أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - الأقصر وأسوان وحِكَم أحيقار - سقطة برديات يمكنها أن تغيّر التاريخ!














المزيد.....

الأقصر وأسوان وحِكَم أحيقار - سقطة برديات يمكنها أن تغيّر التاريخ!


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 6583 - 2020 / 6 / 4 - 11:07
المحور: الادب والفن
    


حصل وسقطت حكم أحيقار باللغة الآرامية على أرض الفراعنة، أحيقار آشوري، عاش في القرن السابع قبل الميلاد، وشغل منصبا رفيعا لدى الملك سنحاريب، ملك آشور.
كتاب "حكم أحيقار" مدوّن قبل 500 ق.م. خطّها خطّاط آرامي على أحد عشر بردية، وعثر عليها في جزيرة ألفنتين، جزيرة من جُزر أسوان الواقعة على نهر النيل.
نشأت حكم أحيقار في بلاد نينوى وآشور، وهي عبارة عن معلومات مختصرة لحضارات وادي الرافدين، السومرية والأكدية والبابلية والآشورية، يحتوي الكتاب على العديد من الأمثال والوصايا التي ذكرت في سفر الأمثال في التوراة.
عُـثر على المخطوطات سنوات (1906 - 1908) خلال حملة اكتشاف أوروبية، أنّوه، أن السيد المسيح تحدّث اللغة الآرامية.
التهمني الفضول حول الموضوع، كان ذلك قبل سنوات، أعدتُ العدة وسافرت إلى أسوان بواسطة القطار الليلي، استقللته من القاهرة، اخترق القطار الطريق الزراعي ومرّ بين الغيطان، لوّحت الفلاحات لنا من داخل ترع الأرُز وبادلتهم السلام عبر النافذة، حاذى القطار نهر النيل، تباطأ قصدا، تتبعتُ المسار واطلعتُ على نمط حياة الفلاحين الكادحين تحت أشعة الشمس، استمر القطار بمساره حتى حلّ سواد مخيف حاصر القرى التي افتقرت إلى الكهرباء.
قبل دخول مقطورتي، اقتربت مني شابّة بزيّ فرعوني وحيتني بلهجتها المصرية، عملت مرافقة ومرشدة للسّياح الألمان، تناولنا العشاء معا صحبة مسافرين أجانب في مقهى القطار.
بعد أربعة عشر ساعة، نزلتُ في مدينة الأقصر، يا لجمال معبد الكرنك، شيء يشابه الخيال، تتبعتُ آثار الفراعنة وسافرتُ مع الفتاة حتى وسط الصحراء، فوصلنا إلى وادي الملوك، لقد ترك الفراعنة إرثا خالدا هناك.
بعد أيام استقللتُ القطار من الأُقصر إلى أسوان، لم تكن المسافة بعيدة، ثلاث ساعات دعتني أضع برنامجا مكتظا بالأماكن التي أنوي زيارتها، أهم الأهداف زيارة القرية النوبية، وبقي السؤال عالقا: لمــاذا وكــيف عُـــثر علـــى مخطوطـــات باللغــة الآرامية عند ضفاف النيل؟
وصلتُ أسوان، انتظرني سائق يدعى سادات رفقة مرشد نوبيّ. أول شيء فعلته هو ركوب المركب الذي
اختال بنا في مياه نقية وساحرة، نقشَ القدماء نقوشهم على صخور ما تزال داخل النهر.
بعد بناء السّد العالي، ونشوء بحيرة ناصر الصناعية، نُقِلت آثار عملاقة على بُعد مئات الأمتار، وعلى ارتفاعٍ يفوق ارتفاع موقعها الأصلي ب 65 مترًا، إلى الضفة اليسرى لبحيرة ناصر، أُقيم المشروع بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر، أجزم أنني تابعتُ مشروع النّقل في طفولتي عبر إذاعة القاهرة خلال بث برنامج (على الناصية).
وصلتُ القرية، نزلتُ من المركب وسرتُ في أروقة التاريخ داخل أزقّة ضيّقة، قسم كبير من الطريق للوصول إليها غير معبّد، بيوت متلاصقة ومتواضعة يسكنها سكان غاية في التهذيب، بشرتهم داكنة وناعمة يتحدثون لغة (كانزي)، رحّبوا بي كثيرا في بيتهم المطلّ على النهر مباشرة.
استمرت زيارتي لمصر العليا عشرة أيام قضيتها في فندق عمرة مئة سنة، زرت بعض المعالم الأثرية، معبد فيلة بجزيرة أجليكا، معبد كوم أمبو، معبد خنوم، والكثير من المعابد والآثار التي لا يمكن أن آتي على ذكرها هنا، لم أستطع زيارة معبديّ أبو سنبل، كانا قد أغلقا في حينه لأسباب أمنية.
كان يوما حارا، تعرّق المرشد وظهرت آثار التعرق حول شفتيه وعلى جبينه بنقاط بيض، رغم كل شيء استمر بالشّرح، عندما قدّمت له الماء، قال، (أنا متعود كِده بدون ميا) شرب ملء الكفّ من النيل واكتفى.
زرتُ المتحف وبحثتُ عن جواب لتساؤلي، كيف سقطت حكم أحيقار في مصر؟ وحتى أجد الجواب كان يتوجب علي إتقان اللغات القبطية واليونانية، فألغيت موضوع البحث وعملتُ حسب حكمة أحيقار: "يا بُني لا تُبح بكل ما تسمع، ولا تهتم لكل ما تراه".
قصدتُ السدّ العالي، مشروع ضخم وعملاق، سرتُ عليه فظهرت أسوان كلها أمامي، لفتَت نظري لوحة نصبت في صدر المبنى المؤدي إلى المصعد الذي صعد بنا إلى السطح، نقشت ثلاثة وجوه لرؤساء مصر، كل وجه يواري وجه الآخر قليلا، وحسب الترتيب الزمني،جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك.
لستُ على دراية إن حصل وأضيفت على اللوحة الوجوه الجديدة للحكام الجدد بعد ثورة 25 يناير.
سوف أخمد فضولي وأفعل كما قال أحيقار " يا بنُي لا تسعى لحلّ عُقدة رُبطت، ولا لعقد عقدة حُلَت".
...
دينا سليم حنحن - زاوية شهرية تعنى بأدب الرحلات، وبالأماكن التي زرتها شخصيا، الصور بعدستي



