أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحاج - وداعا صديقي صاحب الحنجرة الذهبية !














المزيد.....

وداعا صديقي صاحب الحنجرة الذهبية !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6584 - 2020 / 6 / 5 - 14:49
المحور: المجتمع المدني
    


لطالما شدت إنتباهي اﻷفلام السينمائية التي تحمل أسماء طيور أو تلك التي تستلهم من عالم الطيران عنوانا ومضمونا رمزيا لها ، ربما لإرتباط الطير بالسماء ، بالقفص الذي يرمز الى الوطن والذي يحميه من المفترسات خارجه تارة ، ويقتله داخله تارات ، باﻷنشاد للحياة بالتغني في الحرية ، وﻻ شك أن فيلم ” العصفور” الذي يحمل الرقم 45 في قائمة أفضل 100 فيلم فى السينما العربية ، والذي ناقش مقدمات هزيمة حزيران 1967 يتصدر قائمتها لتناوله فساد القطاع العام وجرائم قطاع الطرق وتباين آراء النخبة المثقفة ممن يجمعها الفقر والعوز والفاقة فيما تشتت وحدتها المبادئ والايدولوجيات والقيم المتناقضة التي تعشعش في رؤوس أصحابها وتعمل على فرقتهم وضعفهم بدلا من وحدتهم في مقارعة الظلم المتسيد للمكان ، الحاكم والمتحكم بأهل أي زمان ، إضافة الى إختلاف زوايا النظر الى مجمل اﻷحداث وأسبابها الموضوعية آنذاك ، يليه فيلم” دعاء الكروان ” المستلهم من قصة لطه حسين ، تحمل العنوان ذاته ، يعقبه فيلم ” أحدهم طار فوق عش الوقواق ” الحاصل على جوائز الاوسكار الخمس و الذي أبدع فيه النجم جاك نيكلسون إيما ابداع ، وفيلم” الفراشة ” المستلهم من قصة حقيقية للهروب من سجن منيع للنجمين داستن هوفمان ، وستيف ماكوين ، ولايفوتني فيلم ” الطيور ” لهتشكوك وهو اشهر فيلم رعب في تأريخ السينما وغيرها الكثير ، وبمجملها تناقش قضية الحرية والفرار من الخوف والتهميش والاقصاء واﻷسر – والقفص – الذي يكون بالعادة ذهبيا من الخارج وسوداويا من الداخل برغم الغناء الجميل المنبعث من بين قضبانه لبث اﻷمل الى بقية المأسورين ولتنبيه اﻵسرين بأن لا حزن يدوم وﻻ رخاء ، وما طار طير وارتفع اﻻ وكما طار وقع ولكن هيهات أن بتعظوا بسواهم ، قبل ان يتعظوا بانفسهم ولات حين مندم !
صديقي اﻷخير ليس كبقية الاصدقاء ، كما إنه ليس كبقية المطربين فصوته هو اﻷجمل ، هو اﻷرخم ، هو اﻷعذب ، هو الأرق من بين جميع الاصوات التي سمعتها طوال حياتي من دون مبالغة ، كان يختار اللحظة التي يغني ويشجو فيها من دون سابق إنذار ، وعبثا حاولت أن أحثه على الغناء في أوقات لم يكن مزاجه رائقا فيها ، وربما لم يكن مستعدا للغناء خلالها ، لقد أثبت لي مرارا وتكرارا بأنه مغن حر وليس تحت الطلب يختار بنفسه اللحظة التي يتألق فيها من دون ان تفرض عليه ..كنت أجلس الى جواره وانا اكتب مقالا ، تقريرا ، خبرا ، بوستا وكان يرمقني بين الفينة واﻷخرى بنظرات حائرة متسائلة – ما دكلي هذا المخلوق شيكتب ، والمن يكتب ؟ ..عمي راحوا اليقرون وظلوا ” الـيـ …” ، كانت تساؤلاته تصل اليّ عبر اﻷثير وان لم يفصح عنها بلسانه ، تعرض صديقي الى خمس محاولات إغتيال – قططية – خلال حياته القصيرة ربما لجمال صوته الذي يشدو به صباح مساء ، ربما لوسامته التي يشهد لها القاصي والداني ، ربما ﻷناقته المفرطة ، ربما لجلوسه الطويل قرب النافذة وهو يرقب حركة المارة ، بنات الجيران ، اطفال المحلة ، ابو الغاز .. ابو النفط ..