أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مديح الصادق - أيعشقُ المجانين؟... قصَّة قصيرة














المزيد.....

أيعشقُ المجانين؟... قصَّة قصيرة


مديح الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 10:13
المحور: الادب والفن
    


نعم يعشقون حدَّ انقطاع الشهيق، وفي عشقهم يُذكون جذوة الجنون، لعلَّهم للعشاق فنوناً ينحتون، ولمن ما لا عهد له بالحبِّ من قبلُ درساً به يقتدي؛ يرسمون، ألم تَحكِ عنهم ما سطَّر القوالون بحقهم؟ قصصاً تثير الدهشة، وأشكال الحكايات، حدَّ الخيال
منها نُسِجتْ، ومنها ما كان قاب قوسين من التصديق، وأجمل ما بالخيال أن يكون قابلا للتصديق، فيبني من أصابهما الداء، مُصدِّقين الحال ذا؛ أوطاناً لا يقطنها سوى العشاق، ولا يحكمها سواهم، لا سلطان عليها إلا لما وضعوا من قوانين، الحبّ لكل
العالمين مُشاع، وأينما يحلّ الحبّ يحلّ السلام، وما بغيرهما تستقيم الحياة، ويستقرّ الكون.
للخلف أعاد مقعده قليلاً كي ينال فسحة للنهوض، واليراع مازال قابضا عليه، قليل من نسيم آذار يحتاج إليه، أو ما هو الأحوج فسحة من التفكير، القصة لم تكتمل بعدُ بين يديه، النهاية مازالت معلَّقة، وهو يعلم جيداً أن أمثاله حين يعشقون ليست بأيديهم
مفاتيح النهايات، وما عليه إلا أن يفلت، ولو قليلاً؛ مما هو فيه، كي يعود كما كان من قبلُ من صنف العقلاء، عليه إذاً أن يعود للبدايات.
جاهداً أمعنَ في أن يجد تبريرا مُقنعا لما أسيراً أوقعه في عشق مَن كانت بشرعه أنَّ الوصول إليها أمرٌ مستحيل، بل واحد من ضروب الجنون، قبل أن يقع فيه؛ وأنَّ مابينهما هوَّة لا يردمها ما يفصلهما من تفاوتات، بل التفاوت كان في كل المجالات، كلّ
عام كان يفضحُه ما يُجريان عندما يحين لكلّ منهما عيد الميلاد، باليوم والشهر والعام، والفارق ذاك جدُّ كبير، وغيره مما كان جوهرياً كثير، لم يسعفه الحين ذاك ما به يُكحِّل بالسواد الذوائب البيض، ناهيك عمَّا بينهما من فوارق، قد يحسبها من حولهما
خروجاً، عليه القتل يستحقان.
لم يدرِ، وهو الذي قال، من قبلُ عن نفسه؛ إنه أمير العاشقين، وإنه في فنونه لَخبير؛ أنَّ للحبّ سلطاناً مُطلَق السلطان، لا حدود تحدُّه، ولا تُوقِف تياره مطبّات، غفلة، وأنت غير مُحتاط له؛ يغزوك وأنت مُستسلم مُجرَّد من السلاح، قصص الحبّ أغلب ما تبدأ
فصولها بأننا أصدقاء، أصدقاء لا غير، على حبّ الله، وحقّ السماء، قد تصطادك نظرة، بأخرى تبادلها، وعندها لا محال من أن يقع الذي ما بأيديكما منه الخلاص، أو صوتٌ، هاتفاً يأتيك عبر المحيطات، وكيف الخلاص إن تعانقت الأرواح؟ وما أن التقت
تجدها واحداً صارت، وتبّاً لما حولهما؛ فقد باركتهما ملائكة السماء.
ضربٌ من ضروب الجنون عِشقُنا، بل بعينِه، هو الجنون، وإن طائعين كنا قد ارتضيناه، الروح بروحِكَ، أُقسِمُ، أن قد اتّحدتْ، وما ظننتُ أن يكون ما بينهما افتراقٌ طالما نحن أحياء، لكلِّ عام على حبِّنا مضى؛ سأكتبُ قصَّةً، لكنْ، وأستغفر مَن به آمنتُ مِن لكن؛
ليس كما نشتهي تجري الرياح، وإن جرت كما نشتهي؛ فلا بدّ أن هناك قرصاناً لنا بالمرصاد، لكَ في القلب وسمٌ لن يزول مدى الحياة، وأعلمُ أنَّ لي مثله رصيد لديك؛ فكن مُطمئِّناً، سيكون اسمُكَ اسماً لأوَّل مَن أُنجِبُ من الأولاد، ألا يكفيك؟.
كندا... الأحد 31 - 5 - 2020



#مديح_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السقوط... قصَّة قصيرة.
- الهروب إلى كورونا... قصَّة قصيرة.
- الألف اللينة آخر الكلمة...
- من مذكراتي... 9- 4 - 2003
- مدفعية الدوري تقصف ميسان، آذار 1991، الحلقات 1،2،3
- الشيخ (شلندخ)... قصة قصيرة
- حديثُ الصباح... القدَر...
- انتحار... قصَّة قصيرة
- ميشانُ... نصٌ شعري
- إيَّاكِ أعني... نصٌّ شعري.
- لي في العراقِ حبيبة... نصٌّ شعري
- وتلك ثمار نظام المحاصصة القومية الطائفية البغيض...
- تقريرمُفصَّل عن مهرجان شقائق النُعمان الشعري في تورونتو بكند ...
- قراءة للنصّ الشعري ( إش زهرون ) للزميل الشاعر، الدكتور وليد ...
- السُلطان... قصَّة قصيرة
- إنَّ غدَ الثوَّارِ لآتٍ، آت
- ادعموا المُعتصمين، نداء إلى الناشطين في الجالية العراقية في ...
- اضطهاد المرأة جزء من اضطهاد أكبر، ملف المراة والتطرف الديني ...
- خواطرُ ليلةٍ شتويِّة
- صلاةٌ في حضرةِ الحبيبةِ... نص شعري


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مديح الصادق - أيعشقُ المجانين؟... قصَّة قصيرة