أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل فضة - الحرية كلمة...غالية الثمن














المزيد.....

الحرية كلمة...غالية الثمن


فاضل فضة

الحوار المتمدن-العدد: 1588 - 2006 / 6 / 21 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يكفي ان تمنع الحريات ولا يكفي ان يدمّر مستوى معيشة الشعب ولا يكفي ان تمتلئ السجون بابناء سوريا. بل يمنع على الجميع حتى العمل، لمن وقع على إعلان. إعلان دمشق بيروت، في موسم الربيع لعام 2006. الإعلان النص العادي الذي تعاطف معه مجموعة من المثقفين السوريين واللبنانيين ووقعوه سوية في تمنيات لا يمكن تحقيقها إلا في ظروف حكومات وطنية للشعبين الشقيقين.

قد يستغرب المواطن السوري الذي تربّى في حضن ثقافة القمع والخوف والرعب أننا نستهجن مثل هذا الإعتقال العشوائي، "وما بتزبط" على أي مقاس في عقول جيل جديد من السوريين الذين لايعرفون معنى الحرية ولم يسمعوا بها إلا عبر تعاريف خادعة وكاذبة، كشعارات النظام البالونية في كل شئ سام وحضاري. نعم قد يستغرب أي فرد من الشعب السوري دهشتنا الجريحة حول سجن الناس لرأي فقط، ولسنوات اطول بحكمها من سجن قاتل أو اكبر مهرب مخدّرات في بلد مثل كندا، نعم قد يستغرب اي سوري إندهاشنا وحزننا وقرفنا من فصل رب عائلة من وظيفته، او سجن إنسان لعشرة سنوات بشكل مماثل لأحكام سجن الباستيل الذي دمرّه الفرنسيون في ثورتهم الدامغة في تاريخ البشرية.

إلى اين يسير اصحاب نعش النظام السوري، إلى أي من مقابر الأحياء يرغبون بإيصال هذا الوطن.
ألا يكفي الفساد الذي تطور ليصبح حوتا اكبر من حجم الأرض والشعب كله؟
ألا يكفي الظلم الذي وقع على كاهل الشعب المسكين الذي لاحق له بالحياة كأي شعب آخر على وجه الأرض؟
ألا تكفي سياسة التخلف والأمن والمخابرات المحاصرة لهمس المواطنين في حياتهم صبحاً ومساءً وليلاً؟

إلى أين يسير النظام السوري في سياساته العشوائية، إلى أين تسير هذه المدحلة البدائية في علاقة الدولة بمواطنيها، وإلى متى يمكن لسياسة القمع والأستبداد ان يستمرا؟

أشك في أن الشعب السوري تغير بقيمه، واشك في ان الشعب السوري غير قادر على محاكاة التطور البشري ليبنى بلداّ يسمو بسمعته بشكل مماثل لتاريخه العظيم.
لكنني لا أشك في ان المافيات وعقلية القرون الوسطى مازالت هي الحاكم الأول والأخير في دولة لم تتحمل في تاريخها مثل ماتحملته خلال العقود الأربعة الماضية.

قد يشوّه الضغط النفسي وظروف الحياة القاسية سمعة الشعب السوري ونفسية إنسانه الطيب، لكن الحقيقة تبقى ان هذا الشعب يحمل في داخله حسّ اقوى من كل آثار آلة الفساد التي سادت في حياته نتيجة حكم ديكتاتوري لا يرغب أن يفهم ان الزمن تغير وأن الحياة لم تعد كما كانت عليه في الماضي. ظاهرياً شوّهت قيم الإنسان السوري تحت وطئة الجوع والفقر وحق العيال والأطفال في عيش أقل من إنساني. شوّه نفسياً واخلاقياً وقيماً، كما شوه جسدياً كل من ذاق طعم "القهر" والعهر المخابراتي الخارج عن تاريخ العصر والارض في القرن الواحد والعشرين.

هل يعقل ان يتطور الأستبداد إلى هذا المستوى، وهل يعقل أنه في عام 2006، يمكن لنظام يسمي نفسه وطنياً أن يمارس الحكم بعقلية ماقبل التاريخ البشري.

لا أفهم ان معظم الذين نلتقي معهم خارج سورية، هم ضد النظام، لكنهم ولظروفهم المعيشية ولعدم تنظيمهم غير قادرين على فعل أي شئ. لذا أشك في ان السلطة المدنية حتى في أعلى المناصب وقرب رأسها، هي مع سياسة التخلف والقمع والإرهاب.
كلهم يرسلون رسائل سرية تقول انهم مرغمون على المسايرة والمداهنة واستمرار العيش، لكنهم لا يستطيعون ان يفعلوا أي شئ؟ تناقض غريب وعجيب، يرتبط بمقولة التدليس أو الحقيقة المتناقضة مع الذات في اكتساء اكثر من شخصية.

عن ماذا يدافع كل من يعمل مع النظام، أليس الحكم في سورية تحكّم مجموعة المصالح العسكرية والمخابرات وبعض الحيتان والمافيات الإقتصادية بشعب بأكمله كأنه في حظيرة خارجة عن تاريخ الأرض. لن يفهم النظام حق الشعب السوري لإنه لم يكن يوماً مهتماً بشعبه. ولن يفهم الشعب السوري ان النظام الحالي لا يستطيع بتركيبته الحالية ان يقدم له حقه في الحياة وحريته التي احرق معانيها.

فالحرية كلمة، كلمة فقط، ثمنها غال جدّاً لمن أرادها. والحرية لن تأتي على طبق من فضة او ذهب. الحرية للشعب السوري هي البحث عنها بكل الوسائل، أولها التحرر من الخوف والمطالبة بها، والخروج عن طاعة النظام. وحرية الشعب السوري ستبقى حبيسة اقبيته السوداء، إلى أن يفيق ماردها في ضمير الشعب السوري كله.



#فاضل_فضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستقرار السياسي ومسألة الاختلاف.. سوريا مثالاً
- طقوس الإنحطاط
- إنه الوطن لا تعبثوا به مجدداً
- ايران والحاجة إلى التكنولوجيا النووية
- تراكمات
- في العالم العربي فقط
- من اجل حفنة من الدولارات
- زمن البؤس
- إنهم يحرثون العقول
- في هذا الشرق الراكد
- في زمن التحولات والركود الأصعب
- موقف الإغتراب السوري سياسياً
- من اجل بناء وطن سوري للجميع
- إلى المبدعين السوريين، أين مهرجانكم الخاص بكمزز!!
- من أجل بناء وطن سوري للجميع
- الخروج من تجني الزمن
- انقذوا سورية قبل أن يفوت الأوان
- سريالية بدون عاطفة
- كندا وطن الإنسان
- سعادة السفير الجديد


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل فضة - الحرية كلمة...غالية الثمن