أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - بوب أفاكيان يردّ على مارك رود حول دروس ستّينات القرن العشرين و الحاجة إلى ثورة فعليّة - التعبيرات الصبيانيّة عن الغضب أم التطبيع مع هذا النظام الوحشيّ ، ليسا البديلين الوحيدين















المزيد.....



بوب أفاكيان يردّ على مارك رود حول دروس ستّينات القرن العشرين و الحاجة إلى ثورة فعليّة - التعبيرات الصبيانيّة عن الغضب أم التطبيع مع هذا النظام الوحشيّ ، ليسا البديلين الوحيدين


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 6594 - 2020 / 6 / 16 - 00:56
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بوب أفاكيان يردّ على مارك رود حول دروس ستّينات القرن العشرين و الحاجة إلى ثورة فعليّة
التعبيرات الصبيانيّة عن الغضب أم التطبيع مع هذا النظام الوحشيّ ، ليسا البديلين الوحيدين
بوب أفاكيان – جريدة " الثورة " عدد 639 ، 19 مارس 2020
https://revcom.us/a/639/bob-avakian-responds-to-mark-rudd-en.html

في المدّة الأخيرة ، في جريدة " النيويورك تايمز" ( الجمعة 6 مارس 2020) نُشر تعليق ( " الحماس السياسي المتحوّل إلى عنف ") بقلم مارك رود وهو راديكالي من ستّينات القرن العشرين . و ليس من العسير كشف ما يرمى إليه ناشرو التايمز من وراء نشر هذا المقال لرود ، فرود يشدّد على أنّ أعمال العنف ذات الدلالة اليوم ، و الخطر الذى تمثّله على المجتمع ، من صنع ما سمّاه ب " اليمين المتطرّف " ، و بصورة أعمّ ، يشدّد على أنّ اللاعنف هو الوحيد الشرعي و الفعّال لإحداث التغيير الاجتماعي المرغوب فيه و أنّ كافة العنف من جهة أيّة حركة إجتماعيّة تسعى للتغيير يستوجب النبذ . و بغضّ الطرف عن دوافع رود الخاصة من كتابة هذا التعليق ، الواقع هو أنّ كلا هتين الحجّتين تنسجمان مع مشاغل و أهداف ناشري التايمز – و مشاغل و أهداف قسم من الطبقة الحاكمة لهذا النظام الذى يمثّلونه : إنّهم يقرّون بالتهديد الحقيقي فعلا ل " ضوابط " النظام الاجتماعي القائم بفعل ما يقوم به ترامب و حلفاؤه و المصطفّين وراءه ( " اليمين المتطرّف " بكلمات رود ) ؛ و بشكل أكثر جوهريّة ، هم منشغلون بوجه خاص في هذه الأوقات التي يشتدّ فيها الإستقطاب و " الضغط الاجتماعي " الحاد للحركات الإجتماعيّة و النزاعات الإجتماعيّة ، بضورة حصرها داخل الإطار و الحدود الذين لا يهدّدان النظام القائم . و لا شكّ في أنّهم يحصلون على إضافة إيجابيّة من كون صانع هذه الحجج شخص معروف على أنّه " راديكالي من ستّينات القرن العشرين " " أتى من البرد " وإلتحق بصفوف جوقة " العقلانيّين " الذين يؤكّدون أنّه لا وجود حقّا لبديل عن هذا النظام .
و لهذا ، لأنّ رود يدّعى ، كشخص كان منخرطا في التمرّد الراديكالي لستّينات القرن العشرين ، تقديم دروس حيويّة و مبادئ عالميّة عن كيف أنّ قتال الإضطهاد و الظلم يجب ( و لا يجب ) أن يخاض – من المهمّ تفحّص محاججة رود و بوجه اص ما ينبذه على أنّه ينبغي نبذه و ما لا ينبغي نبذه و إنّما الدفاع عنه و التقدّم به إلى الأمام ، بينما يُوفّر توجّه و قيادة مؤسّسين علميّا .
في أواخر ستّينات القرن العشرين ( و إلى بدايات سبعيناته ) ، كان رود جزءا من منظّمة " الطقس تحت الأرض " ( Weather Underground ) .
و مثلما يشير هو نفسه إلى ذلك ، الذين شكّلوا ذلك التنظيم كانوا جزءا من منظّمة طلاّبيّة هي " طلبة من أجل مجتمع ديمقراطي " ( أس دى أس ) التي كانت في أواخر ستّينات القرن العشرين على رأس التمرّد الراديكالي زمنها و أضحت منظّمة جماهيريّة تضمّ في صفوفها الآلاف الذين يمثّلون المشاعر الثوريّة المنتشرة لتماما ملايين الشباب حينها . و عندما بلغ الفهم أنّ أشياء كإضطهاد السود و التقتيل الجماعي الذى كانت تقترفه الولايات المتّحدة في الفيتنام ، متّصلين بذات طبيعة النظام نفسه ، إصطدمت منظّمة طلبة من أجل مجتمع ديمقراطي بسؤال كيف نحدث نوعا من التغيير الثوريّ ، على أنّه وُجدت أفكار مختلفة حول ما يعنيه ذلك عمليّا و كيف يتمّ تحقيق ذلك ، فكانت النتيجة تشظى المنظّمة إلى عدد من التيّارات المتباينة ، كلّ تيّار ملتزم بمقاربة مغايرة تجاه هذه الأسئلة الأساسيّة ذاتها . و قد عبّرت منظّمة " الطقس تحت الأرض " فعلا عن غضب الشباب المتعلّم المحبط الذى فقدَ الصبر إزاء فكرة إنجاز عمل سياسي لكسب الجماهير الشعبيّة إلى الموقف الثوريّ ، و عوض ذلك تبنّى ما يعادل أعمال " الإرهاب المحفّز " لتعويض حركة ثوريّة جماهيريّة . و في واحدة من أكثر ملاحظاته تعبيرا عن الحقيقة و عن نظرة ثاقبة ، صاغ رود مسألة أن شناعة الجرائم التي كان يقترفها هذا النظام ، محلّيا و في الفيتام ، كانت أكبر من أن يقدر الذين أصبحوا منتمين إلى تلك المنظّمة أن يتعاطوا معها تعاملا عقلانيّا . و لهذا تبنّوا توجّها و أعمالا كانت منفصلة عن أيّة مقاربة جدّية و علميّة للثورة ، و بعديد الطرق منفصلة بصورة متنامية عن الواقع . و كشخص شارك في حركة ثوريّة واسعة وقتها و واجه و ناضل ضد هذا الإنحلال السياسي و الإيديولوجي لأناس كانوا غاضبين عن حقّ على جرائم هذا النظام ، و مفكّرا في ما جرى حينها الآن ، تحضرنى جمل أستعيرها من مطلع قصيرة قويّة لآلان غنسبارغ ، عنوانها صراخ : رأيت بعض أفضل الناس من جيلي يحطّمهم (مؤقّتا ) الجنون .
