أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - القصيمي.. من الوهابية الى الالحادية1/ 3














المزيد.....

القصيمي.. من الوهابية الى الالحادية1/ 3


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 13:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة
لا الشك أن البيئة التي يعيش فيها الانسان، لها تأثير مباشر على حياته وافكاره، وعلى تكوين شخصيته كذلك، وبناء ثقافته، وهذا التأثير يأتي على نمطين معيين: الاول هي البيئة نفسها، من مناخها وتضاريسها، وجوها الخاص؛ كالحراجة، واليبوسة، أو الجفاف، أو الرطوبة، وغيرها. فمثلا الانسان الذي يعيش في الاماكن الباردة، الشمالية، هو ليس كالإنسان الذي يعيش في المناطق الجنوبية أو الوسط. والتأثير يأتي على حالته النفسية، فيلقي بظلالها على نفسيه مباشرة؛ كأن يصبح حاد المزاج أو بالعكس. والتأثير الثاني، هو تأثير المجتمع الذي يعيش فيه الانسان، فالمتجمعات متفاوتة فيما بينها، خصوصا المجتمعات العربية الاسلامية، فهي مختلفة جدا عن المجتمعات الغربية؛ لخصوصيات هذه المجتمعات. فينهل ذلك الانسان من ثقافتها ويقتبس من حضارتها، ويأخذ من بيئتها كل ما يجده شاخصا أمامه، فتترسخ كل تلك القضايا في ذهنه، وتختزن في فكره، ولا يستطيع بعدئذ أن يغادرها أو ينكرها أو ينبذها، كأنها آيات سماوية نزل بها الوحي.
فقليل هُم الذين غيروا تلك الافكار والاطر، ونبذوا تلك الثقافة، بعد جهد جهيد من البحث والمطالعة، والصراعات النفسية، والنقد والتمحيص والفرز، والتأمل في تلك القضايا التي تعلمها من دون أن يسأل عن صحتها أو عن باطلها، أنْ رأى فيها باطلا، بل يأخذها كمسلمات لا يتسرب اليها الشك والريبة. ومن هؤلاء الذين عنيناهم في هذه المقدمة هو عبد الله القصيمي.
وقسمنا البحث الى اربعة مراحل:

