أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهاب وهاب رستم - الدكتاتورية لعنة لتشويه التاريخ















المزيد.....

الدكتاتورية لعنة لتشويه التاريخ


شهاب وهاب رستم

الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سألت بروفيسور عربي في فلسفة التاريخ وهو خريج سوربون .. كيف تنظرون للتاريخ وانت العربي والبروفيسور في فلسفة التاريخ ..
تأفف البروفيسور .. ونظر لي مبتسماً .. التاريخ فلسفة يا استاذ .. وكتابة التاريخ يحتاج الى صدر رحب .. محايد .. باحث عن الحقيقة ويكتب الحقيقة .. وهذا بعيد علينا كل البعد نحن العرب. فكل الحكام لا يحبون كتابة التاريخ الا ما كان لمصلحتهم ومصلحة عوائلهم . الحاكم الدكتاتور هو لبطل المقدام .. و الحاكم باسك اللة في الارض .. وهو القائد لملهم والفذ .. الفلتة .. الذ لا نظير له .. لا اح يستطيع ان يحكم البلدغيره .. ليس في البلد رجل مثله قادر على الحكم ..
الدكتاتور شخص مغرور .. متغطرس .. يمنجح نفسه الحق في قتل كل من يءشر عليه او له .. لأن مد السبابة له يعني الانتقاص من شخصه وكرامته .. وفي الحقيقة كل الكتاتوريات لا كرامة لهم .. وجاؤا من اتعس العوائل .. وادنى العوائل الاجتماعية ..
لذا فإنه يحاول ان يصنع لنفسه الامجاد من خلال تكوين شخصية موهومة ، كما انه يعمل من اجل فرض هذه الشخصية على الرعية( الشعب ) ، ووضع شروط ، واسماء وصفات كيفما يطرأ على باله وعلى بال من يحيطون به من المستفيدين المتملقين المطبلين ..
كما أنه يتصرف بعنجهية وغطرسة ويظهر نفسه انه لا يخشى اية قوة .. بل ينفخ نفسه ليتحدي القوى الكبرى وفي الحقيقة فإنه متخاذل وعبد مطيع لتنفيذ كل الاوامرالتي تصدر له من هذه القوى .. لكنه لكي يظهر جبروته يحاول التحكم بإرادة الشعب ولا يترك شئ للارادة الشعبية والجماهيرية ..
الدكتاتور يجمع حوله زمرة من الجهلة في السياسة والعلوم وادارة البلد لكي يصفقوا له في كل منابة وفي غير مناسبة .. على أهم مستشارين له (لكنهم لا يحلون ولا يربطون) لا من قريب ولا من بعيد ..هؤلاء المستشارين يصفقون لرئيسهم في كل كبيرة وصغيرة ولا يخالفون ما يطرحه ولي نعمتهم .. الدكتاتور .. ولا يعرفون ان المستشار هو الذي يجمع الامور ويكون الدليل الناصح للرئيس .كما يجتمع حول الدكتاتور زمرة من المثقفين .. إن صح التعبير ان يقال عنهم مثقفين .. من الكتاب والصحفين الذين يرقصون عل انغام الموت .. يكتبون التاريخ له .. عن بطولاته .. هيبته الكارتونية .. يحولونه الى ما يشتهون من رموز .. بالباطل ..ويكون الحكم بشكل فردي بيد القائد الهمام الدكتاتور .. يحول رعيته الى مزمرين ومصفقين ولا يحق لهم غير ذلك .. عليهم ان يفكروا كيف يحلم .. كيف يأكل وماذا يأكل .. عليهم ان يعملوا من اجل راحته ..
ومن الامور الذي يستغله .. او من الناس الذين يستغلهم .. رجال الدين .. يحولهم الى وعاظين .. يبحثون عن الطرق الشرعية لاذلال الشعب والقبول بحكم الدكتاتور .. ويجعلونه نقياً .. تقياً .. ناسكاً خاشعاً وعداءه مخالف للشرع والدين .. وهم ينتفعون منه في كل سجود وقعود .. يحولون اعماله الى قدسية تاريخية وشرعية ..
من الامور التي يخضعه لاوامره المباشرة .. الاعلام .. التعليم .. الجيش .. المال لعام زز يصبح الاعلام بيد اعلاميون مزيفون للوقائع .. يحجبون الحقيقة عن الشعب .. المتعلم وغير المتعلم .. التعليم يكون حالة خاصة للمقربين منه ومن حزبه .. وكذلك التعليم العالي .. حيث يتخرجون اعداد من الاكاديميين الذين لا تعمل عقولهم إلا في دائرة ضيقة من الثقافة الحزبية .. يعملون له الدعاية الاعلامية لتثبيت اقدمه وترسيخ حكمه التعسفي .. ويوهمون الناس بما في جعبتهم من الخدع والتحايل والالفاظ الاعلامية ..
