أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال انمار احمد - ( نصوص ترقص حزناََ )















المزيد.....

( نصوص ترقص حزناََ )


كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 6584 - 2020 / 6 / 5 - 11:21
المحور: الادب والفن
    


1-
استيقظت فجأة من كابوس الوهم،دفنته حيث كان،ثم عدت الى هدوئي لكنني شعرت بان هناك شيء غريب ينتابني بشدة،ارتعشت يداي،ثم باغتني شعور مريب جدا.انه الأمان،هرعت فقفلت بواباتي،و بقى الشعور كما هو،و بشكل مثير،جاءني الخنجر من الخلف،كان شيء مخيف،انه لم يكن بشرا،لقد كان شيء من الخيال فقط !


2-
هل تَعرف كيف اكتب،بالتأَكيد تظن انني افعل ذلك من شدة الفرح،او من شدة جمال الساحل حولي.تظن انني اكتب بهذا الشكل،كلا هذا هراء.لكن دعني أقول لك شيئاََ ؛مع انهمار الدموع،و ازدحام الاوجاع،و مع تقدم الايام و مضي السنين،يجتاحني الموت.لكن ليس كأيِّ موت،انه إعصار من الضياع،و رياح من الألم.ثم بعدها،أُصاب بأَلف نوبةٍ قلبية و جلطة دماغية،بل بألف زهايمر.هكذا يصل الألم الى محطة الوجود الخفي،ثم يستلقي بعدها على أَحياء من الخيال بواسطة نجوم الأحلام،ليدر عليَّ ضوء خالي النور.و هكذا أُمسك قلمي الملعون،لأكتب سطوري على كفني،ليس لاقول ما شعرتُ به اثناء الألم،بل لأضع نصا على كفني هذا ليغلفني حتى الموت.لتأتي حياة جديدة بعدها،و يبدأ الألم من جديد،و يبدأ الموت من جديد ايضاََ.


3-
عند الفجر كانت هناك مشكلة في داخلي،استيقظت من بلواي،ثم حاولتُ النوم بعدها فلم استطيع،حاولت ان انام مرة اخرى لكن لم استطع ايضا،فكرتُ في ان أُبهج نفسي لكن لم يكن هناك ما يدعو الى البهجة لقد كان الحرمان هو ما يملأ اماكن الوجود،و يغليها بالنَفَس المريع.لم أتمالك نفسي،خرجتُ الى باحة المنزل المريب،دعوتُ الله،اردته ان يقابلني وجهاََ لوجه،لكنه رفض،و لقد كان رفضه شامل لا يسع المرء سوى ان يتعجب منه،دعوته مرة اخرى،فرفض ايضاََ،و لم يكن لي سوى محاولة النوم،و إلقاء اللوم على اي شيء،الا ان ما يؤلم المرء ليس ما يجعله حزينا دائما،بل ما يحز في داخله ليبدو للأخرين انه ليس كذلك.


4-
و حين سأله الله ما اهم شيء فعلته،اجابه؛لقد فجرتُ نفسي في سبيلك،و نطقتُ الشهادة حينها.و دعني اتجرأ يا ايــها الاله العظيم بان اقول انني قتلت الكثير من الكفار و جعلتُ البعض الآخر يُسلِّمون بحمدك!


5-
لم يحلَّ الظلام بعد،كان الوقت مناسباََ للهروب.اخبرتها بالخطة قبل دقائق،أخبرتها باننا سنواري الثرى بعد هذه اللحظة.ففجر حُبِّنا سيحل على الكون،و ظلام الفراق سيُمحى.لا تقلقي فإن حائط بيتكم قصير،و باب بيتنا دون مراقبة،لا تقلقي،سنهرب معاَ،و لن يتحدانا احد،فلقد تحدينا القدر،و خاصمنا العالم بأسره،فماذا سيحصل اكثر من هذا.و حين نذهب معاََ سنعيش في غابة الأرض و جمال الحياة فيها،من دون بشر،من دون اية حماقات.لكن الآن يجب ان تفارقي حياتك،لحياة أخرى بلا اية استثناءات.


