أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - ودروس أمريكا أيضا..















المزيد.....

ودروس أمريكا أيضا..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 04:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد نموت وفي أنفسنا "شيء من لكن"..

تحدثنا وأسهبنا في الحديث عن الدروس والتجارب. لم نترك تجربة إلا ونبشنا في تفاصيلها (كثيرا ما كان نبشنا سطحيا)، من أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وافريقيا. مجدنا العمال والفلاحين الفقراء والمثقفين الثوريين والجماهير الشعبية المضطهدة... وكم تباهينا بالانتماء الى هذه التجربة أو تلك، حتى صار من عادتنا الاستدلال ببعض التجارب ودروسها، وأحيانا ببعض رموزها، من أجل الإقناع والدفاع عن مواقفنا وتوجهاتنا السياسية! وكلما لاح في الأفق جديد، ارتمينا عليه كارتماء الغريق على أي قش من أجل النجاة. وتابعنا جميعا الاحتفاء ببعض "الحناجر" المغردة في أجواء انتفاضة 20 فبراير والتهافت على "اقتناصها"، وما هو مآلها اليوم؟ ونذكر كيف تفجر الفرح في الأعين وبات حلم الخلاص قريبا إثر حملة المقاطعة، وكيف كان الرهان عليها لهزم "الليبرالية المتوحشة"!! ونذكر التعاطي العاطفي والشكلي مع نضالات الريف وجرادة وزاكورة... وبالمعنى المغربي: "تعاطف الدجاجة بدون أثداء"!!
لن أغوص كثيرا في الماضي سواء البعيد أو القريب، لأذكر الحديث وبحماس مبالغ فيه يشبه ما تملكنا رغما عنا إبان انفجار "الربيع العربي"؛ قلت أذكر الحديث عن دروس اليونان (سيريزا، أي تحالف/ائتلاف اليسار الراديكالي) وعن دروس اسبانيا (PODEMOS، بمعنى "قادرون") وعن دروس فرنسا (GILETS JAUNES، السترات الصفراء). لكن، "أفل" كل ذلك.. وسيتجدد الحديث عن دروس أخرى، ومن بينها دروس أمريكا أيضا (الربيع الأمريكي اليوم)..
كل التجارب مفيدة، ونؤكد الناجحة منها والفاشلة. لأنها تفتح أعيننا على الجديد وتخلصنا من بعض الإعاقة والشوائب التي لازمتنا لسنوات وعقود، وخاصة إعاقة الخوف وشائبة العفوية... وما حصل بالولايات المتحدة الأمريكية في هذه الآونة ليس جديدا في عمقه. بالفعل، ما حصل جديد في شكله وعرف انخراط فئات اجتماعية مختلفة، لكن بعاطفة وعفوية وتلقائية، وفي غياب أي ارتباطات طبقية أو تأطير تنظيمي فعلي ( أثر وتأثير "انتيفا" مثلا). فمادامت العنصرية مستمرة وبأبشع صورها، وكذلك الاستغلال والاضطهاد الطبقيين للسود وللبيض أيضا، لن يتوقف الاحتجاج ولن يهدأ بال المستأسدين على خيرات الشعوب اليوم أو غدا. لقد صدمت البعض منا همجية القوى القمعية الأمريكية وصلافتها، وهي نفس الهمجية الفرنسية التي تصدت لاحتجاجات السترات الصفراء. نحن خبرنا الهمجية بكل أصنافها، المادية والمعنوية، ولم نعد نتوقع غير هذه الهمجية في مواجهة نضالات الشعوب المضطهدة التواقة الى التحرر والانعتاق بكل بقاع العالم. فكما لنا دروس في تجارب الشعوب المستعبدة، للأنظمة الرجعية دروس في تجارب القمع والقتل. فعندما تصنع الشعوب الأشكال النضالية الراقية، تصنع الرجعية والصهيونية والامبريالية آليات الموت والدمار... فالقتل البشع الذي تعرض له المواطن الأمريكي جورج فلويد هو نفسه القتل الذي يتعرض له المواطن الفلسطيني من طرف الأجهزة القمعية للكيان الصهيوني.
ولننتظر الجواب الوقح، ليس بالضرورة من طرف النظام، ذلك تحصيل حاصل، بل من طرف أحزابنا السياسية وقياداتنا النقابية والجمعوية المتواطئة: هل نسيتم تدخل الأجهزة "الأمنية" بفرنسا في مواجهة السترات الصفر؟ وهل أغفلتم دور الأجهزة "الأمنية" بالولايات المتحدة الأمريكية بعد اغتيال جورج فلويد؟ إننا أرحم منهم في مواجهتكم أيها "الجاحدون"، أيها "الأنذال"، أيها "الأوباش"!!
لكن، ويا لكن!! قد نموت وفي أنفسنا "شيء من لكن" وليس "شيء من حتى" كما هو متداول. متى سنبقى منبهرين بهذه التجربة أو تلك، من دروس أوروبا وعبر أسيا وافريقيا الى أمريكا اللاتينية، ودروس أمريكا أيضا...؟
