أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - العنصرية والفاشية إفرازات النظام الرأسمالي















المزيد.....

العنصرية والفاشية إفرازات النظام الرأسمالي


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 6590 - 2020 / 6 / 11 - 14:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سراب الحرية في نظام الرأسمال الاحتكاري-2
مارست البرجوازية ثوريتها في مرحلة صعودها ، كانت ديمقراطية وتقدمية وتتقبل المنافسة والرأي الآخر. ساد الشعار الاقتصادي دعه يعمل ، دعه يمر ، وبجانبه وبالتفاعل معه شاع نهج الليبرالية الكلاسيكية، تتقبل النقد، وتدخل في حوارات. تثقبل نقد بعض الأخطاء أو نقد تصرف وزير أو الحكومة بأجمعها ؛ اما القول بأن المشكلة تكمن في النظام، وليس بالأفراد فيعتبر تجاوزا للخطوط الحمر، ويغدو النقد خارج دائرة الرأي؛ يغدو فكرا هداما ! ترفض الرأسمالية التحليل العلمي الكاشف لجوهر الاستغلال الرأسمالي، المتمثل في استحواذ الراسمالي على القيمة الزائدة ، ومن ثم فالقول ان النظام قائم على استغلال الإنسان للإنسان تتكتم عليه البرجوازية. وتتكتم أيضا على حقيقة ان السلطة السياسية بأيدي الرأسماليين. غير مقبولة كذلك فكرة ماركس من أن مهمة الفلسفة هي التغيير وليس مجرد الوصف. حققت البرجوازية سيطرتها وإذا بحفار قبرها ينتصب بوجهها متربصا، فانكفأت . سخّرت جميع أجهزتها الإدارية والتعليمية والإعلامية لهيمنة إيديولوجيتها. باتت إيديولوجيا البرجوازية هي الإيديلولوجيا الرسمية والأفكار المنطوية في إطارها هي التي تحظى بالترويج، وهذ شرط الهيمنة .
البرجوازية المسيطرة على القوى المادية للمجتمع تكون في الوقت نفسه هي المهيمنة على قوته العقلية؛ فالأفكار المهيمنة ليست الا التعبير عن العلاقات المادية المسيطرة. كل فكرة تغامر ربوجودها إن لم ترتبط بمصلحة، والمصالح تتشابك في علاقات اجتماعية؛ والعلاقات المادية المسيطرة ، حين ينظر اليها بوصفها أفكارا ، ومن ثم العلاقات التي تجعل البرجوازية الطبقة المهيمنة، هي أفكار هيمنتها. هيمنة البرجوازية استدعت بعث العنصرية لتعزيز سيطرتها؛ وجدت من الملائم إشاعة الفرقة بين الشرائح والفئات الخاضعة لاستغلاها طبقا لقاعدة فرق تسد. ومن خلال هذا السياق برزت آفة العنصرية وتغذت نزعة لدى البرجوازية، استعانت بها، تتيح لها اولا الإيغال في استغلال الشرائح المميز ضدها ؛ وثانيا تشيع وهم التميّز والحظوة لدى الفئات الأخرى المشمولة بالاستغلال، ويتبلد إحساسها بالاستغلال الذي تتعرض له وتغفل عن استغلالها. تغلغلت الرؤى العنصرية في صميم إيديولوجيا البرجوازية، وهيمنت على الوعي الاجتماعي . معظم المستشرقين الأوروبيين والأميركيين تملكتهم نظرة عنصرية تجاه شعوب الشرق ، خاصة في المجتمعات العربية.
