أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الأيديولوجيا وعي زائف














المزيد.....

الأيديولوجيا وعي زائف


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 6594 - 2020 / 6 / 16 - 13:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تعتبر الفلسفة من مصادر الماركسية الأساسيين، وكان أول ما قام ماركس بحسمه، لما أطلق صرخته "انتقاد بلا هوادة لكل ما هو كائن"، هي الفلسفة في كتابه "بؤس الفلسفة"، في علاقتها بالمجالات الطبيعية والاجتماعية، فانتقد برودون مؤسس الفوضوية في الحركة العمالية، واتخذ الصحافة مجالا للصراع الأيديولوجي والسياسي، وتنظيم البروليتاريا أمميا، بعد لقائه التاريخي مع رفيقة إنجلز بفرنسا، مهد التجارب الاشتراكية.
لقد عانى ماركس، نتيجة اختياراته الثورية، تداعيات الاغتراب، "كان مغتربا" كما قال عنه لينين، في الانتقال بين ألمانيا، فرنسا وبلجيكا، نتيجة مطاردته من طرف الدول الرجعية، وأخيرا أقام بإنجلترا، مهد الاقتصاد السياسي الكلاسيكي، "أكبر أمة برجوازية" كما قال عنها، باعتبارها مجالا لممارسة اختياراته الثورية، التي وضع لها استراتيجية تنظيم البروليتاريا أمما.
كان مسار حياة ماركس شاقا، وحتى الاجتماعية منها، من السرية ب"عصبة الشيوعيين"، مرورا بالأممية الأولى "جمعية الشغيلة العالمية"، وضع أسس تنظيم البروليتاريا أمميا، هدفا لاستراتيجيته الثورية، وكان رفيقه إنجلز سندا عظيما له، في بناء مشروع تغيير العالم، كما قال في انتقاده للفلاسفة الكلاسيكيين، الذين "يفسرون العالم بينما يجب تغييره"، ولم تكن مرافقتهما أيديولوجية وسياسية فقط، بل كانت اجتماعية أكثر، مما يمكن تصوره في تلك الشروط.
كان للبعد الفلسفي في عملهما المشترك، أثر كبير في صياغة أطروحاتهما الأيديولوجية والسياسية، قبل بلورتها تنظيميا في أوساط البروليتاريا، فجلعوا الفلسفة فوق السياسة والأيديولوجيا، مما ساهم في إنجاح معاركهما، ضد الأعداء والخصوم على السواء، في فترة قصيرة زمنيا، تم فيها نشر الفكر الماركسي في أوساط البروليتاريا، وتأسست خلالها أحزاب اشتراكية.
وكان لبعدهما النظري في الطبيعة والمجتمع، من العلوم الطبيعية إلى علم الاجتماع، أدق ما ميز أعمالهما، مما أعطى للديالكتيك الماركسي، قوة هائلة في الجدل والممارسة، من الديالكتيك إلى البركسيس، في العلاقة الجدلية بينهما، التي أعطت للبعد التنظيمي الثوري قوة هائلة، مكنت رفيقه إنجلز، بعد موته، من تأسيس الأممية الثانية "اتحاد الأحزاب الاشتراكية"، البعد الأممي الذي كان هدفا أساسيا لماركس، في فلسفته لمفهوم التنظيم الثوري الأممي.
وكان عملهما الشاق والمضني، بعد نشر الفكر الماركسي في أوساط البروليتاريا، خمسة ملايين بروليتاري بالغرب والشرق، قد سام في انتقال الثورة من الغرب إلى الشرق، حيث البروليتاريا بالغرب، قد انتقلت من الأرستقراطية العمالية إلى التبرجز العمالي، كما جاء في انتقاد إنجلز للحركة العمالية بإنجلترا، هكذا انحرفت الأحزاب الاشتراكية بالغرب، نحو البرجوازية، من أجل خدمة المشروع الرأسمالي.
