أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عيسى - الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : تساؤلاتُ أيمن عودة في حضرةِ قاتلٍ فذّ














المزيد.....

الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : تساؤلاتُ أيمن عودة في حضرةِ قاتلٍ فذّ


عبدالله عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 6596 - 2020 / 6 / 18 - 03:58
المحور: الادب والفن
    


الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب :
تساؤلاتُ أيمن عودة في حضرةِ قاتلٍ فذّ

بالرَوائِحِ
تلكَ الّتي بقّعتْها شقائقُ نُعمانِ مرجِ ابنِ عامرَ
فوق حِجارةِ أسوارِ حيفا القديمةِ ،
واسْتَنْبتَتها نِساءُ القُرى في أهازيجِهنَّ عشيَّةَ قَطْفِ الكُرومِ،
وأنفاسِهنّ الطَرِيَّاتِ حينَ يُبرّدْنَ شايَ الصباحِ لأزواجِهنّ
لكي يقتفوا أثرَ النحلِ خلفَ التلالِ الّتي هَرِمَت ْ،
جِيءَ بي .
أكْتَفي من غَدِي أن أرى عُشبةَ الأبديّةِ تنمو
، كذاكرةِ البحرِ ،
في ظلّ نايي المُحَصَّنِ ، مثلي ،بما صنعتْ بي يَدِيْ ،
من ذِئَابِ البَوادِي ، ومُكْرِ الأفاعي .

فمِنْ أيّ صحراء أخرى أتيتَ
لِتَرمي غُبارَ طرائدِكَ المتعفِّنَ في بِئْرِ بيتي ،
وتنشرَ ما أوْرَثَتْكَ الملوكُ الّتي انْقَرضَتْ
من سَراويلِ زوجَتِكَ الوسِخَاتِ ،
وأخطاءِ قتْلاكَ
تشقى بما ترَكَتْ في الممرّاتِ من جُثثٍ تَتألّمُ ،
فوق الغصونِ الّتي كانَ يغفُو عليها القَطا مُطمئّناً هُنا
قبلَ أنْ ترتَقي التلَّ والمُنحنَى مرّتينِ؟
بما كان يُوحي لجَدّاتِنا أن يُخِطْنَ على نَحْرِ أثوابِهنّ سماءً
لكلّ الشعوبِ القديمةِ واحِدةً ،
ويُصلّينَ من أجلِ ألا تُشيدَ الجراذينُ
تحت جذورِ وُرودِ السياجِ الّتي يَئِسَتْ
من رُقودِ خُيولِ الغُزاةِ عَليْهَا
مَمالكَ ،
كي لا يُقيمَ المُغيرونَ أضْرِحَةً من رُكامِ قُرى أفْسَدُوها ،
فكيفَ لِمَنْ كانَ مثلكَ
من روّضَ العشبَ بالنارِ ،
والمدنَ المُطمَئِنّةَ بالمنْجَنِيقَاتِ ،
من يَهدُمَ البيتَ
كي يعبُدَ الحجَرَ المُلتَحِي بالرُقى والتَجاعِيدِ ،
أنْ يُدركَ اليومَ حِكمةَ أنْ تُصبحَ اليَرَقاتُ فَراشاً ؟
وفتنةَ أنْ يترُكَ الأنبياءُ،
ومن عَصَوا ربّهمْ،
بحرَنا منذُ ماتَ على أرضِنا
، قبل أن يعبُروا من كُهوفِ الأساطيرِ تلكَ
إلى درجاتِ الرسالاتِ ،
في الأبجديّةِ حيّاً ؟ .

بِحِكمةِ لؤلؤةٍ خَصّني حَلَزُونُ البحارِ القديمةِ
من أيْكَةٍ تتعرّى على شاطِئِ الأبيضِ المتوسّطِ
حتّى انْتِباهِ الأكاسيا إلى عطرِها في يديّ على ساحِلِ الأطْلَسِيّ ،
أُحدِّقُ مُستبْشِراً في غَدي .

لا لِحَربٍ قَرَعْتُ الطُبولَ ،
ولكنْ لأبْعِدَ عن جَسَدي لَعْنةَ الغُربَاءِ ،
ولم أبنِ عند تُخُومِ التِلالِ تماثيلَ تُشبِهُني في المرايا
لأعْلُو
على أُمَمٍ قلّدتْ جَسَدي في التَطَهّرِ من إثْمِ قتلي
زكاةً لربّ رأوهُ كما شَاءَهُ الكَاهِنُ الوثَنيّ.

