أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مهابادي - نظرة عامة على الوضع في العراق في المعادلات السياسية الإقليمية















المزيد.....

نظرة عامة على الوضع في العراق في المعادلات السياسية الإقليمية


عبدالرحمن مهابادي

الحوار المتمدن-العدد: 6596 - 2020 / 6 / 18 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا يريد الشعب العراقي؟
الجزء الأول
3-1
نظرة عامة على الوضع في العراق في المعادلات السياسية الإقليمية
بقلم عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*
لقد أوقع الغرب العراق في عام 2003 في فخ مازال يعاني منه بتبني سياسة استراتيجية خاطئة، فدائمًا ما يسعى العراقيون إلى تحرير بلدهم من عواقب الاحتلال المزدوج. لكن السؤال الذي دائمًا ما يطرح نفسه هو : كيف يحدث ذلك؟
في أعقاب غزو العراق في عام 2003، واجه العراقيون احتلال نظام الملالي الخفي لبلادهم، وسرعان ما أصبح واضحًا لهم أن المحتل الرئيسي لبلادهم هو النظام الديكتاتوري الديني - الإرهابي الحاكم في إيران.
لقد كان الشعب العراقي أمة مترابطة متعايشة سلميًا بكل ما في الكلمة من معني مع مختلف الأقليات والمذاهب لسنوات عديدة. ولكن نتيجة لاحتلال نظام الملالي لبلادهم تحول التعايش السلمي إلى تمييز عنصري وصراع طائفي. وهذا هو السبب في أنه بعد مرور عقدين من الزمان على تغيير الحكومة في هذا البلد لم يتغير أي شيء يخدم مصلحة الشعب العراقي، بل إن نظام الملالي وعملائه في العراق نهبوا كل شيء ودمروه، ويعيش العراق حاليًا في وضع فوضوي غير مستقر. وبعد إراقة دماء الكثيرين خلال العقدين الأخيرين، بلغ الفساد الإداري والحكومي ذروته في الوقت الراهن مكتسبًا لون ورائحة نظام حكم الملالي، لأن النسيج والهيكل السياسي الحاكم في العراق متأثران بتدخلات نظام الملالي المدمرة في هذا البلد.
كان العراق متميزًا بخاصية فريدة أيضًا، وهي وجود قوات المقاومة الإيرانية لما يربو عن ثلاثة عقود كسد منيع ضد تدخلات الولي الفقيه في العراق. وكان العراقيون يستخدمون عبارة "سدٌ منيعٌ" في مظاهراتهم المليونية دعمًا لسكان أشرف في محافظة ديالى. وكان وجود هذا السد المنيع عاملًا رادعًا وموعيًا قويًا للشعب العراقي، لأن وجود هذه القوة بين الشعب العراقي كان معيارًا مهمًا في تطور المعادلات الاجتماعية والسياسية في العراق بما يخدم مصالح الشعب العراقي.
وعلى الرغم من أن رحيل سكان أشرف من العراق كان رحيلًا مكللا بالنصر ووثيقة مهمة في إثبات شرعية المقاومة الإيرانية، وكذلك شهادة على الديمومة والصمود الرائع لقوات المقاومة الإيرانية، بيد أن المتضرر الرئيسي من وراء هجرة هذه المقاومة من العراق هو الشعب العراقي، نظرًا لأنه في أعقاب هذه الهجرة أصبح نظام الملالي أكثر جرأة مما كان عليه في الماضي وتحكم في مصير الشعب العراقي، ومن أجل توطيد احتلاله للعراق فرض قوة إرهابية خطيرة على الشعب العراقي، وصفها العراقيون بأنها كانت ولاتزال تمارس نشاطها بشكل أخطر من داعش وميليشياته الإجرامية بمراحل.
والآن، بعد المرور بالعديد من التقلبات، وجد العراق نفسه في مفترق طرق تاريخي. فأين العراق من المعادلات العالمية والإقليمية؟
بادرت أمريكا والعراق مؤخرًا بعقد مفاوضات استراتيجية والاجتماع جار الآن. ويبدو أن المفاوضات تجري بين أمريكا المحتلة والعراق المحتل، إلا أن ما هو أكثر واقعية بغض النظر عن التفاصيل وآلية إجراء المفاوضات أن المفاوضات جاءت لاتخاذ قرار حاسم بشأن وضع العراق في المعادلات في نهاية المطاف.
وبطيبعة الحال، لا ينبغي علينا أن نتوقع أن بإمكان العراق والعراقيين أن يتبعوا سياسة "التوازن السلبي" في ظل الظروف الحالية، مثلما فعل الزعيم الراحل للحركة الوطنية الإيرانية الدكتور محمد مصدق، وبموقفه وضع إيران بين المحتلين آنذاك، وهما الاتحاد السوفييتي السابق وبريطانيا. ولكن المهم هو: هل هناك إرادة قوية راسخة لفصل نظام الحكم السياسي في العراق عن المحتل الرئيسي للبلاد، أي إيران أم لا؟
وتجدر الإشارة إلى أن هناك الآن فجوة كبيرة بين الشعب العراقي والحكومة الحاكمة في البلاد. فالشعب مستاء من نظام الحكم ويطالب بتشكيل حكومة وطنية شعبية ديمقراطية ومستقلة عن تدخلات نظام الملالي لكي يعيش جميع أفراد الشعب في تعايش سلمي بكل ما تحمل الكلمة من معنى. حيث أن العراقيين منهكون من الحرب الطائفية ووجود قوات الميليشيا والإرهاب الديني والعرقي. وجدير بالذكر أن الثورة الشجاعة للشعب العراقي التي بدأت في أكتوبر 2019 مازالت مستمرة في وسط وجنوب البلاد، على الرغم من الهجمات الوحشية التي تشنها القوات والتيارات التابعة لنظام الملالي واستشهاد مئات الثوار.
إن الثوار العراقيين مازالوا يتدفقون في الشوارع والميادين الرئيسية في مدن بغداد وجنوب العراق منذ ما يربو عن 9 أشهر مصرين على تحقيق مطالبهم. فهم يطالبون بتغيير جوهري في القوى الثلاث الحاكمة والحيلولة دون تدخلات نظام الملالي في شؤون بلادهم، ومن بينها حل ميليشيات هذا النظام الفاشي في العراق.
وأصدرت الأمم المتحدة يوم السبت الموافق 23 مايو 2020 تقريرًا حول قيام الميليشيات بقتل ما لا يقل عن 490 شخصًا من النشطاء في هذه المظاهرة وإصابة 7783 شخصًا، بيد أن الثوار العراقيين أعلنوا أن عدد الشهداء يصل إلى 800 شخصًا وأن عدد المصابين حوالي 30000 شخص. وقد أكد الثوار العراقيون أكثر من مرة بالأدلة والمستندات على أن المختطفين والقتلة من الزمر المنتمية لنظام الملالي وقوة القدس الإرهابية.
العراق في مفترق الطرق
إن ما يريده العراقيون وفي مقدمتهم الثوار المتظاهرون هو حكومة وطنية شعبية مستقلة وعلمانية وغير طائفية، فضلًا عن تصفية تيارات الميليشيات. ويطالب المواطنون العراقيون بالتعايش السلمي بين أفراد الشعب العراقي. وهي مطالب دفعت الشعب العراقي إلى التدفق في الشوارع على مدى 9 أشهر ومازال تدفقهم في الشوارع والميادين مستمرًا، على الرغم من وقوع مئات الشهداء وإصابة عشرات الآلاف. وما هو مؤكد هو أن الثوار العراقيين يرفضون الحكومة الحالية أيضًا.
وفي مثل هذه الظروف، بدأت أمريكا والحكومة العراقية الحالية مؤخرًا في التفاوض حول القضايا الاستراتيجية. تفاوضٌ نقطته المحورية هي اتخاذ قرار حاسم بشأن وضع الحكومة العراقية الحالية في المعادلات الإقليمية والدولية. هل ستتجاوز الحكومة العراقية مفترق الطرق؟ الحكومة العراقية هي المعنية بالرد على هذا السؤال، حيث ينبغي عليها أن تقرر فيما إذا كانت ستقف بجانب شعبها ضد تدخلات نظام الملالي أم أنها ستبقى مرة أخرى تحت تأثير التيارات التابعة لنظام الملالي كما كان عليه الحال في الماضي؟
يتبع
@m_abdorrahman
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.



