أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطيفة الشعلان - هل هناك مؤامرة لتحجيب الفن المصري ؟















المزيد.....

هل هناك مؤامرة لتحجيب الفن المصري ؟


لطيفة الشعلان

الحوار المتمدن-العدد: 1590 - 2006 / 6 / 23 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما أن تعلن فنانة مصرية أنها قررت ارتداء الحجاب حتى تخوض أقلام بعض النقاد المصريين في ما يسمونه مؤامرة النفط لتحجيب الفن المصري لسلب مصر تأثيرها الفني بعد أن خسرت تأثيرها السياسي، وهذا ماحدث خلال الأيام الأخيرة التي شهدت قرار حنان ترك ارتداء الحجاب، إذ طالعتنا تصريحات على هذه الشاكلة كتلك الدبابات التي حركها الناقد مجدي الطيب مذكرا في الوقت نفسه بفاتن حمامة التي يقول بانه "لم يفلح معها سيف المعز ولا ذهبه". طبعا لاشك أن فكرة مؤامرة النفط ليست من اختراع هذا الطيب فقد ظل يرددها لسنوات أسامة أنور عكاشة في الوقت ذاته الذي كان ينعم فيه بعرض مسلسلاته الضخمة في تلفزيونات وفضائيات النفط، فتجده يصرح صباحا لـ "روز اليوسف" لاعنا مؤامرة النفط بينما هو مساء يتابع مسلسله الذي يعرض على الشاشة السعودية أو شاشة الـ "ام بي سي". كما أن هذه المؤامرة قد حفلت بسيناريوهات متنوعة، أحدها كان السيناريو الذي يقول أن (الملا) محمد بركات الذي يملك صوتا جهوريا يضرب في المخيخ حتى ينتفض السامع قد تم تجنيده في السعودية لضرب الفن المصري من خلال عمله وسيطا لنقل الأموال ودفعها للمعتزلات. الخلاصة من ذلك أن فكرة المؤامرة على الفن المصري تأخذ عند أصحابها شقين: شقا يتحدث في التأثير الديني للدعاة الجدد كعمرو خالد وخالد الجندي، وشقا خارجيا يتمثل عند هؤلاء في دفع أموال من قبل السعوديين لإغراء الفنانات بالقعود في منازلهن.
بالنسبة لتأثير الدعاة الجدد فإنه محتمل بشهادة بعض الفنانات المعتزلات أنفسهن، لكن هذا لا يأخذ في تصوري بعدا مؤامراتيا، إنما يُفهم في إطار الانبعاث الديني أو الصحوي الذي لم يوفر مكانا ولا أحدا ويستهدف الناس بعمومهم. اعتزال شمس الباردوي كان حدثا مفاجئا في السبعينيات، أما منذ أواخر الثمانينيات وما بعدها فقد صار اعتزال فنانة حدثا متوقعا يعكس التغير الاجتماعي أو موجة التدين التي اكتسحت الشارع العربي عامة بما في ذلك المصري. كما أن تأثير الدعاة الجدد يُفهم بالنظر في التكوين الثقافي البسيط للفنانة المصرية الذي يجعلها مستقبلة نموذجية لتاثير كهذا .. يكفيك أن تسمع قصص المعتزلات مع أحلام الطيران بدون أجنحة ومنامات الأنبياء والصالحين وبركات السيدة زينب، أو تكفيك تصريحات حنان ترك الأخيرة عن السينما الايرانية حتى تعرف بأنهن بسيطات إن لم أقل جاهلات حتى بميدان اشتغالهن: السينما. المقصود أنه يخطئ من يعتقد بأن الممثلات ينطلقن من فكر متحرر أو تقدمي أو نحو ذلك، ولو تابعت حوارا مع احداهن لوجدت سيطرة التعابير والألفاظ والأفكار الدينية على معظم كلامها. فتحول هذه أو تلك إلى الحجاب أو اعتزالها الفن لايعني أنها تختبر تغيرات معرفية بذات القدر الذي لايعني فيه بأنها ضحية مؤامرة تخريبية .. هي فقط تردم هوة بين سلوكها واعتقادها، أو تخضع سلوكها لاعتقادها، وهذا ما يفسر حديث المعتزلات عن الصراع الذي كن يعانين منه أثناء اشتغالهن بالفن. ويمكن القول أنه باستثناء قليلات كشمس البارودي وحنان ترك فمعظم المعتزلات عُرفن تلفزيونيا لا سينمائيا، وباستثناء قليلات كشمس أيضا ومديحة كامل فأكثرهن كن ممن يفرضن شروطا صارمة في حشمة الأدوار واللباس مما جعل فرصهن السينمائية ضئيلة، بمعنى أنه كان من الوارد في أية لحظة أن يعتزلن نهائيا. وفي هذا الاطار نفهم ماقاله الناقد طارق الشناوي معلقا على خبر حنان ترك الأخير
