أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال الصباغ - كلنا لا نستطيع التنفس














المزيد.....

كلنا لا نستطيع التنفس


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 23:19
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لم يكن جورج فلويد الوحيد الذي لا يستطيع التنفس، فغالبية سكان الارض كذلك، كل يوم يمر يموت الالاف جوعا ومرضا ولا احد يلتفت اليهم، يخنقهم الفقر او انعدام العلاج، ليس لشيء فقط لانهم يعيشوف في الهند او اليمن او الصومال.
لا نستطيع التنفس لان بلطجية العالم يقررون ان يشنوا الحروب، في العراق وسوريا وليبيا وافغانستان، بينما يتنعم اصحاب المليارات بالمزيد منها. تقتل صواريخهم واسلحتهم ومرتزقتهم النساء والاطفال، ليظهر لنا بعد ذلك ترامب او بوتين او اردوغان او خامئي، وهم يتباكون على الحرية والديمقراطية والدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها! لكن هذا المصير بالطبع ليس بعيدا عن ارادة الزعماء الكبار ومصالح شركاتهم ومصارفهم ونفوذهم.
لا نستطيع التنفس لان الصراعات القومية والعنصرية والدينية والطائفية تقتل وتهجر وتضطهد الملايين من البشر، بدعم وتغذية من زعماء العالم، الذين يحلو لهم ان يدعمو كل اشكال التطرف والارهاب والتمييز في سبيل بقاء الناس تعيش صراعا وهميا يخدم بقاء نظام الاستغلال ويمكّن الحكومات التي تستغل الانسان من البقاء، محولة الصراع من صراع طبقي، الى صراعات عرقية وطائفية ودينية.
لا نستطيع التنفس يا فلويد، لانهم حولوا كل شيء الى سلعة حتى البشر، تحول الى سلعة تباع وتشترى، نعم كل شيء، فلا يمكن لاحد التعلم ولا دخول المستشفى ولا الحصول على اية خدمة دون ان يدفع، وان يبقى على مدار حياته يدفع، ليزداد فقرا ويزداد اصحاب رؤس الاموال غناً، عليك ان تكدح طوال عمرك لتخلف لاطفالك ديونا مستحقة الدفع، او قد تدخل السجن لانك لم تسدد في الموعد المحدد، وربما يجبرك الفقر وانعدام الفرص والبطالة الى اللجوء الى السرقة التي تأخذك الى سجون السلطة، او قد تدمن المخدرات التي تبيعها المافيات التي تحميها السلطة، وان اغلقت في وجهك جميع الابواب، فالانتحار موجود! فهل هناك بؤسا أكثر من هذا؟
لا نستطيع التنفس، لان زعماء عالم البشاعة والاستغلال والعبودية، يدعمون اسوء الانظمة والحكومات واكثرها رجعية، في مختلف بقاع الارض، لتبقى النساء تحت سلطة القمع والاضطهاد، لتصبح انسانا من الدرجة الثانية او حتى العاشرة، لا فرق ما دامت السيطرة لزعماء العشائر ورجال الدين الذين يستمدون بقائهم من تحقير النساء وتعنيفهن واستغلالهن، ومن بقاء المجتمعات متخلفة لا تؤمن بالتقدم والعلم والتحرر وتبقى في كهوف البربرية والرجعية.
لا نستطيع التنفس لان ثلث سكان الارض يعيشون في العشوائيات والثلث الاخر يعيشون بدفع اجورهم التي حصوا عليها بكدهم وكدحهم الى صاحب المنزل الذي يسكنون فيه.
لا نستطيع التنفس لان صرف انظمة الموت والرعب والارهاب على ترسانات الاسلحة وتطويرها يصل لترليونات الدولارات سنويا، من اجل ان تكون اكثر فتكا وقتلا لاكثر عدد من البشر، فيما لو استخدمت هذه الترليونات على معالجة الفقر والقضاء على الامراض والامية والبطالة، لعالجت مشكال الكرة الارضية برمتها بسنة واحدة.
لا نستطيع التنفس لانهم لوثوا الهواء والماء وقضوا على المساحات الخضراء والغابات بسبب جشعهم ووحشيتهم، لوثوا وخربوا كل شيء، فلا شيء مهم ما دامت جيوب التجار والملّاك واصحاب الشركات تنتفخ يوما بعد اخر.
نعم يا جورج فلويد جميعنا غير قادرين على التنفس، لانهم يخنقوننا كل يوم ويقتلوننا كل يوم، ويحرموننا حتى من الهواء النقي.



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أينما يكون الفقر والقمع تكون الانتفاضات والثورات
- في التعويل على الموقف الأمريكي
- حملات التشويه ضد رموز الانتفاضة
- الانتفاضة في زمن الكاظمي
- دروع من البراميل
- الشيوعي العراقي _ ستة وثمانون عاما على التأسيس
- مواقف الشيوعي العراقي وفق التفسير المادي لعلم النفس 
- حول مستقبل الانتفاضة
- مرحلة جديدة للانتفاضة
- مئة وخمسون عاما على ولادة لينين
- أنا وجدتي وكورونا
- مصير الانتفاضة بعد نهاية الحظر الوقائي
- الأيديولوجيا الرأسمالية بوصفها أداة للهيمنة


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال الصباغ - كلنا لا نستطيع التنفس