أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - وجيه مسعود الصعود والهبوط في -كم وددت-














المزيد.....

وجيه مسعود الصعود والهبوط في -كم وددت-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6593 - 2020 / 6 / 14 - 02:03
المحور: الادب والفن
    


وجيه مسعود
الصعود والهبوط في
"كم وددت"
الألفاظ المستخدمة لها دلالة، وقد تكون أكثر عمقا من الفكرة نفسها، لأنها تعكس ما يحمله العقل الباطن للكاتب/للشاعر، يستمر الشاعر "وجيه مسعود" في استعادة نهضته الأدبية ويقدم نصا جاء فيه:
"كم وددت أن يأتي الحصاد
كم وددت أن يأتينا الموسم بحليب عشتار
بأمن تموز، بنهدي أنانا"

الثقافة التاريخية والتراثية جعلت الشاعر يستخدم ألفاظ بيضاء متصاعدة فبدأ بالحصاد الذي يحتاج إلى شيء من المجهود العضلي/التعب، وانتقل إلى "الحليب" وهو شراب مفيد ولذيذ، لكنه أيضا يحاج تناوله إلى استخدام قوة عضلية، وهنا يكون الشاعر قد تناول أفعال (تغذي الجسد) تحتاج إلى بذل جهد عضلي/جسدي "الحصاد (وشرب) الحليب"، بعدها ينقلنا إلى حاجة نفسية "أمن"، وجمالية "نهدي" وهذا الانتقال منطقي وطبيعي، فعندما يكون الجسد مرتاح، وحصل على حاجته من الغذاء/الطاقة، سيتجه الإنسان إلى اشباع حاجته الروحية "النفسية والجمالية"، وتأكيدا على حالة (التصاعدية) التي يستخدمها الشاعر، بدأ المقطع "أن يأتي" ثم انتقلا إلى "أن يأتينا" فتحول من الشخصي/الأنا غير المهتم، إلى العام/الجمعي المهتم والمعني "بالحليب"، وهذا يخدم فكرة تتابع وتكامل المراحل وتسلسلها.
بعد الفاتحة البيضاء والجميلة يمسك الواقع الشاعر، ويسقط فيه متعبا:
"فكم، أتعبني هجير صحراء النفوذ
كم هدني سرابها
وكم أماتني نسيسها والعواء" أيضا نجد الهبوط المضطرد، فبدأ ب"أتعبني" ثم "هدني" وختمها ب"أماتني" وهذا التسارع في السقوط يحمل بين ثناياه رؤية الشاعر للواقع، فهو لم يبدأ بحالة قاع/الحضيض "الموت"، بل بدأ السقوط "أتعبني"، وللافت ان الشاعر لا يخرج من المكان، الصحراء، التي نجد "سرابها والعواء" فيها، ونجد أفعال مجهدة عضليا "نسيسها" وهي جاءت في مكانها، والتي تعني قُبيل الموت/كاد يموت. والترتيب الألفاظ في هذا المقطع جاءت ماديا/ الصحراء، وأثرها السلبي على الجسد، ثم انتقل إلى النفسي والجمالي، السراب والعواء، فالواقع سلب قوة الماضي الجسدية "الحصاد والحليب"، والنفسية والجمالية الأمن ونهدي.
ويختم الشاعر بقوله:
"لا اسم، اللون بالجهة
ولا أرسى الخراب في، أو لضفة.. ميناء أو عسكر
لكنه: الجوع. العوج. الوجع"
أيضا يعود الشاعر إلى ترتيب الأشياء منطقيا، فيبدأ بالمادي الجسدي "الجوع"، وثم المشاهدة "العوج" وينهي بالنفسي "الوجع"
هذا على صعيد الفكرة، أما على صعيد الألفاظ فالشاعر يستخدم (القليل) من الكلمات (ويكثر) من الحروف: "كم (مكررة خمس مرات)، أو (مكررة)، لا (مكررة)، في" وهذا يعكس امتعاضه وسخطه من الواقع، وكأنه لا يريد الكلام واكتفي بالقليل منه، وبما أنها جعل الكلمات الأخيرة متقطع، وبدت غير مترابطة، فإن هذا يخدم فكرة (تسارع) انهيار الواقع وأثره السلبي على الشاعر.
النص موجود على صفحة الشاعر على الفيس



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطيني في رواية كلام على مصطبة ميت خالد أبو عجمي
- التغييرات الفلسطينية في رواية -اغتراب- أسامة المغربي
- اخناتون ونيفرتيتي الكنعانية صبحي فحماوي
- خرابيش وجيه مسعود
- الاغتراب في مجموعة الحاجة إلى البحر أمين دراوشة
- المرأة المضطربة في رواية -الغربان والمسوح البيض- منى جبور
- عظمة التاريخ في كتاب -فخر الدين إن حكى- عزيز الأحدب
- ماياكوفسكي الليلة الأخيرة
- المرأة في رواية -هناك في شيكاغو- هناء عبيد
- وتبقى أشجار الكرز تزهر في قلبي دوما -سمير عيسى الناعوري-
- الشعر في ديوان قم واعتذر للبرتقال رضوان قاسم
- كميل أبو حنيش رتل هذا النشيد
- حجر يعبد لطفي مسلم
- كميل أبو حنيش -لعلي أعود نهارا
- عائلة من الروهينغا مصطفى القرنه
- ذاكرة ضيقة على الفرح سليم النفار
- رواية -صناء مدينة مفتوحة- محمد أحمد عبد الولي
- عالم الشاعر سميح محسن في مجموعة -غبار على مرايا البحر-
- إسماعيل حاج محمد وحروف المد
- تفشي الثقافة الهابطة والرجعية


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - وجيه مسعود الصعود والهبوط في -كم وددت-