أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جدعون ليفي - في إسرائيل حياة السود لا قيمة لها














المزيد.....

في إسرائيل حياة السود لا قيمة لها


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 6599 - 2020 / 6 / 22 - 09:49
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    




في إسرائيل حياة السود لا قيمة لها. لذلك، ينكلون بالأفارقة ويطلقون النار على الفلسطينيين. ومع ذلك، باستثناء عدة جمعيات وحفنة من المواطنين الشجعان فإن الاغلبية تصفق أو تتثاءب



مفتشو سلطة الهجرة والسكان مصابون بالملل والاحباط بعد أن انتهى موسم صيد البشر المليء بالإثارة. وكبديل عن الاعتقالات والاختطافات الليلية يقومون الآن بالتنكيل باستمتاع بطالبي اللجوء الذين يأتون الى مكاتب التسجيل من اجل تجديد تأشيرات اقامتهم التي يستحقونها بشكل تلقائي. الصور التي تم عرضها في الاسبوع الماضي في برنامج "همكور" في القناة 13 لا يمكن أن تترك أي شخص له ضمير غير مبال. لقد شوهد فيها تنكيل مجرم وسادي وسيء بأشخاص ضعيفين جدا من قبل موظفين صغار هم ملوك للحظة، يمارسون العنصرية والعبودية المهينة.



جنود الجيش الإسرائيلي ملوا بدرجة لا تقل عن ذلك كما يبدو، لذلك هم يطلقون النار بين حين وآخر على أقدام الفلسطينيين الذين يتسللون الى إسرائيل من مئات الثغرات التي فتحت في جدار الفصل ولم يتم اصلاحها من اجل العمل أو زيارة عائلاتهم. في الاسبوع الماضي قمت بزيارة محطة طولكرم، وهي أحد المعابر الكبرى المؤقتة. مئات الاشخاص، بما في ذلك عائلات كاملة، تجتاز هناك الجدار كل يوم.

شباب عاطلون عن العمل ويائسين، شيوخ فقراء، ازواج يمنع الحظر المتوحش المفروض جمع شملهم ويمزق عائلاتهم وأولاد يتسولون في مفترقات الطرق من اجل التخفيف من معاناة الحصول على لقمة العيش. كل ذلك كان يجب أن يثير الشفقة الانسانية في إسرائيل. وبدلا من ذلك قرر الجيش الإسرائيلي أن يكمن مرة كل بضعة اسابيع لهؤلاء البؤساء وإطلاق النار على اقدامهم أو طردهم حتى الى أن تسيل دماءهم.



باستثناء التنكيل بحد ذاته، لا يوجد لهذه النشاطات "العملياتية" المثيرة للسخرية التي يقوم بها الجيش، أي قيمة. الثغرات بقيت على حالها وآلاف الفلسطينيين اليائسين يواصلون تعريض حياتهم للخطر والتسلل من خلالها. ولو كانوا يريدون استغلالها لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل لكان يمكنهم فعل ذلك منذ فترة طويلة. إطلاق النار العرضي على ارجل الفتيان ليس له أي صلة بالأمن.

هناك خط مباشر يربط بين هاتين الساحتين – مكتب الهجرة وجدار الفصل: حياة، كرامة، حرية، ممتلكات، غير اليهود يعتبرون قشرة ثوم في إسرائيل، مسموح استخدام أي شيء ضدهم. وقت وكرامة واجسام طالبي اللجوء الأفارقة وطالبي العمل الفلسطينيين، هي السلعة الارخص في السوق، ثمنها صفر، كم من السهل المس بهم، لا أحد يعاقب على ذلك. هاتان المجموعتان لا يوجد أعجز منهما، لهذا فهما الاكثر ملاحقة. التنكيل بهما هو أمر حكومي، بموجب صلاحيات وترخيص، تستند الى العنصرية والشر الممأسس.



كان يتوقع أن هذا الواقع سيواجه بمعارضة جماهيرية، احتجاج، اظهار التضامن مع الضحايا. ولكن هذا لا يحدث. أمس صادف يوم اللاجئ العالمي. ولكن في دولة معظمها لاجئين واحفاد لاجئين، يهود وفلسطينيين وحفنة من الأفارقة، لا يعترفون بأهمية هذا اليوم، ومشكوك فيه اذا كانوا سمعوا عنه. حتى في ذروة موجة الاحتجاج التي تبعث على الأمل في الولايات المتحدة فإن إسرائيل لم تهتم.

"حياة السود مهمة"، تحول الى نداء الغضب في أميركا. في إسرائيل حياة السود غير مهمة. الدولة المتأثرة بقوتها الوقائية لا تفعل ذلك عندما يتعلق الامر بمظاهرها الاكثر اثارة للإعجاب، مثل موجة الاحتجاج والتضامن التي تغمرها الآن. في إسرائيل، الدولة التي لا تقل اضطهادا وعنصرية وظلما عن الولايات المتحدة، بما في ذلك وجود الديكتاتورية العسكرية في جزء كبير من اراضيها، لا يوجد احتجاج حقيقي على التعامل مع الناس الاكثر ضعفا. ينكلون بالأفارقة ويطلقون النار على الفلسطينيين. وباستثناء عدد من الجمعيات وحفنة من المواطنين الشجعان، الاغلبية تصفق أو تتثاءب.

تخيلوا تحطيم رموز من يرتكبون هذه المظالم، من اللافتات على مكاتب الهجرة وحتى اللافتات في الشوارع والتماثيل التي تعظم المسؤولين عن المظالم في تاريخ الدولة. تخيلوا مسيرات احتجاج جماهيرية، ليس قطاع كهذا أو ذاك من اجل نفسه، بل مسيرات للأغلبية من اجل الاكثر اضطهادا. تخيلوا عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون من اجل هدم الجدار ومنح الجنسية لطالبي اللجوء. تخيلوا، هذا يظهر مثل قصة خيال علمي.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة الكبرى والأقوى في الدولة
- جندي اسرائيلي أزهق حياته عبثا، لماذا؟
- شمعة في ذكرى بطل يهودي
- ليذكر شعب اسرائيل محمد كسبة
- اسرائيل بحالة اغلاق، الفلسطينيون كانوا سيشتاقون جدا لكهذا اغ ...
- اسمحوا لنا باسقاط طفل تتدفق منه الدماء
- معارضو النظام هم وطنيون
- اليهود هم نفس اليهود
- نعم، اقتل
- ما الذي حققتموه؟
- فقط اليهودي يمكنه أن يكون اسرائيليا
- اطردوني
- عيد ميلاد حزين
- موسم قطف الزيتون الاخير في الولجة
- فتاتنا
- جميعنا وسط
- من فضلك، قُم بالضم
- هل كان الوضع جيد قبل نتنياهو
- محفظة غانتس اللامعة
- ليعلم لوندون وتسيبر أن اسرائيل قاتلة أكثر ب 18 ضعفا


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جدعون ليفي - في إسرائيل حياة السود لا قيمة لها