أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام حتاته - كابتشينو بالفانيليا - قصة قصيرة















المزيد.....



كابتشينو بالفانيليا - قصة قصيرة


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 6597 - 2020 / 6 / 19 - 22:14
المحور: الادب والفن
    


مقدمه :
عزيزى القارئ
هذه اول روايه اكتبها بعد ان نشرت حوالى 10 كتب فيها دراسات وابحاث حول تاريخ الاديان كشفت فيها عن مناطق مظلمه فى التاريخ الاسلامى واليهودى والمسيحى ووصلت الى نتائج غير مسبوقة ، وسبعه منهم منشورين فى مكتبه التمدن
ولكن ... الحق اقول لكم :
ماعادت لى رغبه فى النبش والبحث والتقصى فى التراث ، فقد ارهقتنى كثيرا ، واستنزفت قواى
ووجدت ان حياتنا الاجتماعيه ايضا فيها الكثير من المتناقضات والمفاهيم المغلوطه والخاطئة وتحتاج الى العديد من الدراسات والابحاث ، ولكنى رأيت ومن خلال تجربه شخصية ان اصيغ بعضا منها فى اسلوب روائى
هذه القصة ليست سيرة ذاتيه ، فليس كل ماجاء بها حقيقى ولكنها المعالجه الدرامية من خلال استلهام لتجربتين رايت اننا نعانى منهم فى واقعنا المعاش
الاولى : نتيجه الزواج الغير متكافئ
والثانية : التقاليد المترسخه والنابعه من الحاله الدينية التى يعانيها مجتمعنا فى الزواج بين المسلمين والاقباط
وثالثا : التنبوء بما سيصير اليه الحال بعد عشرين عاما من الان .
اعرف ان معظم الروايات حاليا تتسم باسلوب شاعرى ووصف دون الدخول فى التفاصيل
ولكننى رايت ان السرد الدرامى القائم على التفاصيل اعمق كثيرا من الاسلوب القصصى الاقرب الى الشعر والنثر منه الى مقاصد الرواية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



فى يوم ما من العام 2038
الجده حنان :
ذهب ابنائى الى فرح لاحد الاقارب وسينتهى متاخرا ، وجاء كل منهم بابنائه لقضاء الليلة معى

اجتمع حولى احفادى
احكى لنا حكاية ياتيته
ياولاد انا عايزه انام
ولكنهم انطلقوا فى صوت واحد
علشان خاطرى ياتيته .... علشان خاطرى ياتيته ... علشان خاطرى ياتيته
عايزين نسمع منك حكايه قبل النوم
حاضر ....
احكيلكم حكايه ست الحسن وفارس الفرسان ؟
آه
كان ياما كان ... ياسعد يا اكرام ومايحلى الكلام الا بذكر المسيح عليه السلام
قولوا : عليه السلام
عليه السلام
عرفته ست الحسن والجمال كاتب ومفكر معروف ، كان من طليعه كتائب الفرسان التى وضعت رأسها على كفيها لتصنع لكم هذا المستقبل الذى تعيشونه
كان فى وقته النطق بالعلمانيه كفر والحاد ، ولكنه لم يعبأ وظل ينادى بالدولة العلمانية الذى يتساوى فيها الجميع ، الرجل والمراة والمسلم والمسيحى
وبفضله هو وغيره من كتائب المحاربين من اجل العلمانيه اصبحنا الان نعيش الدولة العلمانيه التى طالما حلم بها وضحى بالغالى والرخيص من اجلها
كان الفيس بوك فى تلك الايام مازال بدائيا لم يتطور الى الرؤية المباشرة بمجرد الحديث والصورة ذات الابعاد الثلاثه التى ترونها اليوم
انه عانى كثيرا ومات من اجل ان تعيشوا هذا الحلم
ست الحسن سمعت عنه ، وسعت الى صداقته والتعرف اليه من خلال الفيس بوك القديم ، استمروا التواصل عبر الكتابه مده طويلة ، ولكن فى النهاية قابلها
كانت فى منتصف الاربعينيات ، وكان فى بدايه الستينات
كانت جميلة لكنها تحمل على اكتافها حزن جيل باكمله ، جيل لم يكن لديه القدرة على الاختيار فزوجها ابيها لرجل دون المستوى شكلا وموضوعا .
وكان رغم سنوات عمره ممشوق القوام ،حاضر البديهه ، حلو الكلام ، ولولا بعض الشعيرات البيضاء وبعض التجاعيد على رقبته لحسبناه فى الخمسينات
كان مسلم فى البطاقة ... وكانت مسيحية ومتزوجه ولديها بنتين وولد اتفقوا ان يكونوا اصدقاء
كان ككاتب له العديد من المعجبين والمعجبات ويتواصل معهم ويقابلهم فى الحفلات التى تقام لتوقيع كتبه ، ولكنها كانت اقرب اليه منهم جميعا
ربما فارق السن بينهم ، وربما لحرمانه من البنات او لهذين السببين مجتمعين كانوا سببا ان يجعلها فى مقام ابنته وتجعله مقام ابيها
ست الحسن كانت مخلصه لزوجها ... وكان يقدر فيها هذا ويشجعها عليه ، لم يطلب منها سوى ان تكون فى مقام ابنته وان يتواصل معها باستمرار
كانت فى اعماقها البعيدة تحبة ... وهو ايضا ، ولكن لم يصرح اى منهم للثانى بما فى الاغوار البعيده داخل النفس
كان زوجها مريضا وسرعان ما فارق الحياه

