أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل محمد العذري - رُسلُ الأرضُ وَفَلسَفَةُ لاَ لِلعَنُفِ فِي سَبِيل التْغِير المنشُود.














المزيد.....

رُسلُ الأرضُ وَفَلسَفَةُ لاَ لِلعَنُفِ فِي سَبِيل التْغِير المنشُود.


عادل محمد العذري

الحوار المتمدن-العدد: 6581 - 2020 / 6 / 2 - 22:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يَعتَقدُ النَّاسُ، أنَّ الرَّسلَ تَصْطفِهمَا الْسَّمَاءُ مِنْ قِبَلِ اللهِ – أُولَئِكَ الرَّسلُ والأنبِياءُ – لَكنْ الأرضُ تَصطَفِي رُسلٌ مِنْ أَدِيمَها. يمضون على ركبهم، بمنهجهم للتغير الاجتماعي في مجتمعاتهم للخلاص من هيمنة الظلم والاستعباد والقهر السياسي والاقتصادي و الاجتماعي و الديني. المتولد عن المستعمر الخارجي ،أو التمييز العنصري أو الطائفي أو الاستبداد السياسي الداخلي – كما تتداخل تلك العوامل داخلياً وخارجياً- وهم في سبيلهم ذلك، يحاولون إيقاف كل أنواع الاضطهاد أو يحاولون تحريك جماهير مجتمعاتهم لتكسير قيود و سلاسل الأغلال التي تكبل أعناقهم، نحو غاية وهدف حريتهم ودرب كرامتهم وإنسانيتهم. نستعرض مِنْ رَسَائلِ رُسلُ الأرضُ ذلك النهج الفلسفي لِمدرسة فِي التاريخ الإنساني ، قدمت نموذجاَ فريداً عبر التاريخ للتعامل مع قوي الشر وآلة الموت والدمار ضد الشعوب . نموذج لتلك الفلسفة ، والتى تستمد جوهر تعالميها،من تعاليم المسيح (ع) الحقيقية في سبيل دين الله الواحد ،القائم على محبة السلم وعلى الإحسان إلى البشر كما تجسد ت في تشريع إنجيل مَتَّي - الإصحاح الخامس ، وتعرف بموعظة الجبل- لا تجتمع مع الحرب،وتشويه البشر،كما لا تجتمع مع كل أنواع التمييز العنصري والعرقي ، وحرية المعتقد لدي الإنسان. لقد تشكلت طوائف مسيحية - في القرن السادس عشر والسابع عشر – تعبر عن أرائها المتعلقة بعدم شرعية كل أشكال العنف ،والحروب بالنسبة لأتباع المسحية . وكان من تلك الطوائف ، طائفة المينونين( Mennonites) البروتستانتية على يد مؤسسها فينوسيمونس،وتدعو إلى الكمال الأخلاقي والصبر وعدم مقاومة الشر،وتؤمن بخلاص البشرية في نهاية المطاف،بي المجئ الثاني للمسيح (ع) – كما نؤمن به - توقاً للخلاص ممّا تعاني منه البشرية في واقعها اليوم ،وكذلك جماعة الكويكرز( Quakers)،تنادي بالسلام ومحبة البشر . لكن تم تعتيم الكثير عن تلك الحقائق وعدم وصولها للنَّاس من خلال التحريف للتعليم عبر الكنائس ،والسلطات التى لم يخدم مشروعها وترافقت معه، في كل فترة زمنية معها وتحالفت – كما حدث التحريف تباعاً في التشريعات الأخري التي تؤمن بالعنف ،وتكره لغة السلام-.على ضوء تلك الفلسفة ، ظهرت ما عرف بفلسفة الملك (The King Philosophy) نسبة إلى الزعيم الأمريكي من أصول أفريقية مارتن لوثر كينغ( 15-1-1929م- 4-4 - 1969 م). سعى مارتن لوثر في عام 1964م، إنهاء التمييز العنصري ضد السود في أمريكا، يقدم الدكتور مارتن تصوره الفلسفي عن أنواع الشرور التى تؤلد العنف في المجتمع ، عند مقاومتها وهي الفاقة أو الفقر ( Poverty)، والبطالة ( unemployment) والجوع وسوء التغذية عند كثير من فئات المجتمع( Hunger and malnutrition among many sets of society ). وللتغلب على هذه الشرور ،وما يتعلق بها ، هو إعلان حرب حقيقية ضدها ،كأولوية من أجل خلق أمة عظيمة ورحيمة ، ولا يمكن للفرد أن يكون عظيماً في امة ،ما لم يكن لديه أهتمام بتلك الفئات. والسياسة الحقيقية والجادة، في إستخدام الموارد الحقيقة للمجتمع للتخلص منها،وهو ما نذهب إليه في قضية التوزيع العادل للثروة في المجتمع،وتخلصيها من قبضة السلطات التى تعمل على إستباحتها دون سائر أبناء المجتع- وليس كما في المفهوم الراسمالئ الذي يركز الثروة ،في يد قلة من المجتمع او من خلال السيطرة ،على ثروات الشعوب في العهود الأستعمارية – أو بصرا ع كثير من السلطات على زمام الحكم ، لتنعم بتلك الموارد بعيداً عن مجتماعتها. كذلك من تلك الشرور التمييز العنصري ( Racism) بفلسفة الشر – المعبر عنها رمز الشر في العالم الشيطان في مقابل الإنسان ، بالتفاخر بطبيعة تكوينه المادي المختلف عن الإنسان، وقوله بخيرتيه عنه- يعبر مارتن عن تلك الفلسفة التى تزدري الحياة الإنسانية ،بالتاكيد المتغطرس على ان احد الأعراق يمثل القيمة العليا وبقية الأجناس عليها الخضوع والركون والإستكانة والعبودية،تلك العقيدة السخيفة هي التى عاقت التقدم البشري ،نحوى المجتمع الإنساني الحقيقي ،وفصلت العقول والأرواح والأجساد عن الغاية المثلى لبزوغ المجتمع الإنساني ، ومارست القتل الجسدي والروحى في كثير من الجماعات الإنسانية. لقد نجح مارتن لوثر كنج ، في معركته ضد العنصرية ،في المجتمع الإمريكي ، ولقد توجت تلك الفلسفة ،بظهور رئيس للمجتع الإمريكي ،بارك أوباما من أصول إفريقية ، وهَهِي اليوم إمريكا ، تشهد إنتكاسة كبرى على مستوى حقوق الإنسان ،والتزام القانون والدستور الإمريكي ، وتقدم صورة مغايرة ، ذات الصلة بحرية الإنسان وكرامته ، بعد مقتل جورج فلويد،بصرخته المشهورة ( I Can t Breath) ، لِتختنق أنفاس الحرية ،وتعم الإحتجاجات المدن الإمريكية ، عن التراجع عن تلك القيم ، عندما تعتلى قمة هرم الدولة ، فلسفة العنصرية والداعمة لها، لتكون مؤشر على إنتهاء حضارة في مستقبلها القريب،مهما لوحت برفع الإنجيل ، وهي أبعد عن روحه وتعالميه في موعظة الجبل.
نكمل في مقال قادم عن ملامح فلسفة لا للعنف مع مارتن لوثر.



