أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد مهاجر - حرية ثرنا من اجلها














المزيد.....

حرية ثرنا من اجلها


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 6580 - 2020 / 6 / 1 - 17:45
المحور: حقوق الانسان
    


-
قامت الثورة السودانية واطلقت شعار "حرية, سلام وعدالة" ايمانا بمبدأ الحرية وهو الشرط الرئيسى للكرامة الانسانية والتى يصبو اليها الجميع . ان التعدى على الحريات العامة خاصة حرية الفكر والاعتقاد يجب عدم التسامح معه

فى القضايا المعرفية يكون الحكم على الفعل الصحيح والخطأ معتمدا على استخدامنا لادوات المنطق مثل المقدمات والنتائج والشروط. اما فى القضايا الاخلاقية فان الحكم يكون مبنيا على مبادئ مثل الواجب والضرورة والضرر والنفع والاذى والعدل والظلم والمقصد والغاية والعواقب والانانية والذاتية والموضوعية والنفعية والفضيلة والرحمة

المبدأ فى الحرية هى ان الانسان بطبيعته حر, بمعنى انه حر بالميلاد. ومن هنا فان اى وضع يخالف هذا المبدأ هو وضع خاطئ, فحتى الاباء لا يحق لهم انتزاع حرية ابناءهم الذين اتوا من اصلابهم. ولان حق انتزاع حرية الابناء ليس له سند اخلاقى, فليس العدل او اى مبدأ اخلاقى اخر يمكن ان يبرر حرمانهم من الحرية

ان الحالة الوحيدة التى يجوز فيها تقييد حرية الانسان هى اقدام الانسان على فعل يبطل مبدأ الحرية نفسه. مثال لذلك انسان يسبب ازعاجا عاما لجيرانه فيمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية مثل النوم ليلا. مثال اخر هو امتناع السلطات عن اصدار تشريعات لحماية الاطفال من المخاطر عند اختلاطهم بفاقدى العقل او ذوى السلوك الاجرامى. مثل هذه السلكيات تعد تعديا على حريات الاخرين لذلك يجوز الاعتراض ومنعها والقضاء عليها

لقد تضمن الاعلان العالمى لحقوق الانسان العديد من الحريات الاساسية مثل حرية الفكر والوجدان والتنظيم والتعبير والتملك والتظاهر والحركة والنشر والاعتقاد وغيرها. كذلك ابرمت الدول اتفاقيات اخرى مكملة لهذا الاعلان مثل الاتفاقيات التى تضمن حقوق العمال والمراة والطفل وكذلك التى تمنع العبودية الحديثة وتجارة الرقيق الابيض وشتى انواع الاكراه

وفقا لجيرمى بينثام ودعاة الفلسفة النفعية فان الفعل الصحيح او الخطأ يعتمد على تقييمنا لنتائجه, بمعنى ان الفعل الصحيح هو الذى يحقق المنفعة القصوى للجميع, او على الاقل الاغلبية. وبهذا تعتبر القوانين والتدابير التى تقوم بها الدولة والتى تكون فيها منفعة قصوى لغالبية الشعب هى تدابير وتشريعات اخلاقيا صحيحة. مثال لذلك اخذ الضرائب من المواطنين لدعم ميزانية الامن والدفاع وغيرها من المنافع

على النقيض من بينثام توجد تيارات من مفكريين نفعيين وجماعات ترى ان دور الدولة يجب ان يقتصر على الامن والدفاع وفض النزاعات وسن وتنفيذ القانون. ومن هذه التيارات ليبراليين يرون ان سن الدولة لقوانين تحمى الانسان من نفسه هى قوانين غير اخلاقية وهى سلوك ابوى, اى ابوية الدولة. ومثال لتلك القوانين قوانين تنظيم سرعة المرور وقوانين الامن العام والسلامة وحماية المستهلك وغيرها. ان تطبيق الدولة لقوانين وتشريعات الامن والسلامة والصحة العامة وحماية الفضاء العام والملكية الفكرية لهى تدابير ضرورية لحماية المجتمع والحريات العامة وحفظ الاموال والانفس

على الجانب الاخر يوجد تيار فلسفى يقيم الفعل اعتمادا على نوعه. ويتصدر هذا التيار الفيلسوف الالمانى ايمانويل كانط. ووفقا لكانط فان ايماننا بان فعلا ما هو فعل صحيح يجب ان يكون مرشدا لنا عند اتخاذ القرار. مثلا ان المرء لا يمارس العبودية تحت اى ذريعة كانت لانه مؤمن بان العبودية خطأ وان حققت له منفعة كبيرة. فهنالك افعال هى فى جوهرها خطأ. وقياسا على مبدأ كانط يمكن للدولة ان تسن القوانين التى تنظم ملكية الارض وكيفية استخدامها. مثلا ان تكون هنالك مناطق مخصصة للزراعة واخرى للسياحة واخرى للصناعة واخرى للتجارة وغيرها, ولا يعتبر هذا ابوية او وصاية من الدولة على رعاياها



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هى ازمة نخب
- ادارة التنوع
- الاطار النظرى لادارة التنوع
- هل ادارة التنوع ضرورة
- خوارزمية العشق
- حكم القانون
- المغتسلة
- الانتخابات وطريقة التمثيل
- القيادة وتحديات جيل الالفية
- التعددية السياسية واحتمالات التخريب
- الديمقراطية والحكم الرشيد
- اميرة
- ما هي المشاركة السياسية المطلوبة؟
- حتما عليك الرحيل
- من هم قادة تجمع المهنيين؟
- ما هى دوافع المترددين؟
- الانتفاضة تسير فى الاتجاه الصحيح
- ما لم تنجزه الانتفاضة حتى الان
- عوامل نجاح الانتفاضة السودانية
- بشريات


المزيد.....




- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...
- إعلام عبري: مجلس الأمن الإسرائيلي بحث سرا سيناريوهات اعتقال ...
- ذياب: يطالب بالافراج عن المعتقلين والنشطاء فورًا، ويقول سياد ...
- الخارجية الإسرائيلية: قرار ألمانيا تجديد التعاون مع -الأونرو ...
- بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر ...
- تغطية حرب غزة.. قيود غربية على حرية التعبير؟
- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد مهاجر - حرية ثرنا من اجلها