ووجدت ست الحسن وفارس الفرسان انهم امام امر واقع ... وظهر الى العلن المكبوت فى الاغوار البعيدة وتصارحوا على الزواج رغم فارق السن بينهم
ولكن
كان مسلم وكانت مسيحية ... مسلم علمانى وهى مسيحية متمسكه بمسيحتها
ويعنى ايه العلمانيه ياتيته ؟
هو ماتتمتعون به الان من المساواه الكامله فى الحقوق والواجبات بين المسيحى والمسلم والرجل والمراة والاسمر والابيض
ولكن ..... هذا الامر لم يتقبله اى من اولادها وخصوصا ابنها الاكبر او اهلها فى وقت انتشرت فيه عمليات خطف البنات المسيحيات واجبارهن على الاسلام وحرق كنائس وبيوت الاقباط واضطهادهم
كان الوضع بينهم مختلف ولكن العقليات فى ذاك الزمان كانت لاتفرق بين مابيينا وبين الواقع
اتفقوا على الزواج المدنى على دين الحب دون علمهم
ولكنه كان صريحا مع نفسه ومع ام اولاده وصارحها ، حاولت اثنائه هى وابنائها ولكنهم رضخوا امام تصميمة ، تزوجوا بعد ان اسس لها عش زوجيه صغير
كانت تذهب اليه كل يومين او ثلاثة ... رات معه حنان الاب والاخ والزوج والحبيب ، وراى فيها عمره الذى ضاع هباءا بعد ان علم ابنائه وزوجهم وانفق عليهم معظم مدخراته ولكنهم هجروه بفضل تحريض امهم رفضا لهذا الزواج ، ولكنه كان مرتاح الضمير لان لم يقصر يوما فى تربية ابنائه ولم يقصر يوما فى واجباته الزوجيه مع زوجته
كان رجل بيت من الطراز الاول سواء مع زوجته او مع ست الحسن
كانت تذهب اليه لتناول الطعام ... يضع فى فمها شرائح المانجو ويحضر الفاكهه التى تحبها ، ويقفوا فى المطبخ سويا ليعدوا طعام الغذاء
عاشوا معا حوالى العام فى حاله حب وعشق متواصل ، رأت معه ست الحسن مالم تراه طوال حياتها مع زوجها الذى فارق الحياه
وراى فيها رغم عمرها وزواجها لمده خمسه وعشرون عاما انها مازالت فتاه بكر
بكر فى عواطفها
بكر فى حبها
بكر حتى فى غرفه النوم
واعطاها خبره السنين .. السنين التى تجاوزت الثلاثين عاما
كانت طفله فى الخامسه عشر ، ومراهقة فى العشرين ، وجعل منها إمراة ناضجه فى الخامسه والاربعون
كانت كقطعه الصلصال الطرى ولم يكن عليه الا تشكيلها ... كانت سعيده باعاده اكتشاف نفسها ، اكتشاف طفولتها وهو يضع فى فمها شرائح المانجو ، واكتشاف مراهقتها وهو يحتويها بين احضانه ، واكتشاف انوثتها وهو يضاجعها
حتى حدث مالم يكن يتوقعوه
عرف اهلها بهذه العلاقة ... ولما كانت اصولهم العائلية تمتد الى الصعيد فقد كان الوضع مؤلما عليها
وضعوها تحت رقابه ابنها الاكبر ... ومنعها من الخروج الا للذهاب الى عملها وكان يرافقها فى الذهاب والعودة
وحدث لها ماتوقعه ولم يكن يتوقعه احد من اولادها او اهلها
حدث لست الحسن عمليه انزواء وتقوقع داخل الذات ... وبدات تداهمها الامراض وانطفأ فى عينها بريق الحياه واصبحت مثل الورده التى ذبلت اوراقها وتساقطت واحده تلو الاخرى
لم يكن امامهم سوى اللقاء عبر الفيس بوك ... يتواصلون بالدموع قبل الحروف
كان كل منهم يموت كل يوم .... وضاقت بهم الارض بما رحبت
حاول كل منهم ان ينسى ولكن هيهات ... فالذكريات بينهم مازالت نابضه
قال لها : منذ تقابلنا اول مره قلت لكى اننى مشروع قتيل او سجين ، فما يكتبه سابق العصر ولن يرضى الاسلاميون عنه الا ان يتبع ملتهم
قال الاطفال : مين ياتيته الاسلاميون ؟
انهم فئه من البشر عاشوا تلك الايام وكانوا يرفضوا اى شئ عن العلمانيه التى كان ينادى بها ووهب حياته من اجلها ، وكثيرا ماقتلوا المفكرين من امثاله ، وهم الذين حرقوا كنائسنا وحرقوا بيوت اهلنا فى الصعيد ، ولولاه هو واماثله لكنا حتى الان نعيش فى هذا الرعب ولما قامت فى مصر الدولة العلمانيه التى نتمتع بها الان
وبعدين ياتيته
وبعدين يا احفادى ....
عاشت ست الحسن بين ابنائها ... وهو لما يبارح عش الزوجيه الى بيت اولاده وامهم
حاولت زوجته وابنائه مرارا ان يعود الى البيت ولكنه قال لهم : لن ابارح هذا المكان حتى ينتهى العمر
هذا المكان الذى رايت فيه اجمل ايام حياتى ... هذا المكان الذى عرفت فيه المراة الوحيده التى احبتنى بعد امى رحمها الله
قالت له : لن انساك مابقى من العمر
وكانوا يختلسون عده دقائق من الزمن يتقابلون فيها ، وفى عيون كل منهم حسرة ودمعه ... بل حسرات ودموع
توقف عن الكتابه لبعض الوقت ... كانت ملهمته فيما يكتب ، وتقول له : اريدك ان تكون اكبر كاتب فى مصر ... اكتب ... اكتب ... اكتب
ولكن ضاعت منه الكلمات وماتت الافكار ... وهى عاشت حياتها كالريبورت المبرمج
قالت له : اكتب من اجلى ... اكتب حتى تصنع غدا افضل لاحفادك واولادى واحفادى من بعدنا
سنتلتقى فى اللازمان واللامكان .....
وذبلت ست الحسن ومات الشاطر حسن
وكانت آخر امنياته ان يراها وهو على فراش الموت
ونام الاحفاد ... وانحدرت دمعه من عين الجده حنان على ما آل اليه مصير ست الحسن وفارس الفرسان
وصلت من اجله ....
واعدت لنفسها فنجان من الكابتشينو بالفانيليا واشعلت سيجاره ، ومع حلقات الدخان ترائت لها صورته وسمعت صوته
كانت روحه التى قال لى يوما انها ستظل دائما ترفرف حولى
وقلت له : اين انت الان ؟
قال : فى عالم روحانى كما كنت اتوقع ، روحى ترفرف حولك ، واراكى كل يوم
ولكنى لا اراك وان كنت اشعر بك دائما بجوارى
مالى اراكى شاحبه الوجه زائغه البصر
قالت : الذكريات تقتلنى ......

