أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - من جورج واشنطن .. الى جورج فلويد .. الدونية الوجه الحقيقي للعبيد ..















المزيد.....

من جورج واشنطن .. الى جورج فلويد .. الدونية الوجه الحقيقي للعبيد ..


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدونية الوجه الحقيقي والواقعي للزنوج في ربوع بلاد العم سام منذ نشأتها العنصرية على طرد الهنود الحمر الذين يعود تاريخ سكنهم للمناطق المطلة على المحيط الاطلسي قِبل وبدء الاكتشافات الكولومبوسية وما بعدها وصولاً الى ايامنا الحالية التي تؤكد الولايات المتحدة الامريكية على انها من اعتى واعنف واذكى تنظيم دولى في العالم وتستطيع ان ترسم ما تراه من خطط سياسية وجغرافية عبر القارت المتداخلة ولها في كل جزء سواء هنا او هناك مرقد ومهبط وحراس مُعلنين ومخفين تلك هي تحديات الولايات المتحدة الامريكية .
تترنح سياسات امريكا بين مصالح متشعبة منتشرة في الداخل وفِي الخارج كما انها تستطيع الإقصاء الى ذلك الزعيم او الرئيس او الرمز وترشيح وتعيين لَهُ خلفاً برغم انف الشعوب ، دون العودة الى ما يُسمى حقوق الانسان او احتراماً لنصب الحرية الشاهق المنتصب والمطل على نهر هيدسون الشهير الذي يستيقظ وينام ويصحى ويسهر على اصوات النوارس وحريتها وتحليقها وغطها في الاجواء الفسيحة على مرأى ومسمع السكان والسواح الذين عندما تطأها ارجلهم فلا بد من الإنبهار للمنظر الحر الباعث للأمل والعيش والشعور بكامل حرية العقل والفكر والمعتقد في نيويورك بداية ونهاية الحلم الامريكي .
من جورج واشنطن الى جورج فلويد ! ليس لديكم سوى خِدمتنا لأنكم حُملتم الينا "كعبيد" لتأمين الخدمات التي لا يقوم بها "الأبيض إنتقاصاً من فضول غرورهِ ولونه الآرى" فلذلك عندما جُرّ العبيد الى اوروبا وامريكا على متن البواخر والمراكب والسفن الشراعية الضخمة التى كانت تخترق اعباب الأمواج العاتية في مجاهل المحيطات الغير مكتشفة كان لا بد من سواعد وزنود اقوياء ومتينة البنية تستطيع ان تقوم بواجباتها وتنفيذ اوامر "الربان والقبطان الأبيض " ، الذي يتزنر بحزام من فولاذ وذهب وصولجان وعصا يتكئ عليها فخوراً يضرب بها معلناً عن المسير والغوص الي المجهول ؟ حيث كان العبيد الذين يتم اختيارهم ربما يحالفهم الحظ من الانتقال من مناطق الفقر والمجهول الى وجود بعضاً من "الطعام والشراب" على متن تلك الوسائل للإبحار . وهناك من كتب عن الإبادة الجماعية للذين عايشوا كانوا لا يتحملون وليس لديهم مقدرة "الدوار البحري" وكانوا يُرموا جماعات في البحار للتخلص من اعباء تطبيبهم وكانوا طعاماً للأسماك البحرية المتوحشة ؟
اليوم يتحدثون في الولايات المتحدة الامريكية عن فوضى ربما غير خلاقة او اشبه بالقصص والروايات في عالم غريب تطاله الإرهاصات والتخبط في تحديد وتحدى الواقع . عندما تُضرمُ النيران في شوارع امريكا ويتم "إحراق علمها" على اراضيها ذلك ناتج عن وجع والم نخر النظام الحاكم بكل المقاييس والتعابير وربما عدم تقدير تحمل مسؤولية الاسباب الواقعية للأحداث. كما اننا تعودنا على رؤية تقزيم العلم الامريكي منذ عقود ماضية اثناء حرب " فيتنام"، ومقتل ومصرع القس الاسود والمصلح الاجتماعي والناشط الذي احدث تغييراً مرحلياً لمساندة قضايا حقوق وواجبات الزنوج السود الأفارقة سنة 1968.
" مايكل مارتن لوثر كينج " الذي احدث هزةً شعبية كانت اشبه بالتي تحصل اليوم . كما اننا شاهدنا كثيراً تظاهرات واعتصامات ضد الصلف والتدخل الامريكي الى جانب دول لها مصالح مباشرة على سبيل المثال الدولة الربيبة اسرائيل.
اما غاضبون وساخطون يُعبرون عن انتقامهم في اساليب مماثلة لما تعاملت وقامت به قوات الشرطة المحلية الفيدرالية اثناء مواجهة المركبات والسيارت وعربات ومدرعات الجيش الامريكى الذي من المفترض ان يكون خادماً وطنياً ليس انحيازياً . الى اية جهة او لون او عرق وان العوامل الاخيرة كانت ردات فعل الملونين من ابناء واحفاد مارتن لوثير كينغ الذي سقط جورج فلويد بعد التعامل معهُ على اسس عنصرية بحتة نتيجة الإختناق الذي تعرض لَهُ من قِبل مجموعة من الشرطة المحلية وكان هناك دوافع شريرة تسكن الضباط البيض وصبوا جام غضبهم على رقبة ذلك الشاب الذي وقع في "تعاطي الجريمة" لأسباب كلنا ندرى فصولها اولها "العنصرية المفرطة" في عدم تأمين العمل الدائم للشباب الذين لهم اعراق واردة ووافدة الى الولايات المتحدة الامريكية وخصوصاً من "العبيد" ومن الهنود ومن الشرق اوسطيين ، مع العلم ان هناك رؤساء امريكيون واخرهم دونالد ترامب برغم عرقهِ الآري الا انه وافدٌ من خارج الولايات المتحدة الامريكية.
