أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - دموع فيصل ولا دموع غندور!














المزيد.....

دموع فيصل ولا دموع غندور!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 6584 - 2020 / 6 / 5 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للأسف نحن شعب عبث الأسلام السياسي بعواطفه الدينية والوطنية، فصار له قدم في الفجيعة، يتوجس خيفة إن سحت دموع العين من الساسة ورجال الدين وعلماء السلطان!
فحين بكي السيد وزير الإعلام والثقافة فيصل محمد صالح، في المؤتمر الصحفي مؤكداً ان قرار تمديد فترة الحظر الشامل ماهو الا لحماية الشعب من الهلاك بسبب وباء الكورونا، و مشيرا الي قضية العالقين والمسئولية الاخلاقية والدينية.
لاشك عندي انه بكاء من العين ومن القلب، تجلت فيه الإنسانية ونقاء السريرة، فشاطرناه احزان ثقل تركة ثلاثين عاماً من القبح والدمار والفساد! حينها تذكرت نقدي المباشر للسيد الوزير حين قابلته وكان تعقيبه ( في النقد أنتم أصحاب حق وهذة ثورتكم) فقلت له (بل انتم أكرمنا اذ وضعتم إيديكم علي جمر مسئولية الثورة! لذلك نسألكم ان لا يعيل صبركم من نقدنا)!
ولا أجد في بكائه من المسئولية! ما يعيب فقد بكي سيدنا عمر بن الخطاب خوف التفريط في العدالة ( لو عثرت بغلة فىالعراق لسألنى الله تعالى عنها: لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر) !
لكن دون أدني شك حين بكي أشفقنا علي مكتسبات الثورة من الأعداء! وان يظنوا بالسيد الوزير ظنون الضعف وانفراط عقد الأمور، وفرح الشماتة، وهو الذي أوكلنا اليه زمام الإعلام والسلطة الرابعة وبيده مقاليد نجاح الثورة او تقاعسها وتقهقر صيتها!!
لقد عقدنا علي الاعلام الآمال العراض ولا نزال! في صد هجمات التخلف والهوس والرجعية، وان نشهد فيه ماقد شهدنا من ابداع وحرية ومدنية وأدب وفن راقي في ساحة الاعتصام، وان يكون مسارب ضوء ملك الشباب فيتكئون عليها نحوتحقيق الحرية والسلام والعدالة. محرراً للعقول من تبعية القديم والبالي، وان يجد السعي في قطع الطريق علي الكائنات المتحولة التي تزحف عبر قنوات الإعلام المختلفة فتقوض الحكومة الانتقالية باجمعها .
الشاهد ان تخوفنا الإيجابي من دموع الوزير يرجع الي ان مدخل السيد الوزير علي الوزارة سابقاً كان به تسامح لا يتناسب وخطورة المنصب، اذ لم يستفيد من عظمة الثورة وضراوتها في انجاز التغيير المطلوب، وان يكون التحدي الاساسي للإعلام هو مواكبة الثورة المدنية المعلوماتية والتكنولوجية. والانقلاب علي ما يذكر بالاعلام السابق منالشعار الي الشخوص! وليس ما يوحي بمهادنة وجبر خواطر سدنة النظام السابق وحارقي البخور للانظمة السياسية.
الحقيقة هو توجس لا نلام عليه اذ هو ضارب في عمق المعرفة بسؤ حكام الاخوان المسلمين، الذين لم تذرف منهم الدموع حين أبادوا وشردوا 300 الف من ابناء دارفور !
ولم تقتلهم العبرات او ذهبت أنفسهم حسرات من عار اغتصابات الكنداكات، والثوار، والمعلم، والعنف الذي عصف بوجدان كل حر في مذبحة وعار القيادة العامة!
ولم يبكوا اسفاً علي ضياع سيادة الدولة وهوان انسانها، ولم تدر المآقي خشية او خوفاً حين عبثوا بدين الله واستغلوا الشريعة الاسلامية لأهوائهم السلطوية!
