أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - تقديم دراسة: ماركسية أنطونيو غرامشي الثورية، بقلم ليفيو مايتان














المزيد.....

تقديم دراسة: ماركسية أنطونيو غرامشي الثورية، بقلم ليفيو مايتان


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 01:34
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


لم يمارس أنطونيو غرامشي، إبان حياته، تأثيرا حاسما في الحزب الذي أسهم في بنائه سوى خلال حقبة وجيزة إلى حد ما. فقبل انشقاق ليفورن (1291)، ومباشرة بعده، تعلق إسهامه النظري والسياسي بوجه خاص بمنطقة تورينو، ووازنته إلى حد كبير هيمنة بورديغا Bordiga على الصعيد الوطني. ولم يضطلع بدور رئيس في حزبه إلا بدءا من لحظة شنه، بتنسيق مع قيادة الأممية الشيوعية، معركته بقصد تكوين مجموعة قيادية جديدة. واستمر ذلك حتى اعتقاله. ومنذئذ، لزَم مُضي أكثر من عشرين سنة كي يتبوأ فكره وشخصيته مكانة مركزية في الحركة العمالية الايطالية.

كانت دفاتر السجن، التي جرى الشروع في نشرها في العام 8491، اكتشافا حقيقيا. لكن الميل إلى استعمالها لأهداف سياسية ظرفية طغى على تحليل قيمتها الجوهرية الخاصة. هذا فضلا عن كونها نُشرت إبان سنوات أكبر سطوة للستالينية على الحركة العمالية الايطالية. وتعرضت، مثل رسائل السجن، لصنوف تلاعب وحتى تزوير، يتحمل بلا شك پالميرو تولياتي Palmiro Togliatti مسؤوليتها المباشرة.

كان قصْدُ الحزب الشيوعي الايطالي الأول بنشره دفاتر السجن تعظيم هيبته الخاصة. فأحد مؤسسيه لم يقاوم بتفان ورباطة جأش الاضطهاد الفاشي وحسب، بل حافظ على كل قوته الفكرية في ظروف بالغة الصعوبة، مورثاً الحركة العمالية كتابات ذات قيمة سياسية وفكرية عالية جدا. فما خلا أنطونيو لابريولا Antonio Labriola، لم يقدم أحد هكذا إسهاما للماركسية بايطاليا.

لكن، كانت لقادة الحزب الشيوعي الايطالي مصلحةٌ أيضا في استغلال غرامشي في اتجاه أدق. فقد عرضوه رائدا للإستراتيجية التي تبنوا منذ العام 4491. وفي الآن ذاته، ما كان لما تمثله مقاربة غرامشي وأسلوبه من ثقل موازن إلا أن يُعينهم في تلك الحقبة حيث كانت الحركة الشيوعية العالمية تتراءى بسمات الستالينية المنفرة. نعيد إلى الأذهان، مثلا، أن ثقافة الحركة الشيوعية في متم سنوات الأربعين كانت تحت سطوة أندريي جدانوف، الذي أخضع الانتلجنسيا السوفيتية لمحاكم تفتيش. كان ذلك أمراً لا يُطاق من قبل الحزب الشيوعي الايطالي والمثقفين المتأثرين به ذوي الدور المهيمن إلى حد كبير في ثقافة البلد. وفور أن أصبحت دفاتر السجن، وبمقام أول الملاحظات حول المثقفين، معروفة بات بوسع الجميع إدراك الفرق وتفضيل الاستناد إلى غرامشي. [1]

بدأ طور ثان من استعمال غرامشي بعد مؤتمر الحزب الشيوعي الايطالي العشرين في كانون أول/ ديسمبر العام 6591. وفي تلك اللحظة بوجه، خاص جرى التأكيد على مفهوم الهيمنة. وذاك من أجل تخل نهائي عن مفهوم ديكتاتورية البروليتاريا، وأقصى طمس لمنظور إستراتيجية الاستيلاء على السلطة.