لقد شكلت العلوم الطبيعية، كما قال إنجلز "مواد غنية لمحك اختبار الديالكتيك"، مما فتح الباب أمام العلوم الاجتماعية، لبلورة مفهوم المادية على المجتمع البشري وتاريخه، فإذا كانت العلوم الطبيعية، بعد استقلالها عن الفلسفة، تشكل تاريخ تطور أعمال العلماء الطبيعيين، الذين طبعوا البشرية بمنجزاتهم، فإن الماركسية تشكل تاريخ تطور المعرفة البشرية، عبر تاريخ تطور مفهوم الديالكتيك منذ عصر اليونان، إلى عصر الرأسمال الصناعي، منذ ابتكار الأساليب البدائية للإنتاج، عبر تكنولوجيا استغلال الإنسان للطبيعة، وتطورها التاريخي بفضل تطور العلوم الطبيعة، إلى عصر المكننة، عصر ماركس وإنجلز.
كان لانتقال الثورة من الغرب إلى الشرق، دور كبير في بروز حامل مشعل الماركسية: لينين، الذي طوى صفحة معنى الإنجاز الفردي، في مجال المعرفة البشرية، إتماما لأعمال ماركس وإنجلز، على مستوى المعرفة الماركسية، باعتبارها أرقى مستويات الفلسفة المادية، فإذا كان إنشتاين قد طوى صفحة التألق في مجال العلوم الطبيعة، فإن لينين قد طوى تلك الصفة في مجال الماركسية.
وإذا كان كل ما يقوم به العلماء الطبيعيين، ممن جاؤوا بعد إنشتاين، هو تثبيت نظريات العلوم الطبيعية، بشكل جماعي في مختبرات التجارب العلمية، فإن ما قام به، من جاء بعد لينين، هو تثبيت نظرية الماركسية، بشكل جماعي في مجالات العلوم الاجتماعية فلسفيا، سياسيا، تنظيميا وأيديولوجيا، حيث إن عصر الميكانيك قد طواه عصر الكونتوم Quantum، وعصر المزاحمة قد طواه عصر الإمبريالية.
إن معضلة الشيوعية، هي أن الممارسة السياسية اليوم، قد فصلت الماركسية عن الفلسفة، وحولت من جديد، الأيديولوجية إلى وعي زائف، كما قال عنها ماركس يوما، مما يتطلب إعادة بناء النقد الفلسفي العلمي المادي للتاريخ من جديد.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الرأسمال المالي وراهنية الماركسية اللينينية
- النقد الفلسفي المادي للتاريخ من خلال قراءة مادة أدبية فنية - ...
- النقد الفلسفي المادي للتاريخ من خلال قراءة مادة أدبية فنية
- تقديم رواية -مأساة يغود- : رواية وثائقية - الجزء الثاني
- تقديم رواية -مأساة يغود- : رواية وثائقية الجزء الأول
- من أجل التحالف العمالي الفلاحي لانتزاع الحق في الحرية والديم ...
- من أجل إعادة بناء المذهب النقدي المادي للتاريخ
- تطوير الماركسية في علاقته بأزمة العلوم الطبيعة
- في مواجهة استراتيجية الحروب الإمبريالية الجديدة على الشعوب ا ...
- الوقاية الذاتية من أوهام كوفيد 19
- مأساة يغود الجزء الأول : القبيلة، الدولة والثورة
- الحروب الإمبريالية : من الحرب النووية إلى الحرب الجرثومية
- مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة السادسة
- دحض أكاذيب الأساتذة البرجوازيين حول أزمة كوفيد 19 العالمية
- نهاية الحرب الإمبريالية العالمية الثالثة بحرب جرثومية
- دور الأبناك الأجنبية في انتهاك حقوق الفلاحين الصغار والمهنيي ...
- رسلة مفتوحة إلى الأمين العام للجنة حقوق الإنسان بالأمم المتح ...
- التجربة الثورية الفيتنامية : تأسيس جيش - في اتجاه الكفاح الم ...
- التجربة الثورية الفيتنامية : تأسيس جيش - في اتجاه الكفاح الم ...
- التجربة الثورية الفيتنامية : تأسيس جيش - في اتجاه الكفاح الم ...


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الأيديولوجيا وعي زائف