ابو الزبل، لم يكن لي القدرة على الحؤول بينه وبين فضوله وﻻ بينه وبين غنائه ، انه صديق مختال بنفسه ، واثق من صوته ، معجب بجماله ، معتد بهيبته …وهكذا عشنا سوية يأنس بكتاباتي وإن كان غير مقتنع بها ..وآنس بصوته وان كان غير آبه بي 3 سنين متتالية أحب خلالها أحدنا اﻵخر ربما ﻷنه أفضل بكثير من اقراني وربما ﻷنني بالنسبة اليه أفضل بكثير من أقرانه !
بالامس توفي صديقي ..فارق الحياة من غير مقدمات .. من غير وداع ، من دون وصية ، دفنته بيدي .. صمت الدار ، سكنت الاجواء وﻻعزاء ..وﻻ غناء .. عدت ادراجي ﻷكتب قرب مكانه الذي ظل على حاله خاليا قرب النافذة …!
وأول ما كتبت ” وداعا صديقي طائر الكناري ..صاحب أجمل صوت وحنجرة ذهبية ..لقد عشت طوال حياتك أسيرا في قفص صغير ، تماما كما نعيش نحن عبيدا داخل القفص الاكبر مع الفارق بأنك لما تزل تغني للحياة والحرية .. فيما نحن وإن غنينا للحياة ..فلطمية “.
وهناك فقرة آثرت أن لا اذكرها اﻻ انها ألحت علي كثيرا اﻻ وهي ” ان والدتي رحمها الله كانت تأنس بصوته العذب كثيرا وصوته يتضمن 25 نغمة ، كل واحدة منها أجمل من الثانية ، وبعد وفاتها رحمها الله واسكنها فسيح جناته وجميع امهات المسلمين ، بقيت استمع الى صوته الرقيق فأذكرها واستذكرها كلما اطلق صديقي العنان لحنجرته الصادحة بالجمال ..ولكن اليوم غاب الاثنان ورحلا معا وﻻ عزاء ..فهل سأعثر على من يغني للحياة والحرية كصاحبي الفقيد في بلاد لم تذق طعمهما يوما برغم كل ما يشاع زورا للدعاية والاعلان فحسب عن شروق شمس الديمقراطية وهبوب نسائم الحرية ولعلهم يقصدون بذلك من دون إكمال العبارة : ” في المنام واضغاث الاحلام فقط ﻻغير ” ! اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انها سيناريوهات وأمنيات ومحاكاة سيمبسون ..لا تنبؤاته !
- رواتب الموظفين خط أحمر وإليكم المقترحات لضمان توزيع المرتبات ...
- بعض تحليلات البسطاء تتفوق على تحليلات إعلاميي الكيوت !
- لماذا تكره شعوب الأرض .أميركا !
- مبدعون من بلادي ...بكل صراحة عن الاستشراق والبرامج الاذاعية ...
- صديقي اليائس من الحياة ..قبل أن تنتحر لطفا !!
- حسم مسألة طال النقاش فيها لننهي الجدل وبعض الدجل المصاحب لها ...
- رحم الله ضرير الفجر الذي فاق -المبصرين -إبصارا وبصيرة!
- - فلسفة المااااع - جانب من المأساة على ألسنة الحيوانات !
- حكاية متقاعد .. بين مكرمة الكاظمي ولصوص الكيات!!
- حكاية كتاب …أذهلني !!
- حرية وهرج وتهريج الصحافة المحلية ..الى أين؟!
- يوميات رسام عربي إقتحم العالمية ..
- ملاحظات ونصائح مطبخية !
- هل سرق - الفيل - شعيل سندبادنا أم نحن كما العراق بعناه ؟!
- محمد ﷺ أبو الايتام والفقرا الداعي الى إغاثتهم في كل ا ...
- طريق ال 1000 ميل يبدأ بخطوة واحدة من حذاء محلي الصنع !
- شكرا -جنات -رسامة القدم ..مازلت استلهم من صبرك العزيمة و اله ...
- شوربة عدس+ جدران وأسلاك وحزن !
- أن يكون ماضيك - اسود - لايعني ان حاضرك - بمبي - !


المزيد.....




- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحاج - وداعا صديقي صاحب الحنجرة الذهبية !