6-
يقولون انهم يكتبون من اجل ما يقولون،الف كلا،انهم يفعلون ذلك،لانه لا يعلمون ما يفعلون.فكتابة اي عبارة،ليست مجرد اي شيء يمكن توقعه ببساطة،انه تعبير شاعري غير ممكن ان يختزل الى دراما الروتين الضال.الكتابة تعبير عن واقع داخلي،يحير فيه المرء و يُبتذل بل و يشك في انه يسعى حقا الى الجلال و الرفعة.الكتابة بهذا ليست تجريد مختزل،انها لهجة الانكسار بلغات المثالية الصالحة.


7-
يراودني شك،نفور،إنهاك،حزن شديد الشدة بشدة،كآبة مضنية،روح مريضة،داء عسير،نقاهة لمرض لا يمكن معرفته،و انقضاض نحو العدم،و انشداد الى القنوت،و تزايد في التوتر،و انشغال في المعنى،و تناقص في المشاعر،و تهافت في السعادة،و زوال في النشاط،و تعب من الحياة،و انهماك في الروعة،و استقتال في الانسانية،و انشداه في المعرفة،و انسداد في الحب،و قلة في الحنان!


8-
هناك ما يدمر كيان بهجتي،و يفجر مكمن فرحتي،هذا الشيء يقتلني من الداخل يدميني من هناك بكل قواه.فما عساي ان افعل ،سوى صراخ داخلي بأعلى الأصوات،و أقواها على الاطلاق.ثم ما اقول،و اسرد في الاقوال فانني ضائع كالأغنام الضائعة في الجبال.اود الحديث عن الراحة.لكن هذه النفس اللعينة تمنعني من التفكير و القراءة،و من تحقيق الاهداف و الكياسة.


9-
أشعر بالموت؛اعرف ان هذا لا يبدو رونقي جدا،لكنه وصف مناسب لما امر به.فالحال اصبح اصعب،و الوضع لا يُطاق،و ها انا وحيد بين جدران الحياة،اجثم ثم أنوح،ثم اركع بلا خشوع و في النهاية ابكي لا بل اصرخ حتى النوم،حتى نهاية الدموع.و اثناء المنام احلم بالموت،او الجنس المرعب،او شبح يلامس الأطراف،لا اعرف ما السبب ما عساه ان يكون سوى اي شيء عجيب،انني اود ألاَّ افعل إِلاَّ ما اراه مناسبا،لكن يواجهني ذلك الصوت في الارجاء فتعاد كَرَة الصراع،مرة اخرى،مرارا الف مرة،و تكرارا الف مرة.

افكر كثيرا في كل هذه الامور،فيبث في داخلي صوت جــيد يقول افعل ما تراه مناسبا،افعل كل شيء انت تراه يجب ان يفعل،فأشعر بان الاوضاع قد تحسنت،فأُخطط و اخطط،يا لهول التخطيط،و استمتع بانني تخلصت من كل شيء سيّء،ثم ياتي يوم جديد،فيفسد كل شيء،و ارجع الى حالات اليوم السابق التافه و الملعون مرة اخرى حيث لا الهام و لا كتابة،و لا قراءة و لا جمال،و لا تامل،كم اكره الانترنت،لا بل أبغضه حتى الموت.


10-
لم اعد ارى،فلقد زاد الشك فيك يا حبي،يا من في الثرى أحسبك.لم اعد أطيق،فكيف إذن نريد الطريق،كففت الدموع،و حان وقت الحساب،هل هو الوجع،يا عزيزتي،هل هو الالم يا عزيزتي.لقد اصبح الحب،موضع للنقاش،بل و موضع للجدال،فكيف بالحب ان يجلب ليالسعادة،فكيف بي،اذا التصقت بالصحراء،ان ارى ينبوع من الرمان،الامر صعب،الامر يخرج عن نطاقي،بعيدا في الافق،يهدر بعيدا،جدا.


