أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الرحمن البيطار - في سِياق النقاش الدائر حول حَل ” فِلسطين دَوْلة ديمقراطية واحِدة “. 10















المزيد.....

في سِياق النقاش الدائر حول حَل ” فِلسطين دَوْلة ديمقراطية واحِدة “. 10


عبد الرحمن البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 6597 - 2020 / 6 / 19 - 15:00
المحور: القضية الفلسطينية
    




يغمرني الصّديق محمد الرِّفاعي كل يوم بمقالات مُنْتَخَبَة ، كان بينها مقال بعنوان :
“الفهود وفلسطين: الأمميّة السوداء والثورة الفلسطينية“،
الذي كَتَبه ديريك آييد ، وهو طالب دكتوراه في قسم التاريخ في جامعة هيوستن ، ويبحث في التقاطع بين الأمميّة السوداء والقضيّة الفلسطينيّة ، أما المُتّرْجِم فهو سماح إدريس ، وهو كاتب لبناني، ورئيس تحرير مجلة الآداب اللبنانية، وابن مؤسسها الأديب القصصي المُبْدِع سهيل إدريس.
المَقال مُثير ،وغَنِيٌ بالمعلومات وبقِيم النِّضال التَّحرّري الإنساني ،وبالدّروس والعِبَر ،وفيه يَقول كاتب المَقال :

أمّا روبرت وليامز ، فقد كان في ستينات القَرْن الماضي نَموذجاً للإنسان الثوري العابِر للقوميات ، وقد كَتَبَ يَقول في ذلك الوَقت :
“… أنا مُقتنِع بأنَّ إسرائيل تُباشِر مهمّةَ إبادةٍ شريرةً للشّعب العربيّ ( الفلسطيني)… فبدعم الإمبرياليّة الأميركيّة والبريطانيّة، تَسعى الصهيونيّةُ العالميّةُ إلى تقليد النّهب والإحتلال الأوروبييْن لأراضي السُكّان الهنُود الأصليين، المُسمّاةِ اليوم أميركا.
الشّعبُ العربيُّ ( الفلسطيني) اليوم مُهَدَّدٌ، من قِبَل الصهيونيّة، بمصير الهنود الأميركيين نفسه… هناك تَشابهاتٌ كبيرةٌ بين كفاح الشعب العربيّ( الفلسطيني) وكفاح الشعب الأفرو-أميركيّ.
نحن نُحارِب من أجل البقاء على قَيْد الحياة ضدّ تحالفٍ شرّيرٍ لمُبيدين وحشيّين .
نحن منخرطون في قضيّةٍ مشتركةٍ من أجل العدالة والبقاء.
سَنَنتصر بأيّ ثمن.
واٌنطلاقًا من روح المُقاومة المُشتركة ضدّ قوى الطغيان الشرّيرة، أُعلن بفخرٍ التضامنَ مع إخوتنا المقاتلين في فلسطين ومع الشعب العربيّ بأكمله “.
رَأيتُ أن للإستدراك أعلاه قِيمَه فيما نتناوله من بحث الإن ، في هذا الزَّمَن من القَرْن الحادي والعشرين بالذات ، وبَعْدَ نِصْف قرن من التاريخ الذي صَدَرَ فيه نِداء المُناضلِ الأمريكي روبرت وليامز، فقررتُ إيراده بلا تعليق.
في اليوميات الثمانية السابقة ، تَعَرَّضتُ لأحداث ووقائع رئيسية وَقَعَتْ جميعها في القَرْن التاسع عَشر قِبَل اٌنعقاد مُؤتمر بازل ( المؤتمر الصّهيوني الأول ) في ٢٨ آب ١٨٩٧.
إنَّ الأسئلة المُسْتَنْبطة من تِلكَ اليَوميات والمُتَعَلِّقة بالسِّياق المُشار إليه في عنوان اليوميات هو :
ماذا عن اليَهود الذين هاجروا الى فِلسطين قِبَل اٌنعقاد مُؤتمر بازل المَذكور اعلاه ؟ .