لسوء الحظّ ، " إستعادة " بعض الناس كرود من الجنون عنيَ السقوط في ضرب آخر من " الحماقة " السياسيّة والإيديولوجيّة: فهم أنّ الجرائم الكبرى لهذا النظام يمكن بشكل ما معالجتها من خلال حركة إصلاحيّة تحتفظ بهذا النظام كما هو في السلطة. ما يجب نبذه من موقف " الطقس تحت الأرض " السابق هو تخلّيها عن و إبتعادها عن سيرورة إنشاء حركة ملايين الناس تهدف إلى افطاحة الثوريّة الفعليّة بهذا النظام المجرم . و ما لا يجب نبذه هو الكراهيّة العميقة لكامل هذا النظام و التصميم على وضع نهاية لجرائمه التي لا نهاية لها ، وهو أمر يتطلّب في الواقع ثورة فعليّة تنجزها الجماهير، ينجزها ملايين الناس.
نظام عنف منظّم ساحق
و في حين أنّ رود يحيل على الثوريّن السود الذين كانوا " هدفا بلا رحمة للشرطة و الحكومة الفدراليّة " خلال تمرّد ستّينات القرن العشرين ، قد " نسي " على ما يبدو الحقيقة العميقة التي تحدّث عنها أحد قادة الثوريّين السود آنذاك ، راب براون ، ألا وهي أنّ " العنف الأمريكي أمريكي مثلما هي أمريكيّة فطيرة الكرز ".
في ظلّ هذا النظام ، تقتل الشرطة ألف شخص كلّ سنة و تعرّض ملايين الناس الآخرين ، لا سيما من ذوى البشرة الملوّنة، إلى هرسلة و عنف مستمرّين . ملايين الرجال السود و اللاتينيّين ،و أعداد متنامية من النساء ، يتمّ إيداعهم سجونا شبيهة بحفر جهنّم ، بينما الملايين الآخرين يقعون في شرك " النظام القانوني للإجرام " بطرق شتّى . و في الوقت نفسه ، تواصل الولايات المتّحدة تنفيذ القتل الجماعي ( و دعم هذا القتل على يد " حلفائها " ) في الشرق الأوسط و العديد من أنحاء العالم الأخرى .
و يُقرّ رود بشيء من هذا إلاّ أنّه يشوّه التاريخ و مرّة أخرى ينحرف عن خطّ عقلاني و منطقي من التفكير خدمة لنبذ و محو أيّ شيء آخر عدا الإحتجاج السلمي ضمن حدود هذا النظام . و كما لا يجب أن يفاجأ أي إنسان كان منتبها لإصطلاحات عصرذاك ، كجزء من هذا يجثو رود على ركبتيه ليعلن على ما يبدو قبوله الضروري لتشويهات " سياسة الهويّة ". فيذكّر القادة بأنّ الذين شكّلوا " الطقس تحت الأرض " كانوا من " البيض ، من الطبقة الوسطى ، أبناء معاهد متعلّمين " . و يتبع ذلك بالآتي ذكره :
" جميعنا كنّا قد غمرنا الحزب بسبب عنف هذه البلاد و عار عدم القدرة على إيقاف الحرب . و كان ذلك العار ينبع كذلك من طبقتنا و إمتيازاتها العنصريّة . لم نكن من الذين كانوا يسحقون بالقنابل في فيتنام أو الذين يواجهون الغوغاء العنصريّة و نقباء الشرطة في الميسيسيبي " . ( التشديد مضاف )
يشعر المرء بالميل نحو رفض كلّ هذا الخطّ في المحاججة ( و بصورة خاصة ذلك القسم الأوّل الذى شدّ>ت عليه أعلاه بمجرّد سؤال إنكاري " و ماذا في ذلك ؟! " . لكنّ الأمر يستحقّ مزيد التعمّق . أوّلا ، رود ( الذى يحيل على تعرّض الثوريّين السود إلى قمع خبيث على يد الشرطة و الحكومة ) " ينسى " مرّة أخرى أولئك الثوريّين السود و واقع أنّ ، في التحوّل من حدود حركة الحقوق المدنيّة إلى موقف أكثر تقدّما بالمطالبة بتحرير السود و ربط ذلك بنضالات التحرّر في ما يسمّى بالعالم الثالث ، مارس أولئك السود تأثيرا إيجابيّا قويّا على حركات زمنها ن بما في ذلك تلك في صفوف الشباب المتعلّم ؛ بإتّجاه توجّه أكثر ثوريّة ، حتّى و إن كان ذلك التوجّه ( بلغة وقتها ) " حقيبة مختلطة المضامين " ، شاملة جملة معقّدة من النزعات المتنازعة ، منها الشيوعية الثوريّة القادمة من الصين و كذلك تيّارات ثوريّة متنوّعة قوميّة و أخرى متناقضة . و حجج رود هنا هي كذلك في إنسجام مع تلك التي رفعتها وقتها الطبقة الحاكمة و رفعها دعاة اليمين لحرب الفيتنام ، الذين هاجموا الطلبة الذين كانوا يقومون بالتعبأة ضد تلك الحرب بإدانتهم على أنّهم أشقياء طبقة وسطى ذات إمتيازات نجحوا في تجنّب ط الخدمة " في تلك الحرب . و يتجاهل هذا واقع أنّه في أوساط الفئات الأكثر إضطهادا في المجتمع ، أولئك الأقلّ " إمتيازات عنصريّة و طبقيّة " – السود و الشيكانو و البرتوريكيّون ، الذين مات شبابهم بصفة لامتساوية في تلك االحرب – كانت معارضة الحرب منتشرة جدّا ، و واقع أنّ معارضة الحرب كانت تتصاعد في صفوف جنود الولايات المتّحدة ( قدماءهم ) لتلك الحرب ، و قد ألهمهم إلى درجة ذات دلالة الموقف و التحرّكات المناهضة للحرب على وجه الضبط للحكة الطلاّبيّة . و ضمن أشياء أخرى ، هذا الواقع عينه دحض قويّ لما يبدو أنّ رود يحاجج من أجله أو يضمّنه . و " الإمتيازات العنصريّة و الطبقيّة " التي يرفعها رود ، بالنظر إلى أولئك الذين شكّلوا منظّمة " الطقس تحت الأرض " و واقع أنّهم لم يكونوا من المتعرّضين للعنف الرهيب الذى أشار إليه ، لا يجعل بأيّة حال من الأحوال شعورهم بالعار تجاه ذلك غير صالح ، و غير شرعيّ ، و غير منسجم فكريّا . على العكس من ذلك ، واقع أنّهم لم يكونوا عُرضة مباشرة لهذا لكن ذلك كان يغضبهم ، و كانوا مصمّمين على فعل شيء لإيقافه ، هو بالضبط ما كان صحيحا في هذا التوجّه. و المشكل هو أنّهم تخلّوا و لفظوا طريق بناء حركة ثوريّة جماهيريّة مصمّمة على وضع حدّ ليس للقتل في الفيتنام و الإضطهاد و القمع الوحشيّين " في الداخل " حسب بل لوضع حدّ لكامل النظام الذى يقترف ، بحكم طيعته ذاتها ، بإستمرار هكذا جرائم وحشيّة . عوض ذلك ، قاموا بما مثّل عمليّا تراجعا إلى الأعمال المنعزلة لعنف يساء توجيهه ، وإلى توجّه عام، في تعارض موضوعي مع بناء الحركة الثوريّة الجماهيريّة .