*****

وعاد بها الزمن عشرون عاما الى الوراء
وبدات الذكريات تتداعى
وهى تقرا منشور لاحد اصدقائها يثنى عليه لانه قدمه لاحدى دور النشر لينشر فيها بعض اعماله وقال : انه رجل بالف رجل مماتعدون
وعلى الفور طلبت صداقته واستجاب
وبدأت ابدا يومى بقراءه منشوراته كلها دون ان اعلق او ابدى اعجابى كانى اتلصص على كتاباته
فمن انا بجوار هذا العملاق
كان حقا يحمل رساله تنوير سابقه عن زمانه
ويبدو انه اصابه الاحباط يوما من احدى دور النشر التى تنشر له حينما رفضت احد كتبه خوفا من المصادرة او اقامه قضية لازدراء الاديان
فكتب يقول : اشعر اننى جئت فى الزمان الخطا والمكان الخطأ
ورايتنى دون ارادتى اكتب له رساله على بريده الخاص : استمر .. فانت احد فرسان هذا الزمان ... استمر ولاتيأس ، فبعد الظلام دائما ياتى النور
فقال : من انتى؟
اتابعك من عده شهور بعد ان طلبت صداقتك ووافقت عليها
وكيف تعرفتى على صفحتى ؟
من كاتب شاب صديق فى صفحتى ساعدته على نشر كتبه فكتب فيك منشورا يثنى عليك

وبعد عده مراسلات على الماسنجر قال
اذن ... ارسلى لى صورتك حتى لا اتواصل مع شبح
فارسلتها له فعقب : جمالك هادى وبدون اى ماكياج

وجاء موعد حفل توقيع احد كتبه واعلن عنه على صفحته فى الفيس بوك ، فراسلته : اريد ان احضر
ساحجز لكا مكانا فى الصف الاول
احب ان اكون محل اهتمام
ساترك المنصة وارحب بكى عند حضورك
وذهبت
ولاول مره اراه
رغم عمره الذى تجاوز الستين الا انه كان شديد الوسامه ، شخصية قوية
كانت ندوه قال فيها الكثير ، ورد على العديد من التساؤلات
كانت ثقته بنفسه كبيرة ، ومعلوماته غزيزه
وعند انتهاء الندوه ، احاط به الكثيرين ، ووقع على كتابه لكل من اشتراها ، ولكنى كنت محط انظاره ، فسحب الكتاب وكتب عليه اهداء دون ان ادفع ثمنها
كان يعرف اننى اقيم قريبا من بيته ، فاصر على توصيلى بسيارته
وفى الطريق تحدثنا طويلا
لاحظت انه يبطئ من سرعه السياره ليطول بيننا الحديث

واتفقنا على اللقاء
فى منتجع ريفى تحيط به جداول الماء والورود
كان فى انتظارى ، يحتسى فنجان من الكابتشينو بالفانيليا
قال انه مشروبه المفضل مع الشاى والقهوه التركى
فقلت له : نجرب الكابتشينو بالفانيليا
وله ايضا مكانه المفضل فى كوفى شوب على نيل العجوزه
وبعدها كان مشروبنا المفضل كلما التقينا
لم نلتقى كثيرا ... ولكن كان بيننا تواصل يوميا على الفيس بوك ، وبعدها تواصل تليفونى
فى اللقاء الثانى اخذنى الي مكانه المفضل على نيل العجوزه ، عرف اننى احب ساندوتشات الشاورمه ، فاخذنى الى محل مشهور ، وتناولنا ساندويتشات الشاورمه ، واثناء خروجنا رآنى انظر الى بائع التين الشوكى يقف بجوار المحل
عايزه تين
اه يابابا
حاضر ياحبيبة بابا
كان البائع مغاليا جدا فى اسعار التين نظرا لرقى المكان واعتقاده اننا عاشقين ... فرفضت
الا انه اصر
واخذنا كيس التين الى الكوفى شوب ووضعناه امامنا
وجاء الويتر مرحبا به متسائلا : مشروبك المفضل يا استاذنا ؟
نعم
والهانم
قلت له : وانا ايضا
عرفت منه انه متزوج وله ثلاثه ابناء ....
وحكى لى حكايته معها ومع اولاده
علاقه حب سريعه انتهت بالزواج رغم الفارق الاجتماعى الكبير بينه وبين اسرتها المتواضعه
كلهم بلا مؤهلات ... الاخوة والاخوات ايضا
كانت زميله اخته فى معهد الخدمة الاجتماعيه ، كانت تعمل سكرتيرة فى عياده طبيب حتى تستطيع استكمال دراستها بالمعهد
رآها فى فرح اخته ... كانت جميلة ورشيقة ، وسرعان ماذهب لخطبتها
كانت معه والدته .... لاحظت والدته ان اختها الكبيرة حضرت بدون زوجها واخيها الكبير حضر بدون زوجته ، رغم انه فى مثل هذه المناسبات كان الواجب حضور زوجه الاخ وزوج الاخت
شقة صغيرة جدا على اسره من تسعه افراد
الام دون المستوى... والاخوه ايضا
امه اعترضت .... ولكنها وافقت بناء على رغبته والحاحه
كان معارا للعمل باحدى بنوك السعوديه ... وسافرت معه ، وقضوا معا خمسه سنوات فى حب وتفاهم
وعند العوده للقاهره لاحظ ارتباطها الشديد بامها ... وابتزاز الام لاولادها
كان يقدر احتياج امهم ، فكانت بلا عائل ولا معاش للزوج الذى مات وهم صغار ، فكان يعطيها وحده اكثر مما يعطيها نصف اولادها الخمسه
تعودت على فرض سيطرتها على ازواج وزوجات ابنائها ، وحاولت هذا معه ولكنها نهرها بشده وطردها من بيته فغادرت ومعها زوجته
وكانت لحظه فارقة فى حياتهم خصوصا انها تركت اصغر اولادها وعمره عده شهور ولم تسال عنه لمده 3 شهور
كانت بدايه كره الثلج الذى اخذت تتدحرج كل يوم وتكبر كل يوم حتى وصل بها الامر ان وافقت اخوتها على استدراجه لبيت اخيها الاكبر والاعتداء عليا بالضرب
ياخبر .... للدرجه دى !!!!
واكتر من كده
واستطرد
كانت الام تفرض وصايتها على البنات وازواجهن وعلى الابن الاكبر وزوجته
تذهب اليهم وتاخذ ماتريد دون اعتراض
فجاء فاضل حسين ليطرد امهم من بيته ويكاد ان يعتدى عليها
فكان لابد من تاديبه
وكان اختها الاكبر التى تعمل ممرضة فى احدى المستشفيات هى المتزعمه لتاديبى ، فوجودى اصبح خطر على هيمنتها على زوجها وعلى الاخريات
احد الاصدقاء قال له : مش كفايه 3 شهور ، انا ساذهب الى اختها واحاول ان تعود معى
وعاد مكفهرا
ايه اللى حصل
اختها بتقول : لو عايزها يروح بكره ياخدها من عند اخوها الكبير ، حانكون موجودين هناك
ومراتى
صامته لم تتحدث