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقاوم النّوم بالنّعاس
- زِند طائِر البوم
- دينا سليم حَنحَن.. هجرة أسترالية فجّرت ينابيع الأدب
- كورونا عصر وزمان - نَبتَ الضّحك وخرج من قيده.
- بتعرفوا شو ؟
- جيل ضائع بين أهل الكهف والمجرات.
- حكاية البئر والراعي
- الطريق إلى حيث نريد ولا نريد – تايلاند.
- طفلة أيلول 1948 قصة حقيقة من قصص النكبة
- فضة - حكاية تراث من السّلط
- شهادة إيميل وديع أبو منّه
- إراقة أول قطرة من دماء المسيح
- طابور الفرسان الأسترالي في بئر السبع - فلسطين.
- حلمي أبيض بنقاء جبال (بولير) فكتوريا
- رحلة صيد
- بُربارة ومعمودية
- بربارة ومعمودية
- عــيد لـِد - كنيسة الخضر في اللد
- لقد تبعثرت الأشياء في جميع دول العالم!
- صورة شاهدة على النكبة


المزيد.....




- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- صدور ديوان الغُرنوقُ الدَّنِف للشاعر الراحل عبداللطيف خطاب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - الأقصر وأسوان وحِكَم أحيقار - سقطة برديات يمكنها أن تغيّر التاريخ!