و بالعودة بالتفكير إلى وفاة أعضاء من منظّمة " الطقس..." ، الذين لقوا حتفهم أثناء صنع قنبلة كانت ، حسب رود ، تستهدف حفلا راقصا في القاعدة العسكريّة بقلعة ديكس ( حفلا راقصا لم يكن يحضره الجنود و حسب بل يحضره كذلك مدنيّين ) ، رود على حقّ في قول إنّ مثل هذا العمل لو تمّ تنفيذه ، كان سيفرز حتّى المزيد من القمع الحكومي المستشرى و الخبيث ، ليس ضد تلك المنظّمة فقط بل كذلك ضد حركات المقاومة الجماهيريّة الأوسع و ضد القوى الثوريّة الحقيقيّة آنذاك . بيد أنّ رود يتلاعب بالحقيقة حينما يصوّر جنود الولايات المتّحدة أمثال الذين كانوا بقلعة ديكس على أنّهم مجرّد " جيراننا و مواطنين مثلنا " لا ، كانو شيئا آخر – شيئا أكبر و أسوأ : كانوا جزءا من آلة قتل و تدمير كبيرة تقترف القتل الجماعي للشعب الفيتنامي ، بالملايين ، و تخدم مصالح و أهداف الإمبراطوريّة التي يخدمها جيش هذا النظام و يبحث عن فرضها . في الواقع ، مثلما تمّ التلميح إلى ذلك أعلاه ، وُجد فعلا عدد متنامى من هؤلاء الجنود أنفسهم الذين أضحوا يدركون ما يجرى ، و الزمن الذى يتحدّث عنه رود ( بدايات سبعينات القرن العشرين ) ، إتّخذ الآلاف منهم موقف تمرّد صريح ضد الجرائم التي كانت تصدر لهم الأوام بإقترافها و مرّة أخرى ، ضد الذين كانوا في الجيش و أبعد منه ، ينظّمونهم و يدرّبونهم و ينشرونهم و يأمرونهم بإرتكاب جرائم الحرب الكبرى تلك و الجرائم ضد الإنسانيّة .
بالتأكيد ، الهجوم على حفل راقص بقلعة ديكس بإستخدام قنبلة ، كان سيكون عملا خاطئا و ضارا كبير الضرر. إلاّ أنّ جنود جيش الولايات المتّحدة حينها و الآن ، لا يستحقّون ببساطة معانقتهم على أنّهم " جيراننا و مواطنون مثلنا " ، لا حتّى تكريمهم على أنّهم " أبطال " بل بالأحرى يستحقّون إدانتهم للجرائم التي إرتكبوها و مخاطبتهم للصراع معهم ليرفضوا التمادى في إقتراف هكذا جرائم و ليصبحوا جزءا من المقاومة السياسيّة للنظام الذى يتطلّب و يطالب بمثل هذه الفظاعات الكبرى على أساس دائم – صراع ، في الواقع ن خاضه عديد الناس ذوى الفكر الثوريّ طوال حرب الفيتنام ، مساهمين في تنامى المعارضة في صفوف الجنود أنفسهم و في توسيع حركة معارضة تلك الحرب . (1)
و كجزء من نبذه للثورة ، يؤكّد رود أنّ " اليسار " ، منذ تمرّد ستّينات القرن العشرين ، "قد " طوّر تسوية قويّة ... للتحكّم في الهامش العنيف " لكن ذلك العنف مجدّدا يهدّد مصنعنا الاجتماعي ، و هذه المرّة منبعه اليمين المتطرّف ".
قبل كلّ شيء ، و جوهريّا ، ليس " اليمين المتطرّف " فحسب بل النظام برمّته – و الذين يتحكّمون به ، بمن فيهم أولئك على " يسار " هذا النظام ( في الحزب الديمقراطي ) - هم الذين يمارسون العنف . هل أنّ الحزب الديمقراطي هو ما يقصده رود ب " الهامش العنيف " ل " اليسار " ؟! هل أنّ الحزب الديمقراطي ، و الذين يبحثون عن أن يكونوا من أعلى قياداته – قد نبذوا العنف ؟ لا ، لم يفعلوا – و ليس بوسعهم فعل ذلك. فنظامهم يقترف بإستمرار العنف و يرتهن به – ليس بوسعه البقاء و تأبيد نفسه دون عنف كبير .
الإصلاح مقابل الثورة
و يطرح رود ثنائيّة خاطئة : فهو يصوّر الأشياء على أنّها إمّا عنف مجموعة صغيرة منعزلة عن الجماهير الشعبيّة و إمّا العمل من أجل إصلاحات . لكن ماذا عن نضال ثوري حقيقي لملايين الناس يكون هدفه ليس مجرّد كسب تنازلات من طرف النظام القائم ، و إنّما الإطاحة الفعليّة به و إنشاء نظام أفضل بكثير ؟ هناك ، طبعا ، مكان معيّن و دور إيجابي معيّن للنضالات الجماهيريّة غير العنيفة التي يكون هدفها أقلّ من الثورة لكنّها تعارض الإضطهاد و الفظائع الحقيقيّين لهذا النظام. و مثال هام جدّا لهذا هو نداء " لنرفض الفاشيّة " من أجل تعبئة جماهيريّة غير عنيفة و ممتدّة زمنيّا للإطاحة بنظام ترامب / بانس الفاشيّ . لكن تحديد الأشياء في اللاعنف ، في كافة الظروف و كنوع من المبدأ المطلق المفترض – و معارضة نضال ثوري يخوضه الملايين للإطاحة بهذا النظام عندما تتوفّر الظروف للقيام بذلك – يعنى على الأقلّ موضوعيّا القبول بهذا النظام الوحشيّ و التطبيع معه و مع ذات المؤسّسات العنيفة جدّا ( بالخصوص قوّات الجيش و الشرطة ) التي تفرض حكمه ، هنا و عبر العالم ، بواسطة أكبر الفظائع و أكثرها مقتا. فمهما كانت نيّته ، هذا ما يقوم به رود عمليّا .