فثارت فى نفسى روح التحدى .. فنصحنى الا اذهب وان ذهبت لا اذهب وحدى ، فهم يريدون بك شرا
ولكننى صممت ... وذهبت وحدى
اخيها يقيم فى شقه فى بيت حماته دور ارضى من غرفتين اكلت الرطويه كل الحوائط واعتقد انها اكلت عقله ايضا
ملتحى .. ولحيته تصل الى السُره

جلست فى الصالون ومساحته لا تزيد عن 9 متر مربع ، والكراسى ملتصقة ببعضها البعض وعلاوه على هذا يوجد بوفيه وعليه وبعرضه مرآه باهته معظمها بقع سوداء
احيانا وانا جالس اضع ساقا فوق الاخرى ، وتعمدت فى هذا اليوم ان افعلها من اول ماجلست وبنوع من التعالى
فنظرت الى اختها شذرا
وجهت الكلام الى اخيها الاكبر : اللى حصل يامحمد .....
فرد عليا : تقول لى ياعم محمد
حاضر ياعم محمد
ورايت اختها ستبدأ فى قله الادب
رأيت السماء ملبده بالغيوم والغرض هو كسر انفى وكبريائى
فما كان منى الا ان اخذت الكرسى الذى اجلس عليها واضرب اخوها وزوج هذه الاخت المتغطرسة ثم قذفت بالكرسى فى المراه فتحطمت وتطاير الزجاج فى الغرفة وجرح من جرح ورفع الباقى يديهم بالتسليم ، ووجدتهم الاثنين ينكفون على وجوههم

كل ده وانت لوحدك
اى معركه تحتاج الشجاعه قبل القوة
تصدقى ان جوز اختها رياضى وخريج الساحات الشعبية فى الحوارى فى شيل الحديد
ياخبر ... وضربته
الخوف والجبن وخصوصا انهم فى داخلهم يخشونى لانهم يعرفون نفوذ عائلتى جيدا

تطاتيرت بعض قطع الزجاج على يد زوجتى فجرحتها : فقلت لها بلهجه آمره : لمى هدومك واطلعى على العربية
جائت زوجه اخيهم ( عرضها متر وطولها متر ونص وكانت متزوجه من قبل وطُلقت وتزوجها اخيها ببلاش والشقة فى بيت امها ) تهمس فى اذنى : خليها يومين كمان لما تطهر من الدورة
قلت بعلو صوتى : دورة ايه ، هوا انا واخدها علشان كده ، انا واخدها علشان اعرفكم انكم كلكم ارانب .. وان مفيش حد يملى ارادته عليا
وعدنا الى البيت بدون اى حوار بيننا
واحضرت التليفون قائلا : اطلبى اختك ( الوحيده فيهم اللى عندها تليفون ) وتبلغ امك وكل اخواتك ، مش عايز اى حد منهم يجينى البيت
فاطاعت صاغرة

وتلك كانت بدايه النهاية
وجائت لتنام فقلت لها : نامى فى غرفه اولادك
وتانى يوم سافرت الى الاسكندرية وحدى ، وحجزت غرفه فى احد الفنادق وامضيت 3 ايام وعدت
قابلتنى بابتسامه فقابلتها بتجهم
وفى المساء رايتها تضع مكياجها استعداد للقاء بيننا ، فقلت لها : لأ
ومرت عده ايام حتى بدات نفسى تهدأ
وكان اول لقاء جنسى ففشلت فيه
وحاولت مره اخرى ففشلت
اكون منتصبا جدا وعندما اقاربها يحدث الارتخاء التام
ذهبت الى طبيب ذكورة
وبعد الكشف قال : انت سليم تماما
انك تكون منتصب معناها انه مفيش عندك اى مشاكل ـ ومعنى الارتخاء المفاجئ ان هناك فاصل نفسى يمنعك
وعرف القصة باختصار

اعطانى دواء عباره عن مجموعه مقويات لمدة اسبوع على الا اقاربها خلال هذه الفتره ، وحتى بعدها لا احاول الى فى وجود رغبه قوية ، لانى اذا فشلت اكترمن مره ربما تصبح عقده نفسية فيما بعد
فى ساعه المعاشرة عاشرها كانك تعاشر امراه غريبه او عشيقة ، انسى تماما انها زوجتك
ومضيت بعدها اكتر من 10سنين وانا اعاشرها كامراه غريبة او غانيه وانسى تماما انها زوجتى ، وفى السنين الخمسه الاخير ه تقريبا انقطعت العلاقة الجنسية بيينا.................. !!!!!!!!!!!!
يقولون عنها العلاقة الحميمية ... فكيف تكون حميمية وبيننا هذا الحائط السميك من الثلج
قلت له : ياااااااااه يافاضل ... للدرجه دى
فتنهد تنهيده طويلة ولم يعقب

