أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهض رسمى الرفاتى - الخيميائى رواية على حد السيف















المزيد.....

الخيميائى رواية على حد السيف


ناهض رسمى الرفاتى

الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 14 - 14:58
المحور: الادب والفن
    


حينما تشعر أن جسدك أصبح عصيا على حملك , وقد تراخى عن الحركة فاعلم أنك تصارع رواية باولو كويلرلأنه يجبرك برشاقة الكلمات واستبسال غرورك في اكتشاف أنك تحاور نصا يجعل من المعقد مشهدا يمكن أن يلامس طيف الشمس , تسمع فيها أجراس النعاج التى تبحث عن الكلأ والماء وتكتفى بهذا العالم مع راعى حالم اسمه سانتياغو يذهب في رحلة طويلة وشاقة مع حلم راه مرتين فسر له على أنه كنز مفقود في مصر بالقرب من الاهرامات وبعد رحلة طويلة وشاقة وملئية بالمغامرات والدروس يعود ليجدالكنزتحت قدميه في اسبانيا ,يحاول أن يجد علاقة بين القدر والحظ والصدفة والايمان بالحلم واسطورة الأنسان الذى يرغب في حدوث الشئ ولا يرغب , يرغب بالزواج من ابنة التاجر الذى قابلها لنصف ساعة وانتظر عاما حتى يعود يتزوجها , وأيا يكن من الأمر فان الرواية تحفر في عقلك حقا شيئا ما مفاده ان كانت لك رغبة في تحقيق حلم فما عليك الا ان تنتظر كيف سيكون سخاء الكون معك .
وفى القصة الرمزية التى يوردها عن السعادة يلفت نظرنا كيف ينشغل الناس بين الاحساس بالسعادة الحقيقة لإهتمامهمبنقطتى الزيت على الملعقة فيضيع على الناس رؤية السعادة , وهكذا غالب الناس يطلبون السعادة وهم يمرون عن كل الاشياء الجميلة دون احساس بها لأنهم يحافظون على نقطتى الزيت على المعلقة وهم يدركون الى جانب ذلك من وقت مبكر الغاية من وجودهم الا أنهم مثل بطل الرواية يحتار بين الزواج ببنت التاجر وحلمه ونعاجه التى الفته والفها , لكنه يندفع بحماسة حظ المبتدئ الذى يربح دائما .
وفى مكان آخر من الرواية تشعر بةجود ايمان مختلط مرة يذكر فيها ان الرب كتب في العالم لكل منا الطريق التى يجب عليه اتباعها في حين ان مهمة الانسان لا تتعدى قراءة ما كتبه له , وهذا النص من الرواية بالاضافة الى الكثير من الاشارات الايمانية التى تقرر أن قدرالانسانمهئى له سواء بالمفهوم الاسلامى او المسيحى , وان كان الخوف يأتيك بين لحظة ومرة أخرى حين يمر عليك بنص يقول ليس الكل الا واحد أوحد وكانه يحاول أن يغريك بقكرة وحدة الوجود من خلال مصطلحات روح العالم واللغة العالمية والاشارات ,لكن الاكيد والمقبول لنا هو بصماته في تثبيت حقيقة تحقيق الحلم الذى يعنى معرفة الانسان ماذا يريد في حين أن الكثير من الناس يخشى التغيير لانه يجهل ما يمكن ان تكون عليه الأمور .
ثم تجده يحلق بك في فضاء الرواية عن بعد يوصفالخيميائىبالشخص الذى لا يمرض ويعيش لأكثر من مئتى عام ويملك اكسير الحياه الذى يتكون من جزئن جزء سائل و جزء اخر صلب يحول المعدن الى ذهب يملك الانجاز العظيم أو حجر الفلاسفة وفى لحظة خاطفة تجد علاقته بالتوراه مقصودة حين يتوجه بك الى نص يدعى أنه تعلمه منها حين يعطيه الملك حجر اوريموالتوميم وعلاقة الحظ بالصدفة في هذا وهو يجسد من لغة الصحراء وأدوات الحياه المليئة بالغدر في تعليل اختيارهللجياد بدل الناقة الخائنة كونها تعرف متى تموت , وبين الفينة والاخرى يطل علينا بعبارة شاهقة عن مشاهد ونتائج العالم التىتكتب بذات اليد أما في مصاحبته للنار والصحراء بشمسها وقمرها وصقورها وترابها وما تفرضه الصحراء من الصمت المطبق على الشفاه فيما تسمح بالافكاروالتامل من بين العيون التى تتسلل عبر رمالها فينتقل بك الحاضر الى الماضى حين يذكر الصحراء بأنها امراة نزقة تجعل الرجال مجانيين , وأن عليك أن تحبها ولا تثق فيها ثقة عمياء .
