أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صبحي مبارك مال الله - الإحتجاجات والتظاهرات والسيناريو الجاهز!!















المزيد.....

الإحتجاجات والتظاهرات والسيناريو الجاهز!!


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 6589 - 2020 / 6 / 10 - 13:05
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الإنسان عندما يشعر بأنه لايمتلك حقوقه المدنية أو حريته في التعبير، ويقع عليه ظلم لايستطيع مقاومته أو يبعده عنه ، فيواجه العقاب وهو أعزل .
وعندما يفكر بأن الدساتير والقوانين وحقوق الإنسان تحميه في الدولة الديمقراطية الليبرالية وتقر له حقوقه المشروعة، فيعود به التفكير بأن هذه فقط على الورق و يضيع في أروقة أجهزة القمع للدولة وهو بذلك لايستطيع ان يدافع عن نفسه وهو وحيداً أمام الآخر الذي أصبح هو القاضي وهو الجلاد في آن واحد.
لم تكن قضية (جورج فلويد) 46 عاماً ومقتله الوحيدة في تأريخ الجرائم من منطلق التمييز العنصري والعرقي ، بل هناك العشرات والمئات من الجرائم التي إرتكبتها السلطات القمعية . جورج فلويد مواطن أمريكي من أصل أفريقي أسود البشرة قُتل في 25 مايو /مايس 2020 في مدينة منيابولس- حي باودرهورن ، مينيسوتا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث قام ضابط شرطة أثناء إعتقال فلويد ، قام هذا الضابط وأسمه (ديريك تشوفين) بوضع ركبته على عنق المجني علية والضغط عليها بقسوة بالغة لمنعه من الحركة بما يقارب ثمان دقائق و46 ثانية أثناء ذلك قيدّ شرطيان آخران جورج فلويد بينما منع شرطي رابع المتفرجين من التدخل وخلال دقائق بدأ فلويد بالصراخ وبشكل متكرر (لاأستطيع التنفس) الذي أصبح شعار للتظاهرات كذلك صرخ بعض المارة طالبين من الشرطي التوقف عن ذلك ولكن خلال الدقائق الثلاث الأخيرة توقفت حركة فلويد ووقف نبضه ولم يُظهر ضباط الشرطة أي محاولة لإسعافه بل استمر شوفين بالضغط على عنق فلويد بركبته حتى عندما حاول مسعفوا الطوارئ الطبية إسعافه. وكما حدث للمواطن الشاب الأسود أوسكار كراند عام 2010 حيث قُتل على أيدي رجال الشرطة المتوحشين . وبعد مقتل جورج فلويد إندلعت التظاهرات والإحتجاجات العارمة في أكثر من مائة (100) مدينة في الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك في عواصم الدول الكبرى (بريطانيا ، فرنسا، ألمانيا وفي دول أوربا) وفي أستراليا إحتجاجاً على ما حصل للمواطن الأسود وكذلك تأييداً للحقوق المدنية وبالضد من العنصرية وأيضاً في كندا حيث إنضم رئيس الوزراء الكندي إلى الحشود التي تجمعت أمام البرلمان وكان برفقته الوزير من أصول أفريقية (أحمد حسين) . أصدرت مجموعة 66 خبيراً في مجال حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ((إدانة لاذعة لعمليات القتل الإرهابية العنصرية المعاصرة )) ونشرت المجموعة بيانين مشتركين رداً (ضد وحشية الشرطة والعنصرية الممنهجة ) في إعقاب العديد من عمليات القتل ضد السود ومن بينهم جورج فلويد وقال الخبراء بأن مشاهدة مقاطع الفديو -تصدم الضمير وتثير الرعب. إن أغلب جرائم القتل بدافع العنف العنصري لم يعاقب مرتكبيها من الشرطة . وقال الخبراء (ان الشرطة الأمريكية مازالت ملوثة بميراث الإرهاب العرقي ) ودعت المجموعة حكومة الولايات المتحدة إلى معالجة العنصرية الممنهجة والتمييز العنصري في نظام العدالة الجنائية في البلاد من خلال إجراء تحقيقات مستقلة وضمان المساءلة في جميع حالات الإستخدام المفرط للقوة من جانب الشرطة .
الإحتجاجات والتظاهرات :-إن مايحصل في الولايات المتحدة من تظاهرات ومسيرات إحتجاجية لاتختلف عن الإحتجاجات والتظاهرات التي إندلعت في العراق ، وفي البلدان العربية وما حصل في تظاهرات الربيع العربي في مصر وتونس واليمن وسوريا وليبيا وكذلك في بلدان ودول في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا وغيرها وعندما تشتد التظاهرات وتخرج بمئات الألوف من المواطنين فلابد من فضها بالقوة (وإستخدام السيناريو الجاهز ) وهذا السيناريو يعتمد على تشويه سمعة التظاهرات والإحتجاجات السلمية وشعاراتها وتحريك الطابور المُجند من العناصر الإجرامية و(البلطجية )وذوي السوابق لغرض إختلاق معارك جانبية تهاجم المتظاهرين والمحلات التجارية وتحطيم الممتلكات والسيارات وإشعال النيران، كما حصل في الإنتفاضة المصرية عام 1977 والتي سميت إنتفاضة الخبز وسماها السادات إنتفاضة أو ثورة الحرامية . لقد إندلعت الإنتفاضة الشعبية السلمية ضد الغلاء وجرت في يومي 18، 19 يناير -كانون الثاني 1977 وفي عدة مدن مصرية رفضاً لمشروع ميزانية رفع الأسعار للعديد من المواد الأساسية تبعاً لإجراءات تقشفية، والتي أعلن عنها نائب رئيس الوزراء للشؤون المالية والإقتصادية عبد المنعم القيسوني في خطاب له أمام مجلس النواب في 17يناير -كانون الثاني ونتيجة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لتدبير الموارد المالية .