انقطع عنهم ولكنه لم يمنعها من زياره امها وحضور مناسبات كل اخواتها ولكن بدونه
وكانت ان عاملت اهله بالمثل ... لاتريد احد منهم
وبدلا من الاندماج من عائلته المحترمه انزوت ، اما الاندماج او الانزواء
فلم تستيطع الاندماج فكان الانزواء ، وتلبستها حاله حمى الكابينه
فسالته عن حمى الكابينه فقال :
لاحظ احد علماء النفس ان البحاره الذين يقضون وقتا طويلا داخل السفينه اثناء ابحارها ويعيشون معا فى غرف ضيقة ( كبائن ) ، يتشاجرون دائما فيما بينهم ، ولكنه يتحدون ضد اى آخر
فى اول خلا ف بينهم بعد عودته من السعوديه واستقراره بمضر تحدث مع اخيها الكبير ، فاذا به يقول له :
لو مش عاجباك طلقها
فرد عليه : اول واخر مره اتحدث اليك فى اى مشكلة بيينا
وهاكذا كان كل اخواتها
الخلافات بينهم كبيره ، ولكنهم صفا واحدا ضد زوجه او زوجه احدهم او احداهن
وكلما مرت الايام وتوالت الاحداث كره الثلج تكبر وتكبر حتى وجدت بينى وبينها جدار من الثلج السميك .
انها نتيجه الزواج غير المتكافئ

ومرت بهم الايام .... وانشغل بتربيه اولاده ، وخرج على المعاش المبكر وافتتح شركه كبرت مع الايام ، ومنها علم اولاده افضل تعليم وافضل زواج ، وهى ايضا انشغلت مع اولادها ، ورضى كل منهم بذلك ... ولكن كان كل مابينهم هو الخرس الزوجى
كانت كل علاقتها به لاتتعدى غرفه النوم بين الحين والاخر بنفس نصيحه الطبيب .... انسى انها زوجتك ، حتى انقطعت تماما
وانشغل اولاده كل منهم بحياته الخاصه ووجد نفسه بعد رحله كفاح مع الحياه مريرة وحيدا ....
وانشغل بكتبه وابحاثه ودراساته
حتى التقينا


قال : اولادى الثلاثه من الذكور ... كانوا اثنين ، ولرغبتى فى ابنه حملت زوجته ولكنها انجبت الثالث
قال لى : انا وحيد الا من كتاباتى ، واولادى مشغولين بحياتهم الخاصه ، وزوجتى مشغوله بهم وباحفادها منهم - فهل تقبلى ، تكونى ابنتى وصديقة وحدتى ؟
من خلال احاديثنا عرف ان دخلى انا وزوجى محدود ، ابنى الاكبر فى كليه التجارة وابنتى التى تليه فى الثانويه العامه تحتاج الى دروس بمالايقل عن الفى جنيه فى الشهروالثالثه فى المرحله الاعدادية ، وزوجى كانه يعمل سائق خاص لدى شخصية اجتماعيه وادبيه معروفة ، ولكنه فارق الحياه ، فاشتغل سائق تاكسى ، ولكن سرعان مااصيب بجلطه دماغيه دخل على اثرها المستشفى ، وتحسنت حالته بعض الشئ ولكنه ممنوع من العمل الشاق ، وحصل على معاش صغير من نقابه السائقين اشترى سياره صغيرة ليعمل بها توصلاتى مع عدد من التجار ، وانا دخلى من المكتبه الصغيرة التى املكها بالكاد مع دخله يكفونا
قال :ساعطيك مصروفا شهريا وساكون مسئولا عن كل طلباتك ، واى مبالغى تاتينى من كتيبى سيكون من نصيب ابنتك
بس ده حايكون تحميل عليك ، فزوجتك تعيش معك وابنائك ياتون اليكم بين الحين والاخر وزيارتهم تكلف ميزانية البيت

انا لست غنيا ولكن عندى مايكفينى من معاشى ووديعه فى البنك بعد تصفية شركتى علاوه على عائد كتبى ، وليس لى اى مطالب فى الحياه ، فقد تشبعت من كل شئ ، والغنى من استغنى ، حتى زوجتى تذهب اليهم دائما ولاياتون الا نادرا

عشنا على التواصل التليفونى ورسائل الفيس بوك
وتقابلنا عده مرات فى مكانه المفضل على النيل
وكنت انا وهو والنيل والكابتشينوا بالفانيليا
كنت استيقظ من نومى واكتب له : صباح الخير
فيكتب لى اهلاااااااااااااااااااااااااااان

حتى جاء يوم اشتد فيه المرض على زوجى ... ودخل المستشفى ولكنه فارق الحياه
وحدث ان اصبت بالام شديده فى المعده وضربات قلب سريعه اعتقدت انها مشاكل فى القلب ، فتحمل كل مصاريف علاجى من اجور اطباء وعلاج
ونصحنى الاطباء بالراحه التامه لمده شهرين على الاقل

كان دائم التواصل معى واراد ان يرانى ويزورنى فى البيت ، عرفته باولادى وانه فى مقام ابى وهو الذى تكفل بكل مصاريف علاجى بل انه يعطينى مبلغا شهريا منذ اكثر من عام ، وشرحت لهم معاناته مع وحدته والحرس الزوجى مع ام اولاده ، واحبته بناتى ولكن ابنى الاكبر كان لايستريح اليه
وحدثت بعض المشاكل لبناتى فى المدرسة وفى الشارع فكان لايتوانى عن الوقوف معهم ونصرتهم
قلت له : مش كفايه مشاكل اولادك فى مرحله الدراسه وحتى الان ، كمان حايبقى ولادى
انهم بناتى
ولكن ابنى يتحاشاك
مش مهم

مرت عده شهور وخلالها بدأ المكبوت فى اللاشعور يظهر الى العلن رويدا رويدا ، حتى تصارحنا بالحب ... ثم اتفقنا على الزواج سرا حتى لااسبب لها اى مشاكل مع ابنها وباقى اهلها ، فاهلى كانوا من الصعيد ومتمسكين جدا بمسيحتهم وعاداتهم وتقاليدهم ، فكيف بواحده من ابنائهم تتزوج من مسلم