و كما شدّدت على ذلك :
" تقديم الحكومة لبعض التنازلات للمقاتلين و المقاتلات ضد الظلم – مثلا ، قانون الحقوق المدنيّة ؛ و داكا الذى منح مؤقّتا مكانة قانونيّة لبعض المهاجرين الذين جُلبوا إلى هنا و هم أطفال ؛ و قرارات محاكم تركّز حقّ الإجهاض و زواج المثليّين – كانت إنتصارات جزئيّة ، تتعاطى فقط مع مظاهر من الإضطهاد في ظلّ هذا النظام ، بيد أنّها لا تلغى الإضطهاد ككلّ أو منبع هذا الإضطهاد – ألا وهو النظام عينه. و حتّى لمّا يتمّ كسب مثل هذه الإنتصارات الجزئيّة ، طالما أنّ هذا النظام يظلّ في السلطة ، ستوجد قوى عتيّة ستتحرّك لتهاجم و تقوّض و تبحث عن الإنقلاب على ، حتّى هذه المكاسب الجزئيّة ." (2)
لم يقم رود بالإنقلاب على نفسه فقط في ما هو صحيح في الأساس ( و شرعيّ ) في موقفه خلال ستّينات القرن العشرين -كراهيّة و معارضة هذا النظام ذاته - بل إنقلب أيضا على ما كان خاطئا جدّا في ما أدّت إليه تلك الكراهيّة ( معانقة ، إن لم يكن عمليّا تكريس ، الأعمال الصبيانيّة للعنف المنفصل عن النضال الثوري للجماهير الشعبيّة . و قد مضى حتّى إلى حدّ الإستخفاف بما يمثّله " اليمين المتطرّف ". متحدّثا عن نزعته نحو العنف ، قال التالى :
" غريب ، فهمته : أبعدوا عنّا تفوّق البيض و أتركوا الأسى ، و لن يكون الأمر مختلفا عن أصدقائى و حتّى عنّى قبل خمسين سنة ".
أجل ، إنّه مغاير نهائيّا – هناك إختلاف عميق ! دون تجاهل المشاكل الحقيقيّة في توجّه و نشاطات منظّمة " الطقس تحت الأرض " ، لا وجود لأوجه شبه ، و نهائيّا لا يمكن التسوية بينهما ، بين الكراهيّة الشرعيّة لكن غير الموجّهة بصفة صائبة للطبيعة الإجراميّة لهذا النظام و لفظائعه ، ما دفع تلك المنظّمة إلى ضرب من الجنون ، من ناحية ، و من الناحية الأخرى، التعصّب العنيف للفاشيّين المصمّمين على تعزيز و الذهاب إلى أقصى أبعاد كلّ شكل من أشكال الإضطهاد اللئيم والفظائع الفالتة من عقالها التي يقتضيها هذا النظام . وتلتقى تعاليق رود هنا مع نزعة إصباغ نوع من " الشرعيّة " على ما ليس مجرّد " يمين متطرّف " بمعنى هلاميّ ، بل هو قوّة فاشيّة محدّدة ، تشمل قطاعا قويّا من الطبقة الحاكمة متجسّدا في الحزب الجمهوريّ ، و بالخصوص الآن في نظام ترامب / بانس ، و قسم له دلالته من المجتمع هو اللبّ الصلب ل" قاعدة " ذلك الحزب .
إنّ تفوّق البيض ليس شيء عرضيّ و إنّما هو في موقع القلب من هذه الفاشيّة – و لا يمكن ببساطة الإستهانة به ( " إسبعاده " ) بل يجب أن يجري الإقرار التام به على أنّه كما هو و بالضرورة يجب النضال ضدّه .
تعبيرات رود عن العطف تجاه هؤلاء الفاشيّن تشمل موقف أنّه " لديهم مظالم حول الإنزلاق بعيدا ما كانوا يرونه على الدوام " بلدهم ". لكن ما هي حقّا هذه المظالم و ما هو الشيء الذى كانوا يرونه على الدوام " بلدهم " و ما يريدون أن " يعيدوا له عظمته من جديد " ؟
مثلما أشرت إلى ذلك :
" هناك خطّ مباشر من الكنفدراليّة إلى الفاشيّين اليوم ، و علاقة مباشرة بين تفوّق البيض لديهم ، و كرههم و إزدرائهم الجليّين للمتحوّلين جنسيّا و كذلك للنساء ، و نبذهم المتعمّد للعلم و المنهج العلمي ، ونعرتهم القوميّة الضارة " أمريكا أوّلا " و الزعيق ب " تفوّق الحضارة الغربيّة " و التصرّف العدواني للسلطة العسكريّة ، بما في ذلك تعبيرهم المتعمّد و تهديداتهم البارزة بإستخدام الأسلحة النوويّة بتحطيم بلدان . " (3)
و هنا جديرة بالتذكير هي الرؤى الثاقبة لرجل الدين الأفريقي – الأمريكي هوربرت لوك الذى أشار بصفة خاصة إلى الأصوليين المسيحيين الذين يمثّلون القوّة المحرّكة لهذه الفاشيّة :
" يجب أن لا نخطأ أبدا حول ما هو موضوع رهان في هذه المعركة مع اليمين الديني . ليس صدفة أنّ حركة تستقى قوّتها و تجد دعمها رئيسيّا في ما يسمّى أرض قلب الأمّة و خاصة في الساحات الجنوبيّة . هذا هو الجزء من الولايات المتّحدة الذى لم يكن قط راضيا عن أمريكا ما بعد الحرب العالميّة الثانية . و الفترة القصيرة من الحياة العاديّة عقب الحرب إتُّبعت بعقد من ثورة ضد العنصريّة متأخّرة عن موعد إستحقاقها و، قبلت قرونا من الثقافة و التقاليد ، لا سيما في الجنوب . و الإحباط ، بعد عقدين ، جراء حرب غير شعبيّة في جنوب شرق آسيا هزّت أسس الوطنيّة التقليديّة المتعارف عليها في الحياة الأمريكيّة ، تُبع في العقد التالى بثورة جنسيّة أغضبت بعمق الرؤى المتخندقة في صفوف هذا الجزء من عامة الأمريكيين حول المكانة التابعة للنساء في المجتمع و لا مكانة للمثليّين جنسيّا في الحياة الأمريكيّة . هذه الهزائم السياسيّة و الإجتماعيّة و الثقافيّة قد إنبعثت الآن في معركة مقدّمة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء بشأن نصف القرن الماضي و العودة بأمريكا إلى نقاء ما قبل الحرب . و ليس دون دلالة أن يكون تدريس فكر الخلق في المعاهد ، على سبيل المثال ، جزءا بارزا من أجندا اليمين الديني . كانت تلك معركة خسرها اليمين أواسط عشرينات القرن الماضي لكنّها معركة لم يعترف اليمني أبدا بخسارتها – بالضبط مثلما أنّ بعض العنيدين لم يعترفوا أبدا بخسارة الحرب الأهليّة . و من ثمّة إعادة التركيز التي يبحث عنها اليمين هي إعادة بعث نمط حياة إضمحلّ من الأمّة قبل نصف قرن .
