أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-3- المسيحية















المزيد.....

ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-3- المسيحية


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 6583 - 2020 / 6 / 4 - 17:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ألقيامة وألعقائد ألمسيانية وألإله ألمخلِّص في المسيحية:
إنّ تاريخ الدين والاسطورة هو صراع الذات مع الموت. ففي المراحل الاولى كانت الذات مسحوقة امام الموت والعالم الاسفل كان مسيطرا جبارا لا مهرب منه ولا فكاك من اسره الابدي،
إنّ حياة وموت اله الخصب (عشتار وفيما بعد تموز) كانت امورا موحية بأمل غامض وبعيد بإمكانية الخلاص من سيطرة الموت كما تخلَّصَ منها اله الخصب، فكان تعلّق قلوب العباد بهذا ألمخلِّص ألحياتي تعبيرا عن النزوع الإنساني الأبدي نحو الخلود. ولم يكن ظهوره في ضمير البشر إلّا مظهرا من مظاهر صراع الظاهرتين الكونيتين في داخل الإنسان وخارجه، صراع الموت والحياة.
إنّ نمو الديانات البعلية ( ديانات الخصب) واكتسابها غلبة شعبية على الديانات الايلية ( ديانات الآلهة السماوية البعيدة ) هو حالة تالية في تطور الدين والاسطورة، وحالة وسط تحتوي على شيء من التوازن بين الحياة والموت.
امّا المرحلة الثالثة فتمثّل عن حق مرحلة انتصار الحياة على الموت في الدين والاسطورة. فما حصل لإله الخصب مرة سيحصل لكل عباده المخلصين ممن سيدخلون في ديانته، ويلتحقون به من دون بقية ألآلهة. قال السيد المسيح: ( من آمن بي وإن مات فسيحيا). فتحولت ديانة الخصب الى ديانة سرية وتحوّل مخلّصها الارضي الحياتي الى مخلّص روحي باسطا سيطرته من عالم الحياة الى عالم الموت ايضا، مقدما لعباده خلاصا لروحهم من سطوة العالم الاسفل.
لقد بلغ الانتصار على الموت قمته في المسيحية التي اعطت الإنسان بعثا كاملا غير منقوص، حيث يعود الجسد سيرته الاولى بكل تفاصيله واجزائه.
في مسيرة المسيحية الاولى في القرون الثلاث بعد الميلاد، حيث ارتبطت بكونها فرقة يهودية جديدة، تخبّط الفكر اللاهوتي قبل ان يتوصل لقرار حاسم في البعث وخلود الروح وشمولية الثواب والعقاب، فكانت فكرة خلود الروح تقتصر على المؤمنين الذين اتّحدوا بالمسيح فأعطيت لهم به الحياة، شأنها في ذلك شأن ديانات الاسرار التي كانت شائعة في الامبراطورية الرومانية في تلك الآونة كالاورفية وغيرها، حيث كان الالتصاق بمخلّص هو (ديونيسيوس أوغيره) شرط للخلاص وللحياة الجديدة.
نقرأ في العهد الجديد، من الاصحاح 36: ( وفيما هم يأكلون اخذ المسيح الخبز وبارك وكسر واعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي. واخذ الكأس وشكر واعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم. لأنّ هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من اجل الكثيرين لمغفرة الخطايا).
في انجيل يوحنا. 3:6-17 نقرأ: (لانّه هكذا احبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية، لانّه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلّص به العالم).
لم تكن (جيهينا) أي الجحيم المسيحي في بداية عهدها سوى اداة تدمير اكثر منها مكان تعذيب سرمدي.
في الجو الثقافي المشبّع بديانات الاسرار وجيش ألآلهة المخلّصين ظهرت المسيحية إلى الوجود. وكان اتباع المسيح في البداية هم قلّة من اليهود المشبّعين بالافكار المهدية التي كانت من القوة في تلك الآونة بين جماعة اليهود لدرجة كان معها ظهور المسيح المرتقب متوقعا في اي لحظة او ساعة لينقذ الشعب من إضطهاد الرومان ويبني ملكوت الرب في الارض.
ولم يعتقد هؤلاء في البداية انهم انما ينتسبون لدين جديد بل نظروا لانفسهم دوما على انهم فرقة متميزة في الدين اليهودي القديم، ورغم ان المسيح قد خيّب آمال الكثيرين في ذلك الوقت عندما ترك نفسه للصلب والموت، فإنّ من بقوا على ايمانهم رأوا أنّ المسيح قد غادرهم لانّ الناس ليسوا بعد على مرحلة تؤهلهم للدخول في ملكوت الرب وان عليهم ان يتطهروا قبل ان يعود المسيح اليهم مرة ثانية.
إلّا أنّ المسيحية لم تحافظ على وضعها هذا بإعتبارها فرقة يهودية صغيرة لاسباب متعددة:
1- لم يتحوّل للإيمان الجديد سوى قلة من اليهود.
2- تأخرت عودة المسيح الى درجة كبيرة.
3- تدمير مدينة اورشليم اثر ثورة مسلّحة قام بها اليهود على الرومان وتمّ بذلك توجيه ضربة قاضية على آمالهم القومية.
4- اثبتت تعاليم المسيح انها اشمل واوسع من التفسيرات اليهودية الضيّقة فبدأت بالانتشار في الاصقاع المجاورة والبعيدة. وقد انتشرت المسيحية اولا لدى بعض افراد الجالية اليهودية في اصقاع الامبراطورية الرومانية ولكنها ما لبثت ان انتقلت الى افراد من غير اليهود واخذت تشكّل تدريجيا دينا قائما بذاته منفصلا عن اليهودية.
الواقع أنّ الذي اعطى المسيحية الطابع الجديد المنفصل عن اليهودية والقريب من الديانات الشرقية السرية، كان القديس بولص الذي كان كلّما تعمق بالتفكير وكلما ازداد بالتبشير والاحتكاك بجماهير الناس في الامبراطورية الرومانية، كلما اتجه في تفسيراته نحو افكار الديانات الشرقية البعلية والمتعلقة بالخلاص والفداء والدرام الالهي.
يقول المسيح ( انا هو خبز الحياة). ( من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية).
ملكوت الله هو مفهوم أساسي من مفاهيم المسيحية وهو المحور الرئيسي لرسالة يوحنا المعمدان ويسوع المسيح في الإنجيل.
ترد عبارة ملكوت الله أو ملكوت السموات في العهد الجديد أكثر من مئة مرة وقد شرحها يسوع مرارا مستخدما الأمثلة.
في إنجيلي مرقس ولوقا تستعمل عبارة ملكوت الله، أما في إنجيل متى نجد عبارة رديفة تستخدم بدل عنها وهي ملكوت السموات وذلك بحسب رأي باحثي الكتاب المقدس أن إنجيل متى كتب بيد إنسان يهودي وجَّه إنجيله لليهود لذلك وحفاظا على عاداتهم تحاشى الكاتب ذكر اسم الله دلالة على الخنوع والخضوع لعظمة الرب، مفضلا استعمال ملكوت السموات والتي جاءت متوافقة مع سياق المعنى.
ويختلف علماء اللاهوت حول معنى بشارة المسيح بالملكوت، فقسم منهم يذهب إلى أن يسوع كان ينادي بها كحدث متوقع حدوثه في المستقبل، وقسم آخر يعتقد بأن الملكوت كان قد جاء فعلا إلى الإنسان بشخص المسيح.
أما اللاهوت الأرثوذكسي فيقول بأن ملكوت السموات ليس هو السماء كما يتخيل البعض بل هو دائرة حكم الله على الأرض والسماء، أي هو نطاق سلطان الله الذي يشمل بطبيعة الحال كل ما في الوجود، وبحسب الإيمان المسيحي فإن السماء أو العالم الروحي تعترف بحكم الله وتخضع له، أما الأرض أو العالم المادي فهي ولوقت محدود بحاجة لمعرفة سر الله لتخضع له وتعترف بملكه، وهذه هي مهمة الكنيسة أن تعلن السر الذي استلمته من المسيح ورسله لكل الخليقة، وهو أن ملك الله سيحل قريبا على العالم ليكون الله الكل في الكل (أفسس 1: 23) (1كورنثوس 15: 28) وذلك مع قدوم اليوم الأخير .وبشكل عام إن الإيمان بمسألة الملك الإلهي كانت فكرة مشتركة بين جميع أديان الشرق القديم.

