أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن كله خيري - تكذيب الكتب في صدقها!














المزيد.....

تكذيب الكتب في صدقها!


حسن كله خيري

الحوار المتمدن-العدد: 6590 - 2020 / 6 / 11 - 22:29
المحور: كتابات ساخرة
    


كثيراً ما كنتُ أقراء في الكتب المدرسية في مختلف المراحل الدراسية التي مررتُ بها عن أن الشعب هو أساس الملك وصاحب القرار وفي كل شيئ، وأن الجماهير الكادحة والحُرة هي ضمانةٌ لحماية الدستور والذي تم كتابته باسمه، حتى أن جميع المحاكم تبدأ النُطقَ في أحكامها بحق المجرمين باسم الشعب والجماهير.

كنتُ أقراء كثيراً بأن الملكية المرافق في المدن والأرياف، التي تجهزها الدولة هي للشعب تحت مسمى المرافق العامة وهذه العبارة كانت مثل شعار يومي مكرر يتم قرائته على مسامعنا بأن أعمال الدولة كلها لأجل شعبها، وأن الرئيس والحكومة والموظفين باختلاف درجاتهم وبمختلف وظائفهم هم في خدمة وتحت تصرف الشعب بدون منازع.

عندما بدأ الربيع العربي في تونس ووصل الربيع إلى الجمهورية العربية السورية، وثار الشعب الذي انحرم من أبسط حقوقه التي حولها بعثيوا آل الأسد إلى ملكية خاصة لهم ومزارع كل واحدٍ منهم يجني محصوله من الخيرات لنفسه، طبعاً وهم متسترون على بعضهم البعض، الشعب الذي طالب بتوقيف توريث السلطة في سوريا، بتوزيع الثروات، إحداث التغيرات السياسية، الفكرية، الاجتماعية، الثقافية، وأن يتم توقيف عن تداول اسم الأسد ( الكبير ونسله ) في إطلاق على الأماكن.

لكن حين قامت الجماهير كذبت الكتب لأن القائد دعس على مضمونها، وحول الوطن إلى مزرعة بإجرامه وبمساعدة رهطه من المجرمين وكل الشبيحة، حول سوريا التي كان يتغنى بها في مضمون فكره الغربي، الإصلاحي، التطويري والتحديثي إلى الجمهورية التدميرية الأسدية.

الجمهورية الأسدية ذات "الملكية الشعبية" الشعار الفارغ هذا، أصبحت في فترة التحول إلى مكب لأجندات الأرهابية، وضرب بعثيوا السلطة والفتات القذرة مضمون الدستور الذي تغنوا به طوال أربعة عقود من الكذب والخبث، بأنه لم يكتب بأيادي الخارجية والمعادية التي تحارب مسيرة التطوير والتحديث في فكر القائد العميل، القائد الأعلى للدمار والتهجير الذي أوصل فكرته بأنه يستطيع نزع هذه الملكية متى ما شاء وكيفما يريد، وتحولت المدارس إلى زوايا للطم وللضرب، وأصبحت كل صفحات الكتب كسواد عمامة مرشد الأعلى، وتحولت المخابر إلى معامل لتعبئة البراميل المتفجرة بشظايا الحقد على الحرية.

في قمة وصول الجماهير إلى نشوتها وهي ترفع أصابعها في وجه عقودٍ من الكذب والضحك، وحين قرر المندسون النيل من أفكار القائد ورميها في المزابل خرج المتشددون من أوكارهم وأعادوا فتح المدارس وزادوا السواد سواداً، اغتصبوا الكتب مثلما أغتصبها قائدهم الدمى قراطي _ حيث تغلب التلميذ في كثير من المرات على الأستاذ في تأليف الكذب وسيناريوهات مسلسلات الوطنية، حب الوطن ومعاداة من يريد فصل الوطن عن بعضه، وسموا كل الجماهير بالكفار والمرتدين الذين يريدون حجب أسم الله من الأرض، منطق الأرهاب الذي يريدون إحيائه تحت ستار الذقن والعمامة.

فالملكية الشعبية التي قرائتها في الكتب بقيت في الكتب ولم تخرج أبداً حيث الحبر الذي طبعت به كانت خسارة مادية ومعنوية، وكانت هجوماً عنيفاً على الشعب الذي لم يرى أملاكه أساساً تُسلب منه مرة أخرى، وأصحبت الديمقراطية، التعددية، ملكية الشعب، الدستور، حب الوطن و محاربة من يريدون النيل منه أكذوبة العصر في وطنٍ تشدق مجرموه بالبراءة ووقوف مع الإنسان والحقوق.



#حسن_كله_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسعيرة الديمقراطية!
- الهروب
- خذ صور وأنا أُساعد
- هي
- سنتين على الأرهاب
- مجند بخمسة وعشرون ليرة
- الكُردي
- في رثاء عفرين _ أرض الزيتون
- لعلك الحياة
- الوطن
- الضجر
- كناطق باللغة الكُردية والعربية


المزيد.....




- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن كله خيري - تكذيب الكتب في صدقها!