هل كانوا يَحمِلونَ التابعية العُثمانية ؟ .
ماذا كان هَدَف هؤلاء عِندما هاجَروا الى فِلسطين ؟ .
هل كان هَدَفهم إقامة دَوْلة اليَهود في فِلسطين ؟.
أو
كان هَدَفهم مَقصور ٌالى الهِجرة الى تِلكَ البِلاد والعيش مع سُكّانها بين ظَهْرانيهم ؟ .
ماذا كانوا يَعملون خلال مَعيشتهم في فِلسطين ؟ .
هل تَغَيَّرتْ مَواقفهم مع اٌنْعقاد المُؤتمر الصّهيوني الأول في آب ١٨٩٧؟.
تلك هِيَ أسئلة مَرْحَلِيّة الطّابع بمَعنى أنها تتصل بالمرحلة السابقة لاٌنعقاد المُؤتمر الصّهيوني الأول في آب ١٨٩٧ ، والذي دَشَّنَ لانطلاق مرحلة جَديدة في تاريخ اليَهود وفلسطين والفلسطينيين من سكان بلاد الشام والرافدين ، وبلاد الاقليم كلها، وستخضع للإستنطاق في اليوميات القادمة والتي ستتولى بعد استخلاص الدروس والنتائج لأحداث القَرْن التاسعشر وما قبله ، قِراءة أحداث ووقائع المراحل التالية لانعقاد مُؤتمر بازل في العام ١٨٩٧ وما بعده وحتى تاريخه.
في القَرْن التاسع عَشر ، تَكَرَّس ” تحرير اليَهود ” من غيتوات القرون الوسطى والتي استمرت قائِمة في المُدُن الاوروبية حتى اندلاع الثورة الفرنسية ، وذلك بعد تطوراتٍ عَديدة حَصَلَت في أوروبا والقارّة الأمريكية في القرنين السابع والثامن عَشر ، أهمها :
١- المَرْسوم الذي أصدره أوليڤر كرومويل في العام ١٦٥٦ بالعودة عن المَرْسوم الذي أصدره الملك ادوارد الأول في العام ١٢٩٠، والسماح لليهود بالعودة الى انجلترا وتجميعهم هناك توطئة لإعادة نقلهم الى فِلسطين ، تجسيدا لأسطورة / مقولة أن تجميع اليَهود في فِلسطين هو الشّرط الذي يسبق نزول المسيح المنتظر.
٢- الدستور الأمريكي لعام ١٨٧٨ الذي نص على أنَّ ” الدين ليس شرطاً لشغل المناصب في الدولة ” والذي أدّى إلى تحرير اليَهود رسمياً في المُجتمع الامريكي، وقد تكَرّس ذلك في العام ١٧٨٧.
٣- بيان حُقوق الإنسان الذي أصدرته الثورة الفرنسية في العام ١٧٩١، والذي كَرّس مبدأ حق اليهود كأفراد في الحُصول على كافة حُقوق المواطنة بلا أي تَمييز ،ورَفَضَ في ذات الوَقت مفهوم كَوْن اليَهود يُشكلون أمة.
وقد تَتَوَّجَ ذلك في العام ١٨٣١ بقيام الدولة الفرنسية بالإعتراف باليهودية رسمياً إلى جانب المسيحية كديانات في الدولة .
٥- الميثاق الذي أصدره الملك فريدريك الأكبر( مَلِك بروسيا ) في العـام 1750، والذي دشّن لعهد من التسامح الديني وأَفْسَحَ بذلك المجال أمام تحديث ودمج الجماعة اليَهودية في مجتمعات الدويلات الألمانية في ذلك الوَقت .