تطورت المنافسة الحرة الى احتكار، وغدا الرأسمال نزّاعا للتمدد خارج الحدود القومية. بات تصدير الرأسمال واحتكار الأسواق الخارجية إحدى سمات البرجوازية، فكان لا بد من البحث عن مبرر لاستعباد الشعوب الأخرى واضطهادها. تحولت البرجوازية الى خصم لدود للحقيقة؛ قسمت العلوم الى علوم طبيعية تدخل في الإنتاج وتتطور باضطراد كي يتطور الإنتاج، وبجانبها علوم إنسانية أخضعتها البرجوازية للتزييف ، وتكتمت على منجزات أبدعها علماء منحازون للحقيقة وللتقدم. باتت القوة المكتسبة عن طريق العلم وسيلة إخضاع لملايين البشر ووسيلة تعطيل تقدمها في طريق التطور الرأسمالي. تحولت الرأسمالية على مشارف القرن العشرين الى نظام عالمي للاضطهاد الاستعماري والخنق المالي للأكثرية الهائلة من سكان كوكبنا من قبل حفنة من الدول المتقدمة. غدت البرجوازية عاجزة عن تقديم أعمال إنسانية في مجال الأدب والفن والعلوم الاجتماعية. في الولايات المتحدة ما زالت نظرية دارون موضع خلاف ويحظر تدريسها في مدارس وجامعات بالولايات المتحدة. وتحرص البرجوازية على ترويج الفكر المضلل يغري الجماهير بتقبل الواقع أو يزجها في متاهات . برزت وشاعت أكذوبة قدر العرق الأبيض في تحضير الشعوب الملونة ومركزية الحضارة الأوروبية. لم تعد العنصرية مجرد نزعة لدى البرجوازية الاحتكارية ، بل غدت سمة أساس وركنا أساسا في إيديولوجيتها؛ شمل الاحتكار كل مسامات الحياة الاجتماعية . مارست البرجوازية في مرحلة الاحتكارات نهجا فاشيا ضد الشعوب المضطهدة ، تمثل في حروب الإخضاع والتصدي بالقوة المسلحة وبالمذابح الجماعية للثورات الوطنية. وباستثناء حزب لينين والطبقة العاملة في روسيا ، نجح الخداع البرجوازي في تضليل جميع فصائل الطبقة العاملة وأحزابها في أوروبا والولايات المتحدة برواية الدور التمديني للسيطرة الكولنيالية. وحده لينين ن زعيم البروليتاريا الروسية، فضح طابع الاستعباد والقرصنة لامبريالية الغرب تجاه شعوب الشرق المستعمَرة.
.
واكب بزوغ الاحتكارات، في نهايات القرن التاسع عشر، انتعاش السلفية المسيحية ولاهوتها ، لاهوت ما قبل الألفية . قبع طوال قرون في زاوية محصورة منسية في بريطانيا ؛ رحل الى القارة الجديدة مع المهاجرين "المتطهرين". تطهروا في بريطانيا سخطا على فجور الاريستقراطية، وفي القارة الجديدة تفجر فجورهم في اضطهاد اهل البلاد الأصليين وإبادتهم، متماهين مع حكايات التوراة ، حيث العبرانيون يبنون حضارة جديدة على أنقاض "حضارة فاجرة" لدى أهل البلاد. أسقطوا دور الكنعانيين على أهل البلاد في القارة الجديدة، وألبسوا افعالهم حلل "الواسطة الإلهية في تدمير حضارة فاسقة، إذ أنه ضمن النظام الأخلاقي للحضارات السماوية يجب تدمير مثل هذا الفجور الفظيع. لا يتم الارتقاء روحيا إلا من خلال الكوارث تنجز التطهر الروحي يمر عبر لهيب التطهر العميق يرافق التحولات العظيمة" . بقيت ذكريات "الخلاص من الثقافة الآثمة" تتناقل مع الأجيال الى أن انتقل في نهاية القرن التاسع عشر القس الإنجيلي، جون نيلسون داربي من بريطانيا الى الولايات المتحدة للتبشير بمضمون لاهوت ما قبل الألفية ، فنال الإقبال الكثيف؛ وخلال فترة قصيرة قامت في الولايات المتحدة حركة طالبت الرئيس الأميركي بنيامين هارتسون ، العمل على إقامة دولة اليهود بفلسطين، وذلك عام 1891 ، أي قبل انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول.