ردَّت الفعل، خرجت الجماهير للشوارع وتحدث الإعلام المصري الرسمي عن مخطط شيوعي لإحداث بلبلة وإضطرابات وقلب نظام الحكم ، وقامت الأجهزة القمعية بمحتلف أنواعها ومعها الطابور الخفي بقمع المتظاهرين وحرق المحلات التجارية والقيام بالنهب والسلب، لغرض إيجاد المبرر للإعتقالات وإنهاء التظاهرات بالقوة والنار والحديد. بعد ذلك تراجعت السلطات المصرية عن القرارات وتكرر ذلك في ثورة 25 يناير -كانون الثاني 2011 والتي سميت بثورة الغضب أو الثورة الشعبية المصرية والتي أدت إلى تنحي حسني مبارك بعج مرور 18يوماً من إندلاعها وعوملت بعنف من قبل القوات الأمنية وإستخدمت كل وسائل القمع ولكن الثورة استمرت .. وحدث أيضاً في العراق عندما إندلعت إنتفاضته الشعبية في تشرين الأول 2019 التي ساهم فيها مئات الآلاف من العراقيين بل تطورت الإنتفاضة إلى الإعتصامات في الساحات والمطالبة تحت شعار (نريد وطن) بالتغيير الجذري للطبقة السياسية الفاسدة ، لقد كانت التظاهرات العراقية والإنتفاضة سلمية، ولكن لجأت السلطات القمعية ومليشياتها إلى القمع وإستخدام كل الوسائل كما في جميع إنحاء العالم من خلال السيناريو المعلوم بإستخدام الغازالمسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي والإغتيالات والإعتقالات للنشطاء وغيرها من الوسائل ولكن الإنتفاضة إزدادت صموداً وإستطاعت تغيير الحكومة بإنتظار تنفيذ مطالب الجماهير . لقد كانت أعداد الضحايا كبيرة أكثر من سبعمائة شهيد وآلاف المعتقلين ومئات الجرحى والمختطفين فالأسلوب واحد في كل مكان. إن التظاهرات والإحتجاجات تنشأ نتيجة الإحتقان وتراكم الأزمات فالمطالب متعددة يجمعها هدف تنفيذ المطالب وتحقيق حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والمساواة . وتنطلق التظاهرات لأسباب الجوع والبطالة وعدم المساواة وغلاء المعيشة والفقر والتمييز العنصري ، فساد الدولة ونهب أموال الشعب والإعتقالات وسلب الحريات ومنها حرية التعبير والتظاهر .لقد زاد الأمر سوءاً جائحة كورونا ، والبطالة والكثير أصبح بدون عمل نتيجة القواعد الصحية وتداعيات الأوضاع الاقتصادية وتوقف دورة الإنتاج .فأصبح في أمريكا وحدها 43 مليون أمريكي بدون عمل. لقد بدأت الأحداث تتصاعد عالمياً بسبب صعود اليمين المتطرف في أوربا وبروزه في أمريكا ونتيجة الأزمات الدورية الرأسمالية، كما أدى التطرف اليميني إلى ظهور النازية والفاشية الجديدة وغياب العدالة الاجتماعية والمساواة ولكن يعتبر التمييز العنصري ضد السكان الأصليين وكذلك ضد السود في الولايات المتحدة موجود منذ الحقبة الإستعمارية حيث أعطي الأمريكيين أمتيازات وحقوق خاصة ببيض البشرة .لقد كان الأساس العنصري العرقي موجود منذ تأريخ طويل، في التمييز العنصري وكذلك الفصل العنصري، فالعنصرية تنعكس في عدم المساواة الاجتماعية والإقتصادية ولاتزال الطبقية العنصرية موجودة في التوظيف والإسكان والتعليم والإقراض، فالأمم المتحدة وشبكة حقوق الإنسان الأمريكية تشير إلى (ان التمييز العنصري في الولايات المتحدة يتخلل جميع جوانب الحياة ويمتد إلى جميع الأعراق غير البيضاء.فالمجتمع الأمريكي يعاني من مستويات عالية من العنصرية والتمييز خلال العشر سنوات الأولى من الألفية الثالثة ، وصعود حركة (اليمين البديل ) وهي عبارة عن تحالف قومي أبيض يسعى إلى طرد الأقليات الجنسية والعرقية في الولايات المتحدة، في شهر أب -أغسطس/2017 قامت هذه الحركة بمسيرة في مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا وكانت تهدف إلى توحيد الفصائل القومية البيضاء ضد الأقليات العرقية .لقد تبلور التمييز حول لون الإنسان ، أو جنسيته أو دينه وظهر الآن التمييز ضد المهاجرين الجدد .
إن تأريخ العبودية في أمريكا يعود إلى عام 1619 عندما تمّ جلب العبيد الأفارقة لأول مستعمرة في أمريكا الشمالية في ولاية فرجينيا وذلك للمساعدة في إنتاج المحاصيل المربحة مثل التبغ، وإنتشرت ممارسات بيع وشراء العبيد في القرنين ال17، 18 الميلادي لقد ساعد العبيد الأمريكيين الأفارقة في بناء الأسس الاقتصادية للدولة الجديدة . الإنسان العبد لايُعترف بأنسانيته ، فهو ملك مالكه ويعامل معاملة الحيوان ويستطيع قتله في أي وقت يشاء دون عقاب .وهناك تأريخ طويل حول النضال من أجل تحرير العبيد وصولاً إلى الحقوق المدنية تحت قيادة مارتن لوثر كنغ فضلاً عن قانون تحرير العبيد على يد الرئيس الأمريكي أبراهام لينكون-الرئيس السادس عشر- في اليوم 22 سبتمبر 1862 م واعتبر الأول من كانون الثاني 1863 بأن جميع العبيد المملوكين أحرار وإلى الأبد .ومن ثم حصلت الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب وانتهت العبودية والحرب الأهلية ربيع 1865. توجد الكثير من التفاصيل حول تأريخ العبودية في أمريكا والمآسي التي ترتبت عليها. ماحصل بعد مقتل جورج لويد هو نتيجة تراكم الإحتقان العنصري والتمييز ونحن في الألفية الثالثة .



