أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - بصدد حركة بيرني ساندرز ومثيلاتها؟!















المزيد.....

بصدد حركة بيرني ساندرز ومثيلاتها؟!


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6592 - 2020 / 6 / 13 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر حركة بيرني ساندرز، بنظري، ظاهرة مهمة في تاريخ أمريكا المعاصر. لن تنتهي هذه الحركة بفشل بيرني ساندرز عن الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخاب القادمة في أمريكا، ومن المتوقع ان تبرز حركات مماثلة في دول غربية اخرى. لقد برزت مؤخرا نقاشات جادة حول فيما إذا كان يتوجب على الشيوعيين تأييد بيرني ساندرز ام لا. هناك رأي يدعو الى "عدم تأييد بيرني ساندرز" وامثاله لكونه وسيلة لإنقاذ النظام الرأسمالي من الانهيار عن طريق ادخال بعض الإصلاحات والتخفيف من تناقضاته. يقول هذا الرأي، بان من مصلحة الطبقة العاملة و القوى الشيوعية التي تناضل من اجل قلب النظام الرأسمالي وبناء مجتمع اشتراكي، بان لا يفوز بيرني ساندرز بالانتخابات لكي تصبح التناقضات حادة وواضحة للطبقة العاملة. بمعنى اخر يقال بان فوز بيرني ساندرز يمنع او يؤخر الثورة او التغيير الجذري.
ينبغي ان لانتخذ موقف على اساس ايديولوجي بحت، بل على اساس اجتماعي. انه الخطأ ذاته الذي يقوم به اليسار غير الاجتماعي دوماً.
انا على قناعة بان ما من يوم كان النظام الرأسمالي بالهشاشة التي عليها اليوم ولم يكن عجزه وتناقضاته وفشله عن خدمة البشرية بالدرجة التي هي عليها اليوم حيث وصل الفساد والاضطهاد والتمييز وعدم المساواة الى درجات فلكية. وما من يوم كانت حقيقة انه ليس بإمكان اي اصلاح مهما كان حجمه من حل الماسي التي تواجه البشرية واضحة مثل اليوم بحيث اصبحت مسالة تغيير النظام الرأسمالي مسالة ملحة.
بغض النظر عن "اشتراكية" بيرني ساندرز وقصور نقده للنظام الرأسمالي؛ وفي الحقيقة كونه صمام امان لهذا النظام، لقد ساعد ساندرز في جعل نقد الرأسمالية والحديث عن الاشتراكية والبديل الاشتراكي على مستوى المجتمع الامريكي امرا مقبولا و"عادياً". لقد خلق جو إيجابي لطرح البدائل بعيدا عن "شيطنة" الاشتراكيين وفعالي الطبقة العاملة والتقدميين. لقد أصبح من الممكن الحديث عن أمور هي خارج الإطار الذي فرضته المؤسسة الحاكمة وحزبيها واعلامها المأجور ونشط الجدال حول مواضيع كانت غائبة او مغيبة لوقت قريب مثل الرعاية الصحية للجميع، رفع الحد الأدنى للأجور، مجانية التعليم، الحد من عدم المساواة والخ. لقد أصبح واضحا بان السياسة هي ليست السيرك بين الحزبين الحاكمين الذي يتم انتاجه بشكل متقن من قبل الهيئة الحاكمة. لقد انفتح مجال لنقاش كيف يمكن للبشرية من ان تدير امورها بشكل أفضل مما يقوم به النظام الرأسمالي. باختصار، لقد ساهم بيرني ساندرز وحركته بغض النظر عن نيتهما او اهدافهما في خلق وعي كبير في المجتمع.
تمكن بيرني، في خضم طرحه برنامجه الانتخابي من بناء حركة كبيرة، ومن تحفيز الملايين من البشر وجرهم الى هذه الحركة. لقد بين بان الملايين من البشر، بعكس ادعاء الطبقة الحاكمة، يرفضون الرأسمالية والوضع الحالي ويتطلعون للمساواة والعدالة، وليس لديهم تحيز مسبق ضد الاشتراكية، بل يقبلونها. لقد باتت الاشتراكية ليست هذا الشيء السلبي الذي صورته البرجوازية. لقد بين بيرني ان اليسار رغم غياب الأفق، هو قوة حقيقية في أمريكا.
الامر المهم في حملة بيرني ساندرز هو انه عبر مرحلة الكلام، قول الحقيقة، سرد سلبيات النظام، وفضحه، بل عبر الى مرحلة بناء حركة وخلق تيار في المجتمع سوف تستمر وسوف تأتي بشخصيات أخرى بعضها قد تكون أكثر راديكالية من بيرني ساندرز. نعم لقد برز ساندرز بعد ازمة 2008 الطاحنة ولكن يجب ان نعلم ان الازمة ليست كافية للبروز وانه تمكن من البروز وتحقيق هذه الإنجازات رغم كل الذي قامت به المؤسسة الحاكمة وحزبيها واعلامها ضده.
ليس لدينا أي توهم ببريني ساندرز وحركته. بيرني ساندرز وحركته هما نتيجة لضغط اجتماعي ونضال طبقي في المجتمع. لقد برز بيرني ساندرز بعد حركة احتلال وول ستريت. يمثل ساندرز جناح من اجنحة البرجوازية الذي وصل الى قناعة بانه لايمكن ادامة الوضع بالطريقة الحالية، ويجب تقديم بعض التنازلات للطبقة العاملة لكي لاتفلت الامور من اليد. لذا يسعى ساندرز الى بناء دولة الرفاه التي فشلت في السابق واصبح واضحا بان الحل ليس في النضال من اجل اعادة نفس التجربة.
