أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد الحنفي - في أفق تجديد هيكلة القطاعات الكونفيدرالية: هل تحترم مبادئ ك.د.ش في المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للتعليم ... ؟!!!.....8















المزيد.....


في أفق تجديد هيكلة القطاعات الكونفيدرالية: هل تحترم مبادئ ك.د.ش في المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للتعليم ... ؟!!!.....8


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1590 - 2006 / 6 / 23 - 11:07
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


الإهــــداء:


 إلى جميع المناضلين المخلصين في كل المواقع الكونفيدرالية.

 إلى كل من امتلك الشجاعة لمقاومة التحريف، و عمل على تعبئة الشغيلة، و طليعتها الطبقة العاملة، من أجل مواجهة كافة أشكال التحريف، في مختلف الاطارات الكونفيدرالية.

 إلى الكونفيدراليين المخلصين الملتزمين بالمبادئ، و الضوابط الكونفيدرالية الأصيلة من خلال تواجدهم في النسيج الكونفيدرالي.


 إلى مناضلي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الصامدين، و المواجهين لكل أشكال التحريف النقابي، في مختلف التنظيمات الكونفيدرالية: القطاعية، و المركزية.

إلى مناضلي الحزب في مدينة مراكش، لامتلاكهم شجاعة مواجهة التحريف، و من خلال النسيج الكونفيدرالي بولاية مراكش، و في مواجهة واضحة، وصريحة، مع بعض عناصر المكتب التنفيذي للك.د.ش. المهرولين من أجل إرضاء الطبقة الحاكمة، عن طريق محاصرة مناضلي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

 من أجل المحافظة على ك.د.ش. كنقابة تقدمية، جماهيرية، ديمقراطية، مستقلة، وحدوية.


محمد الحنفي



النقابة الوطنية للتعليم، وضرورة احترام المبادئ، الضوابط:...3

8) و الارتباط العضوي بالطبقة العاملة، لا يمكن أن يقود إلا إلى تحويل الك.د.ش إلى أداة لاستقطاب القطاعات العمالية للانتظام فيها، والنضال بواسطتها، لأنها حينها ستستعيد ديمقراطيتها، وتقدميتها، واستقلاليتها، وجماهيريتها، ووحدويتها، خاصة، وأن احترام هذه المبادئ، وتجسيدها من خلال الممارسة اليومية للك.د.ش، وللمناضلين الكنفيدراليين، سيكسب الكنفيدراليين احتراما واسعا في صفوف الطبقة العاملة، و، حلفائها من الأجراء، مما يجعل الجميع يستعيد ثقته بالمناضلين الكنفيدراليين، وبالكنفيدرالية.

واستعادة الثقة يعتبر شرطا أساسيا لاعادة الارتباط الك.د.ش، والانتظام في إطاراتها، والنضال من أجل المحافظة على ما تحقق منها، والنضال من أجل المحافظة على الهوية المبدئية للك.د.ش، باعتبارها شرطا لوجود التنظيم النقابي الكنفيدرالي، ومنطلقا لامتلاك الوعي النقابي الصحيح، الذي يعتبر ضروريا لقيام وعي طبقي في مستوياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، من أجل الانتقال بالطبقة العاملة، وحلفائها، إلى مستوى آخر من النضال. يهدف إلى القضاء على أسباب قيام أسباب الاستغلال المادي، والمعنوي للطبقة العاملة، ولسائر الأجراء.


وتقوم النقابة الوطنية للتعليم بدور كبير، وأساسي، في جعل الك.د.ش تحافظ على هويتها المبدئية، وفي جعل الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، يمتلكون وعيهم الطبقي الحقيقي، حتى ترتفع وتيرة تحريض العمال، والمأجورين، من أجل:
ا ـ الانتظام الطوعي، و، التلقائي، في الك.د.ش كأفراد في النقابة القطاعية، أو المحلية، وكقطاعات محلية، أو جهوية، أو وطنية في الك.د.ش.