اسس لى منزول زوجيه صغير ، ولكنه صارح زوجته وابنائه ، فقاطعوه لبعض الوقت
كنت اذهب اليه فى صومعه حبنا كل عده ايام ... كنت من قبل اعمل فى المكتبه وحدى ولكنه استاجر لى بائعه حتى تحل محلى عندما اذهب اليه
معه عرفت معنى الجنس حيث كانت لقاءاتى الجنسية مع زوجى فاتره وروتينيه
ولكنه اشعل انوثتى
حتى قال لى : انتى طفله فى الثانيه عشر ... ومراهقة فى العشرين ... واصبحتى امرأه ناضجه فى الخامسه والاربعين
البركه فيك ... وضحكنا كثيرا
كنت محرومه من اشياء كثيره فعوضنى عليها ... اللحوم كانت بالنسبة لنا امنيه لاتتحقق الا من العيد للعيد فرايته يجهز لى كلما اتيت اصناف عديده من اكلات اللحوم
الاسماك لم نعرف منها سوى السمك البطى ، فعرفت معه السمك البورى السنجارى وسمك البربون والجمبرى المشوى والدنيس والوقار ....
افخر انواع الفاكهه
المانجو العويس الذى كان يصر ان آكلها من يديه ونحن واقفين فى المطبخ بعد ان نمضى دقيقتين بمجرد دخولى الصومعه وانا بين احضانه ، يروينى واروية ، ويشبعنى واشبعه ، واشعر بحراره جسده تسرى فى جسدى كله ويمتزج نبض قلبنا كانه قلب واحد ، انه الذوبان الذى لايحدث الا فى الاحضان الحقيقة والجنس الممتزج بالحب

الكريز الذى كنا نلوكه بين شفتينا
الفراوله
الكيوى
وزاد عليه انه كان كل مره يشترى لاولادى ضعف الكمية التى يشتريها لى
تعجب اولادى من الفاكهه الغاليه وهم يعرفون دخل المكتبه
فقلت لهم انها مانجو رخيصة ... ولم يكونوا من قبل تزوقوا المانجو العويس او الفونس فصدقوا
والكريز والفراولة .... كنت اتحجج لهم بالعديد من الاكاذيب


قال لى : فى البدايات الاولى على الارض كان الحيوان الاولى ذو الخليه الواحده يتكاثر بالانشطار قبل ان ينفصلوا الى ذكر وانثى يتكاثرون بالتزاوج ، فى الحياه البدئية الاولى كان اتحاد تام ، وبعد الانفصال اصبح الاتحاد بينهم اما بالاحضان واما بالايلاج
ومازالت 25% من هرمونات الانوثه يحويها الرجل ، و25% من هرمونات الذكورة تحويها المراه
ولكن كان بيننا نوع ثالث من الاتحاد والاندماج والانصهار ، نفكر فى نفس الشئ فى لحظه واحده ، وعندما نتواصل على الفيس اجده يكتب ما اكتبه فى نفس اللحظة

كلماتى تسبق كلماته
وكلماته تسبق كلماتى

وعاد الدم يجرى فى عروقى ، ولاحظ ابنائى اننى بعد ان كنت امراه باهته اصبحت امراة اخرى ... امراة تشع حيويه ونشاط واجلس وحدى فى غرفتى كثيرا اهاتفه احيانا ، واستعيد ذكرياتى معه احيانا اخرى

فى اول عيد فلانتين بعد زواجنا حجز مقعدين فى الباخره النيل فرعون
سالته عن سعر الفرد فقال فى الايام العاديه 400 جنيه ولكن فى الفلانتين 600 جنيه للشخص غير الطلبات الاضافية
قلت له : كتير ... كتير اوى
فقال : انتى مش عارفه انى عايز اجيب الدنيا كلها واحطها بين ايديكى
عارفه
بس فيه بواخر تانيه ارخص ونفس الرحله
معايا لازم تروحى افخر الاماكن
وللمره الثانية يقول : انتى مش عارفه انى عايز اجيب الدنيا كلها واحطها بين ايديى
وللمره التانيه اقول : ربنا يخليك ليا ... ولاولادى كمان

مضيفة رشيقه بابتسامه جميلة على مدخل الباخرة نيل فرعون تهدىنى ورده حمراء
قال ضاحكا : وانا
قالت ولم تفارقها الابتسامه : انها للنساء فقط ... ولكن اتفضل واحده
وعلى المائده شمعه صغيرة حمراء
والمفارش حمراء
وبدأت الباخرة تشق طريقها عل صفحة النيل فى رحله تستغرق حوالى الساعتين من 6:30 حتى 8:30 تبدا من الجيزة الى منطقة طُره والعودة
حملقت فى النيل وانا اقول فى نفسى : لقد كان هيردوت اكثر صدقا ووعيا بالتاريخ عندما قال ان مصر هبه النيل من المحذلق الذى قال ان مصر هبه المصريين
قلت : نحن هنا ... الى اين ذهبت ؟
ذهبت الى اول سيمفونية حب فى هذه المنطقة والتى نبتت وترعرعت على ضفاف النيل
ذهبت ال البدايات الاولى لرحلة هذا النهر من الامطار الغزيرة على سهول وهضاب الحبشه ليصنع فى البداية مجموعة من الشلالات العظيمة التى شكل اندفاعها على الاراضى الواطئة من عدة جهات مجرى نهرى واحد ليشق طريقة هادرا ومزمجرا الى الشمال حتى يصل الينا فى النهاية هادئا مستقرا
وعلى ضفتى هذا النهر تكونت المشتركات القروية الاولى التى جائت واستقرت على ضفتيه لتزرع وتحصد ووتتعاون وتتشارك وتتآلف ، يجمعهم هذا النهر العظيم ... انها اول سيمفونية حب فى التاريخ ، فى الوقت الذى كان كل ماحولها يتقاتل على عيون الماء ومراعى الكلا
: اذن ستسعدنا بمقاله عن قصة هذا النهر منذ بداياته الاولى
: لا اعتقد ... فيما كتبته من قبل مايكفى ويزيد
خلينا نعيش اللحظة
وعشنا ساعتين من اجمل ساعات عمرنا
وشرب كاسين من النبيذ الاحمر فى صحتى وصحة كل المحبين


وبعدها بعده شهور جاء عيد ميلاده ... وحجز نفس المقعدين على نفس الترابيزه
ولاحظ اننى اقوم من مقعدى واتحدث مع طاقم الخدمه
وسالنى فقلت : كنت باحط التليفون على الشاحن شوية
وانتهت الفقره الاولى من البرنامج
وخرجنا الى الطابق الثانى على سطح الباخره
كنا فى بدايات الصيف .... وكانت القاهرة من حولنا جوهره تتلألأ
نقلنى الى عالم الف ليله وليله