كانت المجتمعات العربية قد شهدت حقب نهوض وحقب انحطاط تحت نير الأنظمة الأبوية؛ لم يلتزم المستشرقون بالنظرة الاجتماعية التاريخية بل التقطوا مرة وإلى الأبد مرحلة التردي وبنوا عليها تقييماتهم . وكذلك رواد الصهاينة رصدوا الأوضاع المزرية بجريرة السلطوية العثمانية، وبنوا عليها نظرة تزعم أن الفلسطينيين أشباه وحوش. وهذا التقييم ضروري لترويج رؤية تبرر ما كان يخطط للشعب الفلسطيني من مصير التهجير.
في مجتمع الاستغلال والاضطهاد ينال الأقليات والمرأة القسط الأكبر منهما. وفي بيئة الاستغلال يسعى كل ذي موهبة او ميزة موروثة ان يسخرها من اجل استغلال الآخرين. ففي عشرينات القرن الماضي انشأ بن غوريون منظمة الهستدروت تضم العمال اليهود فقط، انطلاقا من نهجه العنصري ذي المرتكزات الثلاث: ملكية عبرية وعمل عبري ودفاع عبري. منذ ذلك الحين بذر العنصرية في صفوف الطبقة العاملة اليهودية ، واضطهد العمال الأمميين ، الذين أنشاوا نقابات عمالية مشتركة تضم عربا، ودافعوا عن حق العمال العرب في العمل بالمنشئات الاقتصادية اليهودية. في تلك الفترة تكاثرت اعداد المقبلين على سوق العمل من المزارعين العرب المطرودين من قراهم والمزارع التي ورثوها عن أسلافهم،و تملكها الصندوق القومي اليهودي(كيرن كاييميت). انصب جهد الصهيونية في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي على منع تشغيل هؤلاء في منشئاتهم، وطلبوا مرارا من سلطات الانتداب البريطاني تهجيرهم خارج فلسطين. اشتدت وطأة التمييز العنصر ضد العرب في فلسطين وضد السود في الولايات المتحدة، و خفت بالنتيجة الوعي الطبقي والصراع الطبقي في أوساط العمال البيض داخل الولايات المتحدة، شأن العمال اليهود في إسرائيل. غفلوا عن واقع الاستغلال الممارس ضدهم، وتلاوين الحرمانات المترتبة، حيث يرتاحون إذ يرون كلا من السود والفلسطينيين في مكانة دونية ، يخضعون للتمييز العنصري. ولكي يقيم بن غوريون نظام دولة ليبرالي تعمد جر الفلسطينيين الى صراع مسلح (شبه متوحش) أعد له العدد ومارس من خلاله التطهير العرقي. أورد إيلان بابه في كتابه " التطهير العرقي في فلسطين"، ان اليهود ، وهم ينهبون أثاث البيوت العربية المهجورة في القدس الغربية رددوا العبارة العنصرية، "العرب أشباه متوحشين".
في عقد الستينات قام مالكولم إكس، احد زعماء السود في أميركا، بزيارة لمخيم خانيونس، أثناء إقامته لمدة شهرين في مصر؛ هناك علم عن المجازر التي اقترفتها إسرائيل في قطاع غزة. كتب مقالة بصحيفة إيجيبشين غازيت يوم 17 سبتمبر (أيلول) 1964 تحت عنوان " المنطق الصهيوني"، خلص فيها إلى القول أن الصهيونية تمثل " نمطا جديدا من الكولنيالية" تتخفى خلف ادعاءات توراتية وخطابات الإحسان، غير أنها لم تزل تقوم على إخضاع الشعب الأصلي في فلسطين وتحظى بدعم الدولار الأميركي". على إثر عدوان 1967حزيران التف عدد من السود حول مالكولم إكس وتبعهم الفهود السود ، حركة مناهضة للتمييز العنصري، وأعلنت دعمها لمنظمة تحرير فلسطين.
