أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جبار فهد - هل أتاك حديث نمنم؟؟..














المزيد.....

هل أتاك حديث نمنم؟؟..


محمد جبار فهد

الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 20 - 17:51
المحور: الادب والفن
    


إنّي لا أبحث عن حقيقتُكِ، وإنّما أبحث عن جمالُكِ.. - جمالُكِ الذي لا يزال يقطرُ أشعة الشباب الذهبية -..
ذلك إنّ في جمالُكِ حقائق أسمى من تلك التي تدّعي بأنّها حقيقة بين السطور والأحرف..
أنتِ حقيقة الأرواح والقلوب الفاتنة والرقيقة..
أمّا أنا فلست سوى نسيمٌ دافئ مُتردِّد ومفزوع بأن يرتطم بجبلُكِ العظيم..
سامحيني إن لم أكن واضحاً بشعوري تجاه مُطلقكِ.. إذ، يا ابنة شجرة اللوز، إنّي أؤمن بالحُبّ الصامت.. هذا الحُبّ الذي يرفض أن يكون اللسان خطيباً..
هذا الحُبّ الذي يفيض من العيون أوتاراً موسيقية مصنوعة من أقواس حاجبيكِ الحالكتين كالغراب..
اغفري لي، فأنّي إنسانّ محدود أُصارع مُستحيلكِ..
اصفحي عنّي، فمهما حاولت أن أُغادر أو أكره باءت محاولاتي بالفشل.. إنّها الطبيعة الخلّابة التي رسمتنا معاً يا حبيبتي، إنّه دافنشي إحساسنا الجيّاش الذي خطّنا بريشه الأخضر الطاووسي..
فهل جريمةً أن أتوق إلى جمالُكِ الذي يحمل حقيقتي ويحمل أعباء الكون المُظلم؟؟..
أجيبيني بلغة عينيك وبلهجة كُلِّ إنسان غريب لا أعرفهُ يا أيُّتها المحارة التي لا زالت تخلقُ لي لآلئ لا أجيدُ ارتدائُها..
علّميني.. علّميني الكيف.. اجلسيني على راحة أعشابُكِ الذي يغلبُ عليها لون الشفق.. ثُمّ هدهديني بقوّة أو برقة، فأنّي لا أكترث..
وتنهدي لأسمع آيات الجمال، لأغفو مثل طفلٍ بريء يحلمُ حلمه الواحد.. حلمٌ فيه بيتٌ على رمال الشاطئ، خلفه صخور يطغي عليها اللون الرمادي..
وأمامه يقطن البحر اللامُتناهي الذي لا لون له سوى انعكاس نفوسنا.. علّميني طريقة كلامك، هدوءك، نومك، مشيك، زعلك، حزنك، بكاءك، وابتسامتك المأخوذة من قبس إله الآلهة..
علّميني حتى أعرفُ كيف أعيش جِّواكِ.. علّميني لأنني ما زلت تلميذكِ الشقي (محمد دا ود شئي وكمان محبوب)..
علّميني، يا أيُّتها الجالسة تحت ظلِّ شجرة البلّوط، كيف رموشكِ تعزفُ لي عود فريد الأطرش حينما تغمزُ عيناك ِغمزة إثر غمزة..
علّميني لأنني الوحيد الذي لا يعرف، إذ الذي مثلي ومثل جنوني لا وجود له.. لأنّي إنّما وُجدت لكي أكون لكِ يا أيُّتها الحاضنة الحنون..
ترميني، تتركيني، تعانقيني، تُقبّليني.. سأبقى لكِ لإنّك أمُّي الجديدة التي كوّنتها..
قد كوّنتُكِ كما أحُبّ وكما أشاء، فكونيّني، يا زنبقة الحُرّيّة، كما تُحبّين وكما تشاءين..
يا حبيبتي، لا حاجة لي بأن أكون شكسبيرا لأتقرّب إليك، ولا نيرونا لكي، من الوجود، أمحيكِ..
لا حاجة للكلمات السخيفة يا جميلتي..
ما الكلمات، وما الكلام ليسوا سوى سلسلة من الحروف المتقطّعة المحدودة المغلوطة..
لن أتحدّث، يا مُربيّتي، يا زُجاجتي الشفّافة التي أرى، كلِّ يوم، وجهي فيها.. لن أتحدّث ولن أُفكّر..
وإنّما سيُحلِّقُ بي الحبُّ السرّمدي بأجنحته اللازورديّة نحو اللامكان.. اللاأثر.. نحو اللاشيء..
يا أيُّتها المتسلّقة الجذّابة ذات الثوب الأبيض والشعر الأسود، طارزانكِ لا يحتاج حُبّكِ..
مُراده الوحيد كان هو أن تغفري له وتسامحيه، حتى يرجع كالأحمق حُرّاً يتسلّق أشجارُكِ مرّة أخرى..
مراده الوحيد كان هو ألّا يكفُّ عن حُبّكِ، ولا تكفُّي أنتِ عن العفوِ..
كوني لي دورة حياةٍ، يا يَرَقَتي المُدلّلة، كما أكون لكِ في كُلِّ لحظةٍ أثرية (ماوكلي) الضياع الجامح.. أو لا تكوني يا (گيرل أوڤ پاور)، يا حوريةً تائهة في لُّجج المُحيط الغامض..
كوني كما أكونُ أو لا تكوني.. افعلي ما يحلو لجمالُكِ، وما يوافق ذاتُكِ.. يا أفيون قلبي..
فالأهمُّ هو، أن أنا أكونُ.. الأهمُّ هو مناضلة الكُلُّ لأصل لكُلّكِ..
من زلّة بشرية، يا نمنم، تستاء منّي وتغضب؟؟!..
ألّا يكفي نَدَمي على فعلي.. ألّا يكفي سكوتك الخانق؟؟!..
تراه هل يكفي؟.. لا أعرف!..
نحن عابرون، يا أيُّتها المُتنرجسة، وما الوقت سوى اختراع آمنَ به الإنسان لكي يُعالج تقرّحاته وكدماته ويُصلّح أفعاله وأفكاره..
لكنها لن تُعالج ولن تُصلّح.. فالزمان نحنُ.. والوقت تحت راحة أيادينا.. نغفر لمن نشاء ونعفو عمّن نشاء..
فهلّا أصبحتي لأجلي ثانيتين من الزمن فقط، يا ذات العيون البُّنّيّة، لتغفري لي جُرُمي البشع.. ألا وهو الحُبّ..
أعلمُ جيّداً بأنّكِ لن تُكلّميني، لكنّي لا أكترث..
"فرُغم جرحي.. رُغم جرحي.. سأغُنّي.. سأغُنّي"..
تُرى تستطيعين أن تقتلي ذلك الشُحرور المجنون الكامن في داخلي؟؟!..
هذا أنا.. وهذه هي حقيقتي..
فلتغفري.. فلتغفري.. فلتغفري..
.....
إليكِ.. اعتذاراً، من حنايا روحي، ألتمسُ..
إليكِ ولقلبكِ القاسي.. حفنة حُبٍّ أرسلُ..



#محمد_جبار_فهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أنا؟؟.. ما غايتي؟؟..


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جبار فهد - هل أتاك حديث نمنم؟؟..