وضعت إجابات مختلفة بالمغرب وخارج المغرب، ومنذ مدة بعيدة؛ وليست كلها خاطئة أو تافهة. وراكم شعبنا ومناضلوه ما يكفي من التضحيات والبطولات. فلم يعد هناك مجال للتبخيس أو للاختباء وراء السؤال التاريخي "ما العمل؟" أو أسئلة أخرى كانت الى وقت قريب حارقة، مثل: لماذا يا ترى بعد كل هذه الدروس والتجارب، لم نغادر عنق الزجاجة؟ لماذا لم نبارح مكاننا رغم التضحيات المقدمة والجهود المبذولة؟ أين يكمن الخلل؟
الصورة واضحة، من يريد أن يعمل، فليعمل؛ ومن لا يريد أن يعمل، فليصمت. وليس الصمت غير تزكية الأوضاع القائمة، لأنه لا حياد في الصراع.
قرأنا عن التحالفات السياسية وسعينا اليها، بل ومارسنا بعضها ولو في صيغة التنسيق والتواصل وفي حدود ضيقة أو داخل بعض الإطارات الجماهيرية (الجمعيات والنقابات). لكنها فشلت، بل أنتجت الحقد على المناضلين وعلى الفعل النضالي الجذري. لأن لبعض أطرافها خلفية التركيع والولاء (القيادة) والخضوع للسقف الإصلاحي (نظريا). علما أن الواقع في حاجة الى إصلاحيين حقيقيين والى ديمقراطيين حقيقيين. فالصراع الطبقي يتقدم بتفاعل وتضحيات كل من ينشد التغيير الجذري. فلابد من رفع الشعارات البورجوازية، مثل الحرية والديمقراطية وباقي حقوق الإنسان والإصلاح الزراعي في مرحلة الثورة البورجوازية. ولابد من تحالف كل من تهمه هذه الشعارات، تحت قيادة القوى الثورية ذات الأفق البعيد (الاشتراكية والشيوعية).
درسنا تعدد الذكاءات، ولم نتبين بعد أي ذكاء يخصنا؛ نقصد أنفسنا، أي النخبة التي بنت لها الأبراج والمعابد والهياكل "الذهبية". لا نعمم، كما دائما، ولا نقصد العمال أو المناضلين الملتحمين بالعمال وبأوسع الجماهير الشعبية، وخير مثال اليوم ملاحم عمال امانور بطنجة وتطوان والرباط وعمال النظافة بالسعيدية والعمال الزراعيين باشتوكة أيت باها ومعارك وأخرى للطلبة والمعطلين ولأطر الصحة والتدريس وللمعتقلين السياسيين وعائلاتهم... ولا أقصد شعبنا، فانتفاضاته غنية عن التعريف، منذ الخمسينات الماضية الى اليوم، وشهداؤه أعصياء على الإحصاء...
وشئنا أم أبينا، نحن سجينو بوطقة البورجوازية الصغيرة، خاصة على مستوى الممارسة، نريد فرض ذاتنا المشوهة على الواقع، ونحن بعيدون عنه. حروبنا الهامشية لا تنتهي، ونرجسيتنا تقتل الفعل النضالي. وثبت عبر مراحل تورطنا في إعادة إنتاج مآسي شعبنا المتمثلة في التيه وتكرار، بل صنع الفشل. نسعى الى نجاح ذاتنا وإطاراتنا الهشة على حساب نجاح قضية شعبنا. وربما الذكاء الذي يخصنا هو "الذكاء الانتهازي" المستمد من انتهازية البورجوازية الصغيرة وتذبذبها، نظرا لسلبيته أمام إيجابية باقي الذكاءات. فبالعودة الى التجارب النضالية السابقة، سنجد القلة القليلة في صفوفنا التي بقيت على العهد وطوقت عنقها بمهمة صيانة الإرث النضالي لشعبنا وتطويره.. كلنا (أصحاب الذاكرة الحية) يذكر كم من أسماء قامت لها الدنيا، لكنها قعدت!! أين خريجي الجامعات وخريجي السجون (التي من قلبها ينبع الثوار) وخريجي الحركات والتنسيقيات والنقابات والتيارات السياسية...؟ لنمتلك ذرة من الجرأة، ولننظر في مرآة شعبنا. من نحن حقيقة؟ ماذا أنجزنا؟ ماذا تحقق؟
إننا لا نحب "الآفلين" ولم نراهن عليهم أثناء "مجدهم" أحياء أو أمواتا، ولنعمل على توفير شروط "بزوغ" فجرنا الأكيد، فجر شعبنا الآتي...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تكذبون؟!!(*)
- عمال امانور أبطال مرحلة..
- عمال امانور، أولا وأخيرا..
- الشهيد عبد الله موناصير يطرق أبوابنا
- ذكرى انتفاضة ماي 1968
- الجبهة الحاضرة/الغائبة
- الإضراب عن الطعام..
- باقة ورد ممنوع
- دوائر الممنوع..
- رمضان ومعركة الشهيدين..
- يعرفوننا أكثر مما نعرفهم..
- فاتح ماي في عام كورونا
- في ذكرى الشهيد محمد كرينة
- الصمود أو الانهيار
- بعض مضحكات ومبكيات السجن..
- رسالة مفتوحة الى الميلودي موخاريق
- كفى من الفرص الضائعة!!
- الصمت
- شيء عن الحجر القمعي سنة 1984
- المناضل اليوم..


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - ودروس أمريكا أيضا..