أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أوراق بعثية














المزيد.....

أوراق بعثية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 14 - 23:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعرفت على عبدالخالق السامرائي قبل الإنقلاب على عبدالرحمن عارف ربما بسنة أو أزيد بقليل وكنت حينها مسؤولا عن الإتحاد الوطني في كلية طب الأسنان. لم يكن عدد البعثين بين صفوف طلبة الكلية يزيد على ثلاثة أو أربعة عناصر فاعلة مع بضعة أشخاص من الأصدقاء المتعاطفين, أما الجناح السوري فلم يجد له نصيرا في كليتنا وذلك على خلاف الكلية الطبية التي كان عددهم فيها أكبر من عدد البعثيين من مجموعتنا هناك والتي كان على رأسها الدكتور أياد علاوي.
اشخاص آخرون كانوا نشطاء طلابيين وتأتي الإشارة السريعة إليهم هنا لغرض التذكير بالأهمية الكبيرة التي كانت توليها الحركات السياسية لهذا الوسط وخاصة حزب البعث العربي الإشتراكي, فالوسط الطلابي ظل الرافد الأساسي لجماهير البعث, أما قلة عددهم في الوسطين العمالي او الفلاحي فقد كان منسجما مع واقعية كونهم حزبا غير طبقي على خلاف الشيوعيين الذين ظلوا يؤكدون على أنهم حزب الطبقات الكادحة ويولون العمل في هذا الوسط أهمية كبرى.
هذه المسألة بالذات سوف تجد لها موقعا متقدما على صعيد الإختلاف الفكري بين الحزبين.
الشيوعيون من جهتهم أصحاب نظرية إجتماعية إقتصادية مادية وجدت نظريتها الفكرية من خلال الماركسية مثلما وجدت مشروعها التنظيمي والتطبيقي من خلال اللينينية. في حين تأسس البعث على مشروع الأمة العربية الواحدة التي يمكن لها أن تجدد ذاتها وتقدم نفسها إلى العالم من جديد من خلال منهج إجتماعي إنقلابي ثوري, أي أنها تشترط بالتالي (إعادة بناء الإنسان النموذج من خلال مفهوم الإنقلاب على الذات المتخمة بكل تداعيات وأتربة الحاضر وصولا إلى إستعادة روح الصحابة الأولين), وهو الشرط الأساسي لتوفير حالة فردية نموذجية مؤهلة (لإستعادة روح الأمة وأصالتها), لذا فإن الشعار الذي وقف عنده عفلق مؤسس الحزب في الخطاب الذي القاه في ذكرى ميلاد نبي الإسلام محمد على مدرجات جامعة دمشق يمكن أن يوثق ببضع كلمات معنى البعث وصلة مشروعه بالإرهاصات الذاتية الفردية التي يفترض أنها إشترطت إعادة بناء الإنسان العربي الجديد القادر على حمل (الرسالة الخالدة) للأمة والتناغم معها روحيا وأخلاقيا.
(كان محمد كل العرب فليكن كل العرب محمد) بهذا أراد عفلق تلخيص حركة البعث, لكن الجملة ظلت تدور في فراغ المثاليات المرهقة الأمر الذي نقل ما يمكن إعتباره عملية سهلة إلى مصاف المستحيلات وقرر منذ البداية أن يكون البعث أقرب إلى التنظير المثالي منه إلى الحركة السياسية أو حتى الحركة الأيديولوجية.
ولعل طبيعة الإنقسامات الكثيرة التي سيجابهها البعث سوف تؤكد على أنها جميعا كانت جاءت في سياق البحث عن الهوية الضائعة التي لم يوفق مؤسس الحزب على تعريفها منذ البداية ولا إستطاع الحوراني من جانبه أن يقدم لها علاج الخلاص من ورطتها التجريدية والإسقاطية.
لقد تأسس بعث عفلق في بدايته تحت مسمية (حزب البعث العربي) ثم إضيفت إليه كلمة (الإشتراكي) بعد إندماج التنظيمين العائد أولهما لعفلق والعائد ثانيهما لأكرم الحوراني, والإثنان كما هو معروف عنهما كانا من الرجال المثقفين السوريين. ومع ذلك فإن إندماج الحزبين لم يفلح في بناء هوية حاضرية للحزب بل أبقاه حركة معلقا في فضاء المثاليات التي كان صعبا عليها ان تعبر عن نفسها من خلال برامج سياسية وضعية ولذلك كان طبيعيا ان يواجه الحزب صعوبات جمة حينما توفرت له فرص الهيمنة على السلطة في كل من سوريا والعراق.
لقد صار بإمكاننا حين مراجعة المشهد السياسي المحتدم آنذاك, وبخاصة في العراق ان نتعرف على حقيقة ان الحزب, في بعض حالاته كان أقرب إلى ان يكون حالة ضد نوعي للشيوعين بشكل أساس, دون أن يشي ذلك بإمكانية أن يكون منتجا مخابراتيا غربيا حاهزا للتعامل مع ظروف المجابهة بين الغرب والشرق الشيوعي في اثناء الحرب الباردة بين المعسكرين, وذلك كما إدعى الشيوعيون أنفسهم من خلال ثقافة سياسية تعتمد على نظرية المؤامرة.
الحزب على الساحة العراقية كان قد نما وترعرع وشب وسط ساحة الإشتباك بالسلاح الأبيض مع الشيوعيين خاصة. وأما نظريته التنظيمية فقد كانت نسخة طبق الأصل من النظرية الشيوعية التنظيمية القائمة على مفهوم وآليات المركزية الديمقراطية. بفعل نظرياته المفتوحة على أسس غير مادية ظل البعث يبحث عن تمظهرات وضعية مقنعة بعيدة عن التنظيرات الفلسفية لمؤسسه ميشيل عفلق ولبقية منظريه الأساسيين من أمثال الدكتور إلياس فرح.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الذات البعثية
- يا لها من فتوى
- حزب الدعوة بين العمالة الفقهية والعمالة التقليدية
- عفلق وعبدالخالق السامرائي*
- الحب في زمن الكورونا .. وفيك إنطوى العالم الأكبر (5)
- الأخلاق والسياسة
- إشكالية الدين والقومية
- كاريزما صدام وشجاعته
- الحب في زمن الكورونا ... (4)
- التشرينوفوبيا .. كزار, كل عوامل النجاح كانت معه إلا واحدة*
- في العراق إذا إجتمعت السياسة والدين يكون الشيطان ثالثهما
- الحب في زمن الكورونا ... (3)
- من هو شهيدنا ومن هو شهيدكم
- سنة وشيعة ... و ... عراق
- الحب في زمن الكورونا
- الولادة العراقية الجديدة
- أردوغان .. من تصفير المشاكل إلى خلقها وتفعيلها
- وجهة نظر .. لماذا فشل السيد محمد توفيق علاوي*
- سياج بيتي
- محمد توفيق علاوي وأسلحته السرية


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أوراق بعثية