ب ـ الانكباب، وبواسطة التنظيم النقابي، على دراسة المطالب العامة، والخاصة، والخروج بملفات مطلبية مشتركة، وقطاعية، وفئوية، تعتمد في النضالات المطلبية.

ج ـ خوض النضالات المطلبية، بقيادة الك.د.ش كتنظيم مركزي، أو قطاعي، أو محلي، والإصرار على أن تستمر تلك النضالات إلى أن تتحقق المطالب المادية، والمعنوية، وفي أفق الاستمرار في النضال إلى أن تنعتق الطبقة العاملة و حلفاؤها من الأجراء، و جميع الكادحين من آلة الاستغلال الرأسمالية التبعية الهمجية.

د ـ الاستعداد المستمر، والدؤوب، من أجل الانخراط في النضال الديمقراطي الهادف إلى تحقيق ديمقراطية حقيقية، من الشعب، وإلى الشعب، وعلى أساس قيام دستور ديمقراطي، وإجراء انتخابات حرة، ونزيهة، و قيام مؤسسات تمثيلية، تكون مهمتها العمل على تحقيق المكاسب، وخدمة مصالح الشعب، وإيجاد حكومة من أغلبية البرلمان، تحرص على تنفيذ برنامج معبر عن إرادة الشعب، وتعمل على ملاءمة القوانين المحلية مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، مساهمة منها في بناء دولة الحق و القانون.

والنقابة الوطنية للتعليم عندما تعمل على تجسيد الارتباط العضوي بالطبقة العاملة، فإنها تترجم قولا، وعملا، الدور الموكول إلى المثقفين المتنورين، والمثقفين العضويين، أو ما يصطلح على تسميته بالمثقفين الثوريين، نظرا لكون هذه النقابة تستهدف تنظيم نساء، ورجال التعليم، باعتبارهم المؤهلين عمليا لحمل الفكر التنويري، ولم لا، الفكر العلمي، الذي يلعب دوره في إعداد الطبقة العاملة، وحلفائها للقيام بالدور التاريخي المنوط بها.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو:

هل يمكن أن تلعب النقابة الوطنية للتعليم في مؤتمرها الثامن دور المحرك، والموجه لنساء، ورجال التعليم، في أفق العمل على الارتباط العضوي بالطبقة العاملة، باعتبار نساء، ورجال التعليم حلفاء لهذه الطبقة؟

إن الشروط التي تمر منها النقابة الوطنية للتعليم، تفرض العمل على تجاوز المعيقات، التي حالت دون قيامها بدورها منذ 10-11 ابريل 1979، وخاصة معيق غياب المبدئية. ولذلك، فما هو مطلوب من المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للتعليم، ليس هو الارتباط العضوي بالطبقة العاملة وحلفائها فقط، بل هو العمل على استعادة المبدئية. لأن المبدئية شرط في أي ارتباط عضوي ممكن. وهذا الشرط، لا يتحقق إلا باحترام المبادئ، والضوابط، و المهام النقابية، في مستوياتها المختلفة، والعمل على تفعيل مبدأ المحاسبة الفردية، والجماعية، وممارسة النقد، والنقد الذاتي باعتبار كل ذلك محصنا للنقابة الوطنية للتعليم من كل أشكال التحريف المختلفة، التي صارت ملازمة للممارسة النقابية الكنفيدرالية، في قطاعاتها المختلفة، بما فيها قطاع التعليم.