حتى جاء الويتر
اتفضلوا يا افندم البوفيه
ونزلنا .... وانتهى البوفيه
وبدأه فقره المطرب
وفى وسط الفقره توقف ليقول : تهنئة من القلب للكاتب الكبير فاضل حسين اللى مشرفنا النهارده بمناسبة عيد ميلاده
ورأيت الويتر يحضر تورته وعليها شمعه
ويغنى المطرب والجميع : هابى بيرث دى تو يو ... لوليد توفيق
رايته سعيدا بهذه اللفته منى وقال ضاحكا والسعاده تملأ وجهه : كنتى بتشحنى التليفون !!!!!
ياحبيبى : انت مش عارف انى عايزه اجيب الدنيا كلها واحطها بين ايديك
فقال ضاحكا : عارف

وبعدها بشهرين جاء عيد ميلادى .... ولكنى قلت : عايزين مكان هادى علشان نعرف نتكلم فيه
وذهبنا الى الكوفى شوب على نيل العجوزه وباسفله مطعم اسماك فاخر
اكلنا السمك البورى السنجارى المشوى على الفحم ، وسمك البربون ، والجميرى المشوى ، وبلح البحر ، والجندوفلى
وكانت الفاتوره 800 جنيه
ياخبر يا فاضل
مفيش حاجه تغلى عليكى
واصحبنى الى الطابق الثانى حيث الكوفى شوب
كفايه السمك وبلاش الكوفى شوب
ومين يشرب الكابتشينوا بالفانيليا
وكان يوم من اجمل ايام حياتى
قلت له يومها : انا باكون فخوره وانا معاك
فابتسم فى مراره ولم يعلق
فيه حاجه غلط انا قلتها ؟
قال : فكرتينى بام اولادى ... كانت تعرف قدرى وتنكره ، فى احد الايام اتصلت بى اختها لحضور حفل زواج ابنتها ، اعتذرت لانه فى نفس اليوم كان مناقشه رساله فرقة اركان حرب لضابط من عائلتنا ويعتبرنى بمثابة اخيه الاكبر
يافاضل احنا بنشترف بيك وياريت تكون موجود
لو خلصت مناقشة الرساله بدرى ساحضر ... اختك وابنى الاصغر سيحضرون ومعهم السياره
ولما قلت هذا لزوجتى مصممت شفتيها وضحكت فى سخرية واستنكار : هيا قالت لك اننا بنتشرف بيك ؟
آه .. اساليها
بعدها قابلت زوج ابنتها وقلت له عن هذه الواقعه فقال : ياعمى الناس دى بتتشرف بيك دايما فى اى مكان ولكنهم ينكرون امامك
قلت له : عارف .... انها عمليه تعويض نفسى عن الدونية والقزمية والعدمية التى يعانون منها .









ولكن بقاء الحال من المحال
مر على ابنى عده مرات فى المكتبه فلم يجدنى
وعللت ذلك باننى كنت اشترى اشياء للمكتبه او عند احدى صديقاتى
وبدا الشك لدية فبدا يراقبنى عندما انزل من البيت الى المكتبه ، فلا يجدنى اسير فى طريق المكتبه ، وسار خلفى وعرف مكان صومعتنا ، وواجهنى ، فاخرجت له عقد الزواج المدنى

تجادلت معه طويلا ولكنه لم يقتنع
قلت له انه يغطى معظم المصاريف
فقال سابحث عن عمل لاساعد به البيت
انه حمايه لك ولاخوتك البنات
كيف اواجه الناس وامى متزوجه من مسلم
لا احد يدرى الا انا وانت
وحتى انا مش موافق
لازم الجوازه دى تنتهى
راوغته بعض الوقت ولكنى لم استطيع ان اكذب عليه طول الوقت
فذهب الى اعمامه واخواله فى الصعيد
ابن عمى قسيس وراعى كنسية كبرى ، فكان اكثر الرافضين ، كانه ابو لهب فى ثوبة المسيحى
استمرت المناقشات والمجادلات كل يوم تتصاعد
وعادت الام المعده مره اخرى وخفقان القلب تتصاعد مره اخرى
ولزمت الفراش ... فجاء لزيارتى ولكن ابنى قابله فى برود واشاح بوجهه ولم يصافحه
اثر هذا فى نفسه كثيرا لانه معتز بكرامته كثيرا
قلت له : فما بالك بى ... انه يتحاشانى ويتكلم معى بصعوبة ؟

قال لى : انا مستعد اواجه كل الناس .... البلد فيها قانون ، وعندى علاقاتى القوية واستطيع ان اصل الى اعلى مستوى ، ولكن المشكله فى ابنائك
لقد اصبح الاختيار محصورا بينى وبين اولادك
اما انا او اولادك
انا لن اعيش طويلا .... عده سنوات وينتهى العمر ، وانتى لايمكن ان تضحى باولادك حتى لو طال بى العمر
انا لا ارضى بهذا
وكان كعادته صادقا مع نفسه وصادقا معى
وكان الاتفاق على الانفصال


وذهبت الى صومعتنا للقاء الاخير ....
وكان العشاء الاخير
نفس المانجو .... ونفس فنجان الكابتشينو بالفانيليا
وطاجن حمام بالفريك صنعه بنفسه
وبدانا نأكل ... ولكن كنا نلوك الطعام ولا نشعر به
شعور بالمراره والحزن الطاغى فكيف لنا ان نتذوق طعاما
ضحكت فى مراره : انه العشاء الاخير للسيد المسيح
ومن هو يهوذا ؟
المجتمع الظالم
التقاليد الباليه
التعصب الاعمى

واحتضنى طويلا
واحتضنته طويلا
وبكى كثيرا
وبكيت كثيرا
قلت له : نقطع عقد الزواج المدنى ولا عايزنى فى اوضه النوم ... اللقاء الاخير
تعتقدى انه ممكن ؟
براحتك
يكفينا العشاء الاخير ... الظروف لاتسمح بغرفة النوم
وقبل ان اغادر ... وعند باب الشقه ، عدت اليه مره اخرى لارتمى فى احضانه
لم ادرى كم مرت بنا الدقائق ... قبل ان ادخل الحمام واغسل وجهى واغادر

