أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الخامسة















المزيد.....

الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الخامسة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 14 - 23:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نعود للبحث في الأسطورة العراقية عن أبرز ملامحها لنقارن بعد ذلك مع نص الأسطورة:.

• الأسطورة السومرية ((تقول الاسطورة ان كل شيء كان في (نمو)، ونمو هي الإلهة السومرية الام الاولى (ماء الام)، وهذا تشبيه صريح لولادة الكون بالولادة البشرية، كانت (نمو) ساكنة، لكنها تحركت، وبدافع الحركة والسكون كان ظهور السماء والأرض، وكانا في حالة التصاق وعناق، والسماء في الاساطير السومرية ذكر يمثله الإله (آن) وقد تزوج إلهة الارض (كي) وسُكِبت الامطار من السماء على الارض وكأنها (المنى)، المطر هنا يأخذ مدلولاً جنسياً فينتج عن ذلك ظهور النباتات، ويسيل الخمر والعسل، وولِد لهما الإله (أنليل) إله الهواء أو الريح وبعد ان كبر أنليل فصل بين امه وابيه، فرفع أباه السماء (آن) إلى الاعلى، وبسط أمه الارض (كي).بعد ذلك جلس (آن) على عرش السماء، وترأس مجلس (الأنوناكي)، وهم عبارة عن طائفة من الكائنات الحية، لهم هيئة كهيئة الأنسان إلا انهم يفوقونه ولا ينال منهم الموت، وهم يديرون دقة العالم ويتحكمون به وفقاً لخطط رُسِمت بعناية، ونواميس قُدِرت حسب الأصول، فهناك آلهة موكول إليهم أمر السماوات والارض والهواء والبحار، وآلهة موكول إليهم أمر الشمس والقمر والكواكب …إلخ، وكان أكبر الآلهة الذين يتحكمون بالعناصر الأربعة الرئيسية التي يتألف منها الكون: السماء والارض والهواء والبحر، ويمثلهم الآلهة: آن، كي، إنليل، إنكي. وكانت وسية الخلق عندهم تقوم على استخدام الكلمة الإلهية، فكان كل ما على الإله الخالق (حسب معتقدهم) هو أن يرسم الخطط ويتفوه بالكلمة وينطق الاسم)).
– خلق الانسان ((ان الآلهة بدأت تشعر بالتعب، فقد وجدوا انهم تحولوا إلى عبيد الارض التي صنعوها، وان الحمل صار ثقيلاً، فأجتمعوا وقرروا ان يذهبوا إلى (إنكي) إله الماء والحكمة، ليشتكوا له وليخلق لهم خدماً يقومون مقامهم في حرث وسقي الارض ورعي الماشية، كان إنكي مضطجعاً بعيداً في (الأبسو)، وكان نائماً قرب (نمو) سيدة المياه الازلية أم للإله إنكي) فاشتكوا إليها، فوضعت على راحة يديها دموع الآلهة وذهبت إلى إنكي وقالت له (انهض يا بني من فراشك، من مضجعك واصنع كل ما هو حكيم، اخلق خدماً للآلهة يحملون عنهم عناء العيش وقسوة الحياة)، وبعد ان فكر إنكي قرر القيام بخلق كائن لا إلهي يقوم مقام الخادم للآلهة، ثم اخذ يعلم (نمو) كيفية خلق هذا الكائن: (امزجي الصلصال، لب الطين الموجود في مياه الأبسو العميقة التي اُقيم فيها وسأدعوا الصناع الإلهيين المهرة ليكشفوا الطين ويعجنوه، اما انت فعليك ان توجدي له الاعضاء وستعمل الآلهة ننماخ معكِ يداً بيد وستقف ربات الولادة الثماني إلى جانبك لكي يتكون ويولد من الطين، قدري مصيره يا اماه وستطبع عليه "ننماخ" صورة الآلهة، ويكون شبيهاً بنا في خلقه ليكون قريباً منا في العمل والراحة ولكي لا يشعر بأنه غريب تماماً عنا وسيكون هذا المخلوق هو الانسان)، تفتخر الآلهة (ننماخ) امام الآلهة بأنها هي التي ستخلق الانسان، وهي التي ستحدد الطيب من نصيبه أو السوء، فيقول لها إنكي : سوآءا جعلتي نصيبه الطيب أو السوء فأنني سأوازنه، وليشاهد الآلهة خلقكِ وخلقي وليحكموا بعد ذلك على ما نصنعه)، وتتدخل الآلهة لفض الشباك بين إنكي وننماخ، وقاموا جميعاً بخلق الانسان الصحيح من طين المياه العميقة، وبثوا فيه الروح، وخلقوا ذكراً وانثى حتى يتكاثر من تلقاء نفسه فلا تتعب الآلهة من تكرار الخلق، فوَلَد الذكر والانثى ابناءً كثيرين، ولمحت بعض النصوص الاسطورية الخاصة بخلق الانسان في الدين السومري إلى خلق الانسان بطريقة تشبه زرع البذور في الارض، وظهور البشر على الارض نتيجة لهذا الزرع، وكان الإله إنليل هو الذي يقوم بهذا العمل، وذكرت أسطورة اخرى ان الانسان كان حيواناً يمشي على اربعة ويشرب ويأكل كالخراف ولا يلبس الملابس)).
هذا ملخص وموجز لأسطورة الخلق السومرية بشكل عام وهو ما سنركز عليه بالدراسة المقارنة مع قراءة أسطورة الخلق البابلية التي تعد أكثر أكتمالا ووضوحا من سلفها التاريخي ملحمة الخلق السومرية الأولى.
