أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلام ناصر الخدادي - ملاحظات بالصميم ج 2














المزيد.....

ملاحظات بالصميم ج 2


سلام ناصر الخدادي

الحوار المتمدن-العدد: 6595 - 2020 / 6 / 17 - 09:52
المحور: المجتمع المدني
    


تساءل الكثير منا ، بعدما أضحى ابناء العائلة الواحدة كل في بلدٍ ما :
هل سيتعرف الأبناء على بعضهم ؟ وهل يستطيع ابن العم او بنت الخال التفاهم مع ابن الخالة او بنت العم في الدول الأخرى ؟؟
كيف استطيع وصل الحلقات (المفككة الآن) مع بعضها ؟؟ ماهي السبل لإدامة الترابط العائلي ؟ ماهي مقومات الآصرة العائلية الان ؟؟
لقد ساهمت المنظمات الدولية (بشكل أو بآخر) بتمزيق وحدة العائلة الواحدة وتفكيك ترابطها وانتمائها الأسري ، (هذا الموضوع سأتناوله لاحقاً) .. وتم توطينهم على دولٍ شتى ، ولم تشفع لأية عائلة ان كان لديها أبناء أو بنات في هذه الدولة أو تلك ، البكاء والتوسلات بجمعهم مع بعض ولمّ شملهم !
وكان التوزيع العشوائي للعوائل او الابناء كيفما اتفق .. وصار التشظي من اقصى الشرق الى اقصى الغرب !!
بعد إطراقة صغيرة ، وبحسابٍ بسيط .. ستندهش لحجم المأساة المحيطة بنا ..
فأبناءك الصغار .. او أحفادك لاحقاً .. بعد عقدٍ أو عقدين من السنين في استيطانهم الجديد .. قد نشأوا وأتقنوا لغة بلدهم ومجتمعهم .. وتطبعوا بثقافته وطباعه .. وصار هاجسهم هو مستقبل حياتهم وما يصبون اليه.
بالمقابل ، نرى شحة التواصل واللقاء والتعارف إن لم نقل انعدامه بين هذه العوائل المنتشرة المتناثرة هنا وهناك ..
والأسباب عديدة جدا .. منها : بعد المسافات بين دولة واخرى ، قلة الاجازات لمن يعمل او يدرس ، تكاليف السفر الباهضة ، وغيرها الكثير .. جعلت اللقاءات والتجمعات العائلية الحميمة حتى في الأفراح أو الأحزان ، من النوادر التي قد تحصل كل بضعة سنين او من ذكريات (الزمن الجميل) !!
_ الــواقــع الــجــديــد
بعد أن تم توزيعنا على الدول شرقا وغربا .. تأقلم الكثير منا مع واقعه الجديد وصار جل اهتمامه التكيف معه .. وكيفية ولوج مداخله وفك اسراره وغموضه ..
ومع تقادم السنين ، صار الحث المستمر لدفع الأبناء لإتقان لغة البلد والدراسة والتعلم ونيل الشهادات ثم العمل والتوظيف .. وهذا واقع الحال .. حتى بدأت لغتنا الأم تندثر تدريجيا .. وهي الرابط الوحيد الذي يربطنا مع بعضنا .. بل هي الحبل السري للجسد العائلي .
لقد كبر الأبناء وهم لا يتحدثون لغة الأهل .. لا يعرفون مفرداتها ، معنى كلماتها ، ولا حتى نطقها !! بل اقتصرت على بعض الجمل القصيرة للتفاهم بين الجيلين : الأهل والأبناء !!
ومع السنين ، ونتيجة التناقضات واتساع الهوة بينهم ، كانت التبريرات العديدة وكلها تصب في خانة : هذه البلدان تختلف كليا عما كنا عليه !
حتى وضعوا جداراً فولاذيا صلداً ، أحاط بالأبناء واصبحوا في وادي والأهل في وادٍ آخر ..
أما اذا كان الأب والأم شباباً ويتقنون اللغة (لغة أي بلد) .. فيكون الحديث والتوجيه وكل شيء بهذه اللغة فقط .. ليكبر الأبناء وهم حاملين لغة واحدة نطقا وقراءة وكتابة ..
ولكم أن تتصوروا لقاء الابناء مع بعض وكيف سيكون التفاهم والحوار فيما بينهم !
_ لا تـقـطـع الـحـبـل الـســري
بما إننا ارتضينا بواقعنا الحالي وتعاملنا معه بكل جدية واخلاص ، وصارت حياتنا بهذا التباعد الزمني والمكاني ، وهذا التباين الصارخ المخيف بين ابناء العائلة الواحدة ...
علينا أن لا نغالي بعدم التحدث باللغة الأم .. ولا نتناسى لهجتنا المحكية ومفرداتها الشيقة الطيبة ..
علينا أن لا نتباهى زهواً ونضحك مسرورين بأبنائنا الذين لا يعرفون لغة الأهل !! ويتحدثون بلغة واحدة فقط !
علينا جميعاً واجب مهم ومقدس .. أن لا نقطع الحبل السري الذي يربطنا (الآن) جميعا .. وربما ، سيّوحد ابنائنا مستقبلاً ..
اهتموا بتعليم ابنائكم لغتكم .. وتلقينهم بمفرداتها .. وتعليمهم كتابتها .. الى جانب لغة بلدانكم .. فما الضير إن يكبر ابنك وهو يعرف ويتقن لغتين او أكثر ؟ بل سيكون محط تباهي وفخر واعتزاز لك وله مستقبلاً .. وسيوسع مداركه وثقافته ونبوغه ..
ابدأوا من بيوتكم .. تحدثوا معهم ، واكثروا بالحديث ليفهمونكم .. وشاركهم معك ..
لا تفرح حينما ترى ابنك او بنتك لا تعرف ولا تفهم لغتك .. لأن ردة الفعل ستكون قاسية .. النفور والابتعاد من أية مناسبة او زيارة او لقاء مع العوائل أو حضور نشاط ترفيهي او امسية ثقافية .. لأنهم لا يفهمون ما يدور من حديث ، ولا يستطيعون مشاركة الحضور بالحوار !
وسيكون البديل الجاهز والأقرب والأوفر حظاً : هم الأصدقاء (الشلّة)!
فيتسامروا ، ويضحكوا ، ويخططوا بعيدا عنكم !
وأنت الحنون العطوف الرؤوف ، الواضح الصالح كالأطرش بالزفة !

سيدني
25 /5/2020



#سلام_ناصر_الخدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط مقابل الدماء
- الاعلام المندائي بين الحقيقة والطموح
- مفارقات بيت كطيو المضحكة
- شرّ البليّة ما يُضحِك !!
- طرزان حكيم الزمان
- الخطوط الحمراء .. الخطوط الخضراء
- الفساد حين يكون توافقياً !!...
- يابن الرافدين
- الإقليم والأقاليم مرة اخرى !!
- أغمضي عينيكِ
- مَن يقودُ مَن ؟؟
- نفترضُ لو إنّا ..
- إفرازات الزمن الرديء
- المدارس الأهلية .. الواقع والطموح
- الأقليات العراقية والمشاركة الوزارية
- همسات دافئة
- الأقليات بين الحقوق والدموع !!...
- وددتُ أن أقول
- التوافق .. والفساد السياسي
- غربة الجسد


المزيد.....




- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلام ناصر الخدادي - ملاحظات بالصميم ج 2