أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أمين المهدي سليم - الانتفاضة الأمريكية (2 - 1) : 1) السيسي الأميركي : لأن الشيء بالشيء يذكر..تذكر القذارة بالقذارة














المزيد.....

الانتفاضة الأمريكية (2 - 1) : 1) السيسي الأميركي : لأن الشيء بالشيء يذكر..تذكر القذارة بالقذارة


أمين المهدي سليم

الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 10:11
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في مواجهة انتفاضة الشعب الأمريكي التى أشعلها مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد على أيدي ضابط شرطة عنصري، قدم مجمع الوساخات (بتعبير حازم صاغية) دونالد ترامب مجموعة متجددة من وساخات جناح من اليمين يتسم بالطفيلية والجهل والغرائزية وميول عبادة القوة وتغذية الكراهية والعنصرية كوسائل سياسية. في خطاب مفكك فكريا وطافح بالغرائزية والتسلط طالب حكام الولايات بالسيطرة على الاحتجاجات بالقوة وإلا أنه سيستعين بالجيش، ويبدو الرجل وهو غارق في انحطاطه وجهله وكأنه لم يقرأ الدستور الأمريكي أصلا الذى يبيح للمواطن المدني حمل السلاح وتشكيل ميليشيات عندما يتعرض لتهديد يمس حياته واسرته وممتلكاته، كما شرع الدستور تشكيل الحرس الوطني المدني الذى يستخدم في كل أحوال الطواريء.

الدستور الأمريكي وتعديلاته هو تطبيق مثالي لدعوات العقد الاجتماعي وفلسفة انشاء الدولة الحديثة، وملخصه أن الإنسان لديه في الأصل حرية فطرية طبيعية يتنازل عنها في تعاقد مع للدولة ويسلم باحتكارها للعنف، في مقابل حمايته وتنظيم حياته في مساواة تامة مع كل أفراد المجتمع وفي ظل احترام وسيادة القانون، وإذا حدث خلل في هذا التعاقد يعود حق استخدام العنف للفرد المدني وحتى ضد الدولة نفسها التى لم تحترم قوانينها وتعاقداتها. الشعب الأمريكي مشبع بهذه الثقافة التى تجعله حساسا جدا ضد تدخل الدولة في حرياته وخاصة حرية التعبير أو في الشئون الاجتماعية والاقتصادية والإدارية.

بعد خطاب ترامب الأحمق عن السيطرة وإدانة الاحتجاجات وليس فقط التجاوزات ضد الممتلكات، ذهب مشيا على أقدامه إلى كنيسة سانت جون التاريخية في مواجهة البيت الأبيض التى احرقت الاحتجاجات جزء منها، ذهب إليها محفوفا بحراسات مكثفة، وأمام بابها رفع الإنجيل وليس الدستور في خطاب تهييج ديني وعنصري مباشر، ولم يكن غريبا أن أول من رفض هذه الزيارة غير المسؤولة هو اسقف الإبرشية نفسه التى تتبعها الكنيسة :"أرفض أن اصدق ماتراه عيناي".

ليس جديدا أن يصطدم هذا القذر ترامب بالإعلام الأمريكي الحر وبالمحتجين الأمريكيين اللذين يصححون مسيرة الديموقراطية وسيادة القانون، وهو الذى أصدر العديد من القرارات المنافية للدستور والقوانين، وألغى له القضاء العديد منها، ولا أن يظهر ميول العسكرة ومديح الكراهية وعبادة القوة، ولا أن يستعين بالتهييج الديني والعنصري للاستهلاك السياسي والانتخابي للتغطية على افلاسه وجهله وتعفنه بينما هو داعر وعاهر أخلاقيا.