11-
مها التي شاهدتها عن بعد،ذلك الجمال الآتي من فردوس الرب و بذلك الثوب الزيتوني العجيب
و حجابها المرمري الآخاذ بتلك القامة الرشيقة و تلك الطلة الرقيقة جاءتني فاقتربت، و لكن بعد ان أنتهى كل شيء بعد ماذا،بعد ان وقع الوقع بعد ان فات الاوان،جائت من اجل الاعتذار،فاعتذرت بحزن فقلتُ: المرء الذي لا تساعده روحه في محنته لا يجب ان ينتظر منها ان تقاسمه فرحته بتاتا.فان لا احد كان بالفعل احد،لقد قلتُ هذا بلهجة الحزن،و الشدة فدمعتْ عيناها حزنا، و خرجت من تلك المقل زخات من مطر الربيع، فصار وجهها كعجوز في الثمانين، بعدها ابتعدت،و صارت في الافق البعيد و ثم رجعتُ الى وحدتي،التي لم تفارقني طوال شدتي و تذكرت تلك اللحظات،مع تلك المها،فحزنت،لكن لو كان التسامح بهوان في كفة و الحزن في كفة اخرى لاخترت الحزن، فمسامحة الاخرين شيء جــيد،لكن هذا لا يعني انهم عادوا كما كانوا، هذا يعني اننا نسامحهم فقط لكي نخلص ارواحنا من ثقل عدم المسامحة.


12-
الكتاب الكتاب قصة صديق طويلة بمغامرات شيقة و اسرار مرهفة بالجمال.هذا الصديق متى ما طلبته أجابني،متى ما اخطأت قومني،متى ما تركته يغلق نفسه بكل حزن و بؤس،متى ما اتصفحه ينطلق بي الى رحلات لا يمكن وصفها بالكلمات،فمكانها في القلب،انه لا يتركني في كل الاوقات؛ الشدة،السعادة،الحزن،الضياع،الكره،الحب،اليأس،انه لا يتركني ابدا.فهو يساعدني في ما يقدمه لي من خبرات العلماء و الفلاسفة،و اسرار التنمية و العلوم.

فهل رايت صديقا مثل الكتاب،يؤنسك وقت الحزن،و يضحكك وقت البوس،و يقومك وقت الخطأ.فيعطيك كل ما عنده،و يودعك بكل حب و جمال.فحينما تقول انك قرات هذا الكتاب،يشعر الكتاب بانه سعيد،اما الكتب لا تقراها فتبدو حقا كئيبة و حزينة،و تندب حظها السيء.



#كمال_انمار_احمد (هاشتاغ)       Kamal_Anmar_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الأفكار حولنا من وجهة نظر تطورية )
- ( عالم بلا وجود )
- ( عالم بلا وجود )
- قصيدة ( سرنا سوية )
- ( قراءة في قصيدة أُنثى شرقية )
- (نحن و كورونا و غرابة الظروف )
- معنى الوجود في ظلام المعركة:تأملات عن الحياة و الصراع من اجل ...
- تعظيم المضحي..رقص انتفاعي أَم حقيقة واقعة
- (( الانترنت كفيروس يمكن القضاء عليه ))
- (( في ذلك الضباب الحزين...قصة قصيرة ))
- ( تطور إِنفعال الحزن البشري و آثاره في التعبير الوجداني )
- مضامين ضد المألوف2 ( في بيان التأثير الآيدولوجي المعاصر في ا ...
- ( في افكار علي الوردي )
- مضامين ضد المألوف 1 (في استكشاف العلم الافتراضي و نقد السياس ...
- ازمتان فوق صقيع العراق
- التغييرات الاجتماعية و تأثيرها على الفرد
- ( تأملات في وجودنا)
- ( تأملات في كوننا اللطيف )
- ديمومة الاشياء كنظرة على المصير
- (( الواقع الاجتماعي بين الحقيقة و الوهم : قراءة في احوال الم ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال انمار احمد - ( نصوص ترقص حزناََ )