• الأسطورة البابلية ((عندما في الأعالي لم يكن هناك سماء، وفي الأسفل لم يكن هناك أرض لم يكن سوى آبسو أبوهم وممو، وتعامة التي حملت بهم جميعًا يمزجون أمواههم معًا قبل أن تظهر المراعي وتتشكل سبخات القصب قبل أن يظهر للوجود الآلهة الآخرون، بعد أن أعدت تعامة عدتها، تهيأت لبدء الصراع مع ذريتها من الآلهة اعدّت كل شيء انتقاما لآبسو ولكن استعداداتها وصلت لأيا فلما أحاط بالمسألة علمًا أقعده الخوف وجلس في حزن عميق وبعد أن قلب الأمر وسكنت ثائرته مضى إلى جده أنشار فلما صار في حضرة جده أنشار أفضى إليه بكل ما تخطط له تعامة، فتح أنشار فمه متحدثًا إلى وزيره كاكا، كاكا يا وزيري الذي يفرح به قلبي سأرسلك إلى لخمو ولخامو فأنت واسع الادراك مجيد الحديث ادع آبائي الآلهة للحضور إلي وليأتي جميع الآلهة فيجلس الجميع إلى مأدبتي ونتحدث سنأكل خبزًا ونشرب خمرًا وإلى مردوخ المنتقم فليسلموا مقاديرهم، أقاموا له منصة عرش ربانية واتخذ مكانة قبالة آبائه لتلقي السيادة: أنت الأعظم شأنا بين الآلهة الكبرى لا يدانيك أحد وأمرك من أمر آنو ومن الآن فأمرك نافذ لا يرد أنت المعز وأنت المذل حين تشاء كلمتك العليا وقولك لا يخيب ما من إله يقارب حدودك مساكن الآلهة تستصرخ الحماية فزينها بحضورك تجد في كل مكان ركنًا لك، خلق محطات لكبار الآلهة (يستريحون بها)، أوجد لكل مثيله من النجوم حدد السنة وقسم المناخات ولكل من الأثني عشر شهرًا أوجد ثلاثة أبراج وبعد أن حدد بالأبراج أيام السنة خلق كوكب المشتري ليضع الحدود فلا يتعدى نطاق في السماء مكانه ولا يقصر عنه وعلى جانبيه خلق محطتي أنليل وأيا فتح بوابتين في كلا الجانبين دعمهما بأقفال قوية على اليمين وعلى الشمال، فلمّا انتهى مردوخ من سماع حديث الآلهة حفزّه قلبه لخلق مبدع فأسرّ لايا بما يعتمل في نفسه واطلعه على ما عقد عليه العزم: سأخلق دماء وعظامًا منها سأشكل (لالو)وسيكون اسمه إنسانًا نعم، سوف أخلق لألو الإنسان وسنفرض عليه خدمة الآلهة فيخلدون للراحة ثم عمد إلى تنظيم أمور الآلهة كلهم عظيم ،ولكنني سأجعلهم في فريقين، أسارو، واهب الأرض الخصبة، ومالي عنابر القمح، منبت الحبوب والبقول ومحيي الأعشاب أسار اليمنونا، الجليل نور آبائه الذي يوجه قرارات آنو وانليل وأيا، وحده القائم بأودهم، الذي وقف لهم مساكنهم، الذي أفاضت حربته صيدا وفيرا توتو بطل خلاصهم ونجاتهم هو، فليطهر هياكلهم ويتركهم ينعمون، ويجعل لهم تعاويذ، تطمئن بها نفوسهم فإذا اضطربوا أنزل سكينة عليهم)).
وهذه كامل أسطورة الخلق البابلية كما وردت في الألواح السبعة، أو على الأقل الأسطورة المدونة الكاملة التي وصلت إلينا بهذا الشكل، كما ولا ننفي أن تكون هناك نماذج أخرى أسبق أو بعد هذا النص، ولكن من المؤكد أن هذا النص الموثق هو المعتمد في فهم الأسطورة البابلية كاملة وعلى وجه الدقة.
نصوص متقابلة بين الأسطورة السومرية والنص الإسلامي.
كانت (نمو) ساكنة، لكنها تحركت وبدافع الحركة والسكون كان ظهور السماء والأرض، وكانا في حالة التصاق وعناق............. أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ (30) الأنبياء.
ان كل شيء كان في (نمو) ونمو هي الإلهة السومرية الام الاولى (ماء الام)............ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) الأنبياء.
الإله (آن) وقد تزوج إلهة الارض (كي) وسُكِبت الامطار من السماء على الارض وكأنها (المنى)............. وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65) النحل.
فرفع أباه السماء (آن) إلى الاعلى، وبسط أمه الارض (كي)...................... وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) الرحمن، وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) الرحمن,
بعد ذلك جلس (آن) على عرش السماء، وترأس مجلس الأنوناكي........................ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (طه:5).
وترأس مجلس (الأنوناكي)، وهم عبارة عن طائفة من الكائنات الحية، لهم هيئة كهيئة الأنسان إلا انهم يفوقونه ولا ينال منهم الموت......................... وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) البقرة.
وكانت وسيلة الخلق عندهم تقوم على استخدام الكلمة الإلهية، فكان كل ما على الإله الخالق هو أن يرسم الخطط ويتفوه بالكلمة وينطق الاسم................ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (40) النحل.
امزجي الصلصال، لب الطين الموجود في مياه الأبسو العميقة التي اُقيم فيها وسأدعوا الصناع الإلهيين المهرة ليكشفوا الطين ويعجنوه.............. وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (26) الحجر
تفتخر الآلهة (ننماخ) امام الآلهة بأنها هي التي ستخلق الانسان، وهي التي ستحدد الطيب من نصيبه أو السوء، فيقول لها إنكي : سوآءا جعلتي نصيبه الطيب أو السوء فأنني سأوازنه، وليشاهد الآلهة خلقكِ وخلقي وليحكموا بعد ذلك على ما نصنعه..................... فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) الحجر، وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٧ الأنعام).
وخلقوا ذكراً وانثى حتى يتكاثر من تلقاء نفسه فلا تتعب الآلهة من تكرار الخلق، فوَلَد الذكر والانثى ابناءً كثيرين............................ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات.
بعض النصوص الاسطورية الخاصة بخلق الانسان في الدين السومري إلى خلق الانسان بطريقة تشبه زرع البذور في الارض، وظهور البشر على الارض نتيجة لهذا الزرع..................... وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) نوح.
وذكرت أسطورة اخرى ان الانسان كان حيواناً يمشي على اربعة ويشرب ويأكل كالخراف ولا يلبس الملابس........................ أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (22) الملك.