9) ولجعل الك.د.ش مؤهلة لاستقطاب القطاعات العمالية الواسعة، نرى ضرورة تجنب صيرورة الك.د.ش نقابة للقطاعات ذات الطبيعة البورجوازية الصغرى، حتى لا تبقى العقلية البورجوازية الصغرى، بممارستها الانتهازية، هي السائدة في الك.د.ش. لأن الك.د.ش قامت، و منذ 1978 على أساس تنظيم هذه القطاعات التي قدمت تضحيات كبرى، لأنها كانت حاملة لفكر الطبقة، ومناضلة من أجل تسييد ذلك الفكر. وكانت في نفس الوقت تسعى إلى انفتاح الك.د.ش على الطبقة العاملة، وعلى تنظيمها، حتى تلعب دورا أساسيا، و رائدا في تحسين أوضاعها المادية و المعنوية. إلا أن هذه القطاعات ذات الطبيعة البورجوازية الصغرى، وبعدما وقفت على أن ذلك يتناقض مع طبيعتها، ومع حرصها على تحقيق تطلعاتها الطبقية، فإنها راجعت نفسها، وصارت تتخلى شيئا، فشيئا، عن فكر الطبقة العاملة، إلى أن انسلخت عنه، وبصفة نهائية، وبقيت سجينة فكرها البورجوازي الصغير، الذي يدفعها إلى تسييد الممارسة الانتهازية، التي تشكل الأرضية التي تقوم عليها مختلف الممارسات التحريفية، المتمثلة في الممارسة البيروقراطية، وتبعية النقابة لحزب معين، أو اعتبارها مجرد منظمة حزبية ، أو جعلها مجالا للإعداد و الاستعداد لتأسيس حزب معين، أو مجالا للعمل على السيطرة على أجهزة ذلك الحزب، مما جعل الك.د.ش، بقطاعاتها المختلفة، لا تختلف لا من قريب ولا من بعيد عن النقابات التحريفية، التي كنا نصفها قبل تأسيس الك.د.ش بالنقابات البورصوية، أو النقابات الصفراء.

وانطلاقا من الواقع القائم، لا يمكن أن ننتظر من المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للتعليم، أن يشكل محطة للثورة على القيم التحريفية، لتحل محلها القيم النضالية، التي تعتمد في الارتباط العضوي بالطبقة العاملة المغربية.

ولذلك يجب أن نتجنب صيرورة الك.د.ش، مجرد نقابة للقطاعات ذات الطبيعة البورجوازية الصغرى، لأنه صار أمرا ضروريا، انطلاقا من الممارسة النقابية داخل النقابة الوطنية للتعليم، التي عانت كثيرا، ولازالت تعاني، من كافة أشكال الممارسة الانتهازية، محليا، وإقليميا، وجهويا، مما جعلها تتعرض إلى هزات عنيفة، ومما جعل تلك الهزات تنعكس سلبا على النقابة الوطنية للتعليم، في علاقتها بباقي القطاعات الكنفيدرالية، وعلى الكنفيدرالية نفسها، في علاقتها بقطاعاتها المختلفة، وفي علاقتها بالطبقة العاملة، وحلفائها من الأجراء. لأن ذلك التجنب في حالة حصوله، سيقلص من الممارسة الانتهازية، وسيجعل الانتهازيين يتراجعون إلى الوراء، وسيؤدي إلى تسييد الممارسة العمالية داخل الك.د.ش، بدل تسييد الممارسة البورجوازية الصغرى، ذات الطابع الانتهازي، وعندما تستعيد الك.د.ش عملية تسييد الممارسة العمالية، فإن فكر الطبقة العاملة سيصير جزءا لا يتجزأ من الفكر الكنفيدراليين، الذين ينفتحون على القطاعات العمالية، ويعملون على تنظيمها، وقيادة نضالاتها، وتمكينها من امتلاك وعيها النقابي الصحيح، ووعيها الطبقي الحقيقي، حتى تجدد نفسها مضطرة إلى الانخراط في النضال الديمقراطي الواسع، الذي يجعلها تجمع في ممارستها بين النضال النقابي الضيق، والنضال السياسي الواسع.


