أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس عبد الوهاب امين - العراق والاحتلال الأجنبي.. قراءة في الحوار الاستراتيجي مع واشنطن














المزيد.....

العراق والاحتلال الأجنبي.. قراءة في الحوار الاستراتيجي مع واشنطن


فارس عبد الوهاب امين

الحوار المتمدن-العدد: 6597 - 2020 / 6 / 19 - 03:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغداد - حزيران 2020

تاريخاً، يكاد يكون العراق أكثر البلدان تعرضاً للغزو والاحتلال الأجنبي ،خاصة من دول الجوار، والسبب يعود لسهولة الطبيعة التضاريسية التي لا تشكل عائقاً أمام تقدم أي قوة غازية ،يرافقها سخط اجتماعي على الأنظمة السياسية الحاكمة آنذاك ،التي جعلت مقاومة الشعب للجيوش الغازية ضعيفة ،بدءاً من احتلال المغول للعراق إبان الحكم العباسي الذي كان يتداعى في ظل سخط شعبي ضد هذا النظام، ومروراً باحتلال الدولة العثمانية للعراق ،الذي لم يواجه بمقاومة بسبب سخط المجتمع من الأنظمة الغازية المتعاقبة ،التي حكمت العراق وما خلفته من قمع للمواطنين في الدولة، وكذلك الأمر ينطبق على الاحتلال البريطاني أوائل القرن الماضي ،الذي لم يجابه بمقاومة بسبب حجم الكًراهية الذي خلفه العثمانيون بعد أربعة قرون من الاستبداد، باستثناء بعض المقاومة(حصار الكوت) العام 1916، وثورة العشرين العام 1920 التي جاءت نتيجة زيادة الوعي المجتمعي متأثراً بمغذيات دينية وعشائرية، ما عداها لم تكن هناك أي مقاومة للاحتلال في جميع المراحل.
ويبدو أن عزوف العراقيين عن مقاوم القوات الاميركية التي دخلت العراق العام 2003 ،التي أسقطت النظام الصدامي الدكتاتوري يعكس تلك الحقيقية التاريخية، فالعراقيون ليسوا جبناء أو ضعفاء ،بل عرفوا بشجاعتهم ورفضهم للمحتل لكن سخطهم على النظام الصدامي ورغبتهم بسقوطه دفعهما الى عدم المقاومة، غير أن ذلك لم يمنع من ظهور حركة مقاومة شرسة ضد تواجد القوات الاميركية بدءاً من العام 2004 وحتى كتابة هذه الأسطر، لكن محددات هذه المقاومة اختلفت باختلاف التعاطي الإقليمي وتأثيره على تلك الحركة ،وكذلك بحسب التداعيات الدولية وتشدد الأزمات على مستوى المحاور خاصة في المنطقة المحيطة بالعراق.
فبعد توقيع الحكومة العراقية اتفاقية الاطار الستراتيجي مع الولايات المتحدة العام 2008 ،التي انسحبت بموجبها القوات الاميركية العام 2011 انخفض حجم المقاومة ضد الوجود الاميركي ،رافقه تطور كبير في الاتفاق النووي الإيراني الذي كان بحاجة الى السير بطريق معبد خالٍ من المشاكل والتعقيدات، ومن ثم عودة القوات الاميركية القتالية العام 2014 بطلب من الحكومة العراقية مقدم الى مجلس الامن الدولي ،الذي تشكل بموجبه التحالف الدولي ضد داعش الارهابي، وأسهم التحالف الدولي الى حد كبير في مساعدة القوات الامنية حتى اعلان النصر باخراج عصابات داعش الارهابية العام 2017.
ولكن القوات الاميركية ظلت موجودة في نحو 12 قاعدة عسكرية ،وهو ما كان محل رفض من عدد كبير من الفصائل العراقية المسلحة ،وتجلى هذا الرفض بقرار برلماني يلزم الحكومة العراقية على اخراج القوات الأجنبية من العراق على إثر استهداف القوات الاميركية لقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيأة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، ما دفع الحكومة الحالية الى إجراء حوار ستراتيجي جديد مع الجانب الاميركي لتحديد مصير قواته.
