أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بكر محي طه - ما الذي يجعلُ السلبية الفكرية تُخيم على عُقول الناسِ!














المزيد.....

ما الذي يجعلُ السلبية الفكرية تُخيم على عُقول الناسِ!


بكر محي طه
مدون حر

(Bakr Muhi Taha)


الحوار المتمدن-العدد: 6596 - 2020 / 6 / 18 - 00:44
المحور: المجتمع المدني
    


يوماً بعد يوم تطرأُ تغييراتٍ إيدولوجية وإجتماعية على مُجتمعنا، بعضها يُغير من طرق التعامل والتفكير للناس مع المواضيع من حولهم، وبعضها الاخر يصطدم بالعادات والتقاليد ليشكل إنقساماً حاداً مابين مؤيدٍ ورافض لهذا الحدث او ذاك، وهذا الأمر يعتمد على مدى تقبل فئةٌ معينة من الشعب لموضوعٍ ما مقارنةً مع فئةٍ أخرى متبانية معها في طريقة التفكير والتقبل للأحداث، فمنهم من سيأخذ الامور من زاوية إيجابية كنوع من التغيير وكسر الروتين، في حين الأغلبية سيتجهون نحو الرفض من زاوية إن هذا الحدث ومجرياتهُ ما هي إلا دخيلة على مجتمعنا ولايمكن قبولها، بغض النظر عن هل فعلاً إطلعوا على كل إبعادها أم مجرد الرفض لانها غربية عنهم، وهذا الرفض هو تجسيد للسلبية الفكرية التي تنخر في جسد المجتمع منذ سنين طوال وسبب في تأخرهُ في مجالاتٍ كثيرة.
إن السلبية الفكرية ليست مرضاً بحد ذاتها بقدر التمسك بها كأنها الحل الأوحد والأمثل في تقبل الأمور، والجدير بالذكر فأن السلبية في التفكير لم تكن وليدة لحظةً معينة، بل كانت بفعل الاضطهاد والغبن التراكمي الاجتماعي ولسنوات طويلة، سواءً كان يُمارس من قبل الحكومة أو النظام ضد فئاتٍ معينة من الشعب أو ما يُمارس ما بين فئات الشعب نفسها من زاوية طبقية ومركزية وحتى المدنية منها، الأمر الذي يترتب عليه نتائج يتمحض عنها فكرة أو قاعدة مشتركة لعدة فئات مجتمعية متباينة الفكر، تتلخص بقبول الأخبار والنتاجات السلبية فقط دون الخوض في تفاصيها او حتى صحتها من مصادر موثوقة أو لا، بمقابل التشكيك بكل ماهو ايجابي والمطالبة بمصادر ودلائل مع القناعة بأن وراءهُ دوافع ومؤامرات خفية، وخير مثال على ذلك هو خبر إيجاد علاجٍ لفايروس كورونا من قبل روسيا وأمريكا و أخيراً بريطانيا، فأن الغالبية العظمى قد طالبوا بمصادر وتأكيداتٍ، وشككوا بمصداقية هذه الاخبار والوسائل الناقلة لها، في حين يصدقون الأخبار الاخرى السلبية والتي تتحدث عن تطوره -كورونا- أو إمكانية بقاءه الى سنة 2021 مع العلم بأنه نفس الوسائل تنقلها!
الأمر لايتوقف عند أخبار كورونا بل تعدى ذلك ففي بعض الاحيان أي أعمال تطوعية تقوم بها جهة أو مؤسسة معينة تقابل بالتنمر والتشكيك بنيتهم في العمل وإنه بالتاكيد هناك لعبة أو اجندة يراد تنفيذها من خلال هذه الاعمال، وإن هذه السلبية التي يراد منها الشك والتمحيص في كل صغيرة وكبيرة من حولنا يقابلها بأنه لا أحد يتحرك لأجل كومة نفايات على قارعة طريق لشارعٍ سكني أو امام مدرسة!، والكل ينتقد هذا الفعل وكأن النفايات جاءت من كوكب زحل!
ولو أردنا البحث أكثر لوجدنا بأن الموضوع ما هو إلا إثبات رأيٍ إجتماعي -إنتقادي- اكثر من ماهو فعل على أرض الواقع، ينبت من وجهة نظر إثبات الذات وفراسة في الفكر وفهم الأمور، والأكثر خطورة هو المنقادين خلف هذه الافكار ونشرها على إعتبار إنه أمر إيجابي وتحذيري للبقية كتوعية لما يدور حولهم، وبالتالي فهو تثبيت لفكرة مهما فعلنا فلن نحصد سوى الملامة والتهميش أو سرقة الجهود، مما يؤدي الى مانراه اليوم من حالة الكسل الجماعي التي يعاني منها المجتمع.
ولغرض محاربة وتقنين هذه الظواهر السلبية لابد من التوعية المجتمعية وكذلك البساطة في طرح الأفكار الجديدة ذات الطابع الايجابي البناء، والذي يهدف الى خلق بيئة آمنة تحدها الثقة من كل الجوانب وكذلك تعزيز الروح الانسانية في التعامل ونبذ السلبية أو تحجيم وجودها من خلال التركيز على الجوانب والاخبار والنتاجات الايجابية الملموسة وخير مثال على ذلك التركيز على إرتفاع حالات الشفاء من فايرس كورونا وكذلك الاخبار التي تشير الى إنه تم التوصل الى علاجات ولقاحات له، وأيضاً نشر القصص الانسانية والتطوعية والتي تعيد ثقة المواطن بالمواطن وكذلك المواطن مع المجتمع الذي يعيش فيه، وكذلك تعزيز أواصر الثقة مابين فئات الناس المختلفة وجهود الحكومة الخدمية، وهذا يتحقق من خلال جرعات مُركزة من الايجابية تُجابه ما ينشر من سلبية في المجتمع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي او الراديو او التلفزيون، حيث إن الايجابية هذه سيتمخض عنها مجتمع متكافل عابر للحدود الدينية والمناطقية وحتى العشائرية.



#بكر_محي_طه (هاشتاغ)       Bakr_Muhi_Taha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آثار التباينُ الفكري والثقافي الذي طرأ على المُجتمع العراقي ...
- جدليةُ الفلم ال (documentary) القصير، هل هو وثائقي أم تسجيلي ...
- جائحةُ كُورونا وتداعياتها على الأُسرةِ حول العالم!
- الدور الفعال للنقابات والإتحادات في مواجهة أزمة كورونا!
- كورونا أعاد الإنسان إلى وضعهِ الطبيعي في هرم الحياة!
- عالم المُوضة مُتجرد الإحساس كونهُ حولَ تسمية المرأة المُكتنز ...
- أهميةُ الفن في حياة الإنسان
- المرأة ودورها البناء في المجتمع المتحضر
- قلة العلاقات الاجتماعية لاتعني بالضرورة بأن الإنسان معقد!
- الخبرةُ البشرية... مابين الواقع والتطبيق
- بينما كورنا يتفشى بالصين... واو يتفشى بالشرق الأوسط


المزيد.....




- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بكر محي طه - ما الذي يجعلُ السلبية الفكرية تُخيم على عُقول الناسِ!