وإذا كان هناك اهتمام واسع بالطبقة العاملة، وحلفائها من الأجراء، فإن على النقابة الوطنية للتعليم، أن تبني برامجها، وملفها المطلبي، وأسس اتخاذ مواقفها النضالية على هذا الأساس، حتى تصير نضالات النقابة الوطنية للتعليم، من أجل الطبقة العاملة، ومن أجل الجماهير الشعبية الكادحة، وليس من أجل الترقي إلى السلاليم الأعلى. و هذا ما يجب أن يعمل من أجله المؤتمر الثامن للنقابة الوطنية للتعليم، حتى يعبر عن انحيازه إلى الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، وحتى يقطع الطريق أمام منتجي الممارسات الانتهازية، الذين يترددون بدون حساب على المسؤولين النقابيين، الذين في نفوسهم شيء من الانتهازية.

10) ولأجل الوصول إلى تحقيق الارتباط العضوي بالطبقة العاملة، نرى ضرورة أن يعمل المؤتمر الوطني الثامن على إنجاز ملفات مطلبية، برامج نقابية، وكيفية التخطيط لاتخاذ مواقف نضالية، في أفق العمل على التقليص من الفوارق القائمة بين فئات نساء، ورجال التعليم في القطاع العام، ثم بين نساء ورجال التعليم في القطاع الخاص، حتى لا تعتبر الفوارق بين الأجور وسيلة لتكريس الفوارق بين الطبقات الاجتماعية، في قطاع التعليم بصنفيه الخاص، والعام.

ومن خلال النقابة الوطنية للتعليم، وبنموذجيتها، و نضاليتها، التي قد تكون رائدة، في هذا المجال، تعمل الك.د.ش على صياغة الملفات المطلبية، والبرامج النقابية، وتضع الأسس اللازمة لقيام مواقف نضالية، في أفق فرض سيادة أجور متقاربة، بين جميع فئات المأجورين، و طليعتهم الطبقة العاملة، حتى لا يسود اليأس من الك.د.ش، ومن قطاعاتها المختلفة في صفوف الأجراء بصفة عامة، وفي صفوف الطبقة العاملة بصفة خاصة. لأن دخول الأجراء المتوازنة ، والمتقاربة، ستؤدي إلى زوال الشعور بالفوارق الطبقية، التي صارت تشكل طامة كبرى بالنسبة للمجتمع المغربي، وخاصة في صفوف الأجراء، الذين يقومون بنفس العمل، ولكن بتفاوت كبير، في الأجور، و خاصة في القطاعات الخدماتية التابعة للدولة.

وطرحنا لعمل النقابة الوطنية للتعليم، على التقليص من الفوارق بين الأجور المختلفة، لا يعني بالنسبة إلينا التقليص من الأجور المرتفعة، لتندحر في اتجاه الأجور الدنيا، بل يعني النضال المستميت من أجل أن تكون الأجور في مستوياتها المختلفة، ولجميع الأجراء، وطليعتهم الطبقة العاملة مستجيبة لجميع متطلبات الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يساهم ذلك في إزالة الشعور بسيادة الدونية الفئوية، والطبقية، وحتى تسود العدالة بمفهومها الاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي، إلى جانب المفهوم السياسي.

والنقابة الوطنية للتعليم، عندما تقرر النضال من أجل ذلك، ستحقق إشعاعا في صفوف ذوو الأجور المتدنية من نساء، ورجال التعليم، وفي صفوف جميع الأجراء، وستصير كما كانت رائدة في النضال النقابي، وستقود الصراع الاقتصادي، والاجتماعي من بابه الواسع، وستنتقل بالك.د.ش، إلى مستوى الالتزام بمبادئ النقابة، حتى تحافظ على هويتها، وتزداد ارتباطا بالطبقة العاملة، وحلفائها من الأجراء، وتعمل على التجذر في صفوف الكادحين. وإلا، فإن حرص النقابة الوطنية للتعليم، على النضال، من أجل المفهوم الحالي للأجور، في صفوف نساء، ورجال التعليم، كما تخطط لذلك الطبقة الحاكمة، سوف لا يجعل النقابة الوطنية للتعليم إلا إطارا لممارسة كافة أشكال الانتهازية، وبمضامينها البيروقراطية، والتبعية لحزب معين، والحزبية، وغير ذلك، مما لا يؤدي إلا إلى فراغ النقابة من محتواها النقابي من جهة. ومن محتواها النضالي من جهة ثانية، مما يجعل المؤتمر الوطني الثامن، مجرد نسخة مكرورة للمؤتمر الوطني الخامس، والمؤتمر الوطني السادس، والمؤتمر الوطني السابع، والمؤتمر الوطني الاستثنائي. وهو ما يجب على المناضلين النقابيين المخلصين التصدي له، ومحاربته على جميع المستويات، حتى وإن أدى ذلك إلى إفشال المؤتمر، مادام لا يخدم إلى التطلعات البورجوازية الصغرى ليس إلا.