اما نظرية المؤامرة فتكون حاضرة في كل وقت .. يخلقون الاعداء للشعب .. والمتآمرين على الرئيس الذي لا يعيش الشعب بأمان من دونه .. فهو الأمن والأمان وهو الدولة .. وكأنه البلد قطعة ارض اشتراه .. ولا ننسى الطبالين الموسيقيين الذين يغنون وينشدون باسم الدكتاتور .. وللدكتاتور .. ويكثر المحللون السياسيون الذين يبجلون بشخصيته وانه مصدر الالهام .. فيكتبون عن شخصيته الفذة .. وفكره .. وآيدلوجيته .. رغم ان الدكتاتور لا يحمل في رأسه اية ايدلوجيا سوى الفكر التعسفي ونظرية القتل والتصفيات الجسدية من اجل الاستمرار.. وبقاء قبضته على االسلطة.. من خلال اللجان القانونية والاجتماعية التي تعيد الشرعية لكل عمل غير قانوني يكتشفه الجماهير عدم شرعيته او قانونيته ، وعندما تفشل اللجان ويفشل الطبالون والمزمرين في عملهم .. يكون الديش القوة التي يتصدر ويهجم الاعداء في الداخل والخارج .. ليخلصوا الرئيس القائد من المآزق .الكذب صفة متلازمة للدكتاتور في كل الامور .. عندما يواجونه بالحقائق .. ويحاول من خلال الكذب والدجل تحسين صورته المشوهه وكانها ضرورة للامن القومي .. للبلد .. وكلما يخفق الدكتاتور في أي امر او عملية .. مشروع اقتصادي .. سياسي .. عسكري .. فإنه يلقي باللوم على القوى الخارجية التي تعمل ضد البلد وضد شخصه . لاستمرار الدكتاتور في البقاء على رأس السلطة فإنه يعين وينسب المقربين من عائلته في المناصب الحساسة .. حتى وان كانوا غير مناسبين لهذه لمناصب والوظائف .. يجب .. فقط .. أن يكون لبقيين في الكلام وقادرين على تحوير الكذب الى حقيقة يصدقه المتلقي من خلال الثرثرة واللغو الفارغ ... ويخلق زمرة من المخادعين الى جانب المقربين لينفذوا له الاوامر .. من خلال الشقاواة .. ومسلحين غير قانونيين لخلق الفوضى بين المواطنين مدعياً وجود ارهابيين يجب القضاء عليهم .. ولكي ينهي مسرحيته الذي يكتبه له ويخرجه له مخرجين تافهيين انبطاحيين .. بتهمة أناس ابرياء لا علاقة لهم بما تجري على ارض الواقع .. ليصبحوا كبش الفداء وضحية ويحكم عليهم باللعدام للخلاص منهم لكي لا يبقوا شهوداًعلى كذبهم .. ذلك من اجل بقاء الدكتاتور .. وبقاء زبانته الغارقين في الاجرام والقتل .. السرقة .. التزوير والغش ..
أما في مسرحية الانتخابات التي لا يؤمن بها أصلاً .. لأنه يجريها لاعطاء الشرعية القانونية والدستورية لحكمه .. وإلا فإن المرشحين لن يكونوا إلا الشخصيات المشتركة في حزبه .. و من المقربين له .. ومن زبانته .. وازلامه المنافقين وفوق هذا .. يكون الخيارات .. يكون لمن هو أكثر أجراماً من بينهم .. من قتل اكثر وسرق أكثر .. ونافق أكثر .. وفي النهاية ينتهي كل هذه المسرحيات بقبضة حديدية على قحف رأسه و بنعال اطفال البؤساء من الشعب .. على الرؤوس الفارغة.. وينتهي الدكتاتورية واسرافه في التشوية للحقائق .. لكتابة تاريخ لا أصل له .. وترمى كل ما كتب في عهده في مزبلة التاريخ .



#شهاب_وهاب_رستم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإدارة والتنمية في الدولة ..!!
- بناء الدولة المؤسساتية بعد ..ال !!
- اللجان التحقيقية .. حرق الارشيفات ..والطيور العملاقة ..!!
- الديمقراطية الخزبية وضمان الحريات ..!!
- حرق المحاصيل الزراعية .. لماذا ؟
- تشويه التاريخ .. فلسفة ..!!
- توزاز القوى .. الحرب ..!!
- شرعية الدولة الديمقراطية
- لماذا تقاعد ... البرلماني ..؟
- الفوضى والابداع .. السلام والاستقرار
- التعليم الالكتروني .. أون لاين ..!!
- التعلم من .... الحجر المنزلي .!!؟
- الانشقاق .. بين الخلاف والاختلاف ..!!
- الدولة في احضان السياسة ال ...؟؟
- ساسة في زمن الكرونا
- البيروقراطية والهيمنة الإدارية
- سياسة التيار اللاحضاري
- التخطيط جوهر العمل
- الاتحاد الاوربي الى أين ... (4)
- الاتحاد الاوربي الى اين ....( 3)


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهاب وهاب رستم - الدكتاتورية لعنة لتشويه التاريخ