مرحلة الطفولة قاسية
عبد الله بن علي النجـدي القصيمي(1907م- 1996م - 1416هـ). وُلد في "قرية خب الحلوة الواقعة إلى غرب مدينة بريدة في نجد في المملكة العربية السعودية، والده الشيخ علي الصعيدي الذي انتقل إلى خب الحلوة من منطقة حائل، عرف عنه تزمته الديني وانتقل إلى الشارقة لزيادة علومه الدينية، بالإضافة للعمل التجاري".
وعاش القصيمي حياة فقر وحرمان وبؤس، منذ باكورة حياته، بعد فراق والده لوالدته في ظروف غير واضحة المعالم، وانقطاع أخبار والده عنه مدة طويلة، حيث انفصلت عُري الابوة عنه، وهو في اشد الحاجه اليه، خصوصا في هذه السن (العاشرة)، فعمل أجيرًا ليعيل نفسه وهو في كنف اخواله، ثم بدأ رحلة البحث عن والده الذي انتقل إلى بعض مناطق الخليج حتى حصل تم الوصول اليه، والتقى بوالده بعد رحلة بحث شاقة تكبد خلالها المصاعب والمتاعب، ونال ما نال من شظف الحياة وقسوتها.
ومثل تلك الظروف التي مرّ بها القصيمي لا أحد يدرك حجم آلامها إلاّ الذي يعيشها، حيث لها تأثير واضح على نفسيته وعلى شخصيته، اذ قد يشعر بالضياع وبمستقبل ضبابي. ومثل هذه الظروف التي تمر على الانسان وهو في هذه الحياة المبكرة، عالجها علماء النفس وبينوا تأثيرها على نفسية الطفل الذي هو في هذه السن المبكرة، ولو بعد حين، فالتأثير سواء كان سلبي أم ايجابي.
كان والد القصيمي رجل متشدد، متعصبا في دينه، وفي عاداته التي كسبها من محيطة الملغوم بالأفكار الدينية المبنية على الكراهية وعدم قبول الآخر؛ وما كان منه إلاّ أن يزق تلك الافكار والمعارف الدينية لولده عبد الله زقا، وهي عبارة عن معلومات في الدين وفي الفقه وفي اقوال المشايخ التي تعلموها هُم بدورهم من الكتب الفقهية المشددة، والتي يعوّل عليها ذلك المجتمع، فضلا عن حفظه للقرآن. وكان الفتى عبد الله ذكيا سريع الحفظ، ثاقب الفكر، يتلقف كل ما يسمعه من ابيه ومن غيره تلقف المغناطيس لبرادة الحديد: من ثقافات ذلك العصر. ووالده يراقبه عن كثب، ليرى مدى استيعاب ولده، مما جعل منه متشددا كأنه نسخة مصورة منه.
فارق والده الحياة وعبد الله لم يبلغ الحلم بعدُ، فما كان من إلاّ أن يشد الرحال بهدف تلقي العلم والمعرفة في عدة بلدان عربية ومنها العراق. ففي العراق "تابع القصيمي تعليمه في مدرسة الشيخ أمين الشنقيطي، في منطقة الزبير التابعة للبصرة في جنوب العراق، ثم التحق بالمدرسة الرحمانية بنفس المنطقة، ومن ثم رحل إلى الهند ومكث فيها عامين، عاد من الهند إلى العراق والتحق بالمدرسة الكاظمية ثم رحل إلى دمشق، ومن دمشق إلى القاهرة حيث كانت بدايته الحقيقية هناك".
وانتهى به المطاف إلى جامعة الأزهر، وهو يحمل في جعبته تلك الافكار التي أخذها عن والده، المتمثلة في تعاليم محمد عبد الوهاب وأفكار ما يسمى بالسلف الصالح، كتعاليم ابن تيمية التكفيرية المتعصبة، وسار بها الى مصر، وكانت تلك الافطار والاطر غير منسجمة مع رجال الدين والمشايخ في مصر عموما، ورجال دين الازهر على وجه الخصوص، حيث الفكر الوهابي هناك لم يكن متغلغلا بعد حينذاك، فالأفكار والتعاليم والدروس معظمها تقريبا يطفو عليها تعاليم الشيخ محمد عبده شيخ الازهر في حينه، ثم تلميذه الشيخ محمد رشيد رضا، وغيرهما.
فتم قبوله في الازهر، كطالب علم يتلقى العلوم حاله حال الآخرين، الذين جاؤوا من كل حدب وصوب لأخذ العلم والمعرفة الدينية، فوجد أن كثيرا من العلوم الدينية التي يدرسها الازهر لطلابه لا تنسم انسجاما تاما مع الدروس التي تعلمها من والده، ومن مجتمعه ذاك في ارض بلاده.
هنا، بدأت مرحة جديدة تطرأ على أفكار ورؤى عبد الله القصيمي؛ وهي ما نعدها مرحلة تاريخية مهمة في حياته، نقلته بدورها الى مراحل أخرى تباعا أكثر تطورا، فقلبت حياته الفكرية والايمانية رأسا على عقب، وهذه المرحلة هي:



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تاريخ الشذوذ (1)
- من هو الفيلسوف الاطول عمرًا والاغزر نتاجًا؟2/ 2
- من هو الفيلسوف الاطول عمرًا والاغزر نتاجًا؟1/ 2
- الحروب الدينية:(ف:3 )الاسلام: (1)
- بحث في الدين(5)
- بحث في الدين(4)
- بحث في الدين (3)
- هل كان علي الوردي تيميًا؟1/ 2
- هل كان علي الوردي تيميًا؟2/ 2
- ذكريات بطعم التعاسة(1)
- ذكريات بطعم التعاسة(2)
- الشيخ عبد الرازق والقول بتفلسف ابن تيمية2/ 2
- الشيخ عبد الرازق والقول بتفلسف ابن تيمية1/ 2
- الختان كما يراه فرويد
- فلسفة الفن عند زكي نجيب محمود2/ 2
- فلسفة الفن عند زكي نجيب محمود1/ 2
- جريمة الاغتصاب: تحليل سيكولوجي2/ 2
- جريمة الاغتصاب: تحليل سيكولوجي 1 /2
- أبن خلدون ونبذ الفلسفة(1)
- (فجر الاسلام) وموضوع الزرادشتية(2)


المزيد.....




- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - القصيمي.. من الوهابية الى الالحادية1/ 3