هذه المشتركات الدلالية من نصوص الأسطورة السومرية والنص الديني القرآني التي تؤشر إلى علاقة ما بينهما، قد تكون في وحدة المصدر أو في حالة تواصل واتصال وأثر ومأثور بينهما، على أننا سنستمر في بيان نقاط الأشتراك اللا منظورة بين النصين ولكن يمكن تقصيهما من مجمل البناء المعنوي واللفظي لكلا النصين، أما الآن فسنعمد إلى دراسة مماثلة للنص البابلي والنص القرآني لنتبين هل أن هناك روابط مماثلة كتلك التي في النص السومري.
عندما في الأعالي لم يكن هناك سماء، وفي الأسفل لم يكن هناك أرض................... ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فصلت.
وإلى مردوخ المنتقم فليسلموا مقاديرهم، أقاموا له منصة عرش ربانية واتخذ مكانة قبالة آبائه لتلقي السيادة: أنت الأعظم شأنا بين الآلهة الكبرى لا يدانيك أحد وأمرك من أمر آنو ومن الآن فأمرك نافذ لا يرد أنت المعز وأنت المذل حين تشاء كلمتك العليا وقولك لا يخيب ما من إله يقارب حدودك مساكن الآلهة تستصرخ الحماية فزينها بحضورك تجد في كل مكان ركنًا لك، خلق محطات لكبار الآلهة (يستريحون بها)....................... قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) البقرة، يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45) النور، وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) التوبة، وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) الحجر.
حدد السنة. وقسم المناخات ولكل من الأثني عشر شهرًا أوجد ثلاثة أبراج وبعد أن حدد بالأبراج أيام السنة.......................... إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ (36) التوبة.
خلق كوكب المشتري ليضع الحدود فلا يتعدى نطاق في السماء مكانه ولا يقصر عنه وعلى جانبيه خلق محطتي أنليل وأيا فتح بوابتين في كلا الجانبين دعمهما بأقفال قوية على اليمين وعلى الشمال...................... لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) يس، وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) الملك
سأخلق دماء وعظامًا منها سأشكل (لالو)وسيكون اسمه إنسانًا....................... وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ*ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ *ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (المؤمنون) 12،13،14.
سوف أخلق لألو الإنسان وسنفرض عليه خدمة الآلهة فيخلدون للراحة.................. وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات.
وحده القائم بأودهم، الذي وقف لهم مساكنهم، الذي أفاضت حربته صيدا وفيرا توتو بطل خلاصهم ونجاتهم هو.................... أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ۖ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) المائدة.
فليطهر هياكلهم ويتركهم ينعمون، ويجعل لهم تعاويذ، تطمئن بها نفوسهم فإذا اضطربوا أنزل سكينة عليهم................ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) الأنفال.

