وﻻخير في حكومة لاتهتم بضعفائها وﻻ توليهم الرعاية اللازمة وعلى رأسهم كبار السن ومن بلغوا الشيخوخة ومن العمر عتيا ، وﻻ خير في أطباء لايعاملون المسنين كما يعاملون آباءهم وأمهاتهم ،ولاخير في أبناء يعقون آباءهم وأمهاتهم ولايبرونهم ، فأرحموا عزيز قوم ضعف وشاب بعد قوة وذل ، وصدقا ما قاله الشاعر راشد السلمي عن الشيخوخة :
فصرت الآن منحنيا كأني… أفتش في التراب عن شبابي
اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفيون المفلسون الحاقدون ..والطيب الوطني العملاق احمد راض ...
- لماذا لايحب الصحفيون مهنتهم في ميزوبوتاميا؟!
- التزويرقراطية + الوعود المطاطية +المفاهيم المقطاطية = بلادي ...
- النوويون العمالقة يتقاتلون بالعصي والأحجار.. والمهلسون الاقز ...
- #رجعوهم لديارهم رجعوهم ..بمعاناتهم لا أستطيع التنفس ICantBre ...
- المختطفون ..المفقودون ..المغيبون..المختفون قسرا #وينهم ؟!
- #لون بشرتك ليس مهما ..أرني لون قلبك أقل لك من أنت !
- بلارتوش مع -الدكتوراحمد خيري العمري-
- ولاية بطيخ الضحك قراطية -الاشترا رأسمالية- !
- حوار بال-جلفي-بعشوائيات الوطن الأعجوبة مع -بيبي-الحبوبة !
- مالذي ..تغير؟!
- حوار مع اليتيم الذي صار مهندسا ورائدا لأدب وثقافة الأطفال في ...
- وداعا صديقي صاحب الحنجرة الذهبية !
- انها سيناريوهات وأمنيات ومحاكاة سيمبسون ..لا تنبؤاته !
- رواتب الموظفين خط أحمر وإليكم المقترحات لضمان توزيع المرتبات ...
- بعض تحليلات البسطاء تتفوق على تحليلات إعلاميي الكيوت !
- لماذا تكره شعوب الأرض .أميركا !
- مبدعون من بلادي ...بكل صراحة عن الاستشراق والبرامج الاذاعية ...
- صديقي اليائس من الحياة ..قبل أن تنتحر لطفا !!
- حسم مسألة طال النقاش فيها لننهي الجدل وبعض الدجل المصاحب لها ...


المزيد.....




- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحاج - المسنون واﻵباء المنسيون بغياب المشاريع الإنسانية = مجتمع فالصو !