هذا وقد اٌستمرت عَملية تطوير القوانين التي تحمي حُقوق الألمان اليَهود الإقتصادية والسياسية والدينية . بفِعْلِ حَرَكة الإصلاح اليهودية التي قادها مندلسون في الربع الأخير من القَرْن الثامن عَشر ،كما وتطورت هذه القوانين خلال القَرْن التاسع عَشر بفعل أفكار الثورة الفرنسية ، وحركة التنوير . وشَهِدَت ألمانيا خلال تِلكَ الفَتْرة تيار تَنَصُّر في سياقه بعض اليَهود الألمان مثل هايني ، ووالد كارل ماركس وأولاد مندلسون وغيرهم، واٌختفتْ أعداد كبيرة منهم عن طريق الزواج المختلط ، ومع العام ١٨٧١ وما بعده خلال القَرْن التاسع عَشر وبداية القَرْن العشرين حَصَل الألمان اليهود على المزيد من حقوقهم ، واٌزداد اندماجهم في المحيط الثقافي الذي يعيشون فيه .
٦- دعوة المُفَكِّر الأُممي كارل ماركس في العام ١٨٤٤ في كِتابه ” المَسألة اليَهودية ” الى ضرورة تعرية الدولة من لباسها الديني ، بعَلمَنَتِها وفَصْل الدين عن الدولة، والذي من شَأنه أن يُفضي الى التحرر السياسي هذا مع ضمان حرية المُعتَقَد الديني انطلاقاً من تأكيد مبدأ المواطنة ، وإبقاء الدين شأناً شخصياً لأفراد الدولة ( عَلمانية الدولة ) ، وفِي سِياق ذلك دعى الأُمم الأوروبية للتعامل مع الأوروبيين اليهود كمواطنين في بلدانهم ، والى دمجهم في أممهم ، خاضعين تلقائياً لقوانين الصِّراع الطبقي ذاتها التي تحكم المجتمعات الإنسانية.
وعلى الرّغم من هذه الحَرَكة الأوروبية لتحرير اليَهود من مواطني البلدان الأوروبية ، فقد ظَهَرَت في أوروبا حَرَكة صهيونية غير يَهودية ( مسيحية أوروبية ) كان لها منطلقات مختلفة ، وتسعى لتحقيق أهداف إستعمارية معينة ، كما وظَهَرَتْ في ذات الوَقت حَرَكة أُوروبية يَهودية أيضاً . وقد تَمظْهَرت الحركتان بالمظاهر التالية:
⁃ مَظْهَريّة دينية بحته في أوساط اليَهود الاوروبيين تنطلق من فتاوي أحبار يَهود عن مَوعد ظُهور المَسيح المُنتظر في فِلسطين ، وتدعو اليهود للهِجرة الى فِلسطين لاٌستقباله ، ومثال على ذلك نبوءة “إلياهو شلومو زالمان” في أواخر القَرْن الثامن عَشر أن ظهور المسيح المُنتظَر سَيكون في فِلسطين في العام ١٨٤٠ ، مما أدى الى هجرة المِئات من يَهود ليتوانيا وغيرهم إلى فِلسطين وذلك في مَطلع القَرْن التاسع عَشر.
⁃ مَظْهَرِيّة دينية في أوساط قطاع من المسيحيين الأُوروبيين تنطلق من أنَّ تسريع المجيء الثاني للمسيح يَستدعي تجميع اليهود ونقلهم الى فِلسطين ، ومثال على ذلك دعوة المُصْلِح الإجتماعي ” أنطوني كوبر ” في مُنتصف القَرْن التاسع عَشر ، والذي صار ” إيرل أُوف شافتسبوري ” ، والذي تزعم حَرَكة انجيلية قوية داخل كنيسة إنكلترا هدفها إعادة اليَهود الى فِلسطين وإدخالهم الديانة المسيحية وتسريع مجيء المسيح .
⁃ مَظْهَرِيّة إستعمارية بحته، تستعمل الدين لتبرير أهدافها الإستعمارية ، ومثال على ذلك إلحاح بالمرستون وزير خارجية بريطانيا في جزءٍ من عَقْد الثلاثينات والاربعينات من القَرْن التاسع عَشر ، وقريب ” إيرل أوف شافتسبوري ” بالمُصاهرة ، على الإمبرطورية العُثمانية، لإقامة فِلسطين يَهودية في سِياق التنافس مع فرنسا خلال ذلك القَرْن ، بزعم أنَّ ” فِلسطين يَهودية ” من شأنه أن يُعَزِّز النظام العُثماني بتوفير الدَّعم له.
