أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اثير حداد - هل انجبت الكراهية مستقبل افضل ؟!














المزيد.....

هل انجبت الكراهية مستقبل افضل ؟!


اثير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 15 - 18:41
المحور: المجتمع المدني
    


ترافقت مشاعر الكره مع تاريخ البشرية لطوال مليارات السنوات، الا ان الانسان "المقصود هنا المثقف"، ناضل وبقوة ضد الكره وابرز مثال في ذلك الفيلسوف الفرنسي فولتير . وهنا حددت، حسب اعتقادي ان الكراهية عبارة عن مشاعر، بمعنى اخر انها قابلة للتغير. وبقناعتي فان هذه المشاعر "الكره" تبرز في حيز الثقافة التي يتلقاها الفرد ضمن العائلة والوسط الاجتماعي والتعليم . فرب العائلة يسعى وبقوة الى غرس مفاهيمه في عقول ابناءه، والوسط الاجتماعي يتبادل معلومات يعتبرها مقدسه رغم عدم وجود اي دليل عليها عن الاخر المختلف ويرفض كل مختلف معه وقد يصل الامر مع المختلف الى تصفيته الجسديه كما في حركات الاصولية الجهاديه في مصر وتونس. اما التعليم فخزينه عندنا هائل عبر كتب التاريخ وغيرها.
مــــــــا الباعث لتغول الكراهية ؟!
كورونا كمثال ... في الازمات تنتشر المشاعر السلبية كالخوف والغضب والحزن والقلق والخشونة وضعف العاطفة وعدم التسامح . هذا نتاج احساس الانسان بالعجز في مواجهة المجهول. ولان الانسان العادي يبحث عن الحلول السهلة والسريعة فنجده، من دون وعي، ينساق الى كره الاخر وتحميله كل الماسي التي يواجهها. وهنا ينقاد الى وعيه الباطني كما يسميه فرويد، حيث ان الوعي الباطني هذا هو عباره عن خزين للتربيه والثقافة التي نشأ عليها الفرد .
شيطنة الاخر، او التعبير الاكثر تداولا " الله يفنيهم" تحمل من معاني الكره الكثير، وهو ينطق بهذه المقولة متناسيا ان من اصابتهم كورونا بمقتل فيهم المؤمن والصادق والنزيه والعالم والجاهل، فيهم من جميع الديانات و اعراق البشر والقوميات. هذه الرغبة الكبوته في اعماق الوعي الباطني في كره الاخر تعبر عن ظلامية العقل الباطني و انانيته المفرطه، هي لا تقل كارثية عن وباء كورونا، كشفت عن نفسها في حالة ضعف انساني ولكن بابشع صورة، لانها اخذت رصيدها من ثقافة عميقة الجذر تاريخيا وواسعة اجتماعيا.
يعطينا التاريخ امثلة في استغلال المشاعر السلبية لدى عوام الناس. فمثلا فرهود اليهود في العراق ومذبحة العائلة المالكة العراقية . وكذلك الايزيديين والاقليات الدينة وحروب الابادة ضد الكورد. كذلك في المانيا واستغلال مشاعر الكره ضد اليهود وتحول ذلك الى معسكرات العزل وافران الابادة وصهرهم وتحويلهم الى زيوت . وما قدمه لنا التريخ الحديث انه في تسعينيات القرن الماضي ادت حروب الكره بين الهوتو والتوتسي في رواندا الى ابادة مليون فرد . ومن تاريخنا ايضا، و كاحد الامثلة الموثقة، ان صلاح الدين الايوبي، مفخرة الفكر القومي العربي، قام بتحطيم الدولة الفاطمية في مصر نتيجة لكرهه للتشيع. ولم يكتف بذلك بل عزل نساء تلك الخلافة عن رجالها من اجل انهاء النسل.
دعونا نسترشد بالحاضر...لما بعد مقتل جورج فلويد. ما الذي دفع بالجموع الهائلة ان تندفع نحو فرهدة محال تجاريه ، وان تمعنا في الفيديوهات المتوفرة نجد ان الغالبية المشاركة هي من اصول امريكا الجنوبيه.
والسؤال الاهم، بتصوري، ما الذي جعل هذه الجموع تندفع بعنف نحو تحطيم تماثيل لشخصيات تاريخيه، رغم ان تلك التماثيل تمجد وتخلد الفنان الذي قام بنحت ذلك العمل الفني اكثر مما تخلد الشخصيه نفسها. انها ثقافة الكره المتاصلة في الوعي فخرجت بمخزونها تبحث عن ما تدمره فدمرت حتى نفسها عبر تدمير تراث انساني، ورغم ان تحطيم تلك التماثيل لن تعيد التاريخ وتصححه، فهو شيئ قد مضى.
ان مواجهة ثقافة الكراهية تقع على عاتق الاجهزة الاعلامية والمثقفين، عبر مناقشات رصينة . فقد فشلت الدولة عندنا في منطقتنا، وبالاخص في الدول متعددة القوميات والاديان والمذاهب مثل سوريا والعراق ولبنان في بناء دولة التعدديه القومية والدينية فشلا ذريعا ان كانت مقادة من قبل احزاب القومية العربيه ام الاسلام السياسي، رغم انها جاءت بعد مرحلة التحرر الوطني ، فهي فشلت فشلا ذريعا في بناء او نسج علاقات صحيه بين المواطنين، لا بل لم يسعى الى ذلك اصلا



#اثير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ادار الحظ ظهره لترامب ؟! 22
- هل ادار الحظ ظهرة لترامب ؟!1_2
- كورونا والخرافه , الرعب يخلق الوهم !
- هل ما بعد كورونا مطابق لما قبلها ؟! 3_3
- هل ما بعد كورونا مطابق لما قبلها ؟! 2-3
- هل ما بعد كورونا مطابق لما قبلها ؟! 1_2
- العلم يعاود الانتصار، .........منذ -ورغم ذلك فهي تدور.-
- الصحة ام الثروة ام العكس ؟
- التغيرات القادمه لن تشمل الدولار الامريكي
- الدعوة لخروج العراق من اوبك غبيه
- الدعوة لخروج العراق من اوبك غبيه
- جري الوحوش لسوق لا هم لها سوى الربح !.
- 20 برميل نفطي يعادل واحد IPHON9
- هل اصابت كورونا الاوبك بمقتل ؟!
- ادرس التاريخ كي تعرف سير العربة
- شكراً كورونا
- كورونا وحكم الطبع ام التطبع
- كورونا بثلاث افرازات
- ما بعد كورونا اخطر من كورونا
- وهم النفط


المزيد.....




- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اثير حداد - هل انجبت الكراهية مستقبل افضل ؟!