و لئن كان كلّ هذا مجرّد معركة من أجل قلوب و عقول الأمريكيين ، كنّا سننظر إلى النزاع بقدر أقلّ بكثير من الإنشغال ، واثقين أنّ الحكمة و اللياقة الإنسانيّة ستنتصر في آخر المطاف على الجهل و التعصّب . لكنّ هذه المعركة معركة من أجل السلطة – إنّها معركة من أجل المسك بمقاليد الحكم ، و التصرّف في المحاكم و القرارات القضائيّة ، و التحكّم في وسائل الإعلام والتدخّل في كلّ دقائق حياتنا وعلاقاتنا الخاصة ، لكي يسود في أمريكا ما يرتئيه اليمين الديني على أنّه إرادة الإلاه." (4)
و يمضى رود حتّى إلى حدّ التصريح بأنّ كلّ إمرء في هذه البلاد " مع المجموعة في هذا " . على ما يبدو ، ليس كافيا بالنسبة إلى رود أن يكون قد " عقد سلما " مع هذا النظام المضطهد بعنف ؛ إنّه يمضى إلى حدّ التشديد على أنّه يجب أن نجد أرضيّة مشتركة مع هؤلاء – الفاشيّين – الذين يريدون أن يعطوا التعبير الأقصى و الأكثر فجاجة عن الجرائم المبنيّة في أسس هذا النظام .
قاعدة الثورة و قواها
متحدّثا عن توجّهه هو و آخرون في منظّمة " الطقس تحت الأرض " أواخر ستّينات القرن العشرين / بدايات سبعيناته ، يصف رود نظرتهم بأنّها نظرة " التمسّك بوهم أنّ الثورة العنيفة وشيكة الوقوع " . و ضمن أشياء أخرى ،يستمرّ في ثنائيّاته الخاطئة : إنّه " ينكر " الفرضيّة الخاطئة ل منظّمة " الطقس تحت الأرض " حينها القائلة بأنّ الثورة يمكن أن تندلع بمجموعة صغيرة تنخرط في أعمال عنف منفصلة عن ، و موضوعيّا في تعارض مع ، نضال الجماهير الشعبيّة ، معلنا الآن التصريح الخاطئ و بالتأكيد ليس الأقلّ ضررا بأنّ ثورة فعليّة ليست ممكنة و لا هي حقّا مرغوب فيها . و في الواقع ، مسألة ما إذا كانت فعلا ثورة ممكنة في هذه البلاد ، إباّن أوج النهوض الجماهيري لأواخر الستّينات / بدايات السبعينات ، مسألة جدّية و معقّدة ، و ليست شيئا يمكن التعاطى معه بصورة غير مسؤولة كما يفعل رود . بإستبعاد هذه المسألة بجملة بسيطة و حمقاء " وهم أنّ ثورة عنيفة كانت وشيكة الوقوع ".
تقتضى الثورة الفعليّة عاملين إثنين أساسيّين : وضعا ثوريّا و شعبا ثوريّا بملايينه . و هذان العاملان مترابطان وثيق الترابط. فالوضع الثوري لا يعنى مجرّد أزمة في المجتمع بشكل عام بل وضعا يكون فيه النظام و سلطاته الحاكمة في أزمة عميقة و حادة و يرفض ملايين الناس أن يتمّ حكمهم بالطريقة القديمة – و لهم نيّة و تصميم على وضع كلّ شيء على المحكّ للإطاحة بهذا النظام و إنشاء مجتمع و حكم جديدين . و المكوّنات و المظاهر المفاتيح لوضع ثوريّ هي أنّ العنف المستخدم لفرض هذا النظام تعتبره فئات عريضة من المجتمع كما هو – مجرم و لاشرعي – و أنّ النزاعات في صفوف القوّات الحاكمة تصبح عميقة و حادة ، و تتفاعل الجماهير الشعبيّة مع هذا ليس بالإصطفاف وراء جانب او آخر من الحكّام الإضطهاديّين ، و إنّما بإستغلال هذا الوضع لبناء القوى من أجل الثورة . (5)
و عند أوج التمرّد الراديكالي لستّينات القرن الماضي و بدايات سبعيناته ، وجدت عناصر معيّنة من العوامل الضروريّة للثورة : وُجدت أزمة سياسيّة حقيقيّة جدّا أو متعمّقة بالنسبة للطبقة الحاكمة ، و وُجدت جماهير ذات فكر ثوري . و كانت هذه حقيقة غير قابلة للإنكار :
" فى 1968 و لعدّة سنوات بعد ذلك ، وُجدت أعداد هامة من الناس في هذه البلاد و منهم ملايين الشباب من الطبقة الوسطى و كذلك جماهير فقراء و مضطهدين ، كانت متحمّسة بحكم كراهيّة صريحة مبرّرة لهذا النظام و تطلّعات إلى عالم مغاير جذريّا و أفضل – و قد طال هذا بعمق القوات المسلّحة للنظام نفسه – حتّى و إن كان فهم الغالبيّة تميّز بشعور ثوريّ كان شرعيّا ، فإنّه كان يفتقر إلى أيّ أساس علميّ عميق و صريح . (6)
و لكن الوضع لم يتطوّر بعد ( و لم يتطوّر كما ستثبت الأحداث ) إلى أزمة ثوريّة شاملة ؛ و لم تكن القوى الثوريّة وقتها واضحة و متّحدة حول مقاربة إستراتيجيّة يمكن أن تصهر معا الشعور الثوريّ المنتشر في قوّة منظّمة قادرة على خوض قتال ثوريّ حقيقي لإلحاق الهزيمة و تفكيك قوّات القمع الوحشيّة التابعة للنظام الرأسمالي الحاكم . و مثلما لخّصت ذلك :
" الفشل الحقيقي زمنها تمثّل في أنّه لم تُوجد بعدُ طليعة ثوريّة لها أساس و منهج علميّين ، و توجّه ، و إستراتيجيا و برنامج بمقدوره أن يعطي التعبير المنظّم للشعور الثوريّ الجماهيري و يقود محاولة حقيقيّة للقيام عمليّا بثورة ." (7)