لقد اثبتت اخر التوجهات الحاصلة الان ان الحزب الجمهوري وكثيرون من كباره يتعاملون مع واقعة جورج فلويد كأنها حادثة عابرة وسوف تمر عاجلاً ام اجلاً وهم يُساندون دونالد ترامب في معاقبة الزنوج والسود والخارجون عن القانون ولا غبار عليه في إستخدام كافة الإجراءات والوسائل المتاحة في نشر الشرطة والجيش والامن المركزي حول المناطق الحساسة التابعة لمراكز الدولة . كما انهُ إغتاظ عندما وصلت الاحتجاجات الى اسوار البيت الابيض الأمريكي حيثُ يسكن الرئيس ترامب مما اثار غضبه بعدما وصلت انباء عن تجاوز البعض الاسوار وتم تدبير تغطية امنية للرئيس بعد إنزاله الى طبقات سفلية اشبه بالملاجئ؟
على كل الذين يبحثون زيف الحقيقة او الاخبار الواردة الناتجة عن وكالات للأنباء وغيرها او من مصادر اخرى متشعبة وصولاً الى تقدير وتحليل عن منابع المصادر اياها "" قيل او اعلن او عبر وصرح "" ، هي مثيرة للجدل ، على الاقل ان نصدق المعلومات الحصيفة والمنتقاة والمؤكدة التي تتأرجح بين الواقع والخيال والتحاليل. وان نتوقف عن "إختلاق الخبريات " جزافاً تعويماً لما صار او لما يُصار .
هناك اعتبارات مهمة في الموضوع الشائك اليوم بعد تلك المهالك المتتالية التي توجهها امريكا الا تعتقد يا سيادة دونالد ترامب ؟ ان النظام الامريكي الذي وصلت الى حكمه انهُ عنصري ويدعم القوي ويستضيف الفقير . الا تعتقد انك بعدما تذوقت الاختباء تحت الارض خوفا من توسيخ ملابسك من اثار المظاهرات والاعتراضات ، الا تعتقد كم هي ثقيلة سلطة الكبار على افواه الصغار . الا تعتقد ان جورج فلويد وامثاله هم ضحايا سياسات قديمة وحديثة تتعامل معها كانها عابرة ولا تستحق المناقشة والمتابعة ؟ فقط لأنك تُغرِدُ من منطلقات عنصرية تتهم اخصامك بأبشع واقذع التعابير الفاضحة وصولاً الى اتهام الذين يعترضون ويتظاهرون انهم كلاب مسعورة لا يستحقون حتى العظام اليابسة .
الأعتراض على سياساتك ليس في واشنطن ولا نيويورك و لا لوس انجلس ولا سان فرانسيسكو ولا مينوسيتا حيثُ تم اغتيال جورج فلويد .
بل اكثر وابعد من حدودك المصوّنة وصولاً الى كندا وباريس ولندن والنرويج والسويد وكافة عواصم دول افريقيا ، هناك الملايين الذين ينهمكون في اتهامك العنصري الاول والمحرض الاول على التفرقة بين الاسود والابيض ،بين الكوري الجنوبي والكوري الشمالي ،بين الهندي والصيني، بين الأسيوى والاوروبي ،بين العرب والفرس ،بين كافة الالوان في امريكا الجنوبية ، وحدودك مع المكسيك لها اثار عنصرية استيقظت بعد وصولك الى البيت الابيض وإعلانك عن تشييد حائط عنصري فاصل كالذي شيدتهُ اسرائيل الصهيونية ضد ابناء الارض فلسطين والشعوب، انك بإسلوبك وتهورك العنصري قد تأخذ العالم الى حروب لا قرار لها ولا امان خصوصاً بعد وصول طعم الهروب من اصوات دكت اذانك قرب البيت الابيض.
ما بالك يا سيادة الرئيس وماذا تنتظر من الذين هم جائعون فقراء تهاجمهم عنصريتك وتفرقتك وربما يواجهوا النهب والإغتصاب الجماعي .
انك يا سيادة الرئيس حملت الكتاب المقدس ""الانجيل "" وخرجت مع كبار حراسك والخبراء وإلتقاط الصور اثناء تجوالك الى جانب اسوار الكنيسة ما هي الا مواقف غير مدروسة سوف تتحول الى نقمة دينية وتصاعد وتزايد في العنصرية المزروعة في داخل عقلك الغير متوازن.
يعني ذلك فتح كوة جديدة في جدار العنصرية التي تحميها وتنميها وتعمل على امتدادها الى ولاية رئاسية قادمة .
انك حتى في توجيه رسالات الى خصومك في الحزب الديموقراطي تسكنها الاف التغريدات الغير عادية والناتجة عن عنصرية في وصفك اياهم كمن يحمي ويلجم ويروض الكلاب الصعرانة . كما ان منظمات التابعة للشباب من "" الأنتيفا "" وصفتهم بالخونة والمأجورين التابعين للشيوعية واذنابها وانهم يسعون الى القضاء على كل مقرات الشرطة ومراكز الامن والدولة وتخريب امريكا التي تحكمها.
التضامن مع قضية جورج فلويد تُعتبرُ خط مواجهة ضد العنصرية والرأسمالية والإمبريالية العالمية التى تتحكم بالشعوب. اخر كلام جورج فلويد لا استطيع التنفس بسهولة ، لكن الشعوب طريقها ودربها طويل ولا بد لها من ارضية وفسحة كاملة للحرية ونفسها اطول من معتقدات دونالد ترامب وجورج واشنطن .

