أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - مرثا بشارة - ماذا لو أخفق الرجال!














المزيد.....

ماذا لو أخفق الرجال!


مرثا بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 22:30
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


عندما يقوم المراهق بحلاقة شاربه لأول مرة نقول بطريقة عفوية: أصبح رجلًا! فتُرى ما هو مفهومنا عن الرجولة؟ هل هي مظاهر الخشونة الجسدية التي تميز الذكر من الأنثى؟
إذا كان الأمر كذلك فنحن أمام تمييز بين جنسين لنعرف فقط ما يميز الذكر عن الأنثى ظاهريا، وهذا مجرد تعريف لجانب من جوانب الرجل، فماذا عن الجانب الأهم -سمات الشخصية-؟ متى نقول: أصبح رجلًا؟ هل حين يكون فظًا، عنيفًا، متسلطًا، عنيدًا، يطلب ما لنفسه فقط؟ للأسف هكذا يفهم البعض معنى الرجولة! بل والبعض في مجتمعنا يفتخر بهذه الصفات السيئة ويبررون ذلك بأنه هكذا تكون طبيعة الرجال وعلى المرأة تقبل ذلك لأنها جُبلت على المسكنة والخنوع للرجل.. عفوًا هذه أفكارٌ مشوّهة لا تعرف المعنى الحقيقي للرجولة أو المعنى الحقيقي لصفة إنسان!
حين خلق الله آدم حمّلهُ مسؤولية القيادة، في حين أعطى حق التسلّط على المخلوقات وتعمير الأرض لآدم وحواء معًا، ذلك لأن قيادة الأسرة بحاجة لقائد حكيم، مُحب، يبذل وقته وجهده، بل ويفني صحته وسنين عمره لأجل مَنْ هم في رعايته إذا تتطلب الأمر ذلك، قائد يعرف كيف يُخرج أفضل وأجمل ما يملكه كل فرد تحت قيادته من صفات حتى تتحول لسلوكيات مفيدة وبناءة، قائد يدرك أن أعلى درجات السعادة لن يبلغها إلا في سعادته بأسرته وسعادة أسرته به، فما هو موقف الكثير من الرجال اليوم؟
إذا كان ميسور الحال، زادت نرجسيته وسار في الحياة واهمًا أنه بالمال يشتري هذا ويخرس ذاك ولا يرى لحق التشاور مكانًا بل على الجميع وأولهم نساء بيته –زوجة أو ابنة أو اخت- السمع والطاعة دون اعتراض، أما إذا كان رقيق الحال، يبحث بكل وسيلة ممكنة كيف يستغل هذا ويحقق أهدافه الخاصة على جهد ذاك، معتمدًا على الإبتزاز العاطفي لمن يثقون به دون مراجعة لنواياه وسلوكه، بكل تأكيد ليس جميع الرجال ينتمون لهذين النوعين من الرجال، وليس كل الرجال نشأوا على مفاهيم خاطئة عن معنى الرجولة، وليس جميعهم يتخلّون عن دورهم في الحياة، لكن ماذا لو أخفق الرجال؟


لن أنسى ما حييت ما علمتني إياه سيدة أميريكية فاضلة، حين كنت أحدثها بزهوٍ عن ما فعلته إحدى النساء في القديم حين قادت شعبها بالكامل في فترة زمنية حاسمة، قالت: "لقد أخذت هذه المرأة القيادة وعبرت بشعبها وقت الإضطراب حين أخفق الرجال في تحمُّل دورهم المنوطين به!"
هذه العبارة جعلتني أعيد حساباتي من جهة هذا الأمر، وأدركت أن القيادة في كل المجالات يحقُّ لها أن تذهب للأكفأ وليس لجنس أو لون أو دين أو حتى للأكبر سنا، أما في الأسرة فالقيادة لابد وأن تكون للأب، لكن إن فسد حال القائد.. فما هو حال الرعية؟ وأي مصير يواجهون؟
من المؤسف حقًا أن نرى الكثير من الشباب ينتظرون يوم العُرس بفارغ الصبر، وهم لا يرون في المشهد أبعد من وقوفهم بجانب عروس جميلة، يرتدون بذلة سوداء أنيقة وذقن حليقة ورائحة عطر ثمينة، موقع تصوير ساحر وحفل بمكان فاخر، ويحلمون بقضاء شهر العسل في جزر المالديف وذكريات يتحاكى بها الأهل والأصدقاء.. إلخ كل هذا دون الاهتمام بالتخطيط للحياة ومسؤولياتها ما بعد يوم العُرس، وهذا ما يفسر سبب الفشل في الكثير من الزيجات وتهدُّم الكثير من الأسر.
إنها رسالتي لكل شاب ورجُل، قبل أن تسعى لتكوين أسرة، اسأل نفسك أولًا: هل أفهم المعنى الحقيقي للرجولة؟ هل أنا على استعداد تام لتحمُّل مسؤولياتي ودوري في الحياة تجاه مَن سيكونون تحت رعايتي في المستقبل؟ الأمر أبعد بكثير من فرحة مؤقتة قد تنتهي سريعًا بنهاية شهر العسل!



#مرثا_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوري على حدود اليونان
- صدمة شاكوش وبيكا
- أحسن واحد في الدُّنيا!
- وكأننا ولِدنا وعّاظ!
- لستُ صائماً!
- لُعبة الديمقراطية!!!
- بعضه حق...كما يظنون!!!
- من شرفة الميدان!
- حدث في مترو القاهرة!
- الحق المُطلق
- الأسود لا يليقُ بكِ
- عن أي ختان يتحدثون؟!
- شباب يناير وعجائز يونيه
- هل اللُغة هوية؟!
- قانون البكيني!
- من اجلنا يصنعون الحروب
- بحبك يا ام الدنيا
- مهرجان الجنس البذيء
- و يحدث ان...
- ليست كباقي النساء


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - مرثا بشارة - ماذا لو أخفق الرجال!