أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مرتضى عبد الحميد - هل وفرنا مستلزمات الحوار الاستراتيجي؟














المزيد.....

هل وفرنا مستلزمات الحوار الاستراتيجي؟


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6594 - 2020 / 6 / 16 - 13:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كل ثلاثاء
عملية الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية، تتطلب اولا وقبل كل شيء وحدة الموقف الوطني سياسياً و واجتماعياً، لأنها قضية مفصلية ترتبط إرتباطاً وثيقاً بحاضر العراق ومستقبله، وجوهرها إستكمال السيادة الوطنية للدولة العراقية، المنتهكة جهارا نهاراً من الامريكان والايرانيين والاتراك وغيرهم. ولهذا يفترض أن يكون الحوار مدعاة للأجماع الوطني، وبعيداً عن المصالح الطائفية والقومية والحزبية الضيقة كما يحصل الان مع الاسف الشديد.
في مقال كتبه الصحفي المعروف "محمد حسنين هيكل" قبل ربع قرن تقريبا، وكانت الفضائيات قد ظهرت تواً، ووظفت ضمن ما كان يعرف آنذاك بالإمبريالية الاعلامية ذكر فيه: أنه كان حائراً، فيما تفعله بعض الفضائيات، خاصة "الجزيرة" وشبيهاتها وما هية المعايير التي تستند إليها في سياساتها الاعلامية؟ ويضيف " أنه سأل كثيراً من الساسة والاعلاميين الأمريكيين أثناء زياراته المتكررة الى واشنطن، دون أن يحظى بجواب مقنع، لكنه إكتشف بعد سنوات، أنها جزء من استراتيجية اعلامية جديدة تهدف الى تفتيت الرأي العام الداخلي والدولي، وإضعافه الى أبعد الحدود وبالتالي إفشال أي إجماع حتى على القضايا الوطنية والمصيرية، والذي كان سائداً في تلك الفترة، وذلك من خلال طرح الرأي ونقيضه لزرع التشويش والضبابية لدى المواطن، فما تقوله في الصباح تمحوه بعد الظهر، ليمحى ثانية في الليل، وبالضد منه تماماً، مع هامش واسع لشتم أمريكا والدول الرأسمالية الأخرى.
وقد نجحت هذه السياسة نجاحا مبهراً، وأصبحت سمة العديد من وسائل الاعلام على الصعيدين المحلي والعالمي، ولدينا في العراق طبخة إبتكرتها القوى المتنفذة والفاسدة منها على وجه الخصوص، هي مزيج من هذا النفاق السياسي الانف الذكر، والمحاصصة تطميناً لمصالحها الذاتية الغارقة في بئر الجشع والجهل والعفن الفكري، وتبعاً لمصالح دول أخرى لا تريد للعراق خيراً أو إزدهاراً!
رياح المحاصصة المسمومة، لم يسلم منها حتى الوفد العراقي المفاوض في هذا الحوار، ويطالب بعض ممثلي المكونات الثلاثة، بأن تكون لهم حصصهم في تشكيلة الوفد! بل إن أحدهم صرح في أكثر من محفل، بأن الحكومة إرتكبت خطيئة كبرى، لأنها لم تشرك مكونه وحزبه في الحوار، مما سيؤدي الى فشل الوفد وعدم قدرته على انجاز المهمة المكلف بها.
إن الأنقسام السياسي والأجتماعي الحاصل الأن حول الحوار الاستراتيجي والمفتعل جملة وتفصيلاً، سيؤثر سلباً على أداء الوفد، الذي يجب أن يركز أساساً على المصالح الجذرية للعراق، ويحفظ له سيداته الوطنية على أراضيه ومياهه وأجوائه، وعلى قراره الوطني المستقل، وكل مقدراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ورفضه المطلق لكل وجود أجنبي سواء كان جاراً أو بعيداً، ولا يكون ساحة لتصفية حسابات الطامعين فيه، أو لحروب بالوكالة، ودون التفريط بالدعم الدولي في التدريب والجهد الاستخباري والغطاء الجوي، وكل ما من شأنه القضاء على "داعش" وسائر الارهابيين، بالإضافة الى مجالات الدعم والمساعدة الاخرى.
إذا أردنا أن نحقق ما يصبو إليه شعبنا العراقي، والمنتفضون البواسل، وكل من يعّز عليه العراق، ويرفض مصيره البائس الذي أوصله إليه، عديمو الكفاءة والضمير، فلا بد من دعم الوفد واسناده، وممارسة الرقابة عليه، لشل ميول المساومة إن وجدت لدى بعض اعضائه، ولا بأس من المطالبة بتعزيزه على اساس الكفاءة والخبرة والوطنية، وليس أساس المحاصصة المخجلة التي يطالبون بها، كما على الحكومة أن لا تكتفي برعايتها ودعمها للوفد، وتوفير كل ما يحتاجه، بل عليها أيضا أن تمارس الشفافية ومصارحة الشعب أولا بأول بما يجري وما يتم التوصل إليه.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذارِ مسك العصا من الوسط!
- مفوضية الانتخابات تعيد انتاج حصان طروادة
- هيروسترات عراقي
- نظرية المسطرة إسم جديد للمحاصصة
- تصريحات و تغريدات لا مصداقية لها
- لعنة المحاصصة تجدد شبابها!
- لا إفراط في التفاؤل
- وباء كورونا ينعش نظرية -ما ننطيها-!
- القوى المتنفذة والأنتخابات المبكرة
- فيروس التشبث بالسلطة أخطر من كورونا!
- بريمر لم يكن جاهلاً او غبياً!
- رمتني بدائها وانسلت
- لا دخان أبيض يلوح في الأفق!
- الخزي والعار للقتلة القدامى والجدد
- نواقص ينبغي تلافيها
- الحكومة ضعيفة أمام المليشيات وقوية ضد المتظاهرين!
- المليشيات تعلن الحرب على الشعب العراقي!
- لمن تشتكي حبة القمح اذا كان القاضي دجاجة؟!
- حزم إصلاحية تنزف دماً
- بغلة العناد تُغذّى خارجياً


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مرتضى عبد الحميد - هل وفرنا مستلزمات الحوار الاستراتيجي؟