#عبدالرحمن_مهابادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كشف المقاومة الإيرانية النقاب عن فضائح نظام الملالي يثير غضب ...
- الإطاحة بنظام الملالي هي المطلب الرئيسي للشعب الإيراني سواء ...
- الملالي في إيران: البقاء في السلطة مهما كان الثمن
- سياسة نظام الملالي المبهمه فيما يتعلق بمأساة كورونا
- استثمار نظام الملالي لفیروس کورونا!
- لماذ يعاني الشعب الإيراني من عدة أنواع من الفيروسات؟
- -الفائز والخاسر- في مسرحية الملالي الانتخابية في إيران
- من هو الفائز ومن هو الخاسر في المشهد الإيراني اليوم؟
- لماذا يتعرض نظام الملالي للاضطراب؟
- لم يتبق شيء من عمر نظام الملالي!
- مسرحية الانتخابات التي هندسها خامنئي مقدمًا في إيران
- الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية هما الفائزان الرئيسيان في ...
- حرب الذئاب الحاكمين في إيران تندلع مرة أخرى على مسرحية الانت ...
- في الذكرى السنوية للانتفاضة ضد الشاه، الشعب الإيراني ينتفض ض ...
- الفصل المشترك من انتفاضة شعبين على جانبي الحدود الإيران® ...
- الدور الحیوي للمتظاهرین في تحدید مصی ...
- الصمود ضد النظام الإيراني حتى النهاية هو الحل الوحيد للنصر
- مقاومة الشعب العراقي وصموده في جبهتين ضد عملاء النظام الإيرا ...
- -الانتقام الشديد بأسلوب نظام الملالي- وموقف المقاومة الإيران ...
- بداية تطور كبير حول إيران


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مهابادي - نظرة عامة على الوضع في العراق في المعادلات السياسية الإقليمية