شهد عقدا الخمسينات و الستينات نهوض حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة ، وبرز الداعيتان للحقوق المدنية، مالكولم إكس والدكتور مارتن لوثر كينغ، وتم اغتيال الاثنين وألقيت المسئولية على أفراد؛ كما اغتيل الرئيس الأميركي جون كندي ثم شقيقه المرشح روبرت كندي. بالعنف الدموي جرى التصدي لموجة المطالبة بحقوق السود الأميركيين.
وفي العام 1953 تشكلت في عهد إدارة أيزنهاور اللجنة الصهيونية الأميركية للشئون العامة، ثم غيرت اسمها إلى لجنة الشئون العامة الأميركية –الإسرائيلية (إيباك) . أخذت تمارس الضغوط (اللوبي) لصالح إصدار قرارات في الولايات المتحدة تخدم إسرائيل. بات اللوبي مصطلحا يتضمن وجود كيان يعمل بشكل منظم في ممارسة الضغوط الوظيفية، وذلك من اجل دفع وتوجيه مراكز صنع القرار واتخاذه في الاتجاه الذي يخدم ويلبي مصالح هذا الكيان. ضم الكيان شخصيات صهيونية وأخرى أميركية متعاطفة مع الصهيونية من الحزبين الرئيسين.
تطور نشاط ايباك وأخذ يتخذ أشكالا أكثر تأثيرا في السياسات الأميركية تجاه بلدان الشرق الأوسط. شرع يدرب الشبان الصهاينة من الولايات المتحدة على العمل السياسي ويدخلهم في الحزبين الرئيسين، حتى وصلوا مراكز قيادية وأعضاء في مجلسي النواب والشيوخ. كما أوصل إيباك العشرات من المسيحيين الأصوليين إلى مجلسي الكونغرس، حتى بلغت نسبتهم الخمسين بالمائة من عضوية الكونغرس.طور إيباك نظام المال السياسي ، لكي يقصر الهيئات التمثيلية على من يدعمون إسرائيل وسياساتها، ويحول بالنتيجة دون وصول متعاطفين مع الحقوق الفلسطينية إلى الهيئات التشريعية. وبالفعل تمكن اللوبي الإسرائيلي من إبعاد من تعاطفوا مع الفلسطينيين والعرب واسقطهم في الانتخابات؛ وجند أصحاب السوابق والفضائح عن طريق الابتزاز في خدمة الأهداف الصهيونية. تغلغل أعضاء إيباك في مختلف دوائر الدولة ذات النفوذ ، بالفعل سيطر إيباك على الدولة العميقة ؛ وسيطر على أجهزة القضاء وشغل رئيس إيباك ذات مرة منصب رئيس المحكمة العليا قي الولايات المتحدة. اخذ أعضاء إيباك يتغلغلون في الجامعات ومراكز الأبحاث والميديا الرئيسة. ، بدا اضطهاد المثقفين المناهضين للصهيونية او المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني. لحقت اضطهادات بعدد من الكاديميين المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني. الصهيونية والامبريالية تزدريان حرية التعبير والديمقراطية الحقة.
صاغ تشومسكي عام 1988 ، مفهوم " صناعة الموافقة " للتعريف بدور الميديا الأميركية في الحفاظ على الوضع القائم الذي يعمل لمصلحة النخب والشركات الضخمة والمؤسسة السياسية. ولو تأملنا الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، والاحتلال وعملية السلام من خلال موشور تشومسكي نجد أن موقفه الواضح من الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وليد مفهومه عن " صناعة الموافقة"، حيث النقاش العام الذي تجريه الميديا يدور في خدمة المصالح السياسية والاقتصادية للمؤسسة الحاكمة: تسليط الأضواء على التاريخ والثقافة والدين وعلى " المتطرفين"، والمستوطنين اليهود وأنصارهم، الولايات المتحدة والمؤسسة الدفاعية الإسرائيلية، ثم المجموعات المسلمة المتطرفة التي تريد إلقاء اليهود في البحر .... بينما تغفل حل المشكلة وتزيد استعصاءها.
