أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - بغداد من الف ليلة وليلة الى المشرحة














المزيد.....

بغداد من الف ليلة وليلة الى المشرحة


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 6597 - 2020 / 6 / 19 - 03:12
المحور: الادب والفن
    


بغداد رمز حضارة عريقة ظلت على مر العصور ايقونة الرفاه والثراء والنعمة حتى أصبح التبغدد مصطلحا له دلالة على الرقي والاناقة والانس والجمال والغنج .
انتقلت بغداد من حال الى حال في أول صراع بين أخوين على الخلافة هما الامين والمأمون ، وحلت الضربة القاضية ببغداد اثر الهجوم المغولي بقيادة هولاكو الذي أشاع الدمار والخراب فيها ما جعلها تنطوي على جراحها وتغفو في غياهب النسيان ، ولم يزدها الاحتلال العثماني فيما بعد سوى المزيد من النكبات على يد السلاجقة والصفويين وغيرهم من غزاة وطغاة .
بعد الاحتلال البريطاني التقطت بغداد أنفاسها بسبب حاجة الانجليز الى خدمات وطرق وبنوك لتسهيل مهام استعمارهم للعراق ، فكانت حصيلة ذلك نهوض بعض القطاعات الخدمية والصناعية والثقافية كنتائج ايجابية لذلك الاحتلال رغم استخدامه وسائل القمع ومنح السلطات الجائرة للاقطاع ورجال الدين المنفذين لاهدافه .
حـلّ ببغداد بعد ثورة تموز المجيدة عصر الاعمار الحقيقي فازدانت بالمشاريع العمرانية والسكنية والنصب الجميلة فاصبح نصب ساحة التحرير الذي أبدعه جواد سليم رمزا لبغداد الحديثة .
ولكن الرياح لم تـجـرِ بما تشتهي السفن ، فكان انقلاب شباط الاسود عام 1963 الذي نشر الخراب من جديد لا في العمران فحسب وانما في النفوس وشاع العنف والارهاب المنظم الذي تقوده سلطة حزب البعث وهو ما تكرر في انقلاب ثاني عام 1968 .
اقترفت عصابة صدام خلال عقدين من حكمه الغاشم مختلف أعمال العنف والجريمة المنظمة في طول العراق وعرضه حتى بات الخراب شاملا وضحايا حروب صدام بالملايين .
ولم يترك البلاد الا بعد أن هبط الى حفرة حقيرة ، فجاء من بعده من لم يرحم بها حجرا ولا بشرا .
وكانت قمة الدمار الذي أحاق بالبلاد مااقترفته عصابات الارهاب المتسربلة بعباءة التخلف والدين المفصل على قدر فتاوي فقهاء الظلام وجهاد النكاح .
من بين الاحداث المريرة التي عصفت بالبلاد وبغداد بالذات جرائم القتل على الهوية التي راح ضحيتها الالاف من الابرياء، فامتلأت المستشفيات بالجثث المجهولة الهوية وكانت مشرحة بغداد التي تغص بالضحايا محورا لرواية برهان شاوي ( مشرحة بغداد ) صدرت مؤخرا عن دار ميزر للنشر في السويد ، في طبعة اوربية .
تعد رواية مشرحة بغداد سجلا شاملا للجرائم السياسية والاجتماعية التي عصفت ببغداد ، فالقتل غسلا للعار يطال فتاة في ريعان الشباب ، يقتلها أخوها لتظهر براءتها بعد تشريح الجثة . وتروي الجثة حكايتها لمن حولها من جثث - احياء -
وجثث أخرى تروي ما عانته من ظلم يوم كانت تختطف من الشارع ويزج بها في السجن ، يتم تغيير هويتها وتعدم بدلا من ارهابيين استطاعوا دفع رشوة كبيرة ليخرجوا من السجن طلقاء احرار بينما يعدم باسمهم الابرياء .
جرائم كثيرة مرعبة ترويها ويسمعها آدم حارس المشرحة وهو لايصدق ما يسمع ويرى من أحداث جعلته في هوس مجنون يسبح في خيالات تاهت عليه هل هي حقيقة أم من نسج الخيال والرعب الذي تعيشه الاحياء / الاموات في المشرحة والمدينة .آدم حارس المشرحة كان أشبه بالحلزون ، يُطل برأسه لثوان ... تتوجه له الانظار بريبة.. هكذا تصفه الرواية .
امتازت الرواية باستخدام الاسقاط على الحقبة السياسية السابقة فتصرح حواء هانوفر / احدى شخصيات المشرحة قائلة : ما يجري الان يكاد يشابه ما كان يجري سابقا في النظام البائد ص 131 .
كانت الرؤية الفلسفية للكاتب تسابق احداث الرواية فتلقي عليها ظلال البعد اللامرئي للموت والحياة وما بعد الموت ، فعلى سبيل المثال يتساءل آدم الحارس عن مصير الحساب للموتى الهنود الذين يحرقون حسب التقاليد الهندوسية ، وكيف سيحاسبهم الملاكان منكر ونكير في القبر كما هو معروف في الديانة الاسلامية .
كما استفاد برهان شاوي من اختزال الشخصيات حسب رؤية فلسفية ناجحة فجعل جميع الشخصيات من الرجال باسم آدم مع اضافة صفة اخرى تميزهم مثل :
آدم الحارس بطل الرواية ، آدم السعيد ، الحاج آدم العراقي ، آدم التاجر ، آدم الملا ، واختصر جميع الشخصيات النسائية باسم حواء مثل حواء البغدادي ، حواء آدم كاشف الليل ، حواء هانوفر ، حواء الدلالة .
ونستطيع معرفة عمق الهوة التي تعصف ببغداد من خلال ما عبر عنه آدم الحارس بقوله ص 156 : أحس أنه في متاهة أشباح غريبة ، مغلقة على أسرارها ، وان هذه ليست بمشرحة بغداد فحسب ، وإنما هي متاهة بغداد أيضا .

رابط فيديو حول الرواية
https://www.youtube.com/watch?v=zd-oDQCVNZA



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاظمي والقفازات المخملية
- من بغداد الى الهند .. هجرة أوائل العراقيين اليهود *
- حكومة الكاظمي على المحـكّ الدامي
- الحكومة الصائمة والمكاتب النائمة
- جُحا في زمن الكورونا
- المرأة الكردية والصناعات اليدوية الفنية
- البعد الثوري لانتفاضة تشرين
- محمد توفيق علاوي بين الوعد والوعيد
- حق الجماهير في رفض الحاكم التابع
- مساندة الانتفاضة وحق الاحتجاج على الفساد والظلم
- أمريكا وايران .. زوبعة في فنجان
- العراق، ايران و امريكا... مثلث الصراع الدامي
- حكومة الفساد أسيرة المنطقة الخضراء
- انتفاضة تشرين .. النفط هنا وهناك
- قبل أن يقع الفاس برأس الحكومة والناس
- على الحكومة تسليم مفاتيح بيت المال فورا
- الاعتراف الناقص لهادي العامري
- اخرجوا من الخضراء وعودوا الى بيوتكم
- ايران والعراق .. على أهلها جنت براقش
- من أجل تحقيق الاهداف المنشودة للانتفاضة


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - بغداد من الف ليلة وليلة الى المشرحة