11) و لامتلاك ناصية العمل النقابي، فإن على المؤتمر الوطني الثامن، أن يعمل على استعادة طرح مطلب إقرار السلم المتحرك، الذي يضمن العمل على ملاءمة الأجور مع مستوى الأسعار، وبصفة تلقائية، خاصة، وأن الدولة تسير الآن في اتجاه تحرير الأسعار، وخاصة منها أسعار المواد الأساسية، لأنه في حالة الاستجابة لهذا المطلب، سنجد أنفسنا، كنقابيين، متحررين من طرح مطلب الزيادة في الأجور، الذي يصير ملحا، في حالة ارتفاع الأسعار، لعجز الأجور المتدنية، عن الاستجابة لمتطلبات الحياة. والتأثير على مستوى الأجور التي يفترض فيها استجابتها نسبيا لمتطلبات الحياة. فمطلب السلم المتحرك، هو مطلب تاريخي، كنا نجده من بين المطالب المتضمنة في الملفات المطلبية القديمة، ونحن لا ندري، لماذا تم التخلي عنه.

هل تمت أجرأته فعلا ؟

وهل تم اعتبار الترقي من سلم إلى سلم آخر لبعض فئات الموظفين، هو عينه السلم المتحرك؟

إن المعمول به في البلدان المتطورة أن النقط الاستدلالية لسلم الأجور، ترتفع بمجرد الزيادة في النقط الاستدلالية للأسعار. ولا علاقة لذلك أبدا بالترقي الوظيفي.

و إذا كانت النقابة الوطنية للتعليم تعتبر أن الترقي من سلم إلى سلم آخر، هو عينه السلم المتحرك، فإن اعتبارها ذاك خاطئ، وعليها أن تناقش الموضوع بعمق، وأن تستعيد اعتبار هذا المطلب من مطالبها الأساسية. لأنه مطلب يهم جميع الأجراء، و بدون استثناء، و لا يهم المترقين وحدهم، كما لا يهم موظفي القطاع العام المستفيدين من الترقي، بل يهم كذلك موظفي القطاع الخاص، وسائر أجرائه، وطليعتهم الطبقة العاملة.

و إعادة الاعتبار لمطلب السلم المتحرك على مستوى النقابة الوطنية للتعليم، لا بد أن ينقل ذلك المطلب إلى مختلف القطاعات الكنفيدرالية، ومن خلالها إلى الك.د.ش، التي تجد نفسها مضطرة من خلال أجهزتها التقريرية، ومن خلال مؤتمرها الوطني، إلى إعادة طرحه كمطلب أساسي يهم مجموع الأجراء، ويهم بالخصوص الطبقة العاملة المغربية، التي تعاني الأمرين، بسبب عدم قدرة أجورها المتدنية، على مواجهة متطلبات الحياة، بسبب ارتفاع الأجور.