⁃ مَظْهَريّة إستعمارية بَحْته ، تتجاوز شعارات الثورة الفرنسية ومبادئها ، تم فيها اٌستعمال الدين لتبرير أهداف إستعمارية ، ومثال على ذلك نِداء نابليون، إمبرطور فرنسا ، الذي وَجَّهَه لليهود في ٤ نيسان ١٧٩٨ أثناء حِصاره مدينة عَكّا ، والذي اٌعتبرهم “وَرَثِة فِلسطين الشّرعيين” ، ووَعَدَهم بإعادة “ميراث إسرائيل” في فِلسطين مُقابل دَعْمَهم له في في فرنسا وفِي أوروبا وفِي حَمْلته على بلاد المَشرق ، وذلك في سِياق تَنافسه الإستعماري مع بريطانيا في المَشْرِق ، ومحاولته الضَّغط على بريطانيا بالسّيطره على الطُّرُق المُؤدية الى مُستعمرتها (الهند) ، وصِراعه مع الدولة العُثمانية لبسط نفوذه على حساب الأراضي التي تُسيطر عليها.
وكما يتضح مِمّا أوردناه أعلاه ، فإنَّ القوى الإستعمارية الكبرى في القَرْن التاسع عَشر ، أي بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية ، وفيما يتعلق بالمواطنين اليَهود في البلدان الاوروبية على وَجَّه الخُصوص ، فإنها اٌستغلتْ حالة الوَهْن ، والضّعف ، والمديونية ، والتخلف الشامل ، والتي كانَتْ ظاهرة للعَيان على نحوٍ لا يُمكن إخفاءه ، والتي كانَتْ تُعاني مِنها الدولة العُثمانية في ذلك القَرْن ، لخدمة أغراضها الإستعمارية البَحْته .وفِي سِياق ذلك ، فقد سَعَتْ لتوظيف مَسألة يَهود أوروبا ، لتحقيق أهداف اٌستعمارية بحته في بلاد المَشرق العربي ، الذي كان يرزح تَحْتَ الحُكْم العُثماني مُنذُ العام ١٥١٧.
وقد أبْرَزَتْ اليوميات الثمانية السابقة نَماذج عن ذلك على نحو صريح .
وفيما يتعلق بفِلسطين ، والتي كانَتْ أراضيها تتوزع على عِدّة ولايات عثمانية في البِلاد السورية، ومحكومة من قِبَل السُّلطة العُثمانية ، ويحمل سُكّانها التابعية العُثمانية ، فقد أخذَ التّدخل والنفوذ الإستعماري الأوروبي الصاعد في ذلك الوَقت ينعكس عليها وفق نماذج مختلفة :
النموذج الاول :
وتَمَثَّل في التوسع في إقامة القنصليات والمُمَثِّلِيّات للبلدان الأوروبية في مدنها ؛ القُدْس ، يافا ، حَيفا ، ..الخ.
إبتداءً من العام ١٨٢٠ والإزدياد المضطرد في صلاحياتها والإمتيازات التي تتمتع بها .
لقد عَمدت قنصليات العديد من الدُّوَل الاوروبية الإستعمارية على استثمار الإمتيازات الممنوحة لها من قِبَل السلطات العُثمانية الى مَنْح الحِماية القُنصلية لليهود المُهاجرين الى فِلسطين ، والذين لَمْ ينالوا التابعية العُثمانية .
وعلى سبيل المثال ، فقد بلغ عدد المُستفيدين من الحِماية القُنصلية التي منحتها القنصليتان النمساوية والأمريكية فَقَط ، لليهود الأوربيين المُهاجرين الى فِلسطين في خمسينات القَرْن التاسع عَشر نحو (٤٠٠٠) من أصل عشرة آلاف يهودي وهو عدد يَهود فِلسطين في مُنتصف القَرْن التاسع عَشر.
