أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - لافشال قرار الضم الاسرائيلي















المزيد.....

لافشال قرار الضم الاسرائيلي


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 6588 - 2020 / 6 / 9 - 16:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحتدم النقاش حول ما اذا كانت حكومة اليمن الاسرائيلي ستنفذ قرارها بضم المناطق الحدودية على طول نهر الأردن ام لا ويختلف المراقبون بشأن ذلك. ففيما يرجح البعض منهم إمكانية ذلك فان البعض الآخر يرى لإمكانية تنفيذه وجود سياق إقليمي ودولي قادر على استيعاب التداعيات التي قد تنجم عنه.

وعلى الرغم من أهمية هذا الجدل لتحديد الاحتمالات الأكثر ترجيحا لانعكاساته وتحديد سبل مواجهتها. غير أن ذلك لا يرقى إلى مستوى أهمية وضرورة فهم وتفكيك السياق الذي سيجري في إطاره تنفيذ هذا القرار.
وهذا تحديدا ما تحاول اسرائيل هندسته والسيطرة على اتجاهاته حيث خبرت طوال سنوات احتلالها للأراضي الفلسطينية فشلا ذريعا في خلق وإيجاد البيئة الملائمة لتنفيذ مخططاتها في الالتفاف على الحق الفلسطيني.
لذا فهي تعي بدقة وهي بصدد هذه المحاولة الجديدة أنها فشلت في إنقاذ مخططاتها السابقة لفرض الإدارة الذاتية كما فشلت في روابط القرى والمجالس القروية وغيرها، وتعلم يقينا أن مرد ذلك يعود لسببين أولهما مستوى الوعي الفلسطيني واصراره على افشالها وثانيهما غياب سياق دولي وإقليمي يوفر لها إمكانية تجاوزالرفض الفلسطيني، وهو ما جعلت منه هدفا استراتيجيا ينبغي تحقيقه لإضعاف فاعلية هذا الرفض.
وتفيد العودة لسلسلة المناورات الاسرائيلية منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي لمعرفة كيف ان تل أبيب عملت بنشاط كبير لتحقيق هدفها بخلق ذلك السياق او البيئة عملت على فصل المسار الفلسطيني عن بيئته الإقليمية والدولية حيث نجحت ابتداء من 1978 في اختطاف مصر من دائرة الصراع وصولا لمفاوضات مدريد - واشنطن وفصل وتفكيك مسارات التفاوض العربية بعضها عن بعض مرورا بأسلو وانتهاء بوادي عربة.
والحقيقة انه لم يكن لإسرائيل ان تصل وبتلك السرعة لهذه النتائج المذهلة لولا سلسلة الانهيارات التي ألمت بالنظام الإقليمي والتغيرات الجوهرية على وقعت على مستويات القوة فيه وطبيعة انتشارها والانقلاب في سلسلة قيمه التي بقيت ثابتة منذ تأسيسه وإلى عام 2003 حيث أُخرج العراق بدوره من دائرة الصراع.
ولم يتوقف النجاح الاسرائيلي عند حدود فصل مسارات الصراع بعضها عن بعض بل أنها عملت على اختراق النسيج الإقليمي للأمن القومي العربي وزامنت مع كل خطوة على هذا الصعيد بخطوة مقابلة في مماطلة الجانب الفلسطيني في الانصياع لاستحقاقات عملية السلام التي كانت تجري برعاية دولية قبل الاستيلاء الامريكي عليها خلال السنوات الأخيرة.
ومنذ عام 2011 وما حف المنطقة خلالها من تطورات لعل اخطرها الانقلاب الكلي في تحديد مصادر تهديد الأمن القومي العربي حيث تراجع ترتيب التهديد الاسرائيلي بعد ان تم تصنيع مصادر وهمية، عملت اسرائيل على استغلالها ليشكل لها ذلك غطاء وبإسناد أمريكي قوي وأحيانا بمشاركة فعالة ليس فقط للهروب من استحقاقات عملية السلام بل ومحاولة قتلها عبر سلسلة من الإجراءات والقرارات احادية الجانب كإقرار قانون يهودية الدولة واعتبار القدس الموحدة عاصمة أبدية لها ونقل السفارة الأمريكية إليها.
واليوم وحيث يصعب عدم الاعتراف بنجاح اسرائيل في تحقيق اختراق ملموس في جدار الرفض العربي الرسمي والدفع به إلى سطح العلنية الفاضحة بعد ان كان طوال السنوات الماضية طي الكتمان والسرية لتعميق فصل المسار الفلسطيني عن بيئته في المحيطين الإقليمي والدولي فإن النية الاسرائيلية تتجه حاليا لضم المناطق الحدودية على طول نهر الأردن وبعض المستوطنات في إطار تصور لإنهاء حل الدولتين وفرض أمر واقع لإجبار الفلسطينيين لقبول بالفكرة الاسرائيلية التاريخية للحل والقائمة اساسا على شكل من أشكال الحكم الذاتي الذي لا يخرج في افضل حالاته عن التصور الذي وضعه الوزير الإسرائيلي يغال آلون والمستند الى عقيدة ثابته جوهرها أن السيادة الإسرائيلية على جزء كبير من الأراضي التي تحتلها هي ضرورة للدفاع عن إسرائيل.
والعارفون بالزعيم الفلسطيني وقدرته الفائقة على الصبر والتحمل يدركون أن ذهابه للمواجهة المباشرة مع ترامب بعد ان اختار هذا الأخير انحيازا سافرا لاسرائيل كان يريد لصليل سيوفها صدى يستقر في آذان كثير من زعماء المنطقة انه يستحيل حتى مجرد التفكير بتجاوز الرقم الفلسطيني، واتبعها بمجموعة من القرارات والإجراءات الاستباقية التي تحول دون أدنى إمكانية لإضفاء اي شكل من أشكال الشرعية على هذه النية أو اي من مخرجاتها.
وقد كان من ابكر ما لجأ إليه الرئيس ابو مازن انه جرد الانفراد الامريكي برعاية عملية السلام من اي غطاء وطالب بإعادتها إلى بيئتها الإقليمية والدولية وتفعيل الشرعية الدولية، واستغل في إطار تأكيده على ذلك كافة المناسبات والاحدات لإعادة التذكير بالرفض الفلسطيني للرعاية المنفردة للولايات المتحدة لعملية السلام.
كما لم يتوان الرئيس عباس عن إرسال اشارات شديدة الوضوح وذات مغزى قاطع - وان اكتست في بعض الاحيان نوعا من الغموض الايجابي - إلى قيادات النظام الإقليمي العربي بانه لن يكون بوسع أي كان تجاوز الإرادة الفلسطينية في تحديد نوع التسوية التي قد يقبل بها الشعب الفلسطيني.
ولئن أحرزت هذه الاستراتيجية كثيرا من النجاح حيث اكدت معظم القرارات الرسمية العربية الصادرة عن أجهزة العمل المشترك والبيانات الثنائية على ثوابت الحل كما أُقرت سابقا فإن القيادة الفلسطينية وفي خطوة ذات دلالة قاطعة رفضت اقدام دولة الإمارات العربية المتحدة ارسال مساعدات طبية لها عن طريق اسرائيل وامتنعت عن تسلمها حيث وصلت على متن طائرة إماراتية حطت بمطار بن غوريون.
ووصفت السلطة الفلسطينية ذلك بانها محاولة لاستخدام جسر الحقوق الفلسطينية للعبور الى التطبيع مع إسرائيل، بل إن رئيس الوزراء الدكتور اشتيا وفي تصريح غير مسبوق في العمل الدبلوماسي والسياسي الفلسطيني رفض أي تحيل من اي جهة مهما كان وزنها وتحويله إلى أمر واقع قال ان السلطة الفلسطينية لم تسمع عن هذه المساعدات إلا عبر وسائل الاعلام.
هذا الانسجام بل والدقة في ضبط إيقاع العمل الفلسطيني السياسي بين الرئيس ورئيس الوزراء ومختلف هيئات صناعة واتخاذ القرار الفلسطيني وعدم ترك اي ثغرة قابلة للتأويل في جدار الرؤية الفلسطينية كانت تعكس وعيا دقيقا بأهمية قطع الطريق على الولايات المتحدة واسرأئيل لأحداث اي اختراق في السياق الإقليمي يمكن أن يوفر ولو بصورة غير مباشرة غطاء لقرار اسرائيل بضم منطقة نهر الأردن.
واليوم ونحن نقترب أكثر من الموعد الذي حددته اسرائيل لاعلان قرار الضم فإنه بات محتما ان يصار من قبل كافة الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني للدفع باتجاه الدعوة لعقد قمة عربية عاجلة تعيد التأكيد على قرارات قمة بيروت 2002 والضغط لإعادة مفاوضات السلام الى مسارها الطبيعي من حيث انتهت.
ان افراغ القرار الإسرائيلي من سياقه الإقليمي وتجريده من اي استناد يمكن أن يقوم عليه سوف لن يفرغه من محتواه ويجعله قرارا إسرائيليا منفردا لا قيمة له بل إنه سيمنع اسرائيل من القفز في الفراغ حيث انتظرت سنوات طوال حتى لا تقوم بذلك.

