أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - المستشفيات الاهلية بعنوان دكان قصابة لحم














المزيد.....

المستشفيات الاهلية بعنوان دكان قصابة لحم


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 15 - 17:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم السبت الماضي تعرض ابني الى وعكة صحية حرجة جدا, احتاجت لتدخل جراحي سريع, وبسبب علمي بحال المستشفيات الحكومية من تحولها لبؤرة لفايروس الكورونا, اتجهت به مسرعا نحو مستشفى اهلي, كان يجب اجراء العملية بسرعة, مما جعلني اقبل بكل شروط المستشفى, ولكن تفاجئت بالأجور الكبيرة جدا التي يطالب بها المستشفى!
لقد اضمحلت قيم الطب الانسانية في العراق, ليتحول الطب لمجرد دكان او مهنة للكسب وبأعلى الاجور, مما جعل الشفاء متاحا فقط للأغنياء والمترفين وابناء الاحزاب, الحقيقة لم اكن املك المبلغ المطلوب, لكن جاءت المساندة من شخص عظيم النفس, استدنت منه المبلغ وتمت العملية.

• تساؤلات مشروعة
هل يعقل ان عملية جراحية في المستشفى الحكومي بأجور لا تتعدى المائة الف دينار, لكن يتم اجراءها في المستشفيات الاهلية بمليون دينار, اي بعشرة اضعاف وهذا حرام ومخيف وخطر, بل هو كإعلان حرب ضد المواطن, تصور معي لو ان عائلة المريض لا تملك المبلغ, فسيمنع من دخول المستشفى حتى لو كان في انفاسه الاخيرة, فالدفع قبل العلاج, هكذا الامر في العراق يستهينون بالنفس البشرية من دون اي وخزة ضمير, ولا يفكرون بقدرة المواطن المريض على دفع اجوره, ولا يهتم بهم تم شفائهم او ماتوا حتى, الاهم عندهم كم ورقة نقدية تدخل جيبه, ثم بعدها يكون الحديث عن الشفاء متاحا.
وأتسائل لماذا لا نكون مثل كل بقاع العالم تحترم الانسان, وتعتبر حياته خط احمر لا يجب المساس بها, وتدافع عن حياته, وتفرض على المستشفيات توفير العلاج بأجور ممكنة الدفع, وتدعم الفقير في الحصول على العلاج المجاني, اننا بسبب حكم احزاب السوء تحولنا لبلد يتفنن في عملية قتل الناس.
انها الاحزاب هي من تستثمر اموال السحت التي بهبتها من خزينة البلد, وبها تفتتح مستشفيات اهلية, لتمارس عهرها الاخر عبر اذلال المواطن, وتخيره ما بين الخضوع لها ودفع ما تريد, او الموت كمصير لا مهرب منه.


• اين الرقابة الحكومية
الشيء الغريب في الموضوع هو: غياب الرقابة عن استهتار المستشفيات الاهلية في فرض اجور مزاجية, مما جعل البيئة الصحية غير انسانية وبعيد عن الاخلاق التي تدعو للرفق بالإنسان المريض المحتاج للعلاج, حيث تحول العلاج الى وسيلة للضغط على الناس, بهدف تعظيم ايرادات المستشفيات.
اننا اليوم بحاجة ماسة الى وضع اسعار مناسبة للعلاج, بحيث يكون الكل خاضع لها, ثم تشكل كيانات رقابية وفتح خطوط لاستلام شكاوي المواطنين, بحيث يتم غلق المستشفى اذا رفع اجور العلاج, وهذا اقل شيء تقدمه الحكومة "الكسولة والمقصرة" للشعب المتعب, وهو من ضمن مسؤولياتهم التي قصروا بها, حكومة بعد اخرى.

• دور الاعلام الغائب
الاعلام العراقي اليوم غارق في التفاهة! وبعيد بألاف الاميال عن هموم الناس ومشاكل المجتمع, ومن اهم مشاكله المهمة - القضية الصحية -, والدور السلبي للمستشفيات الاهلية في عدم رفد المجتمع بالصحة والعلاج, حيث تحولت المستشفيات الى مشاريع استثمارية, هدفها فقط النيل من جيب المواطن وباي وسيلة متاحة لهم, بحيث يكون المواطن المريض امام خيارين لا ثالث لهما: اما الموت, او العلاج بثمن كبيرا جداّ!
نحتاج اليوم من القنوات الفضائية القيام بحملات ممنهجة ضد سلوك المستشفيات الاهلية, وقضية الاجور المرتفعة جدا, والتي يصعب على الفقير وحتى محدود الدخل في الحصول على العلاج والدواء, انها قضية مصيرية تهم اغلبية الشعب العراقي, ويجب ان تنظر لها القنوات الفضائية والصحف بعين الاهتمام بدل اهتمامها بقضايا تافه كالاهتمام بالقادة الكبار (اللصوص الكبار), او اهل الفن والرياضة ومشاكلهم, حيث تفرد ساعات طويلة من البث في هذا المثلث المخزي.
نطالب من القنوات الفضائية تسليط الضوء على قضية الاجور الطبية, وليس لمجرد ساعة بث واحدة, او مقالة يتيمة في صحيفة وتنتهي, بل نطالب بحملة اعلامية الى ان يتم امراً ما, من قبل سفلة الامة (الساسة والاحزاب), والذين لا يعملون الا بالشتيمة والضغط عليهم, عسى ان يخلصنا الله منهم ومن شرهم.
واطالب الاقلام الشريفة بكتابة مقال اسبوعي, حول واقع الصحة في العراق وخصوصا قضية اجور العلاج المرتفعة جدا, الى ان يحدث الله امراً وتعود الحقوق لهذا الشعب المظلوم.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هديتي للحكومة: حل الازمة الاقتصادية
- فلسفة البطيخ العراقي
- عشرون عاما لتشكيل عالم جديد
- الامام علي شهيد العدل والرحمة
- جمهورية الكرة ما بين الفساد والاحلام
- الحكومة العراقية تقرر: توزيع قطعة ارض لكل عراقي
- اريد قطعة ارض صغيرة
- رسالة عاجلة الى الرئيس
- عندما تكون الحكومة مراهقة
- هل اتاك حديث لصة النصوص الادبية؟
- قراءة في رواية وحدها شجرة الرمان
- فضائيات الهلوسة العراقية الى متى ؟
- ارجو أن لا تنسيكم الكورونا فساد الاحزاب
- سوبرمان صنيعة المؤسسة الامريكية
- ستار كاووش ورحلة الابداع العالمي
- قصة قصيرة جدا القمح
- سقطات رواية قواعد العشق الاربعون
- الوباء والمجتمع والاحزاب
- سلوكيات اجتماعية مرفوضة
- قصة قصيرة جدا ..... مصادفة


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - المستشفيات الاهلية بعنوان دكان قصابة لحم