انا اؤمن بان الإصلاحات في المجتمع لا تاتي في الاغلبية الساحقة على يد حركات إصلاحية برجوازية بل من خلال الضغط الاجتماعي الواقعي للطبقة العاملة والجماهير المحرومة من اجل تحسين حياتها. ولكن علينا نحن الشيوعيون النضال من اجل اصغر الإصلاحات الممكنة وتاييد نضال الحركات الاخرى من اجل هذه الاصلاحات بما فيها الحركات البرجوازية الاصلاحية، لان مسار الصراع بين اجنحة البرجوازية تحت ضغط الطبقة العاملة يخلق وعي، يبني خبرة ويطرح قادة ويرفع من سقف توقعات الجماهير. ولكن علينا ان نعلن في نفس الوقت للجماهير بان ما من اصلاح هو الحل، ويجب ان نوضح بان وضع النظام الراسمالي يحتم بان الإصلاحات اما لا تتحقق، او اذا تحققت سوف يتم مصادرتها متى ما تمكنت البرجوازية من القيام بذلك ، لهذا فقد فشل بيرني ساندرز من الترشح مثلا بعد تكالب المؤسسة الرسمية للحزب الديمقراطي ضده رغم كل شعبيته.
ان تأزم النظام وحتى انهياره لا يعني بالضرورة انه سيؤول لانتصار الاشتراكية. ان انهيار نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي وحتى الثورة على النظام هي عملية اجتماعية قبل اي شيء اخر، اي لانتحكم بها نحن الشيوعيون، ولكن عند انهيار النظام تحت تناقضاته وعند اندلاع الثورة، يجب ان يكون الشيوعيون حاضرين لقيادة المجتمع باتجاه بناء النظام الاشتراكي. تحقيق هذا الحضور والبروز كبديل لا يمكن ان يتم في يوم واحد، من خلال اصدار بيان باسم الثورة واتخاذ مواقف من الاحداث والحديث عن التغيير وقوى التغيير والثورة، بل من خلال سيرورة يناضل فيها الشيوعيون من اجل توحيد الجماهير العمالية وتنظيمها والدفع بها صوب ثورتها النهائية عبر مراحل الثورة المتنوعة والمعقدة والشائكة. أي لا يمكن للشيوعيين الوقوف معقود اللسان، بينما يشهد المجتمع صراع بين بيرني ساندرز كإصلاحي وبين جناح مغرق في اليمينية يمثله جو بايدن. يمكن ان يكون لليسار فرصة لان يتحول الى بديل وقت الثورة، عندما يكون واضحا وصريحا مع المجتمع وان يكون قوة معروفة يثق بها المجتمع.
عندما ينهار النظام وتصبح الجماهير في مواجهة وضع متازم، تنظر الى البدائل الموجودة من اجل اتخاذ الخطوة القادمة، وستختار بديلها من بين القوى المعروفة للمجتمع والمتواجدة في الميدان والتي يمكنها كسب ثقة المجتمع. يمكن للشيوعيين ان يكسبوا ثقة المجتمع ويصبحوا ملجا للجماهير وقائد ومرشد لها من خلال الارتباط بهموم المجتمع والنضال من اجل حلول لمشاكله بشكل يومي ومستمر. يجب ان لا يكتفي الشيوعيون بقول الحقيقية وفضح النظام وعد مساوئه، بل يجب ان يكون لهم دور في كل النضالات اليومية المطلبية والاصلاحية. لا يمنع تأييد حركة بيرني ساندرز الشيوعيين باي شكل من الاشكال من قول الحقيقية حول ماهيته الإصلاحية وعن استسلامه في النهاية للمؤسسة الرسمية للحزب الديمقراطي وعن ضرورة الإطاحة بالنظام الرأسمالي من اجل تحقيق الحرية والعدالة.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الاعدامات الصورية ضد السود في امريكا!
- هستيريا الاسلام السياسي تجاه المثليين!
- ما سر -الفوضى المعلوماتية- فيما يخص كورونا؟!
- توما حميد - طبيب و كاتب وناشط سياسي وعضو الحزب الشيوعي العما ...
- لماذل فشل النظام الصحي الراسمالي في مواجهة جائحة كورونا؟!
- الرأسمالية: على المسنين الموت بدلا من الاضرار بالبورصات
- مهام الشيوعيين في مواجهة فيروس كورونا
- فيروس كورونا، فضيحة رأسمالية اخرى!
- الانتفاضة العراقية الى اين؟؟
- الرأسمالية والابتكار
- اعتقال جوليان اسانج، يوم اسود للصحافة وحرية التعبير!!
- إسلاموفوبيا مصطلح مضلل وخطير!
- اسلاموفوبيا، مسلموفوبيا تحليلات مبتورة للإرهاب!
- الأسباب الحقيقية وراء التدخل الأمريكي في فنزويلا!
- تمجيد جبار مصطفى المخضب ب-تسفيه- افكاره ومبادئه! (رد على مقا ...
- هل فشلت الاشتراكية حقا؟
- انتخاب دونالد ترامب، الامنیات والحقائق! الجزء الثاني
- انتخاب دونالد ترامب، الامنیات والحقائق! الجزء الاول
- الهجرة في عصر الرأسمالية ....
- الامبريالية من وجهة نظر الطبقة العاملة!-الجزء الثاني


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - بصدد حركة بيرني ساندرز ومثيلاتها؟!