أستاذ الاعلام والاتصال في الجامعة التونسية



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو مازن” الذي رافق عملية السلام إلى حدود الهاوية يلقي اليوم ...
- مسلسل النهاية الذي عرى مفهوم السلام المشوه
- ملاحظات على هامش ادارة ازمة كورون.......هل تتغير آليات تفكير ...
- التطبيع مساحة الخلاف التي يحبذها البعض
- تدهور المكانة التفاعلية للنظام العربي طريق اسرائيل للاطاحة ب ...
- هل ستكون سوريا ضحية ايران الجديدة ؟؟
- تدويل الازمة السورية واحتمالات الحرب
- في الذكرى الاولى للثورة المصرية الصراع على تصحيح العلاقة بين ...
- الإستراتيجية الأميركية الجديدة: إعادة تكييف قوة الهيمنة على ...
- برهان غليون يستعجل الغزو الاجنبي لسوريا !!!.
- البوابة العراقية: لتفعيل الفوضى الخلاقة واسقاط سوريا والنمطق ...
- الدعوة السعودية لوحدة الخليج محاولة للاختباء خلف جدار العاصف ...
- التصادم بين الرغبوي والموضوعي
- السياق ألسببي لصعود الإسلام السياسي
- الصراع لاجل سوريا لا عليها
- التردد في التغيير: من الفوضى في التفكيرالى الفوضى في السلوك
- العوبة اجهاض نضوج عوامل القابلية الثورية
- ماذا وراء تصاعد حدة التهديدات الاسرئيلية بمهاجمة ايران ؟؟
- الردع السوري زمن الاحادية القطبية
- عندما يحلل هيكل...!!!


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - لافشال قرار الضم الاسرائيلي