بل كانت دموع وزراء المتأسلمين للسلطة وللجاه، فلقد الفنا استخدام الاعلام للبكاء والتضليل، والنواح علي فقدالوظيفة والمخصصات والتقرب من الحكام، واشعال الفتنة والتفرقة العنصرية، والبون شاسع ما بين دموع المناضل الشجاع فيصل محمد صالح الذي بكي احزان الناس والاهل، ودموع ابراهيم غندور وزير الخارجية السودانية في الحكم البائد.
فالاخير قد بكي فرحاً وابتهاجا حين رجع ولي نعمته المخلوع عمر البشير هارباً من جنوب افريقيا بعد ان تمت ملاحقته بقرارات المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم الحرب والابادة الجماعية و جرائم ضد الانسانية.
وغيرها من نماذج دموع التماسيح ، فلقد بكي وزير الطاقة والتعدين كمال عبداللطيف وانهمرت دموعه حسرات علي انه لم يتكمن من الوظيفة بالقدر الكافي! قبل ان تنزع منه! حتي عرف بين الناس (بالوزير البكاي )!
ولم يكن رجال الدين بافضل حالاً من الساسه فهم أرباب الحكام والاعلام، احتكروه ثلاث عقود فصار جميع الشعب يكبر ويهلل لتكبيرهم وتهليلهم، يبكون اذا الوالي بكي واشتكي، ويشعلون الاعلام بما يشتهي السلطان، استغلوا منابر المساجد الطاهرة للبكاء الزائف من أجل قضايا دولة المشروع الإسلامي فساهموا في اشاعة الفاحشة بالصمت علي دموع المظلومين والارامل واليتامي، واستغلوا الاعلام في التطرف والتفرقة العنصرية والدينية.
العاطفة الانسانية هي اسمي مافي الوجود ان هي وظفت لاعمار البلد، والاستفادة من طاقات الشباب الثائر، واصلاح حال الإعلام ليصبح بوق الثورة فينهض علي صوته كل من نام علي غفلة ووهم ان الذي مضي قد يعود.
كما تظل قضية العالقين امر يحتاج جهود وتدابير حكومية جادة، وتحية للجهود الشعبية الطوعية في مد يد العون للعالقين في مصر والهند وخلافها.
فلنتوحد علي يقين ان النقد للحكومة الانتقالية تتبعه معرفة انه احد معاول البناء وليس الهدم، واننا في وضع ينذر بان الطائفية امامنا والهوس الديني خلفنا، لكن اليقين في ان هذا الشعب رغم ضراوة المحن لا يرتضي غير المدنية.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوهابية: جراب خاوِ من المناهج والتعليم؟
- أحلال علي الدعاة وحرام علي هند؟
- أنقذوا الشباب من كورونا الحشد الإسلامي
- كرونا.. و عقم الأمة الإسلامية!
- يا مني (حمدوك) بل ترق منهم كل الدماء!
- السودان واسرائيل بين البرهان والرهان
- أخرجوا الإخوان المسلمين قبل أن يخرجوكم!!
- قوانين النظام العام -ضل الفيل-!
- -سيداو- وتناقضات الفقهاء ورجال الدين!
- نعم يا عبدالحي نحن لا نؤمن بالذي به تؤمنون!
- يا مولانا عوض الجِيد..أي الْقُضَاةُ الثَلَاثَةٌ أنتم!! 
- (ولاء) و ( مفرح) شباب وشئون دينية وأوقاف!
- مجازر .. والقضاء الجالس يقف فيفضح عوراته!
- حكم (الأباوش) من بني العباس الى قري!
- فتية لن يتفرق دمهم بين المهووسين والعسكر!
- أيها الكائن المتحول! لا لقوانين الشريعة الاسلامية!
- أحزان علماء السلطان.. ليست أحزان السودان!!
- الي ثائرة.. بين الجلاد والقضبان!
- د. مأمون حميدة.. أفلا تستحي!
- ثورة ( شذاذ الآفاق) والمساجد!


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - دموع فيصل ولا دموع غندور!