هذا مع العلم بأنَّ جُزْءاً كَبيراً ممن تَبَقّى من هذا العدد كان يَحْمِل التابعية العُثمانية .
كما عَمَل القناصل على المُشاركة في مزادات بيع الأراضي في فِلسطين التي كانَتْ تنظمها السلطات العُثمانية لتحصيل الضرائب من الفلاحين الفلسطينيبن المعسورين لشِراء تِلكَ الأراضي ، وتَسخيرها لمصلحة اليَهود المُقيمين في فِلسطين.
بمعنى ، ان الدُّوَل الاوروبية الإستعمارية وغيرها ، كان يقع في صُلْب سياساتها نقل وتجميع اليَهود الاوروبيين في فِلسطين .
النموذج الثاني :
كان عددٌ كبيرٌ من اليَهود المُقيمين في فلسطين في القَرْن التاسع عَشر مُنكبون على التعليم الديني ، وتدريس التوراة، وممارسة الشعائر الدينية اليهودية، وكان أغلبهم يعتمد في مَعيشته على المَعونات التي كان يُقدمها لهم اليهود من مواطني بلدان أوروبا والولايات المتحدة الامريكية وغيرها.
كما كان الآخرون يمارسون مهناً مَحدودة في مجال الصياغة والخياطة ، والمهن الحرفية، والتجارية والقليل منهم في مجال الزِّراعة أو الصناعة.
أما التّدخل الأوروبي والأمريكي في القَرْن التاسع عَشر في هذا الشأن ، فقد أَخْذ مَظهر قيام الأثرياء الاوروبيين ( من عاقلة روتشيلد، مونتيفيوري ، هيرش ،.. الخ) ، وجمعية الـ Alliance الفرنسية ، – وهم فئة قريبة من مراكز صِناعة القَرار والتأثير في سِياسات الدُّوَل الأوروبية – بممارسة الإغراءات والضغوط على الدولة العُثمانية من أجل أن تَسمح بهجرة الأوروبيين اليهود الى فِلسطين ، وأن تَسمح لها كذلك بإنشاء صناديق تمويل لليهود المقيمين فيها، والى بناءً احياء سكنية في القُدْس ويافا وغيرها ، وإلى تمكينهم من شِراء الأراضي ، وإقامة المُستوطنات والمعازل البشرية الخالِصة لليهود في فِلسطين . ليس ذلك فَقَط ، وإنما الى إنشاء مدارس زراعية ( في العام ١٨٧٠على أراضي قَرْية يازور ) ، ومنارسة الضغط والإغراء على أفراد المُجتمع اليَهود المُقيم في فِلسطين للتّعلُّم على فنون وعلوم ومهارات الزِّراعة.
النموذج الثالث:
وتمثل في الضُّغوط التي مارَستها الحكومات الأوروبية على الدولة العُثمانية لاٌنتزاع فرمانات ومراسيم توفر مزايا وحقوق لليهود المُقيمين في فِلسطين بمن فيهم من حاملي التابعية العثمانية ، وكذلك لتسهيل هجرة اليَهود الى فِلسطين أو زياراتهم لها أو لغايات ممارسة شعائر الحج فيها. وقد تم في سِياق ذلك إستثمار وَضْعِيّة كون الدولة العُثمانية مُثْقَلة بالدّيون المُقدمة من قِبَل الدائنين الأوروبيين ، وكذلك اٌستثمار حاجة الدولة العُثمانية لدعم ألمانيا القيصرية لتمتين وتطوير اوضاع بُناها الداخلية من جهة ، او لدعم بريطانيا أو فرنسا لمواجهة الاخطار المُحيقة بالدولة ( ضد مِصْر محمد علي ، والجيش المصري بقيادة ابنه ابراهيم في البِلاد السورية ) من جهة أُخرى ، من أجل إحراز مكاسب لصالح اليهود من مواطني بلدان أوروبا الراغبين للهِجرة الى فِلسطين او المضطرين لترك بلدانهم فيها، ولتشجيعهم ودفعهم للهِجرة اليها ، وبما يؤمن أيضاً تَحقيق أهداف تِلكَ البلدان المُباشرة في فِلسطين وبلاد المَشرق.