بعد هذه المقارنة التي تكاد تكون متطابقة في المعاني والدلالات بين نصوص الأسطورة البابلية وبين النص الإسلامي بشكل عام، مع ملاحظة النقاط التالية وهي المشتركات السياقية والتي لم ترد في النصوص لا لفظا ولا معنى، ولكن يمكن متابعتها وتشخيصها من خلال النصوص بشكل عام وهي:.
1. أشتراك النص السومري والبابلي مع النص القرآني بالتفريق بين المحدث مرة والنقل مرة أخرى، فهناك مثلا كبير الآلهة وهو الذي يقرر في المجلس وبين الرب الذي ينزل لتنفيذ المشيئة في الأرض، الأول يمثله (آن) في السومرية و الإله (أنشار) في البابلية والثاني يمثله (أنليل) السومري و(مردوخ) في البابلية، كونهما يمثلان الإله الفاعل في الأرض، في النص الديني القرآني هناك تفريق ما بين (الله) وهو رب الأرباب وبين (الرحمن) {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7)}، هذا التفريق مرده صيغة الخطاب القرآني ، فمر يرد باسم الله (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) طه (14)، وكذلك النص الذي يفرق من جهة ويجمع من جهة بين الله والرحمن بأعتبار الرحمن غيريا عن الله أو تبعا له وهو ليس مساويا له بدليل ورود كلمة (فله الأسماء) واللام هنا لام الملكية وليس لها غير هذا المعنى (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الحسنى) الإسراء(110).
2. في كلا الأسطورتين أن من خلق الإنسان الأول أنليل أو مردوخ لم تشر النصوص إلى مسألة زواجهما، فهما إلهين منفردين أو نهائيين، لم يكن لهم أبناء ولا زوجات تماما كما في النص القرآني، الفرق أنهما مولودان من أم وأب، بينما الإله الأول والذي يرمز له (أن) في السومرية و(أبسو) في البابلية، لم يكن لهما أب ولا أم ولكن لهما زوجة وأولاد، قد يكون الجمع بينهما رمزا هو ما يعنيه النص (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد)، وهذا يعني جمع بين الله وبين الرحمن الذي يمثل (أن و أنليل) سومريا و (أبسو و مردوخ) في البابلية.
3. أنتهت الأسطورتان بعد الخلق لتثبيت أنليل و مردوخ إلهين لا يفنيان بعد أن أنتهى أمر الخلق لديهم ولم تعد هناك منازعات ولا مؤامرات بين الآلهة، هذا يعني بقاء هذين الإلهين بقاء أبدي لا نهاية له، مما يعني أنهما يمثلان القدرة الباقية المتحكمة التي لا تنتهي (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) القصص (88).



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الرابعة
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الثالثة
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الاولى
- الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الثانية
- دراسة أستقصائية عن الموارد العامة للدولة (الغير نفطية) للعام ...
- لماذا نفشل في كل مرة؟
- بيان الحراك الشعبي العراقي
- الفساد المالي ظاهرة تتجذر ومعالجات ناقصة.
- ولادة عالم ما بعد الكورونيالية الجديد
- سؤال ومسائل....
- الحدث الأمريكي نتيجة ضغط مجتمعي أم حتمية تأريخية.
- الملا والملاية والملائية في المجتمع العراقي.
- عنصريتنا وعنصريتهم
- ما هو أفق الأقتصاد الذكي
- رواية ( عرف الديك) ح2
- تحرير القدس مفاتيح وأوهام بين الممكن والمستحيل
- العالم وشروطه في سورة غافر
- نظرية البدء والعودة في سورة الروم
- روايتي الجديدة ( عرف الديك) ح1
- شذرات فكرية في سورة النمل


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - الوجود في أساطير الخلق الأولى الحلقة الخامسة