يتجاوب مع تشومسكي مفكر موسوعي امتلك ذهنية حادة تعمقت في استكناه الظواهر الراهنة:"داعش"، "دامل»، «أنصار الشريعة»، «جبهة النصرة»، «التكفير والهجرة»، «الجماعة الإسلامية»، «أنصار بيت المقدس»، «جماعة مُحبى الآلام»، «جنود الرب» وغيرها ثم الصهيونية .. هى أسماء متعدِّدةٌ تعبر عن شىء واحد فى جوهره، هذا الشىء هو الحالة الحيوانية البدائية التى عاش فيها البشر قرابة مليون سنة على هذه الأرض، ثم حجبتها الحضارة خلال السبعة آلاف سنة الماضية بقشرةٍ رقيقة قامت على أسس حضارية متوارثة، منها فكرة «الضمير» التى اخترعتها مصر القديمة مثلما اخترعت مفهوم «الحب» وغيره من المعانى الإنسانية الراقية التى توالت عبر الأجيال، حتى ظنَّ كثيرٌ من الناس أنها «فطرة» فى الإنسان.. ومنها الفنون التى هزم بها الإنسان إحساسه بالفناء، وسعى من خلالها للخلود.
طال التحريض داخل الولايات المتحدة كل من ينتقد سياسة إسرائيل. ولعل تشومسكي يختزل في مقابلة صحفية ما يطال اصحاب الضمائر في الولايات المتحدة وخارجها. يقول تشومسكي في المقابلة: حتى في جامعتي كنت مضطرا، وإلى ما قبل ربما عشر سنين، لاستدعاء الشرطة لحراستي إذا ما ألقيت خطابا حول إسرائيل – الفلسطينيين . والآن لم يعد ذلك قائما , حدث تغير كبير ، ونفس الأمر في مدينة ليكسينغتون بولاية ما ساسوسيتش، حيث أقيم. لم يكن بمقدوري السير من نادي الكلية إلى الأقسام الأخرى من الحرم الجامعي، والسبب ان الشرطة تلقت عددا ضخما من رسائل التهديد، ويريدون منع حدوث اغتيالات داخل الحرم الجامعي. وعندما ألقيت محاضرة في قاعة رويس، اضخم قاعات الجامعة حلقت طائرات الشرطة في فضاء المجمع، واجرت الشرطة تفتيشا دقيقا في حقائب الطلبة وكل من يدخل المجمع. وفي اليوم التالي حدث هجوم كبير على ديلي بروين ، وكان هجوما موجها ضدي، وعلى البروفيسور الذي وجه الدعوة لي لإلقاء المحاضرة. في الحقيقة بذل جهد لسحب إجازة التدريس منه. فشلت المحاولة ، كان ذلك عام 1985. عدت إلى الحرم الجامعي ثانية في العام الماضي، وحضر حشد كبير، أبدى التأييد لما قلته، ولم توجه كلمة نقد لما قلته، ذلك تغيير.
و عت الأنظمة الوطنية أثر الإعلام وخطورة تأثير امبريالية الإعلام على مستقبل تطورها . ناقش مؤتمر عدم الانحياز بالجزائر (1973) وظيفة امبريالية الإعلام في الغرب. كان إعلام الغرب يقدم 85 بالمائة من المواد الإعلامية الثقافية المروجة في بلدان العالم الثالث. ونقلت القضية الى منظمة اليونيسكو. حول المندوب الأميركي القضية من مضمون الإعلام الى حرية عبور الإعلام، الأمر الذي رفضته البلدان النامية. امبريالية الإعلام تنكر حق الشعوب في التطور المستقل ، وتكرز بخلود النظام الرأسمالي وعلاقات التبعية في العلاقات الدولية. المصالح المالية الضخمة هي المقرر في ما يتوجب على الشعوب مشاهدته؛ ومعظم الفضائيات وشبكات التلفزة عابرة للجنسية وللقارات، ادخلت الإعلان مادة أساس في الحقائب الثقافية؛ عوائد الإعلانات تشكل مصدر كامل مداخيل شبكات التلفزة والإذاعات؛ ويشكل الإعلان مصدر 75 من دخل الصحف ونصف دخل المجلات. وتقاطع المؤسسات الاقتصادية المنابر الإعلامية المناهضة للامبريالية، لتضعف قدراتها على المنافسة. وفي الوقت الراهن تعمل مواقع إليكترونية بتبرعات الجمهور، مثل "كاونتر بانش" و"إنديسيت" و"كومسورتيوم" و " تروث إن ميديا" وغيرها كثير.