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأطفال بين الحقوق وإستلابها !!
- ذكرى الإنتصار على النازية والفاشية
- رئيس مجلس الوزراء الجديد وبوصلة الشعب !!
- أزمة الرأسمالية الدورية وتداعيات فايروس كورونا المستجد
- تأرجح تشكيل الوزارة بين النجاح والفشل !!
- العنف ضد المرأة في ظل فايروس كورونا .......إلى أين ؟
- هل التكليف الثالث مُلزم بتوافقات جديدة ؟!
- هل هي دولة المواطنة أم دولة الطائفية ؟! ح3
- هل هي دولة المواطنة أم دولة الطائفية ؟! ح2
- هل هي دولة المواطنة أم دولة الطائفية ؟! ح1
- ماذا بعد إعتذار المكلف محمد توفيق علاوي ؟!
- إشكالية المضمون بين التغيير الجذري وبين الإصلاح
- تشكيل الوزارة بين إرادة الشعب وإرادة المتنفذين !
- الطبقة السياسية تختبأ وراء الطرف الثالث والحكومة تتجاهل الند ...
- تداعيات مابعد التكليف بين المعارضين والمؤيدين!!
- الحملات القمعية والمليشيات تهاجم المنتفضين..ولكن الإنتفاضة م ...
- إستمرار الإنتفاضة ومواجهة أساليب العنف والتصعيد
- مائة يوم من التظاهرات والإنتفاض والطبقة السياسية تدور حول نف ...
- الشعب يرفض تدوير وجوه الطبقة السياسية الفاسدة
- ماذا بعد إستقالة عادل عبد المهدي وحكومته؟


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صبحي مبارك مال الله - الإحتجاجات والتظاهرات والسيناريو الجاهز!!