وتمر الايام الشهور ونحن على اتصال بين الحين والحين ... لا اكثر من الاطمئنان حتى لانفتح مجال للذكريات
وكان بين الحين والاخر يرسل لى مبلغا من المال

تدهورت صحته فى الفتره الاخيرة واضطر الى يعود الى منزل الزوجيه بين زوجته وابنائه
حتى اتصل بى يوما : انا فى المستشفى ..... فى ساعاتى الاخيرة ، عايز اشوفك
ومراتك واولادك
عارفين
وذهبت اليه
واستقبلنى ابنه الاوسط ورحب بى وسط وجوم الاخرين ، كان الوحيد المتعاطف معه ، كانت امه تريد ان تقيم تحالفا مع ابنه الاكبر وتفرض وصايته عليه هو واخيه الاصغر ، ولكنه وقف معه ونصره

كان يقول لاخوته عندما قاطعوه بعد زواجنا :
عايزين منه ايه ... بابا اعطانا كل شئ ... سيبوه يعيش حياته التى اختارها لنفسه ، لقد اعطانا حريه الاختيار طوال حياتنا فليس من المقبول ان نحجر على حريته
لقد اسعدنا جميعا ... فلماذا تحرموه من السعادة
ودخلت غرفته وخرح ابنه الاوسط واغلق الباب علينا
كان ممدا على السرير والمحاليل معلقه بجواره والابر مغروسه فى عروق يده اليسرى
قال :
سافارق الحياه الآن ... واخر امنياتى ان اراكى
ستعيش كما وعدتنى ... وعدتنى تعيش كمان 10 سنين
الكلام ده لما كنت معاكى ، كانت رغبتى فى الحياه قوية ، والموت والحياه تتدخل فيهم الاراده كثيرا
كان ممكن اعيش اكتر من كده ، واكتر كمان من العشر سنين
ولكن بعدك ماعاد بى رغبه فى الحياه
مابقى لى شئ ...
عقلى اصدر اوامره الى باقى الجسد المكلوم والقلب المهموم ليغادر هذا العالم
امسك بيدى
وامسكت بيده
وبكيت ... وانحدرت الدموع من عينية
وضغط على الجرس بجانبه
سالته : هل تريد شئ ... استدعى لك الطبيب او اى من هيئة التمريض
لالالا اريد عامل البوفيه
وجاء
عايز اثنين كابتشينو بالفانيليا
انصرف العامل ودخل ابنه الاكبر واشاح بوجهه عنى : كابتشينو ايه يابابا ، الضغط عندك عالى والسكر كمان
مش حاشرب ... حاتفرج عليه
وجاء الكابتشينوا
فقال : فاكره
اول مره اتقابلنا شربنا الكابتشينو ... واخر مره حانشرب الكابتشينو
اشربى وانا كانى اشرب معكى

فاكره لما رحتى الجونه عند اخوكى قبل مانتجوز وكان جوزك عايش لكنك سافرتى لوحدك واديتك فلوس وقلت لك عيشى واتبسطى ، وروحى ارقى الكافيهات ، واطلبى اغلى الطلبات واعزمى اخواتك وادفعى بقشيش كويس
فاكره
قلتى : ياريتك كنت معايا
قلت لك : انا معاكى على طول ، طول ما انتى سعيده انا كمان سعيد
كنا لم نصرح بحبنا بعد ، ولكن كان المكبوت يظهر احيانا
اشربى الكابتشينو كانى اشربه معكى
اشربى
كنت احتسى فنجان الكابتشنو مختلطا بدموعى
ورشف رشفتين من الفنجان وتركه على المنضده بجواره

حنان
انا راحل .... وكانت اخر امنياتى ان اراكى
ولكن روحى ستظل دائما تحميكى وترفرف حولك ، عندما يتزوج ابنائك ويكون لكى احفاد احكى لهم قصتنا
قولى لهم ... مازال هناك فى العالم الاخر روحا ترفرف حولى وتحمينى
قولى لهم ... لقد رحل الرجل الوحيد الذى احبنى فى هذه الحياه
هيا يا احفادى ... صلوا من اجله
صلوا من اجل هذا الرجل الذى فارق الحياه

وجاء ميعاد زياره الطبيب
فنادى ابنه الاوسط
وصل حنان لغايه باب البيت
وصيتى لك حنان
لو احتاجت اى حاجه اوعى تتخلى عنها
حاتعيش يابابا وترعانا كلنا ... كلنا
ماعاد لى رغبه فى الحياه

وفى الطريق كان الصمت يحيط بنا
لم اقول له الا كلمات قليلة
خلى بالك من ابوك
وكل يوم كلمنى طمنى عليه
وفى صباح اليوم التالى اتصل بى ابنه وصوته مخنوق بالدموع
بابا خلاص ... خلاص

ولم اشعر بنفسى الا فى المساء وانا فى المستشفى بعد ان صحوت من الغيبوبة
لقد رحل اخر الرجال المحترمين
واصبحت اعيش من بعده جسد بلا روح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ انتهت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا كان النسيئ زياده فى الكفر ؟
- ردا على الاعلامى الكويتى نادر المنصور (2)
- ردا على الاعلامى الكويتى نادر المنصور
- اخونه الفيس بوك
- النبى ادريس بين على جمعه وزاهى حواس
- عوده المُحتسب بحكم قضائى
- اشكالية السلفى والمسلم والعلماني: د.مجدى يعقوب نموذجا
- اعتذارات اساطين السلفية : لماذا الآن ؟
- عفوا شيخ الازهر : كلامك معظمه مغالطات
- قراءه فى عقل الرئيس السيسى
- رساله مفتوحه للرئيس السيسى
- اصل مصر واكذوبه ملح الارض
- والمسيحيه ايضا انتشرت بالسيف
- محاكمة المحرضين على قتل فرج فوده
- الامام الاكبر والإسلاموفوبيا
- محاكمة الشيخ الشعراوى
- الامام الاكبر والمسواك وفرشاه الاسنان
- ست الحسن وفارس الفرسان - قصة قصيرة
- المسيحيين : اهل كتاب أم كفار ؟
- دواعش المسيحية


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام حتاته - كابتشينو بالفانيليا - قصة قصيرة