و إذا لم تعمل النقابة الوطنية للتعليم من أجل إعادة الاعتبار لمطلب السلم المتحرك، فإن ذلك لا يعني إلا شيئا واحدا. وهذا الشيء بطبيعة الحال، هو التخلي عن الارتباط العضوي بالطبقة العاملة المغربية، التي تترك لحالها، و لمواجهة مصيرها، والعمل على جعل الك.د.ش. لا تهتم بتنظيمها، ولا تعمل على قيادة نضالاتها المطلبية، في أفق تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية، وهو ما يعني في العمق، تحول النقابة الوطنية للتعليم، ومعها الك.د.ش، إلى نقابة للأطر النقابية، التي تجمعها مصالح معينة، غير مصالح فئات قطاع التعليم، وغير مصالح الأجراء، وغير مصالح الطبقة العاملة بالخصوص.

و مما يبرر هذا الاستنتاج، الذي توصلنا إليه أعلاه، هو الحرص على تغييب فكر الطبقة العاملة، وفكر الكادحين، من أنسجة التنظيمات الكونفيدرالية، القطاعية، و المركزية، في الوقت الذي يستأسد فيه الفكر البورجوازي الصغير، بتوفيقيته، وتلفيقيته، وتضليله، في تلك الأنسجة، مما يجعلها غير قادرة، على مواجهة متطلبات العمل النقابي الصحيح، الذي اختفى إلى حين.

ونحن في معالجتنا هذه، ومن منطلق معرفتنا الدقيقة بواقع النقابة الوطنية للتعليم، وبواقع الك.د.ش في نفس الوقت، نعلم جيدا، أن أنسجة النقابة الوطنية للتعليم التنظيمية، وأن أنسجة الك.د.ش التنظيمية كذلك، تضم مناضلين مخلصين، ومقتنعين بالارتباط العضوي بالطبقة العاملة المغربية، ومستعدين – كما كانوا - لتقديم كافة أشكال التضحيات: المادية، والمعنوية، لأجل ذلك. ولكن هؤلاء المناضلين، على قلة تواجدهم في الأجهزة التقريرية، والتنفيذية المركزية، لا يستطيعون صياغة التوجيه الصحيح، أو حتى التأثير في صياغة ذلك التوجيه، وإذا حصل، فلأجل تكريس ديمقراطية الواجهة، في الإطارات الكنفيدرالية، خاصة و أنهم يختارون، بدقة، فيما يسمى بلجن الترشيحات، التي نعرف من يتحكم فيها، حتى لا يرفعوا رؤوسهم أمام الطبقة العاملة، وحلفائها من الأجراء.

كما أن هذه الأنسجة التنظيمية تضم جيوشا من الانتهازيين، الذين يوظفون النقابة، والعمل النقابي، في أمور لا علاقة لها بالعمل النقابي الصحيح، مادامت تلك الأمور تحريفية، وانتهازية صرفة. وما دامت تؤدي إلى تحقيق التطلعات الطبقية للانتهازيين، المبثوثين في صفوف الكنفيدراليين، والذين شكلوا، ولازالوا يشكلون عاملا من عوامل انحسار التنظيمات الكنفيدرالية، على جميع المستويات المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، مما يجعل الك.د.ش. معرضة لكافة الأخطار، إن لم تكن مهددة بالتحول إلى مجرد نقابة صورية، ما لم ينتفض المناضلون الحقيقيون المخلصون، لأجل قيام نقابة كنفيدرالية مبدئية، ومناضلة.

وهذا الوضع الذي صارت إليه النقابة الوطنية للتعليم، وتصير إليه مختلف القطاعات الكنفيدرالية، وتصير إليه الك.د.ش، كتنظيم مركزي، يفرض قيام صراع مزدوج، صراع ضد الطبقة الحاكمة، في مستوياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وصراع ضد كل أشكال التحريف، التي أشرنا إليها بالتفصيل، وضد الممارسات الانتهازية، للعديد من القياديين النقابيين، وفي مختلف المواقع الكنفيدرالية، المحلية، والإقليمية، والجهوية، وعلى المستوى المركزي. لأن الجمع بين هذين الشكلين من الصراع: الرئيسي، والثانوي، هو الكفيل وحده بتحويل الك.د.ش إلى قوة نقابية رائدة، وبتطهير صفوفها من الأشكال التحريفية، ومن الممارسات الانتهازية في نفس الوقت، لتستعيد الك.د.ش، بقطاعاتها المختلفة، ومن بينها النقابة الوطنية للتعليم، ارتباطها بالطبقة العاملة المغربية، مما يؤدي إلى استعادة تسييد الفكر العلمي، في صفوف الكنفيدراليين، بدل الفكر الغيبي، بما فيه الظلامي، الذي صار الهاجس الذي يحكم مسارات المناضلين النقابيين في الإطارات الكنفيدرالية، مما يجعلهم لا يقوون على مواجهته.