عصام محمد جميل مروة..
اوسلو في /7 / حزيران / 2020 / .



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكبة .. نكسة .. ثم هزائم .. ما زالت المقاومة
- خمسون عاماً على النكسة ونحنُ نُراوِحُ .. في المكان .. حتى تم ...
- إقفال مكتب واشنطن لا يُنهي حق .. فلسطين المشروع في إقامة الد ...
- حنين قبل حريق لبنان الكبير ..
- عودة حرب النجوم في الإعلام الغربي مع إلغاء .. الإتفاقات النو ...
- تعدُد الآلهة والإنسان واحد .. الشكوّك تتتالى والهوية غائبة . ...
- لماذا مناشير اسرائيل صدقت .. ومقاومة العرب إنقرضت ..
- ترقُب صامت لآثام فرنسا إتجاه حجز حرية .. الثائر اللبناني جور ...
- الخطاب الشعبوي الهابط أدى دوراً .. دمويًا في الكراهية من أرا ...
- دراكولا مصاص دماء الفقراء في لبنان .. سفاح الليرة اللبنانية ...
- إستقدام الفلاشا وإستغلالهم لمصالح .. عنصرية في دولة الصهاينة ...
- كِفاح و نضال و تواضع العمال .. ضد تعالى رؤوس الأموال ..
- ماذا يُخفيّ ترامب خلف غزواتهِ .. على السيدات النائبات الأجنب ...
- هل إسقاط حق العمل الفلسطيني في لبنان .. سهواً ام خِطةٍ مدروس ...
- الحجّر العقلي لدونالد ترامب ومن يقفُ قبل وبعد الجائحة المُدو ...
- صمود الأسير الفلسطيني اصلب .. من حصون السجون الصهيونية ..
- رُفِعت اثارُها من الشوارع لكنها نُصِبّت في النصوص والنفوس .. ...
- مرور مِئة عام على وعد بلفور ..
- مكتوب للصحفي السمير .. النديم سمير عطاالله ..
- بِلاد الحضارات .. والرافدين .. مُستنقعُ آلام وآهات ..


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - من جورج واشنطن .. الى جورج فلويد .. الدونية الوجه الحقيقي للعبيد ..