#عادل_محمد_العذري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارُ الموتى
- حوار عن الأحزاب السياسية في اليمن
- هل يعمل كورنا على ضرورة صحوة ضمير السلطات في اليمن ؟
- لا فرق بين الموت بكورنا أو بغيره
- كُورنا هل يُعيد حسابات سأسة العالم في التعامل مع الآخر.
- المسلك الدوراني للصراع في اليمن
- آفَةٌ الجهلُ أن تَعتقدَ مَا لاَ يَنبغِى الإعتقادُ بِهِ (ح1)
- الوصايا للسيد المسيح (ع) بمناسبة السنة الميلادية الجديدة
- شحرور ومدرسة عدم الترادف في اللغة
- الإشَهَارُ أو الإعلانُ الإلِهيِ عَنْ الإنسانِ(ح-1)
- مَنْ القْاتلُ الْحَقِيقَيِ؟
- النقدُ الاقسى
- الْسَبِيلُ إلى اللهِ يُحررنَّا مِنْ سَواه
- مَنْ يُسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ؟
- مِنْ حَرقَ الوطن إلى حرقِ المعرفة في اليمن.
- مِنْ حكايات الزمن
- الشرق القادم من ميلاد الشعوب
- الآتي لا محالة
- انشغال الجماهير عن غايتها
- جدل ثنائية الحرية والمعرفة وأثرهما على الوعي السلطوي الشعبي.


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل محمد العذري - رُسلُ الأرضُ وَفَلسَفَةُ لاَ لِلعَنُفِ فِي سَبِيل التْغِير المنشُود.