لقد كان التمرّد الجذريّ لستّينات القرن العشرين في هذه البلاد بدوره جزءا من موجة واسعة من النضال و التغيير التي كانت تغمر العالم ، و كانت مدفوعة و ألهمتها إلى درجة كبيرة النضالات عبر ما يسمّى بالعالم الثالث لأمريكا اللاتينيّة و أفريقيا و الشرق الأوسط و آسيا الرامية للإطاحة بنير الإضطهاد الإستعماري – و أبعد من ذلك وجود دولة إشتراكيّة ثوريّة في الصين و حركة ثوريّة جماهيريّة للثورة الثقافيّة في تلك البلاد ، مشركة مئات الملايين في النضال من أجل إلحاق الهزيمة بمحاولات إعادة تركيز الرأسماليّة في الصين ، و في تعارض مع ذلك لمواصلة و تعميق الثورة الإشتراكيّة هناك و دعم النضالات الثوريّة عبر العالم . لكن ، كما حلّلت ، بما في ذلك في الأعمال الحديثة ك" إختراقات ..." و " الأمل للإنسانيّة على أساس علمي "، بلغ التمرّد بعض الحدود و الأمر ذاته حصل لقوى المعارضة القويّة فكان أن جدّ تراجع و لم يحصل ذلك في هذا البلد أو ذاك فقط و إنّما كان ظاهرة عالميّة . (8) و مذّاك جدّت تغيّرات عميقة في العالم ، كثير منها سلبيّة : أُعيد تركيز الرأسماليّة في الصين ؛ و في الإتّحاد السوفياتي ، حيث قد أعيد بعدُ في خمسينات القرن الماضي تركيز الرأسماليّة ، واصلت الطبقة الحاكمة لبعض الوقت التقنّع بأنّها حصن للإشتراكية و تمّ التخلّى عن هذه الخدعة في النهاية مع إنهيار الإتّحاد السوفياتي نفسه ، ما أدّى إلى ظهور مفضوح للرأسماليّة عبر الإتّحاد السوفياتي السابق و أوروبا الشقيّة ؛ و القوى القائدة لحركات التحرّر في ما يسمّى بالعامل الثالث إمّا مُنيت بالهزيمة أو تحوّلت إلى قوى برجوازيّة حاكمة تتصرّف في تناغم و أساسا كذيول للرأسماليّة العالميّة و النظام الإمبريالي العالمي . و داخل هذه البلاد ذاتها ، في إطار هذا الوضع العالمي المتغيّر ،و عبر مزيج من القمع و بناء فئة من الطبقة الوسطى في صفوف المضطهَدين ، إلى جانب تزايد طفيليّة هذا النظام المتغذّى من منتهى إستغلال مليارات البشر ، لا سيما في العالم الثالث ، وطوال عقود عدّة وُجد جوّ تخدير سياسي متصاعد و ثقافة و توجّه لدي معظم القوى الباحثة عن التغيير الاجتماعي نحو تقليص نشاطها ضمن حدود النظام الإضطهادي و الإستغلالي القائم و هراء إنتخاباته البرجوازية (BEB)
حسب تشخيصنا الصائب لها. و قد ترافق كلّ هذا بهجوم إيديولوجي لا هوادة فيه للقوى الحاكمة لهذا النظام و ممثّليها في وسائل الإعلام و المثقّفين المتواطئين معها – هجوم على الشيوعيّة ، و بالفعل على كلّ مظهر إيجابي للتمرّد الراديكالي لستّينات القرن العشرين – هجوم يقدّم فيه مارك رود مساهمته الخاصّة المتواضعة .
لكن الواقع هو أنّه مع هذه التغيّرات ، أساس و الحاجة إلى ثورة شيوعيّة مقادة علميّا لم يتبخّر أو يتقلّص ، بل أضحيا أكثر بروزا و ضرورة بصرة إستعجاليّة . و لم يتخلّى جميعنا نحن الذين دفعنا إلى الأمام إباّن ذلك التمرّد الكبير لستّينات القرن الماضي ، عن هدف التغيير الجذريّ للمجتمع بإتّجاه غاية عامل خالى من الإستغلال و الإضطهاد و العنف الكبير الذى يفرضهما ، و الحاجة إلى و إمكانيّة ثورة شيوعيّة كوسيلة لبلوغ ذلك . و طوال ما أشرت إليه عن حقّ تماما على أنّه " العقود الرهيبة " للأزمنة الحديثة ، ثابر بعضنا في النضال عبر الصعوبات الحقيقيّة جدّا بإتّجاه تحقيق تلك الثورة و عمّقنا فهمنا العلمي لكيف يجب و يمكن إنجاز تلك الثورة . و بوجه خاص عبر العمل الذى أنجزته طوال هذه العقود ، هناك الآن شيوعيّة جديدة ، هي إستمرار لكنّها أيضا تمثّل قفزة نوعيّة أعلى ، و في بعض الأوجه الهامة قطيعة مع ، النظريّة الشيوعيّة كما تطوّرت قبلا ، وضعت الشيوعيّة على أساس علميّ أرسخ و اكثر إنسجاما ، موفّرة إستراتيجيا و قيادة لثورة فعليّة و لمجتمع جديد راديكاليّا على طريق التحرير الحقيقي . (9)
أثناء تمرّد ستّينات القرن الماضي ، أولئك الذين أصبحوا مقتنعين بالحاجة إلى تغيير جذريّ مضوا إلى البحث عن ذلك التغيير " كالفلاحّين المتوجّهين إلى الحرب " ماسكين بأي سلاح يحصلون عليه ( للتذكير بصيغة للينين الذى قاد الثورة الروسيّة لسنة 1917 و قدّم أيضا مساهمات لا تقدّر بثمن في تطوير النظريّة الشيوعيّة .) و صار هذا صحيحا ، بالمعنى الحقيقي و الأتمّ ، بخصوص منظّمة " الطقس تحت الأرض " ، لكنّه كان صحيحا مجازيّا بالنسبة للبعض الآخرين منّا- بمعنى أنّنا أخذنا نظريّة الحركة الشيوعيّة الموجودة زمنها . و قادنا ذلك ، بصفة صائبة ، إلى فهم أنّ ثورة يجب أن تشمل و ليس بوسعها إلاّ أن تعني ، النضال المنظّم للجماهير الشعبيّة بملايينها ، و ليس من قبل مجموعة صغيرة منعزلة عن تلك الجماهير. و قادنا أيضا إلى تبنّى مفهوم أضحى غير صحيح و فات أوانه و مفاده أنّه بينما تجب إعارة إنتباه جدّي و بذل جهود لقتال إضطهاد السود و أقلّيات قوميّة أخرى ، و إضطهاد النساء ، و غير ذلك من المسائل الاجتماعية الكبرى ، القوّة الأساسيّة للثورة لم تكن مجرّد الطبقة العاملة بمعنى عام لكن بصورة أخصّ عمّال الصناعة على نطاق واسع – الذين في الواقع ، في هذه البلاد بوجه خاص ، أمسوا إلى درجة ذات دلالة " متبرجزين " جرّاء النهب الطفيلي للهيمنة الإمبريالية و منتهى الإستغلال ، لا سيما في العالم الثالث . ( و كأمر واقع ، بعض العمّال الأصغر سنّا في هذه الوضعيّة إستجابوا بإيجابيّة للعمل الثوريّ الذى كنّا ننجزه – و قد كان مشوّها و محدودا ببعض عدم الفهم للسيرورة الثوريّة و بنزعات معيّنة نحو الإقتصاديّة / الإقتصادويّة ، و محاولة بناء حركة من أجل ثور إشتراكيّة بالتركيز على و نشره حول المطالب الإقتصاديّة الأكثر مباشرة للعمّال. لكن الإستجابة الإيجابيّة على هؤلاء العمّال الأقلّ سنّا عمليّا لها صلة بتأثير الثقافة الشبابيّة الراديكاليّة لوقتها أكثر ممّا هي نتيجة مقاربة مزج الإقتصاديّة مع الدعوات العامة للثورة ).