ولو عدنا لموضوع الوجود الاميركي في العراق ،فهل هذا الوجود يقتصر على عدد محدود من القوات ،التي لا تمتلك قدرة تأثير على القرار السياسي العراقي ،أم أن هذا الوجود يتربط بشركات عملاقة تعمل في مجال الطاقة (النفط، الغاز،الكهرباء) وكذلك في القطاع الصحي والزراعي وغيرها، وحتى يكون الوفد المفاوض العراقي أكثر دراية بفهم السياسة الاميركية الخارجية عليه أنْ يعي جيداً أنّ الولايات المتحدة لا تكترث للجانب الاستعماري بقدر اهتمامها بالجانب الاستثماري، أي تحقيق المنفعة الاقتصادية المؤثرة في وقع الخطاب السياسي وارتباطاته الدولية، فالولايات المتحدة موجودة في العديد من البلدان، لكن تأثيرها الاقتصادي هو الاساس وليس تأثيرها العسكري، أما وجود جيوشها وأساطيلها الحربية، فهي لحماية تلك الاستثمارات وضمان ديمومتها.
لذلك يجب على سياسة العراق الخارجية أن تسير تحت قيادة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وفق ما يحقق أكبر قدر من الاستثمارات الفعلية والحقيقية الناهضة باقتصاد العراق المتآكل، والتركيز على تنشيط الوجود الاميركي الاقتصادي وليس العسكري، وعدم الخضوع للضغط الاقليمي الدافع باتجاه القطيعة مع الولايات المتحدة ،،التي تضغط ليس على العراق فقط ،وإنما على المستثمر الاميركي وتخويفه من عمل في العراق لإفقاد الحوار مضمونه الاقتصادي وتحويله الى مناقشة الملف الامني والعسكري فقط.
إن الحوار الستراتيجي بين بغداد وواشنطن يمثل فرصة حقيقية لاعادة تشكيل العلاقة بين البلدين على اساس تحقيق المصلحة العراقية لا غير خاصة وأن الوضع الاقتصادي العراقي بحاجة الى شراكة قوية لتجاوز الأزمة المالية، وقد يستطيع الفريق العراقي المفاوض أن يستثمر الاتفاقية الصينية كورقة ضغط لتحقيق أكبر مصلحة اقتصادية عراقية، أما التركيز على القوات القتالية التي وجدت لمحاربة داعش فيجب أن لا يأخذ الأولوية في الحوار ،لأن تواجد القوات يمكن تنظيمها ،لكن الاستثمارات الاميركية الكبيرة من الصعب الحصول عليها في ظل هذا اللغط الدولي ،لاسيما مع انخفاض أسعار النفط وتفشي جائحة كورونا.
إن من حق العراق الدفاع عن سيادته ،لكن هل وجود قوات قتالية اميركية وفق اتفاق مسبق وبطلب من الحكومة العراقية يعد خطراً على السيادة أم الخرق التركي المستمر ،سواء بقصف القرى أو بدخول قوات عسكرية الى مدن عراقية هو من يعد خرقاً؟.
إن السيادة لا تتجزأ ،واعتقد ان القوة الاقتصادية للبلدان هي من تمنحها السيادة وتمكنها من مواجهة اي تهديد لامنها القومي وهو ما يجب ان يضعه رئيس الوزراء في اعتباره اذا ترأس الجولة الثانية للحوار الستراتيجي ،التي من المقرر ان تنطلق الشهر المقبل وهو قادر على ذلك كونه يمتلك معرفة كافية للمتطلبات السياسية والاقتصادية التي يحتاجها العراق بعيداً عن قيود الكتل السياسية والضغوطات الاقليمية.



#فارس_عبد_الوهاب_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محكمة الشعب ومحاربة الفساد
- القيادة والتغيير
- ذكرى مؤلمة في شباط الاسود
- منقذ العراق : رجل أعمال وطني
- هل ستنتصر الديقراطية من جديد على اقزام الطاغية المقبور؟
- الفاسد لا يصلح الفساد
- القطاع الخاص ودوره في التنمية و احتواء الموارد البشرية العرا ...
- الصاروخ البالستي والصاروخ الدولاري
- الحكومة القادمة : من دولة مستهلكة الى دولة منتجة
- في ذكرى ثورة 14 تموز 1958 محاولات الكشف التي تعرض لها تنظيم ...
- ثورة 14 تموز دروس وعبر في الذكرى السابعة والخمسون


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس عبد الوهاب امين - العراق والاحتلال الأجنبي.. قراءة في الحوار الاستراتيجي مع واشنطن