أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمدى عبد العزيز - ، وبقيت لنا روح العاشق الجميل (ركبة القرداتي) ..














المزيد.....

، وبقيت لنا روح العاشق الجميل (ركبة القرداتي) ..


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 10:19
المحور: الادب والفن
    


رحم الله الفنان حسن حسني الذي استهلكته السينما التجارية المصرية ، وأهدرت طاقته الفريدة التي ظهرت في إستثناءات متوارية
وبالرغم من عشرات وربما مئات الأعمال التي قدمها في المسرح والتليفزيون والسينما .. فإنني لاأنسي له واحد من أعظم مشاهد السينما المصرية التي توحدت فيها اللغة البصرية بالشعر والموسيقي والحس والوجدان الإنساني الذي، يصل إلي آفاق من الشفافية والرهافة لدرجة تتجاوز الصوفية ..
مشهد العاشق (ركبه القرداتي) مع الفتاه الجميله (رمانه) التي جسدتها الفنانة المعتزلة حنان ترك ، والذي، تتحد فيه نقراته علي الطبلة بإيقاعات روحه العاشقة وبعينيه الملتهبتين تألقاً وعشقاً عميقاً مزمناً في ليلة صافية فوق مرتفع يطل علي منطقتهما الفقيرة التي شهدت سرقة أحلامهما في الحب والحياة ..
المشهد الليلي يشهد كريشندو نقرات (ركبةالقرداتي) ذلك مع ذلك الرجل الأشيب الذي لايمتلك من هدا العالم سوي طبلته وقرده الذي يسرح به لجلب قوت يومه علي ساق ونصف ساق خشبية يذك بها ، وقلب مفعم بحب مستحيل لايستطيع التصريح به لفتاة أحلامه الجميلة التي تصغره بعمر كامل ..
ويحمل هذا المشهد لحظة البوح العظيم ، واحتفاء الفتاة الحالمة (رمانة) الشديد بهذه الأحاسيس التي تفجرت في هذا المشهد الليلي عندما يلتقيان علي المرتفع الهضبي الذي يطل علي واقعهما المهمش المكتظ بالمنسحقين والمهدري الأحلام ، والمذبوحين بسكاكين الفقر التلمة ..
فتندلع شرارة هذا الأشتعال الراقص لروح (رمانه) واتحاد رقصتها التي تشبه رقصات الفراشة حول مصباح الضوء .. ويشكل هذا الإيقاع المشتعل شوقاً وحباً وفرحاً باللحظة حواراً عبر تواصل الأعين اللامعة وتماثلهما لهذا الكريشندو الموسيقي والرقصة التي تتحول إلي رقصة تشبه رقصة طائرين سرقهما سكين الذبح في لحظة واحدة
فتتصاعد الرقصة بركبة القرداتي لدرجة الطيران الذي ينتهي بصدمة السقوط المروع ، وانتهاء الرقصة علي صخرة الحقيقة القاسية المريرة في ذلك الواقع الذي سرق أحلام الجميع ..
لو لم يفعل حسن حسني شيئاً في مسيرته الفنية الطويلة سوي ماأداه في ذلك المشهد لكان ذلك سبباً كافياً لإن نحتفي بقيمته الفنية التي اهدرت تحت وطأة أكل العيش وطبيعة السينما المصرية التي تنحدر منذ عقدين إلي سقوطها الأليم ..
وحتي لانبخسه باقي حقه فإن لحسن حسني مرات حضور استثنائية قليلة تمثلت في أدواره في أفلام لها قيمتها الفنية الكبيرة مثل (سواق الأتوبيس) ،(البرئ) ، (الهروب) لعاطف الطيب ، ورائعة محمد خان (زوجة رجل مهم) ، كذلك مشاركته في (المواطن مصري) لصلاح أبوسيف ، و(عفاريت الأسفلت) لأسامه فوزي ، ورائعة رضوان الكاشف (ليه يابنفسج)
، وما إلي غير ذلك من أفلام سينمائية لم يحقق لنفسه فيها مساحة تألق كالتي ظهر عليها في فيلم (سارق الفرح) لداود عبد السيد ، كذلك قام بالمشاركة ببعض الأعمال الدرامية التلفزيونية الجيدة.
، وإن كان هذا قد أتي متوارياً وراء كم من ركام كبير من أفلام الإستسهال والإسهاب التجاري الأكثر إستجابة لصناعة الإنحطاط الثقافي منه إلي صناعة فن وإبداع حقيقيين .
، ليتبقي لنا العاشق الملتهب الجميل (ركبه القراداتي) منتصباً عصياً منتصراً علي هذا الركام الهش كدلالة علي أن القيم الجمالية الإنسانية تخلد وتنتصر علي الموت والقبح ..
رحم الله الفنان الراحل حسن حسني ، وابقي لنا روح ركبة القرداتي كجذوة مشتعلة خالدة ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهدى الشامى
- على هامش المشاهدات ..
- لانريد مزيداً من الشهداء ..
- عبد المجيد الدويل الذى لم يمت ..
- مشاهدة للحب في زمن الكوليرا (من أمام شاشة الحجر المنزلي ، في ...
- أمام شاشة الحجر المنزلي
- الأول من مايو .. أعياد الألفية الثالثة ..
- يكاد المريب أن يقول خذوني !!!
- العالم يتغير ..
- أعياد الدكتور سينوت حنا
- مطلوب علي وجه السرعة
- مصادفة الوباء لعالم يمر بأزمة مناعة ..
- ضرورة احترام العلم والحقائق الموضوعية ..
- وجه الدعوة الحقيقي للمقارنة ..
- نحن لانتوضأ باللبن ...
- يا مولانا ..
- الوباء الحقيقي
- ماينبغي أن تجيب عليه يامولانا ..
- طابور المساجين .. لفان جوخ
- اسمحوا لي بالإختلاف مع هذا السياق


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمدى عبد العزيز - ، وبقيت لنا روح العاشق الجميل (ركبة القرداتي) ..