النموذج الرابع :
حَل مشاكل البلدان الاوروبية مع مواطنيها اليَهود ، بما في ذلك سِياسات واجراءات مُعاداة السامية التي كانَتْ شائعة في عدد من البلدان الأوروبية والمُوجّهة ضد اليَهود من مواطني أوروبا ، في فِلسطين وعلى حساب سُكّانها ، وذلك عَبَّر تهيئة وتسهيل ظروف هجرة جزءٍ من هؤلاء ممن اٌختار الهروب من الإضطهاد الى فِلسطين . بمعنى حل تِلكَ المشاكل على حساب شّعب فلسطين العربي ، ودون مُراعاة لحقوقه في بلاده. وأوضح مثال على ذلك ، تسهيل هجرة يَهود روسيا وبولندا ورومانيا الى فِلسطين في العقدين التاسع والعاشر من القَرْن التاسع عَشر إثر مشاركة مُواطنين روس يَهود في اغتيال قيصر روسيا في شهر آذار من العام ١٨٨١، وفِي الأعمال الثورية وغيرها في تِلكَ البِلاد وردود فعل حكومات وشعوب تِلكَ البِلاد ضد مواطنيها اليَهود ، وهو الحادث الذي أفضى إلى تمكين نحو (٣٥) ألف يَهودي من مواطني تِلكَ البلدان الى الهِجرة الى فِلسطين وانتزاع موافقة السلطات العُثمانية على ذلك ، وإلى تمويل إقامة مُستوطنات ( معازل بشرية يَهودية )لهم فيها .
سأكتفي بهذا القَدْر في هذه اليومية



#عبد_الرحمن_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن مستقبل الحُكْم الذاتي وعن غَزّة … ماذا قال ادوارد سعيد في ...
- في سِياق النقاش الدائر حول حَل “فِلسطين دَوْلة ديمقراطية عَل ...
- جوزيف مسعد مقدِّمة للنكبة: الإستعمار البروتستانتي الأوروبي ل ...
- في سِياق النقاش الدائر حول حَل ” فِلسطين دَوْلة ديمقراطية عَ ...
- عودة الى إدوارد سعيد والتعرّف على رُؤيته للواقع الفلسطيني ال ...
- في سِياق النقاش الدائر حول حَل “الدولة الديمقراطية العَلماني ...
- في سياق النقاش الدائر حول حل الدولة العَلمانية الديمقراطية ا ...
- في سياق النقاش الدائر حول حل “الدولة الديمقراطية العلمانية ا ...
- في سياق النقاش الدائر حول حل ” الدولة الديمقراطية العلمانية ...
- في سياق النقاش الدائر حول حل ” الدولة الديمقراطية العلمانية ...
- في سياق النقاش الدائر حول حل ” الدولة الديمقراطية العَلمانية ...
- في سياق النقاش الدائر حول حل ” الدولة الديمقراطية العَلمانية ...
- في سياق النقاش الدائر حول حل ” الدولة العلمانية الديمقراطية ...
- في سِياق النقاش حول حل ” الدولة الديمقراطية العلمانية الواحد ...
- حول وثيقة ” الحركة الشعبية لاجل فلسطين دولة علمانية ديمقراطي ...
- عن عنصرية المشروع الصهيوني و- القائمة المشتركة الموحدة العرب ...
- المأزق البنيوي الإستراتيجي للمشروع الصهيوني في فلسطين ؟
- كِتابَه في يوم الحُب عن الجِدار الحديدي كمفهوم صهيوني إستعما ...
- مع إدوارد سعيد في رحلة علاجي 3/3
- مع إدوارد سعيد في رحلة علاجي 2/3


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الرحمن البيطار - في سِياق النقاش الدائر حول حَل ” فِلسطين دَوْلة ديمقراطية واحِدة “. 10