فعلا تصدق ايمانه بوحدة العالم من بين خفايا الكلمات ووضوحها حين يذكر أن المرور على الارض التى يعتبر ها تملك روحا حية وما نحن سوى جزء من هذه الروح وانها تعمل لصالحنا من حيث ندرى أو لا ندرى ويؤكد هذه الفكره بجملة الاشياء جميعها حين يعقب بأن كل ما يظهر ليست سوى تجليات لمظهر واحد وأوحد .
ولا اعلم ان كان موقفه من السياسة الى هذا الحد حين يعتبر الحرب بين القوى المتصارعة في الصحراء على السلطة يقف فيها الله مع الطرفين فلا يوجد شرير وصالح .
يشد وثاقك وهو يدعوك للثقة بالنفس وعدم الخوف من الفشل وما عليك الا ان تحاول أبرز ذلك في بموقفالانجليزىالذى تركه في مختبره حين قال له وما عليك الا أن تحاول , ويعكر صفو الثقة التىأولوتهابالخيميائىوهو يرتوى من النبيذ معتبرا أن الشر ليس فيما يدخل فمك بل هو فيما يخرج منك , وتبدو كلمة السر في عبارة جميلة حين يكون قلبك يكون كنزك في لقائه بفاطمة أمراة الصحراء التى تنتظر عودة فارسها ,وفىاستمع الى قلبك وعيش اسطورتك الشخصية التى لا تمنع الحب حيث يكون كنزك يكون قلبك لأننا نحب ولأننا نحب ليس هناك أى سبب للحب , ويتجلى بأجمل عبارته حين يقول الانسان السعيد هو من يحمل الله في قلبه
لكن لا يفصل هذا عن ايمانه المعقد بما يمكن ان يعتبر ه أن العالم هو الجزء المرئى من الله , وقبل ختام الرواية يذكر لنا قصة عن تحقيق الاحلام في روما القديمة في عهد الامبراطور تيبريوس كان يعيش رجل صالح جدا مع ولديه أحدهما انخرط في الجيش وأرسل الى مقاطعة بعيدة للامبراطور والولد الاخر كان شاعر يفتتن روما بشعره الرائع , وذات ليلة ظهر له حلم فيه ملاك يخبره بان أحد ولديه سيكون شاعرا وتردد الاجيال شعره جيل بعد جيل , وبعد وقت قصير مات هذا الرجل الصالح فقابل هذا الملك بعد موته فقال له لقد عشت كريما وانا جاهز لتحقيق أحدى امنياتك فقال له اريد أن ارى من اشعار ابنى فظهرا في المستقبل امام ساحة يستمع لها عدد كبير بلغة لم يفهمها ,فقال الرجل العجوز للملاك اخبرى عن اللغة التى يتحدثون بها ,فاريد ان اسمع كلمات ابنى الشاعر , فقال له ان ابنك الشاعر كان فعلا له قصائد جميلة ولكن اندثرت اما هذا الذى تراه فهى من اشعار ابنك المقاتل , قال له اخبرنى كيف ؟ قال كان خادمه مريضا فسمع خبرا يمكن ان يشفى خادمه حيث ظل اياما يبحث عن ما يشفى خادمه الى ان اكتشف ان من يبحث عنه هو ابن الله فذهب معه حتى يشفى خادمه فقال الملاك للرجل العجوز بعدما نظر في عينى ابن الله وتاكدانههو قال (يا رب انا لست اهلا حتى تدخل تحت سقف بيتى لكن قل كلمة واحدة يبرأ بها خادمى )
بابلو يصنع من الورق الأبيض شخبطات في الدين والرومانسية والاجتماع والفلسفة والايثار يعلق عينيك في قلب الشمس ويجعلك تراقب كيف يتنهد القمر وتتسامر في الصحراء , كيف يفهم لغة النعاج التى تعود لنفس الطريق دون ان تضجر , تحس بعلاقته بالاسلام واليهودية والانجيل , ثم تخشى أن يؤمن بأن العالم كله هو الله , مشتت في خواطره الدينية لكن كاتب حالم أخشى القراءة له ولذلك الرواية لا أتركها من يدى حتى تطبق شفهاها بأخر نقطة حبر فيها .



#ناهض_رسمى_الرفاتى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات الإقتصادية بين تركيا واسرائيل فى ظل المتغيرات السيا ...
- الإختبار والتاريخ مكان مصب النهر
- سياسة حسناء واقتصاد قبيح
- فرص المصالحة ومعادلة الألم
- رجيم المصالحة الفلسطينية وإتفاق التهدئة مع اسرائيل
- عصا الحل الإقتصادى ( الإنسانى ) وجزرة الحرب على غزة
- صفقة على غزة
- جناح فراشة فلسطين تحدث اعصار
- بين صمت الحكومات وضياع العمر الشباب العربى ؟
- الفرص والتهديدات للمصالحة الفلسطينية من زاوية اقتصادية


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهض رسمى الرفاتى - الخيميائى رواية على حد السيف