بديهي أنه بقدر ما كان الحزب الشيوعي الايطالي يستكمل مراجعته الإيديولوجية والسياسية، بتبنيه المقاربة الاشتراكية الديمقراطية الكلاسيكية بصدد القيمة العامة للديمقراطية (البرجوازية) وبتعريف نفسه في آخر المطاف بما هو «جزء لا يتجزأ من اليسار الأوربي»، كان الاستناد إلى غرامشي يثير مشاكل لا حل لها. والصعوبة جوهرية بالمقام الأول، ولكنها تكتيكية أيضا. ووجب على قادة الحزب الشيوعي الايطالي، في محاولتهم منح ضمانات لشركاء فعليين أو محتملين، إثبات «تجاوزوهم» مراحل تاريخهم التي كان غرامشي رمزا لها. هكذا انتهى بهم الأمر إلى المواقف التي عبر عنها، في مقابلة حديثة العهد، أليساندرو ناتا Natta خَلفُ إنريكو برلنغير Berlinguer. صرح ناتا بوجه خاص أن تصوره للحزب لم يعد تصور غرامشي، وأن تصور غرامشي للماركسية «أصولي» وغير مستشرف للتصور الراهن للسبل الوطنية نحو الاشتراكية (أونيتا، 81 كانون الثاني/يناير عام 7691). وتبقى نظرية غرامشي، بنظر ناتا، صالحة بقدر ما كان غرامشي «ينطلق من الواقع الفعلي ويناضل ضد كل جمود عقائدي». هل يمكن تصور تفاهة أكبر من هذه؟

نرى من جانبنا أفضل تكريم لغرامشي، بمناسبة ذكرى وفاته الخمسين، في الجواب على سؤالين مفادهما: ماذا كان إسهامه التاريخي في الحركة العمالية الايطالية والعالمية؟ أما يزال فكره صحيحا اليوم؟



#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الحنين لماضي النضال الطلابي، وضرورة استخلاص دروسه. عبد ا ...
- منجم زلمو، اقليم فكيك: استغلال، هشاشة، ومخاطر جمة... بقلم، ع ...
- البرجوازية والمدرسة أو فن استصدار التعليمات المتناقضة، بلقم ...
- الولايات المتحدة: -لا، لا يجب أن ندين الانتفاضات ضد المذابح ...
- الولايات المتحدة الأمريكية، العنصرية تقتل مرة أخرى. بقلم، أن ...
- بابوشكين؛ لمحة حياتية بعد وفاته بقلم، لينين
- هل نحن في حاجة إلى البطل الفرد؟ بقلم، شيماء النجار (كاتبة بج ...
- الكارثة الاجتماعية القادمة وكيف نواجهها. بقلم، سليم نعمان (ك ...
- حراس الأمن الخاص عرضة للتجويع. لا مناص من بناء أدوات النضال ...
- في ذكرى اغتياله الثالثة والعشرون: عبد الله مناصير البروليتار ...
- العمال والديمقراطية لماذا يجب على العمال أن يهتموا بالشؤون ا ...
- الرأسمالية تقتُل في كل مكان: حوادث الشغل وأمراضه حرب عالمية ...
- افتتاحية العدد الثاني من البوصلة - فاتح مايو 1994، بقلم: نشر ...
- رسالة مفتوحة إلى عمال السكك وكافة المناضلين العماليين بالمغر ...
- ما هو الحوار الضروري؟ نشرة البوصلة، العدد الثالث. يناير 1995
- عمال البحر فقراء إلى وعي فقرهم: مقابلة مع عبد الله موناصير ص ...
- رسالة مفتوحة إلى وزير الصيد البحري، بقلم: عبد الله موناصير
- موظف صغير تحت نير الاضطهاد. كفى استبدادا!! بقلم، توفيق المنا ...
- افتتاحية العدد الاول من نشرة البوصلة. بقلم: نشرة البوصلة. إح ...
- افتتاحية العدد الاول من نشرة البوصلة، بقلم: نشرة البوصلة. إح ...


المزيد.....




- اتحاد الشغل بتونس يهدد بإضراب عام بسبب التدفق الكبير للمهاجر ...
- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...
- Second meeting of the Andean Subregion
- بعد 200 يوم على الحرب.. غزة مدمرة اقتصاديا وصناعيا والجميع ت ...
- “بزيادة حتـــى 760 ألف دينار mof.gov.iq“ سلم رواتب الموظفين ...
- فرنسا: بعد فشل المفاوضات... أكبر نقابة للمراقبين الجويين تدع ...
- التقرير السنوي للفينيق 2023
- -غوغل- تطرد مزيدا من الموظفين بعد احتجاجات على علاقات الشركة ...
- رابط التسجيل في منحة البطالة minha anem dz والشروط الواجب تو ...
- “أهم شروط الصرف”.. سلم رواتب المتقاعدين في العراق 2024 وخطوا ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - المناضل-ة - تقديم دراسة: ماركسية أنطونيو غرامشي الثورية، بقلم ليفيو مايتان