فهل يكون المؤتمر الوطني للنقابة الوطنية للتعليم مناسبة للارتقاء بالنقابة الوطنية للتعليم إلى مستوى استعادة الارتباط العضوي بالطبقة العاملة المغربية؟

أم أنه سيكون مناسبة لتكريس المزيد من تحريف العمل النقابي، ومن مركزة الانتهازيين في قيادة النقابة؟



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أفق تجديد هيكلة القطاعات الكونفيدرالية : هل تحترم مبادئ ك ...
- في أفق تجديد هيكلة القطاعات الكونفيدرالية: هل تحترم مبادئ ك. ...
- في أفق تجديد هيكلة القطاعات الكونفيدرالية : هل تحترم مبادئ ك ...
- في أفق تجديد هيكلة القطاعات الكونفيدرالية : هل تحترم مبادئ ك ...
- في أفق تجديد هيكلة القطاعات الكونفيدرالية : هل تحترم مبادئ ك ...
- في أفق تجديد هيكلة القطاعات الكونفيدرالية :هل تحترم مبادئ ك. ...
- في أفق تجديد هيكلة القطاعات الكونفيدرالية :هل تحترم مبادئ ك. ...
- فاتح ماي بين العمل على تضليل الشغيلة والأمل في عولمة النضالا ...
- فاتح ماي بين العمل على تضليل الشغيلة والأمل في عولمة النضالا ...
- فاتح ماي بين العمل على تضليل الشغيلة والأمل في عولمة النضالا ...
- فاتح ماي بين العمل على تضليل الشغيلة والأمل في عولمة النضالا ...
- فاتح ماي بين العمل على تضليل الشغيلة والأمل في عولمة النضالا ...
- فاتح ماي بين العمل على تضليل الشغيلة والأمل في عولمة النضالا ...
- مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين .... ...
- مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين .... ...
- مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين .... ...
- مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين .... ...
- مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين .... ...
- مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين .... ...
- مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين .... ...


المزيد.....




- كيف نواجه تحديات اللامساواة في الأردن؟- أحمد عوض
- مبروك عليكم .. سلم رواتب المتقاعدين في العراق 2024 بعد الزيا ...
- “وزارة المالية” تُعلن زيادة 500 ألف دينار على رواتب المتقاعد ...
- بزيادة 467500 ألف دينار عراقي.. وزارة المالية العراقية رواتب ...
- “ 350.000 دينار عراقي“ وزارة المالية العراقية تعلن عن سلم رو ...
- ” عاجل زيادة 100 ألف ” تعرف على الزيادة الجديدة في سلم رواتب ...
- توقعات بارتفاع معدل البطالة بين الفلسطينيين إلى 57 % خلال ال ...
- هتجيب كحك العيد.. موعد صرف علاوة غلاء المعيشة 2024 لجميع الع ...
- “خلال أيام في رمضان”.. موعد صرف مرتبات شهر مارس 2024 بالزياد ...
- نقابة الصحافيين ترحب بقرار أوروبي يدين إسرائيل وتطالب بالمزي ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد الحنفي - في أفق تجديد هيكلة القطاعات الكونفيدرالية: هل تحترم مبادئ ك.د.ش في المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية للتعليم ... ؟!!!.....8