و كما وقع التأكيد على ذلك هنا ، حصلت تغيّرات كبرى في هذه البلاد و في العالم ككلّ مذّاك ، قبل عقود الآن – و ما عناه تطوير الشيوعيّة الجديدة ، و كأحد أهمّ مظاهرها ، مواصلة تطبيق التحليل العلمي للمسائل الحيويّة لأساس الثورة و إستراتيجيّتها و قواها – شيء تحدّثت عنه في مؤلّفاتي و منها كتاب " الشيوعيّة الجديدة " (10) و كتاب " إختراقات ..." حيث جرى تحديد العامود الفقري لقوى الثورة على أنّه سيكون رئيسيّا من صفوف عشرات الملايين – و بصفة خاصة أولئك الذين كانوا مرتكزين في المدن الداخليّة و غيرهم أيضا – الذين هم عُرضة للإضطهاد الوحشي و القمع الوحشيّ في ظلّ هذا النظام ، بينما وقع التشديد على أنّ هذه الثورة يجب أن تضمّ قوى إجتماعيّة متنوّعة متّحدة ، خاصة الشباب و الطلبة و أيضا غيرهم من صفوف الطبقة الوسطى ، و أنّ هذا يجب أن يقوده لبّ صلب من الآلاف و الآلاف ، الراسخين بصلابة في علم الشيوعيّة ، مثلما جرى مزيد تطويره مع الشيوعيّة الجديدة . و لا زلت أخوض في تطبيق منهج و مقاربة علميّين لمشاكل الثورة ، في هذه البلاد و حتّى بأكثر جوهريّة في ما يتعلّق بالنضال الشامل لبلوغ الشيوعيّة عبر العالم .
و فىما يتّصل بقاعدة الثورة ، تشدّد الشيوعيّة الجديدة على أنّ من الهام للغاية فهم أنّ هذا كان محور حديث بطريقة مكثّفة في " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا القيام بالثورة " .
قاعدة الثورة لا تتقوّم في ما يفكّر فيه الناس أو في ما يفعلونه في أيّ زمن معطى ، بل تتقوّم في العلاقات و التناقضات الأساسيّة للنظام التي تسبّب عذابا هائلا و لكنّها غير قابلة للحلّ في ظلّ هذا النظام . ( مقتطف من " الأمل للإنسانيّة على أساس علميّ : القطيعة مع الفكر الفرديّ ، و الطفيليّة و الشوفينيّة الأمريكيّة " ).
و يركّز " لماذا نحتاج... كيف يمكن..." على هذه المسائل الهامّة :
لماذا يتعرّض السود واللاتينيّون والأمريكيّون الأصليّون للقمع الإبادي ، و السجن الجماعي و عنف الشرطة و القتل ؟
لماذا توجد الإهانة البطرياركيّة / الذكوريّة و نزع إنسانيّة النساء و إخضاعهنّ في كلّ مكان ، إلى جانب الإضطهاد القائم على الجندر و التوجّه الجنسيّ ؟
لماذا هناك حروب من أجل الإمبراطوريّة و جيوش إحتلال و جرائم ضد الإنسانيّة ؟
لماذا تتمّ شيطنة المهاجرين و تجريمهم و ترحيلهم و عسكرة الحدود ؟
لماذا يتمّ تحطيم بيئة كوكبنا ؟
هذه هي ما نطلق عليه " الخمسة أوقفوا " – تناقضات عميقة و محدّدة لهذا النظام و كافة العذاب و الدمار التي تتسبّب فيهما، و التي يجب الإحتجاج عليها و مقاومتها بشدّة ، و بتصميم حقيقيّ ل " إيقافها " و التي لا يمكن في النهاية وضع حدّ لها إلاّ بوضع نهاية لهذا النظام نفسه .
لماذا ، إلى جانب كلّ هذا ، نحيا في عالم أين تعيش أجزاء كبرى من الإنسانيّة في فقر مدقع ، و يفتقر 2.3 مليار إنسان حتّى إلى مراحيض بدائيّة ، و أعداد هائلة تعانى أمراضا قابلة للوقاية منها ، و ملايين الأطفال يموتون سنويّا جرّاء هذه الأمراض و جوعا ، بينما 150 مليون طفل في العالم مجبرون على الإشتراك في شغل إستغلالي بلا رحمة ، و مجمل الاقتصاد العالمي يقوم على شبكة واسعة من المعامل الهشّة التي تشغّل أعدادا كبيرة من النساء اللاتى تتعرّضن إلى الهرسلة و الهجمات الجنسيّة ، عالم حيث 65 مليون مهاجر تركوا اوطانهم و ديارهم بسبب الحرب و الفقر و القمع و إنعكاسات ارتفاع حرارة الكوكب ؟
لماذا هذه هي حال الإنسانيّة ؟
و يقدّم هذه الإجابة الراسخة علميّا :
هناك سبب جوهريّ : الطبيعة الأساسيّة لنظام الرأسمالية – الإمبرياليّة الذى نعيش في ظلّه و الطريقة التي يقترف بها بإستمرار و الفظائع تلو الفظائع ، بسبب طبيعته ذاتها . بالمعنى الجوهري ، أمامنا خياران : إمّا التعايش مع كلّ هذا - و الحكم على الأجيال القادمة بالشيء نفسه ، أو أسوأ منه ، إن كان لها مستقبل أصلا ، و إمّا القيام بالثورة !