فَمِنْ أيّ كهفٍ خَرجْتَ
لتُلْقِي وصايا الخَفَافيشِ في غُرَفِ الجِنَرَالاتِ ،
أو قُمْرةِ الطائِراتِ الّتي تتجَوّلُ عمياءَ بينَ نوافِذِنا ،
. وعناقٍ وَهَبتُ لهُ ما استطعتُ ذِراعَي ؟


أنا مُوقِدُ النارِ فوقَ رُؤوسِ التلالِ الّتي سجدتْ
في الصلاةِ معي كالينابيعِ حتّى يعودَ الربيعُ ،
ويأنس بي الكَبْشُ ،
والحَجَلُ الضَالُّ بينَ سماوَين ،
والغجرُ الراحِلونَ ،
وأجريتُ بين السهولِ غديراً
، فأسقي الرعاةَ وقطعانَهمْ ،
وأرى فيه وجهَ الذي لم يَعُدْ
من وراءِ الهِضابِ التي جِئتَ مِنْها
لِتَقْطُنَ في بيتِهِ.

فبماذا تحدّثُ وردَ السياجِ الّذي طَمَرتْهُ وَصايَاكَ بالقَار،
أو جَسداً لم يزلْ يَتشبّثُ ، منذُ ثلاثةِ آلافِ عام ٍ،
كما ينبغي
بظلالِ قُرى
كلما زارَها نهَضتْ كي تُصافِحَهُ
بالغُبارِ الّذي سوّلَتْهُ يَداكَ ،
أو البحرَ ذاكَ الّذي خانَنا كي تعودَ
وتَسْرقَ مِنْ خبزِنا الملحَ ؟ .

ماذا تقولُ لهَذا الهواءِ الذي صَيّرتْهُ لواعجُ آهاتِنا ؟
كيفَ أفسدْتَهُ بروائحِ قتلى يئنّونَ بين يديكَ ،
ورطْناتِكَ الواقعاتِ عليهِ كبوقِ نحاسٍ
تصدّأ بين شفاهِ ضحاياكَ ؟.

لاشيءَ يحمِلُ في الأرضِ وِزْرَكَ عنكَ ،
لا أحدٌ في السمواتِ يغفرُ
أنّكَ ترجمُ ما أرسلَ اللهُ منّا سَلاماً وبَرداً عَليكَ .
ليسَ ثمّةَ صحراءُ أخرى
لتبقى هُنا في الروايةِ جارَاً لنا
فتروي لنا كيفَ تضربُها بِعَصاكَ فَتأتِيكَ
آبارُنا وحواكيرُنا بعدَ هذا الضياعِ .

تعلّمتُ مِنْ هذهَ الأرضِ كامِلةً
أن أكلّمَ من يُصدقّنِي في السَماءِ.
لماذا يُطالِبُني قاتلو الأنبياءِ كعادتِهمْ أنْ أصيرَ نبياً
لكي يقتِلوني؟
فكَمْ مَعْبداً في الجحيمِ سَيكْفي رُعاةَ الخطيئةِ
، مِثلَكَ ،
حتّى يَتُوبُوا ؟ .

أنا صاحبُ الوجهِ في النَهرِ ،
فيما سَتبْقى على جنَباتِ المرايا الّتي تَتألّمُ
تِيهَ القِناعِ .



#عبدالله_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مديح أنثى الضاد
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : خطبة خضر الظفيري في حضر ...
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : جرعة ٌ زائدةٌ من الوقت ...
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : زيارة أخرى لعابر أعمى آ ...
- الشاعر الفلسطيني عبداله عيسى يكتب: أشجار تتألم
- اغفري لي
- ذاك هو الحب
- سماء أخرى نظيفة
- آنا أخماتوفا : في ذلك الوقت ، ضِفتُ على الأرض .
- الشاعر الفلسطيني من بين ثلاثة شعراء حول العالم في كتاب عام ا ...
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : في ذكرى النكبة : مازلنا ...
- وسام الثقافة والعلوم والفنون الفلسطيني يمنح لعدد من الكتاب ا ...
- المركز الروسي - القدس- متضامناً مع الشعب الفلسطيني : الممارس ...
- الرئيس الفلسطيني محمود عباس : المسجد الأقصى حق إسلامي خالص
- سفير فلسطين في روسيا عبد الحفيظ نوفل : المجلس الوطني الفلسطي ...
- سفير فلسطين في روسيا عبد الحفيظ نوفل : نثق بدور روسيا ، وندع ...
- الشاعرالفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : علي دوابشة ، النبي ابراه ...
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : أنا النهاية أروي لأبقى
- سفير فلسطين في روسيا عبد الحفيظ نوفل في يوم القدس العالمي : ...
- المالكي في موسكو : الشعب الفلسطيني فرض شرعيته


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عيسى - الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب : تساؤلاتُ أيمن عودة في حضرةِ قاتلٍ فذّ