أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - عبد الناصر .. الهزيمة وآثار العدوان














المزيد.....

عبد الناصر .. الهزيمة وآثار العدوان


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 6589 - 2020 / 6 / 10 - 21:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ها هي خمسة عقود ونيف تمضي على حرب يونيو / حزيران 1967 ( 53 عاماً تحديداً ) والتي أنتهت بهزيمة ثلاثة جيوش عربية ( مصر وسوريا والأردن ) أمام الجيش الأسرائيلي في ستة أيام فقط ، و تمخضت عن احتلاله شبه جزيرة سيناء المصرية وقطاع غزة الذي كان تحت الإدارة المصرية ، وهضبة الجولان السورية ، واستكمال احتلال فلسطين بقضم الضفة الغربية لنهر الأردن والتي التي كانت في عهدة الأردن . عملياً حُسمت الحرب لصالح إسرائيل قبيل ظهيرة اليوم الأول الخامس من يونيو / حزيران بعد تمكن سلاحها الجوي من تدمير 80% من المقاتلات المصرية وهي جاثمة في مطاراتها العسكرية . ورغم مضي أكثر من نصف قرن على الهزيمة ؛ مازالت مفاعيلها تلقي بظلالها الكئيبة وتداعياتها الخطيرة على مستقبل الصراع العربي - الأسرائيلي ، والقضية الفلسطينية بشكل خاص ، حيث تعاظمت مكاسب العدو منها بصورة لا مثيل لها منذ وعد بلفور 1917 . ومن ثم فإن آثار العدوان ما برحت مستمرة . والحال ما كان الرئيس المصري والزعيم العربي جمال عبد الناصر جاداً لخوض حرب يعلم جيداً بأنها ستكون غير متكافئة ولصالح العدو الأسرائيلي ؛ لولا أنه اُستدرج إليها وعجز عن تفادي الوقوع في فخها والخروج منه بما يحفظ ماء وجهه وكرامته كزعيم وطني وقومي بلا منازع ؛ فقد أدعت موسكو وسوريا البعثية التي تربطها معاهدة دفاع مشترك مع مصر وجود حشود اسرائيلية على حدودها مع إسرائيل وأرسل عبد الناصر واحداً من أخلص وأكفأ رجاله -الفريق عبد المنعم رياض - لاستطلاع الأمر في طلعة جوية بصحبة فريق من كبار أركان القيادة السورية فتبين بأنها كانت حشوداً روتينية عادية !
وعاد " خايب الرجا " شمس بدران وزير الحربية من زيارة له لموسكو الحرب ليلتمس منها دخولها الحرب عسكرياً إلى جانب القاهرة حال ما شنتها إسرائيل عليها ؛ عاد بخفي حنين مدعياً حصوله على مثل ذلك الوعد ! وما كان ذلك سوى وهم نسجه خيال رجل غير سياسي محترف ولا قائد عسكري كفؤ ، وقد وثّق السفير المصري مراد غالب وقائع مباحثات بدران مع القادة السوفييت التي تكشفت له خلالها مأساة بلاده بإقدامها على مغامرة خوض حرب مصيرية تحت قيادة مثل هذا الوزير الذي يصلح لكل شيء إلا أن يكون وزيراً للدفاع . والمصيبة الكبرى أن الزعيم عبد الناصر وثق قبيل الحرب بأيام معدودة في ادعاء صديقه المشير عبد الحكيم عامر ، الذي وقف إلى جانبه في صراع ضباط مجلس قيادة الثورة على السلطة فيما عُرفت " أزمة مارس 1954 " ، بأن الجيش على أهبة الاستعداد لخوض الحرب وسيحسمها لصالحه ؛ والغريب تصديقه إياه رغم علمه بأن هذا " الصديق " كان رمزاً لفساد قيادة الجيش ، ورغم إطلاعه استخبارياً بأنه كان حتى قبيل الحرب غارقاً في ملذات الحشيش والجنس مع نجمة الاغراء السينمائية برلنتي عبد الحميد وغيرها من النجمات ؛ ورغم علمه أيضاً بأنه كان بطلاً لهزيمة حرب 1956 العسكرية حتى مع خروج عبدالناصر منها بأكليل الانتصار لفشل العدوان سياسياً واضطراره للإنسحاب من سيناء لاحقاً ، حتى وجد نفسه ومتوجاً بتاج الزعامة القومية على امتداد الساحة العربية .
أكثر من ذلك فقد فشل المشير بعدئذ في اكتشاف مؤامرة الانقلاب العسكري على الوحدة المصرية - السورية وهي في مهدها قبل نجاحها في أواخر سبتمبر / أيلول 1961 واالذي خطط لها مدير مكتبه في دمشق الجنرال عبد الكريم النحلاوي .
ولتكتمل فصول مسرحية ملهاة هي من جنس " الكوميديا السوداء " لنكسة حزيران بفعل مواريث مفاعيلها المتجددة ؛ مات الزعيم الذي رفع شعار إزالة آثار العدوان ، ويقصد بها احتلاله سيناء فقط ، بعدما كان يرفع شعار تحرير فلسطين الممثلة ؛ نقول مات دون إزالة آثار عدوانه في سيناء وذلك بعد أن استلم السلطة نائبه اليميني أنور السادات الذي راهن على سلة الأميركان وعقد مع إسرائيل برعايتهم صفقة كامب دافيد التي بموجبها اُعيدت سيناء لمصر منقوصة السيادة . وعلى الجانب الفلسطيني فإن من وصفها عبد الناصر بأنبل ظاهرة جاءت بعد النكسة " المقاومة الفلسطينية المسلحة " فقد أثبتت قيادتها بامتياز بأنها كانت ومازالت للأسف منذ انطلاقتها غير جديرة بالأمانة على قضية شعبها ؛ بل مخيبة للآمال في تمثيل وقيادة شعبها متخبطة في وسائلها النضالية من أقصى اليسار ( الكفاح المسلح )إلى أقصى اليمين بالمراهنة على اتفاق اوسلو والمفاوضات وهي مجردة من كل أوراق القوة .



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينما السوفياتية والتراث العلمي العربي
- - الشيخ الرئيس - ومشايخ الجهل
- المهام النضالية الآنية لليسار في عصر كورونا ( 3- 3 )
- المهام الآنية النضالية لليسار في عصر كورونا ( 2 )
- المهام النضالية الآنية لليسار في عصر كورونا ( 1 )
- واقتربت الساعة
- صراع عالمي في مواجهة خطر مشترك
- لماذا أنتصرت الصين على - كورونا - ؟
- كوبري قصر النيل في زمن كورونا
- مستقبل - الناتو - بعد جائحة كورونا
- - ووهان - تنهض وتفضح أنانية الرأسمالية
- كورونا بين الصين والرأسمالية الأميركية
- - كورونا - وأمريكا والأنظمة الاستبدادية
- 112 شركة تنمي الإستيطان .. فماذا أنتم فاعلون يا عرب ؟
- الناصريون والمراجعة الغائبة
- في ذكرى ميلاد عبد الناصر
- في تطور الملحمة النضالية لعرب 48
- هل بدأ العد العكسي لنهاية الإسلام السياسي ؟
- العالم بعد ثلاثين عاماً من انهيار الجدار ( 2-2 )
- العالم بعد ثلاثين عاماً من انهيار الجدار ( 1-2 )


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - عبد الناصر .. الهزيمة وآثار العدوان