طرح على اليونيسكو مشروع نظام إعلامي دولي جديد ، عطلت الدوائر الامبريالية إقراره. حققت امبريالية الإعلام تفوقها بفضل ثورة التقاني وإدخال التيكنوترون في إنتاج الثقافة وترويجها على صعيد دولي. بات العبور الإعلامي لا يتطلب الاستئذان. بزغت الليبرالية الجديدة نمطا جديد في الاقتصاد والثقافة الامبرياليتين. تطور الاحتكار في المجال الإعلامي ، حيث تحكمت عام 1980 ، عشرون شركة كبرى في النشاط الإعلامي ، تقلصت الى 23 بسبب الاندماج والاحتواء في يناير 1990. وفي استطلاع رأي قال 86 بالمائة من كتاب السيناريو من تجربتهم لاحظوا ان برامج التسلية تخضع لرقابة صارمة تسترشد بمعطيات علوم النفس، خاصة علم النفس الاجتماعي.
وكشف كتاب "مصادر غير موثوقه" لمؤلفيه نورمان سولومون ومارتين لي ان صحيفة نيويورك تايمز مرتبطة بمصالح نووية، وان احتكار "جنرال إليكتريك" احد أضخم احتكارات التجمع الصناعي العسكري، مالك للشبكة التلفزيونية إن بي سي، وترتبط الشبكتان" أيه بي سي" و "سي بي إس" بتجمعات اخرى لصناعة السلاح. ويجلس في مجالس إدارات الصحف ممثلون للاحتكارات وللسي ىي إيه. واورد الكتاب أيضا ان الباب دوار بين البيزنس واجهزة الحكومة ووسائل الإعلام.
ائتلاف ثلاثي تجمعه استراتيجية مشتركة يشيع في أرجاء العالم قيم العنصرية والفاشية.
يتبع



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سراب الحرية في نظم الرأسمال الاحتكاري
- أميركا والعالم على مفترق طرق :إما الفاشية أو قدر من العدالة ...
- النشاط الثوري للحزب الماركسي إحدى ضرورات المرحلة
- فضيحة الإطاحة بكوربين من رئاسة حزب العمال البريطاني
- سراب الديمقراطية البرجوزاية-2
- سراب الديمقراطية البرجوازية
- ألتمكن بالوعي العلمي او السقوط من قاطرة التاريخ
- التحررالوطني والإنساني مشروط بالخلاص من النظام الأبوي
- تحت المجهر مرة أخرى- هدر الثقافة ..هدر الإنسان
- تحت مجهر العلم هدر الإنسان ..هدر الثقافة
- مفارقة المنهجية العلمية مكمن عجز المقاومة الفلسطينية
- كوارث وانتكاسات حصاد تغييب الوعي العلمي
- تنمية التخلف بإهدار سلطة العقل
- الشعوذة في غياب العلم
- المجتمع العربي متخلف لم يألف العلم ولم ينشد الحداثة
- قوى الحرب تصعدالتوتر مع الصين
- كورونا ذكّر البشرية بقيمة الوعي العلمي
- الاشتراكية تفوقت على الرأسمالية فهل تقر الأخيرة بهزيمتها؟
- تجربة الصين في تنمية قدرات العلم وتعميمها
- ألانحطاط الفاشي: عنصرية إرهاب إفقار جماعي وتزييف الوعي


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - العنصرية والفاشية إفرازات النظام الرأسمالي