هل بوسع مارك رود ( أو أي شخص آخر ) أن يدافع عن أنّ كلّ هذا – وضع نهاية لهذه " الخمسة أوقفوا " و للظروف الفظيعة التي تواجه جماهير الإنسانيّة في ظلّ هيمنة هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي – يمكن بلوغه عبر الإصلاحات داخل حدود هذا النظام و دون الإطاحة الثوريّة بهذا النظام ( أم هل أنّ حجّة أنّ أفضل ما يمكن عقد الآمال عليه هو أنّ كلّ هذا سيستمرّ ، لكن مع – ما يساوى موضوعيّا – تخفيف طفيف )؟ لا ! – تحرير الإنسانيّة من كافة هذا ضروريّة بعمق و دائما أكثر إستعجاليّة ، و إمكانيّة مستقبل مغاير جذريّا و أفضل بكثير ، تتطلّب و تقتضى ثورة فعليّة و تقدّم الإنسانيّة أبعد من هذا النظام ، مع بلوغ الشيوعيّة عبر العالم . و كون بلوغ هذا سيكون عسيرا و سيستدعى نضالا ضخما و قاسيا و تضحية بالذات من قبل الملايين و في نهاية المطاف مليارات الناس ، شيء لن ينكره أي شخص جدّي – و بالتأكيد لا أحد يعتمد على المنهج و المقاربة العلميين للشيوعية الجديدة سينكر ذلك . لكنّ التحليل العلمي يقود إلى نتيجة محدّدة بأنّ هذا ضروري مثلما هو صعب – و ممكن ( و ليس أكيدا و بالتأكيد ليس حتميّا – بل ممكنا ). و جميع الذين يرفضون القبول بالعالم كما هو في ظلّ هيمنة النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، و كلّ العذاب غير الضروريّ الذى يفرضه على جماهير الإنسانيّة و التهديد الحقيقي في الوجود ذاته الذى يفرضه على الإنسانيّة نفسها ، ينبغي أن يكرّسوا أنفسهم للمساهمة في هذه الثورة .
و بالمعنى الجوهري ، ثمّة وحدة بين الموقف السابق الصبياني و الإرهابي أساسا الذى تبنّاه أمثال مارك رود في لحظة تاريخيّة معيّنة و التطبيع الإصلاحي مع هذا النظام الوحشيّ الذى يروّج له رود الآن ، ما يوحّد هذين الموقفين الذين يبدوان ظاهريّا " قطبين سياسيّين " متعارضين هو معارضتهما المشتركة لثورة فعليّة تأتى بفضل نضال منظّم لملايين الناس المصمّمين على الإطاحة بالنظام الإضطهادي القائم و إنشاء نظام أفضل بكثير. و في ما يتّصل بالأبستيمولوجيا ( مقاربة فهم الواقع )، الكامنة وراء هذه الوحدة في الأخطاء هو المنهج و المقاربة غير العلميين – أو ، جوهريّا ، المعاديين للعلم – المميّزان لكلّ من توجّه البعض مثل منظّمة " الطقس تحت الأرض " و الإصلاحيّة التي سمح عدد كبير أكثر من اللازم ، ومنهم مارك رود ، لأنفسهم بالإنحدار إليها .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
هوامش المقال :
1. In his memoir, From Ike to Mao and Beyond, My Journey from Mainstream America to Revolutionary Communist, Bob Avakian recounts his own approach and efforts, as well as that of others, in struggling with soldiers and veterans of the U.S. military to win them to oppose, and lend their support to the movement of opposition to, the Vietnam war.
2. Bob Avakian, Why We Need An Actual Revolution And How We Can Really Make Revolution. The text and video of this speech are available at revcom.us.
3. THE TRUMP/PENCE REGIME MUST GO! In The Name of Humanity We REFUSE To Accept a Fascist America, A Better World IS Possible. A film of this speech by Bob Avakian is available at revcom.us.
4. “Reflections on Pacific School of Religion s Response to the Religious Right,” by Dr. Hubert Locke, also available at revcom.us.
5. This characterization of a revolutionary situation is drawn from HOW WE CAN WIN, How We Can Really Make Revolution (a statement from the Revolutionary Communist Party), which is cited in Why We Need An Actual Revolution And How We Can Really Make Revolution, both available at revcom.us.
6. Why We Need An Actual Revolution And How We Can Really Make Revolution.
7. Why We Need An Actual Revolution And How We Can Really Make Revolution.
8. Breakthroughs: The Historic Breakthrough by Marx, and the Further Breakthrough with the New Communism, A Basic Summary Hope For Humanity On A Scientific Basis, Breaking with Individualism, Parasitism and American Chauvinism. These works by Bob Avakian are available at revcom.us.
9. The strategy for revolution is spelled out in Why We Need An Actual Revolution And How We Can Really Make Revolution and a sweeping vision and concrete blue-print- for a radically different society is contained in the Constitution for the New Socialist Republic in North America, authored by Bob Avakian. The text of the Constitution, and video and the text of Why We Need An Actual Revolution And How We Can Really Make Revolution, are available at revcom.us.
10. THE NEW COMMUNISM, The science, the strategy, the leadership for an actual revolution, and a radically new society on the road to real emancipation, Insight Press, 2016.
---------------------------------------------------------------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبراليّون : ما هي مشكلتهم ؟ الإصلاح مقابل الثورة - ردّ عل ...
- كولين كابرنيك و لبرون جامس و الحقيقة كاملة [ بشأن إحترام أو ...
- كارلسن الفاسد ، و - فوكس نيوز - الفاشيّة و بثّ تفوّق البيض
- التغيير الجذريّ قادم : فهل يكون تحريريّا أم إستعباديّا – ثور ...
- إلى الذين ينهضون و يستفيقون : لكي نتحرّر حقّا ، ثمّة حاجة إل ...
- قتل جورج فلويد : في مواجهة جريمة بشعة ، تمرّد جميل ( المنظّم ...
- الأخلاق بلا دين و التحرير الحقيقي
- بوب افاكيان حول حقيقة أوباما و ترامب كوجهين لعملة إمبرياليّة ...
- أطلق ترامب العنان للشرطة العسكريّة ضد الإحتجاجات السلميّة و ...
- بيان من بوب أفاكيان القائد الثوري ومؤلّف الشيوعية الجديدة ال ...
- الدكتاتوريّة و الشيوعيّة – الوقائع و الجنون
- القتل بوقا و القتل على يد الشرطة – اللعنة على هذا النظام بأك ...
- التحرّر من ذهنيّة العبوديّة و من كافة الإضطهاد - لبوب أفاكيا ...
- في خضمّ الوباء ، هجمة الولايات المتحدة / المكسيك ضد المهاجري ...
- الشرطة تقتل و تقتل و تقتل ... [ بيان للحزب الشيوعي الثوري ، ...
- وحشيّة مقزّزة و نفاق وقح - إلى الذين يتشبّثون بأسطورة - هذه ...
- الجمهوريّة – سخيفة ، فات أوانها و إجراميّة
- السكّان الأصليّون [ الهنود الحمر ] و وباء فيروس كورونا : الم ...
- أمريكا اللاتينيّة : حصيلة ثقيلة للهيمنة الإمبرياليّة و لفكر ...
- وهم - الحياة العاديّة - المميت و المخرج الثوريّ


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - بوب أفاكيان يردّ على مارك رود حول دروس ستّينات القرن العشرين و الحاجة إلى ثورة فعليّة - التعبيرات الصبيانيّة عن الغضب أم التطبيع مع هذا النظام الوحشيّ ، ليسا البديلين الوحيدين