" الآن انسجمت مع نفسها، قبل أن تتحجب كانت تتصرف كمحجبة إذ رفضت الكثير من الأدوار التي كان يمكن أن تضعها في مكانة هامة في السينما المصرية ".
أما دفع الأموال فهي تهمة تتناقلها الألسن لكن لم يظهر حتى الآن دليل واحد يؤكدها أو يوضح تفاصيلها خاصة وممثلات تحجبن ولم يعتزلن التمثيل مثل مديحة حمدي، وأخريات تحجبن واعتزلن ثم عدن بحجابهن وشروطهن مثل سهير البابلي وسهير رمزي، كما أن كثيرات كصابرين التي اعتزلت في قمة نجاحها بعد مسلسل (أم كلثوم) كن يجنين من وراء الفن ما يجعل المال النفطي تهمة غير مقنعة. بل إن الدفع أنكرته فنانات ارتدين الحجاب لفترة ثم خلعنه وعدن إلى التمثيل، كفريدة سيف النصر وسوسن بدر، والأولى (هي لمن لايعرفها كومبارس جميلة اشتهرت بأدوار الإغراء القصيرة كأن تمسح البلاط منحنية أو تجلس على طشت الغسيل) أطلت قبل سنوات من على غلاف مجلة لبنانية لتقول بعد أن اختبرت الفرضية بنفسها: (محدش بيدفع).
من ناحية أخرى، فالقول بالمؤامرة على الفن المصري يقود بالضرورة إلى القول إن الفن التمثيلي الخليجي على محدودية تاريخه وتأثيره يتعرض هو الآخر لمؤامرة مشابهة، فهناك فئة من الممولين يبدو أن مهمتهم تفريغ الفن من النساء، فانتصار الشراح وسماح وإيمان وعبير الجندي وفضيلة المبشر وفرح علي كلهن ممثلات خليجيات ارتدين الحجاب في السنوات الأخيرة. وهذا العدد من خارج مصر يرد على تساؤل سابق لعادل إمام حين قال ليعضد فكرته عن التخريب المقصود للحياة الفنية المصرية بأنه لم يسمع بحجاب وإعتزال فنانات في ساحات فنية أخرى خاصا الساحة السورية بالذكر. لكن لو كانت هناك مؤامرة مدبرة لإقعاد الفنانات في بيوتهن لشملت صويحبات نجدت أنزور أيضا فهن أكثر مدعاة للفتنة من زميلاته، كما أن الانتاج التلفزيوني السوري مع انتشار الفضائيات أصبح يقارع الإنتاج المصري مستوى وانتشارا وطلبا عليه بشهادة المصريين انفسهم.
صفوة القول أني أستغرب من هؤلاء الذين يتحدثون عن أموال تدفع لتحجيب الفن المصري كيف يتجاهلون أن خلف معظم الفنانات اللواتي تحجبن أو اعتزلن قصصا شخصية. حين اكتشفت الراحلة هالة فؤاد اصابتها بالسرطان اعتزلت التمثيل، وكذلك كان الحال مع الراحلة مديحة كامل، ثم الحال مع ميرنا المهندس التي أصيب بمرض لم يكشف عنه فما أن تماثلت للشفاء حتى نزعت الحجاب وعادت للتمثيل. أما منى عبدالغني فقد سبق اعتزالها وفاة أحد أفراد عائلتها. وحنان ترك منذ توفي زميلها الفنان الشاب علاء ولي الدين وهي تفكر بارتداء الحجاب. فقرار الاعتزال كثيرا ماتحثه الظروف النفسية لأنك لاتتحدث عن نساء يشتغلن بالثقافة أو المعرفة وقد حسمن خيارهن الحياتي على أسس ثقافية ومعرفية راسخة، ولكنك بصدد نسوة بسيطات حتى مع بريق النجومية، لذلك كثيرا ما تلعب محن الحياة واختباراتها دورا فاعلا في إعادة رسم طريقهن.



#لطيفة_الشعلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين هند الحناوي ومنى حلمي
- المبتعث السعودي والشرنقة
- منهل السراج بين حماة والسعودية
- الهوية الحجازية
- - لما جت الحزينة تفرح ملقتشي لها مطرح
- بثينة شعبان والبوطي و .. سعوديات
- سيرة أصولي مصري
- المشي في حقل الأشواك
- ردا على الشاعر الليبي صالح قادربوه: - .. وانهم يقولون مالا ي ...
- تزمامارت وأبو غريب
- الرمز بين ابن العلقمي والبرامكة
- طل الصبح ولك ميليس
- شجون الجسد
- عفاف البطاينة: رواية الشرق والغرب
- تجنيد الأصوليين للنساء: تلك الأحجية
- قاموس يمشي على قدمين
- نساء ضد النساء
- جراح الروح والجسد
- يا بطلة الراليات السعودية: السكوت من ذهب !
- الغول والعنقاء و المثقف السعودي


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لطيفة الشعلان - هل هناك مؤامرة لتحجيب الفن المصري ؟