المصادر:
ميلاد ألشيطان...... فراس السوّاح.
ألإنجيل.
ألقرآن.
ألاحاديث ألنبوية.
ألتوراة.
لغز عشتار.......... فراس السوّاح.
الاساطير والاحلام والاسرار....... ميرسيا ايلياد.
دين الانسان ....... فراس السواح.
ألموسوعة الحرة ...... ويكيبيديا.
أساطير ألأولين ...... كامل علي.
تأريخ ألمعتقدات وألأفكار ألدينية...... ميرسيا إلياد.
البابيون والبهائيون في حاضرهم وماضيهم ....... عبدالرزاق الحسني – صيدا 1957.
للبحث صلة......



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-2- اليهودية
- ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-1
- ألشيخية - ألبابية والبهائية -8– ألبهائية
- ألشيخية - ألبابية والبهائية -7– ألبهائية
- ألشيخية - ألبابية والبهائية -6– ألبهائية
- ألشيخية - ألبابية والبهائية - 5- قرة ألعين
- ألشيخية - ألبابية والبهائية - 4- قرة ألعين
- ألشيخية - ألبابية والبهائية - 3- ألبابية - قرة ألعين
- ألشيخية - ألبابية والبهائية -2- ألبابية
- ألشيخية - ألبابية والبهائية -1
- ألحكمة ألتاوية ووحدة ألوجود -2
- ألحكمة ألتاوية ووحدة ألوجود -1
- ألاديان وتطورها – 8 – أطوارألدين الإسلامي
- ألاديان وتطورها – 7 – أطوارألدين المسيحي
- ألاديان وتطورها – 6 - أسطورة الولادة من عذراء والإله المُخَل ...
- ألاديان وتطورها – 5 - أسطورة ولادة لنبي موسى
- ألاديان وتطورها – 4 – تطور أسطورة ألطوفان:
- ألاديان وتطورها - 3
- ألاديان وتطورها - 2
- ألاديان وتطورها - 1


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-3- المسيحية