يقول الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو أنه لاشيء جديد في التاريخ الإنساني ولكن الظواهر الجديدة إنما هى ظواهر قديمة كانت كامنة أو متنحية (بلغة الجينات)، وهذه هى الأرضية التى يلتقي عليها الأوساخ من عينة هتلر وموسليني وفرانكو وسالازار وترامب وبوتين والسيسي والقذافي والبشير (مع رجاء مراعاة فروق التوقيت الحضاري) وتحول ميول عبادة القوة والعنف والعسكرة واستخدام الدين والعنصرية والكراهية والغوغائية إلى أدوات سياسية. وهذا يفسر استدعاء السفاح العاهر سيسي وثورة يناير في الإعلام الأمريكي الحر، وعلى سبيل المثال نشرت النيويورك تايمز أمس 2 يونيو مقالا في صفحة الرأي بعنوان "السيسي الأمريكي"، وفي صفحة اخرى مقالا بعنوان "صور المظاهرات الأمريكية تستحضر عن المصريين ثورتهم الضائعة".

أثق أن موجة اليمين الجارفة العالمية التى يمثلها ترامب ونتنياهو وماكرون وبوتين واوربان ومودي، وصبيانهم من أمثال السيسي وبن سلمان وبن زايد والأسد وحفتر ودحلان، هى موجة رد فعل مرتدة على التحديات القيمية والسياسية والثقافية التى مثلتها نهاية الحرب الباردة وسقوط سور برلين وموجات الثورة في شرق أوروبا وصعود باراك أوباما وموجة الربيع العربي، وأن هذه الموجة السوداء من البغضاء والقمع والكراهية والاستغلال والقبح والانحطاط الإنساني والثقافي والأخلاقي والسياسي ستنحسر أمام صعود موجة جديدة من تصحيح التاريخ والتقدم، لأن التاريخ من وجهة نظري يشبه في حركته الجدلية بندول الساعة داخل نفس الصندوق الذى يمثل تاريخ الأفكار الإنساني، بينما التقدم هو فوائض حركة الجدل والصراع وهو أشبه بحركة عقارب الساعة التى دائما تسجل التحرك إلى الأمام . #أرشيف_مواقع_أمين_المهدي



#أمين_المهدي_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيسي وحربه المزيفة ضد إرهاب مفبرك (3 - 3) : 3) هل تعوض ليب ...
- السيسي وحربه الوهمية ضد إرهاب مفبرك (3 - 2) : 2) سيناء اضحية ...
- السيسي ومعركته الوهمية ضد إرهاب مفبرك (3 - 1) : 1) الوسائل ا ...
- مايحدث في مصر الآن : تعايش مع المرض أم إبادة جماعية؟
- الفنان هشام سليم وابنه نور وحقوق العابرين جنسيا في مواجهة ثق ...
- مهزلة رأفت الهجان : الفخر الوطني والوعي الزائف نقيضان لايجتم ...
- كيف تواطأ اليسار والإخوان مع الجيش في عسكرة وتخريب اقتصاد مص ...
- زيارة السادات إلى القدس لغز سياسي عمره 42 سنة (2 - 2)
- زيارة السادات إلى القدس لغز سياسي عمره 42 سنة (2 - 1)
- التطرف والتسلط الديني الإبراهيمي عابر للحدود الدينية والمذهب ...
- كيف طُردت جمهورية مصر العسكرية من أفريقيا؟ سد النهضة مجرد عن ...
- اليمينيون والرجعيون هم من أخطر أمراض العالم..نتنياهو كمثال
- حتى نحول ذكرى شهداء الحرية والإنسانية والعدل والسلام إلى طاق ...
- في ذكرى ريتشل كوري : كيف نحول ذكرى شهداء الحرية والإنسانية و ...
- مضحكات ومبكيات مستنقع مصر العسكري : ثالث مستورد للسلاح في ال ...
- بيبي نتنياهو : احتفال وشعوذة ودسائس وتحريض على حافة الهاوية
- عن مسلسل الخيبات والخراب والخيانات في مستنقع مصر العسكري في ...
- بالرغم من مرور 28 سنة مازال السؤال معلقا..لماذا اغتيل فرج فو ...
- عن حسني مبارك وصدام حسين وتاريخ من الإرهاب والخيانة
- وفاة حسني مبارك : يأتي الطغاة الخونة ويسحقون الشعب ويرحلون.. ...


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أمين المهدي سليم - الانتفاضة الأمريكية (2 - 1) : 1) السيسي الأميركي : لأن الشيء بالشيء يذكر..تذكر القذارة بالقذارة